الطفل والمرأة

استحقاقي لا يحتاج إذنًا منك

استحقاقي لا يحتاج إذنًا منك
بقلم: نرمين بهنسي

أيسك.. في عالمٍ علّمتنا فيه الحكايات القديمة أن نستأذن قبل أن نحلم، وتربينا على أن الحب يُكافأ لا يُختار، والنجاح صدفة لا حق… آن الأوان أن نُعيد كتابة الرواية.

أنا امرأة، وهذا وحده كافٍ لأن أُولد وأنا أُحاكم:
على صوتي، على ضحكتي، على اختياراتي، على جسدي، على ما أحب وما أرفض.
عشتُ أعوامًا أظن أني لا أستحق…
لا أستحق الاحترام إلا إذا أرضيت الجميع،
ولا أستحق الحب إلا إذا كنتُ كاملة،
ولا أستحق النجاح إلا إذا دفعت ثمنه وحدي وبصمت.

لكن الاستحقاق ليس جائزة.
ولا هو نتيجة.
الاستحقاق… “حق”.
أنا أستحق لأنني موجودة.

أستحق أن أُعامَل باحترام.
أستحق أن أُسمع دون أن أُثبت أولًا أنني “عاقلة”.
أستحق أن أُحب دون أن أُساوم على نفسي.
أستحق أن أختار، أن أغضب، أن أرفض، أن أبدأ من جديد، ألف مرة.

الاستحقاق لا يعني الغرور، بل التحرر.
لا يعني التمرد، بل الاتزان.
لا يعني أنني فوق الجميع، بل أنني لست تحت أقدام أحد.

وإن كنتِ نسيتي… فاسمحي لي أن أُذكرك:

أنتِ لستِ مطالبة بأن تثبتي جدارتك في كل لحظة.
أنتِ لا تحتاجين أن تصمتي لتُرضي.
ولا أن تتنازلي لتُحبي.
ولا أن تتألمي لتُقبلي.

الاستحقاق أن تمشي واثقة، ولو كان الطريق ضدك.
أن ترفضي، ولو خذلكِ أقرب الناس.
أن تحلمي، ولو قيل لكِ “مش وقته”.

لا تجلسي في الزاوية وتنتظري دورك…
قومي، واصنعي مكانك.

قوليها بصوتك العالي، حتى لو ارتعش:
“أنا أستحق… بصمتي، بصلابتي، ولأني أنا.”

استحقاقي لا يحتاج إذنًا منك
استحقاقي لا يحتاج إذنًا منك
اظهر المزيد

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب وكاتبة وقصصية وشاعرة وكاتبة محتوى وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى