البحر الميت ظاهرة جيولوجية وطبيعية نادرة

البحر الميت ظاهرة جيولوجية وطبيعية نادرة
نهى عراقي
أيسك.. يعد البحر الميت ظاهرة جيولوجية وطبيعية نادرة الوجود.. حيث يقع على أطول فالق إزاحي قاري في العالم، وهو عبارة عن بحر مغلق لا يتصل بالبحار الخارجية المجاورة له (البحر المتوسط والبحر الأحمر).
كما أنه يمثل أخفض بقعة في العالم، حيث يبلغ مستوى سطحه ما يقل عن 400 متر تحت مستوى سطح البحر المتوسط، وأما الفارق بين سطح البحر المتوسط وأعمق نقطة في البحر الميت فيبلغ حوالي 794 مترا.
وتتميز مياهه بشدة ملوحتها، التي تصل إلى 340غم/لتر في أعماقه، وهي نسبة كبيرة جدا، إذ تبلغ الملوحة فيه 10 أضعاف ملوحة البحار والمحيطات، مما يجعله واحدا من أكثر النظم البيئية قساوة على كوكب الأرض.
المساحة
تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 650 كلم مربع (عام 2019) ويبلغ طوله 80 كلم، وأقصى عرض له حوالي 17.5 كلم، وأضيق نقاطه تقع عند مضيق اللسان بعرض 2 كلم.
تباينت الأبحاث والدراسات بشأن حجم البحر الميت، لكن أغلبها يحدد حجمه بين حوالي 126 كلم مكعب و142 كلم مكعب، وذلك حسب ظروف وتاريخ إجراء الدراسة، مع تسجيل تراجع مستمر في هذا الحجم، حيث كان مثلا في بداية القرن العشرن نحو 155 كلم مكعب.
ويتكون من حوضين غير متساويين، يستوعب الحوض الشمالي حوالي ثلاثة أرباع المساحة الكلية، ويبلغ عمقه أكثر من 400 متر. أما الحوض الجنوبي الضحل فأصغر إلى حد بعيد، ويفصل بين الحوضين شبه جزيرة اللسان ومضايق الموت التي فيها تل من الطمي.
الموقع
يقع البحر الميت جنوب غرب آسيا بين دولتي الأردن وفلسطين، ويعدّ خط التقسيم فيه حدا فاصلا بينهما مع نهر الأردن في الشمال ووادي عربة في الجنوب.
ويقع بين دائرتي عرض 31.5 و31.45 شمالا، وبين خطي طول 35.21 و35.35 شرقا، ويحده من الشرق جبال مآدبا والكرك في الأردن، ومن الغرب مرتفعات الخليل والقدس في فلسطين، أما شمالا فيحده منخفض البحر الميت ومصب نهر الأردن، ومن الجنوب جرف خنزيرة الذي يعد بداية وادي عربة.
التسمية
سمي البحر الميت بذلك لعدم مقدرة الكائنات البحرية على العيش فيه، حيث لا يعيش سوى الميكروبات والبكتيريا التي يمكنها تحمل نسبة الملوحة العالية.
وأطلق عليه أسماء أخرى منها: البحر المالح، وبحر الصحراء، والبحر الشرقي، والبحيرة المقلوبة، وبحيرة لوط، والبحيرة النتنة، وبحيرة سدوم، وبحيرة عمورة، وبحيرة أدوما.
المناخ
يعد مناخ المنطقة حارا جافا صيفا، ومعتدلا ماطرا شتاء، حيث تهطل الأمطار على المنطقة أواخر فصل الخريف إلى نهاية شهر أبريل/نيسان.
ويبلغ معدل الأمطار في المنطقة ما بين 50 و100 ملم سنويا. كما أن كميات الأمطار تتعرض لتذبذب واضح من سنة إلى أخرى، وغالبا ما تزداد الأمطار باتجاه الجنوب إلى الشمال لتصل إلى 100 ملم في الشمال، وتقل عن 60 ملم في الجنوب.
ويتأرجح متوسط الرطوبة العام حول معدل 57%، وتصل نسبة التبخر إلى حوالي 2200 ملم في السنة. أما درجات الحرارة فيبلغ متوسطها 19.2 درجة مئوية شتاء، و37.7 درجة مئوية صيفا.
وأعلى درجة حرارة سجلت في المنطقة كانت 51 درجة مئوية، ولا تنخفض درجة حرارة شواطئ البحر الميت في فصل الشتاء عن 24 درجة مئوية نهارا و15.5 درجة
مياه البحر الميت شديدة الملوحة، وعادة ما يزداد تركيز الملح باتجاه قاع البحيرة، وكانت تحتوي البحيرة على كبريتيد الهيدروجين وتركيزات قوية من المغنيسيوم والبوتاسيوم والكلور والبرومين، فضلا عن تشبعها بكلوريد الصوديوم الذي ترسب إلى القاع بكميات كبيرة، وبالتالي أصبحت المياه العميقة متحجرة، أي أنها ظلت في القاع بشكل دائم؛ لأنها كانت شديدة الملوحة وكثيفة.
ولقد أدى الانخفاض الكبير في تدفق مياه نهر الأردن، الذي بدأ في ستينيات القرن العشرين، إلى زيادة ملوحة مياه الطبقة العليا من هذا المسطح المائي، وبحلول أواخر السبعينيات أصبحت كتلة المياه أكثر ملوحة؛ إذ يحتوي البحر على حوالي 340 جراما من الملح في كل لتر من الماء.
وبسبب الملوحة الشديدة في البحر الميت، ومستويات المغنيسيوم العالية، أصبحت هذه البحيرة الكبيرة غير صالحة لسكن أغلب أشكال الحياة، ولا يعيش داخله سوى بعض أنواع البكتيريا والعتائق والطحالب وحيدة الخلية التي وجدت جميعها وسيلة للبقاء على قيد الحياة في بيئة البحر الميت القاسية.
