صحة وطب

بقلم د. مخمد خليل رضا.. السترس وعلاماته المرضية سيصيب اللبنانيين نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان

السترس وعلاماته المرضية سيصيب اللبنانيين نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان وباختصار شديد

بقلم.. د محمد خليل رضا.. لبنان
رئيس اللجنه العلمية في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني

أيسك.. إنه “السترس” الذي سيطلّ برأسه على اللبنانيين مصطحباً معه كافة العلامات المرضية والنفسية والنفسانية التي ستؤرق وتزعج وتربك وتُخيف وتُقلق، وتُصيب و”تُهدّد”، وتمسّ، ويشمئزّ منها وترعب، وتُعصّب، وتُغضب، وينفر، ويهجّ، وتلامس في الصميم عقول، ونفسيات وقلوب وتخربط مزاج وهرمونات المطبخ الكيميائي للعديد من اللبنانيين من كافة الأعمار والأجناس والشرائح والفئات الاجتماعية، والثقافية، والعلمية، والاقتصادية واللائحة كبيرة ومتشعّبة، وخاصة في هذه الفترة من الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان وانتقال السكان إلى مراكز إيواء مختلفة جغرافياً. واليوم لدى انتقالهم إلى مناطقهم وأحياءهم ومدنهم وقراهم بعد أن تمّ الاتفاق بالأمس على وقف لإطلاق النار بين لبنان وما يسمى لدولة إسرائيل “اللقيط”.
نعم إنه السترس “STRESS” الذي سيفاجئهم من خلال مقدمات، أو من دون مقدمات، وينتظرهم “عاالكوع” لاحقاً “متلازمة السترس بعد الصدمة” “SYNDROME de STRESS POST TRAUMATIQUE” بعد أسابيع أو أشهر وذلك بحسب الماضي المرضي المتنوع والنفسي والنفساني لكل فرد من هؤلاء.
وقبل أن أتوسّع في الموضوع لا بد من إعطاء لمحة تاريخية عن السترس.
استعملت كلمة السترس من الناحية العلمية والتاريخية في إنكلترا بالقرن الثامن عشر للتحدث عن الظروف الصعبة والقاسية والحساسة جداً التي يعيشها القاصرون.
بالمقابل كشف العالم الإنكليزي “OSLER” عام 1910 إلى وجود علاقة بين الأزمات القلبية وتحديداً إصابات للقلب وللشرايين على أنواعها، وتموضعها من الناحية التشريحية داخل جسم الإنسان. وكذلك لبعض المهن الحرّة ذات الصلة بالموضوع، ومنها على سبيل المثال: الأطباء ورجال الأعمال وغيرهم..
في حين أشار “زوان” عام 1923 وتحدّث عن “قرحة السترس” “ULCERE de STRESS” عند الأشخاص الذين يتعرضون للحروق من الدرجات الكبيرة (الدرجة الثالثة وما فوق…).
إلى ذلك فقد استحضر العالم “CANON” عام 1935 بعض النظريات والاستنتاجات في مجال السترس مثلاً من خلال نشاط “لبّ الكظر” للغدة الصغيرة جداً جداً فوق كل كلية وتسمى باللغة الأجنبية “SUR-RENAL”. مع تحريك للمطبخ الكيميائي والبيولوجي لهرمونات “السترس” مثل “الأردينالين، والنور أدرينالين، والكورتيزون وغيرها…”.
من جهة أخرى تحدّث العالم الإنكليزي “HANS-SELYE” عام 1936 عن السترس وعرّفه بأنه ردّة الفعل للجسم. ويحدث ذلك تحت “تأثير” أو “تنبيه” معين “EXCITANT”.
وتحدّث أيضاً عن المصطلح الحديث لبيولوجيا السترس وكتب وأشار عن “المتلازمة العامة للتكيّف” “SYNDROME GENERALE d’ADAPTATION”. وخلال الأبحاث والتجارب والدراسات على الهرمونات التي أثبتت بعد حقن الجرذان “RATS” لبقايا الأنسجة المطحونة. فقد لاحظ أنه يحدث لها تضخّم للغدة الكظرية “فوق الكلية”، مصحوبة بخلل وأضرار وإصابات للأنسجة اللمفاوية ويترافق ذلك مع “نكروز” “NECROSE” (موت الخلايا والأنسجة بسبب عدم وصول الدم إليها). وأيضاً وأيضاً كرّر “SELYE” تجاربه وأبحاثه. وثبت لديه حدوث لنفس الاستجابات أيّاً يكن نوع الأنسجة المطحونة التي تمّ حقنها لجرذان المختبرات.
والجدير ذكره أن هذه الاستجابات والتطورات هي مستقلة تماماً عن العامل المهاجم، وإذاً الأمر يتعلّق “بالمتلازمة العامة للتكيّف”.
وهذه المتلازمة وكعناوين سريعة جداً وباختصار شديد فإنها تتطور في ثلاثة مراحل أذكرهم كعناوين سريعة دون الخوض في التفاصيل التزاماً مني بالاختصار الشديد للمقالة:
مرحلة الإنذار بالخطر.
مرحلة المقاومة الهرمونية.
مرحلة الإفراغ (الاستنفاذ).
ولشحن الذاكرة أشير إلى أنه في بعض الدراسات والأبحاث العالمية نجد كلمات فرنسية ذات صلة بالسترس “وتمهّد للسترس” والأكثر تحديداً والتي تحمل أفضل الأفكار والأكثر والأحسن التصاقاً بالموضوع في هذا المجال سأذكرهم مع الترجمة الفرنسية لهم:
“الاعتداء” “AGrESSION”.
“تفعيل أو تنشيط وإثارة وتحريك” “STIMULATION”.
“الإصابة والإضرار” “ATTEINE”.
“الصدمات” “CHOCS”.
“المضايقة والانزعاج” “CONTRAINTE”.
“الضغط” “PRESSION”.
“التوتر” “TENSION”.
“الانفعال والتأثير” “EMOTION”.
“الوعكة” “MALAISE”.
“انحطاط القوى” (اكتئاب) “DEPRESSION”.
“الخبطة” أو “الصدمة” “COMMOTION”.
“اختلال التوازن” “DESEQUILIBRE”.
“الانزعاج” “INDISPOSITION”.
تغيرات في المزاج (15) الشرود (16) الهيستيريا (17) وقلة الانتباه (18) الانتحار (19) وغيرها..

تجدر الإشارة إلى أن المهيّج “EXCITANT” التي أطلق عليها العالم “SELYE” هو ال”STRESSOR” (مُجهد، مسبّب بالإجهاد، عامل توتر، مسبّب توتر..):
كالجرثومة الحيّة المفعمة بالنشاط والحيوية “BACTERIE”.
أو من خلال عامل مناخي، بيئي، فيزيائي “كالبرد” “FROID”.
أو عامل كيميائي “كالسم” “POISON” مثلاً:
أو ضرر أو أذى جسدي “كالنزيف” مثلاً “HEMORAGIE”.
أو عامل عصبي “كالجهد” المقبول أو الغير مقبول “EFFORT”.
أو غيرها…
إلى ذلك درس الطبيب الأمريكي “جون بيرد” عام 1869 أثر الضغوط الهائلة التي تقع على عاتق رؤساء المصانع. فاخترع كلمة أو “مصطلح” أو عبارة جديدة لتوثيق حالة الإرهاق النفسي الذي يعانونه. وأطلق عليها كلمة “تسللت” مؤقتاً في حينها إلى القاموس الطبي وهي “NEURASTHENIE” لكنها وبالمقابل فقدت “بريقها” “ورهجتها” بعد أن طالت شرائح اجتماعية أخرى ومنها الفلاحين وغيرهم.. ولم تعد محصورة بالتالي لدى رؤساء المصالح.
هذه المقدمة والسّرد التاريخي للسترس وبشكل عام كانت كمدخل لا بد منه لكي أتطرّق تدريجياً إلى العلامات السريرية “CLINIQUE” والحالات المرضية والاضطرابات والعوارض النفسية والنفسانية والعاطفية وأخواتها مع كافة المضاعفات التي ستحدث بالمستقبل ولاحقاً وذلك بحسب “السيرة الذاتية” “C.V” لكل شخص من الناحية المرضية والنفسية والصدمية والجراحية وأخواتها.
لا بدّ من الإشارة وأكرّر ذلك للضرورة القصوى ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى إلى أن السترس (أو التوتر النفسي، أو التوتر والإجهاد و..) هو ردّة فعل للجسم لأيّ تغيير يتطلّب تكيّفاً أو استجابة. وبالتالي وتدريجياً يتفاعل الجسم وربما يتأقلم مع هذه التغيرات باستجابات جسدية وعقلية وعاطفية ونفسية وغيرها…
سأذكر للعديد من العلامات والحالات المرضية والنفسية والنفسانية وغيرها التي تحدث خلال السترس، ولاحقاً وربما ناطر “عاالكوع” وبفترات زمنية متفاوتة (أسابيع؟ أو أشهر؟..) “متلازمة السترس بعد الصدمة”. وتختلف أهمية ووتيرة وحدوث هذه العوارض والحالات المرضية المختلفة بحسب معايير متنوعة لا بدّ من ذكرها وأهمها: (1) العمر (2) متزوج – أعزب – مطلق (3) الجنس (رجل، امرأة، طفل، مراهق، من كلا الجنسين) (4) السوابق المرضية (5) والنفسية (6) والنفسانية (7) والعاطفية (8) والصدمية (9) والكحولية (10) والتدخينية (11) والمخدراتية (12) والانحرافية (13) والسلوكية (14) والمهنية (15) والسفر إلى الخارج (16) المستوى الثقافي (17) متعلّم (18) أمّي (19) هل خدم بالجيش؟!.. (20) شخص مدني (21) أم عسكري ذو رتبة “X” (22) السوابق الجراحية (23) وغيرها (24) وغيرها.
أنتقل سريعاً وأذكر كعناوين سريعة جداً للعلامات المرضية والنفسية والنفسانية دون التوسع في ذلك: (1) القلق (2) الاكتئاب (3) الفوبيا (4) التعصيب (5) الارتباك (6) عدم التركيز (7) اضطرابات في النوم (8) كوابيس ليلية (9) التعرّق (10) التبوّل الليلي والغير إرادي “ENURESIE” (11) ردّات فعل غير إرادية (12) اللامبالاة (13) تغيرات في المزاج (14) الانتحار (15) محاولات الانتحار (16) الهلوسة “HALUCINATION” وهي على أنواع: بصرية، شمّية، جلدية، سمعية وغيرها.. (17) عدم التركيز (18) زيادة في دقات القلب “TACHYCARDIE” (19) فقدان الشهية (20) وهذا ما يعطي “باس” تدريجياً وتراكمياً إلى “سوء التغذية” “MAL-NUTRITION” معطوفاً رويداً رويداً على قلة المناعة وعوارض صحية مرضية متنوعة، وخلل في النمو، وفيزيولوجيا وبيولوجيا واستقلاب “METABOLISME” واللائحة كبيرة (21) خلل في معدل السكر في الدم. (22) الانطواء على الذات (23) التأخر الدراسي والاستيعابي (24) الصداع (وجع الراس). (25) وأعراض التوتر على أنواعها (26) شدّ أو ألم في العضلات (27) آلام في الصدر (28) تعب (29) إرهاق (30) تغيرات في الحافز الجنسي. (31) اضطرابات متنوعة تطال الجهاز الهضمي. (32) ارتفاع في ضغط الدم. (33) ارتفاع في معدل السكر في الدم. (34) أمراض في القلب (35) السمنة (النصاحة). (36) العصبية (37) الحزن (38) تفجّر الغضب، والاقتراب من الحالة الجرمية؟!. (39) الميل إلى الوحدة (العزلة) (40) انخفاض مستوى الطاقة (41) اضطرابات في المعدة نتيجة للتوتر الشديد بما في ذلك الإسهال والإمساك والغثيان و… (42) الأرق (43) نزلات البرد والالتهابات المتكررة. (44) جفاف الفم (45) صعوبة البلع (46) برودة أو تعرّق اليدين والقدمين (47) آلام الأسنان (48) ثني الفك وطحن الأسنان (49) رجفة (50) رنين في الأذنين. (51) زيادة النسيان بنسب مختلفة. (52) انخفاض الإنتاجية في العمل. (53) عدم القدرة على اتخاذ القرارات. (54) النظرة السلبية للأمور. (55) اضطرابات الشخصية. (56) مشكلات في الدورة الشهرية. (57) مشكلات الجلد والشعر. (58) حب الشباب “ACNÉ”. (59) الصدفية “PSORIASIS” (60) الأكزيما. (61) مشاكل جلدية. (62) فقدان الشعر الدائم. (63) القولون العصبي “التشنجي”. (64) التهاب القولون التقرّحي. (65) ارتجاع المعدي المريئي. (66) ضعف الانتصاب. (67) سرعة القذف. (68) فقدان الرغبة الجنسية. (69) خلل في الهرمونات. (70) وفي بعض الحالات المعقدة تحدث عوارض وأمراض نفسية وحالات نفسانية خطيرة جداً جداً. وذلك بحسب المعايير التي ذكرتها (العمر و…). (71) ويقود السترس والتوتر الشديد إلى الجنوح إلى خانة الانحرافات السلبية (في بعض الحالات) تصل إلى تعاطي المخدرات وأخواتها والكحول وبكثرة “وبصرعاتها”. والإفراط في التدخين و.. (72) وماذا عن الانعزال الاجتماعي. (73) الهجومية. (74) ابيضاض الشعر (شعره شايب من الوهلة “واشتعل الراس شيباً؟” حتى ولو عمره صغير؟!. (75) الشرود. (76) الهيستيريا. (77) خلل في الشخصية. (78) “البحلقة” مطولاً. (79) ملابس غير متجانسة. (80) وغيرها.. (81) وغيرها.
دون أن يغيب عن بالنا أنه قد ينتج ويحدث القلق المفرط نتيجة وقوع حدث كبير أو أن تتراكم وتتفاقم وتتكلم العلامات والأزمات على أنواعها من خلال محطات حياتية صغرى وكبرى تتسبّب بحصول الضغط العصبي، والتأثر الشديد في هذا الإطار. مثلاً وفاة أحد أفراد العائلة، أو الأصدقاء، وصديق العمر، والحيّ والطفولة، والعمل، والأبناء، والجيران، وظروف ومشاكل العمل، أو الشعور الدائم بالقلق الناتج عن الأزمات المالية، وميزانية “زيد” أو “عمر” المتواضعة. أو تقلّبات أسعار وأسهم البورصة. دون أن ننسى التركيبة الخاصة بشخصية “X” أو “Y”.
إذ نجد أن هذه الشخصية أو سواها تكون عرضة بالإصابة باضطرابات القلق وأخواتها أكثر من شخصية “Z” أو “W”.
وكذلك اضطرابات تطال الصحة العقلية وتضاريسها، والنفسية والنفسانية والعاطفية ودهاليزها، وغيرها…
نرجع إلى أوضاع الأخوة والأخوات والأهالي والعائلات اللبنانية و.. وفي ظل الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان والتي خلّفت أكثر من أربعة آلاف وخمسماية شهيد وأكثر من سبعة عشر ألف جريح، وخراب ودمار والعديد من المباني والأحياء السكنية سُوّيت بالأرض، معطوفة على الحرائق في الممتلكات والمحال التجارية على أنواعها، والأوراق الشخصية والشهادات والإثباتات، والرّخص على أنواعها احترقت وفقدت، أو تشوّهت وتمزّقت… ومنها صور نادرة، وذكريات لا تُمحى من الوجود لكافة أفراد العائلة والأهل والأصدقاء والجيران وفي مناسبات عديدة، ومحطات، وهدايا، وميداليات، وتنويهات وإشادات بـ”X” أو “Y” في هذه المهنة أو تلك الرياضية التي كان يمارسها بعد أن ربح لقب معين في هذه البطولة المدرسية، أو اللبنانية أو الدولية. مع صور تذكارية تجمع “X” البطل الرابح مع زملاءه الأبطال الدوليين. وقسّ على ذلك.
وتختلف وتيرة استيعاب الصدمة والسترس بحسب العديد من المعايير التي ذكرتها والحالات المرضية والنفسية والنفسانية وأخواتها…
فمنهم من يستوعب “ويبلع” “الصدمة” أو السترس ولا يتأثّر بها، ويتجاوزها بطريقة أو بأخرى وربما تؤثّر عليه بنسبة ضعيفة لا تُذكر.
وآخرين لا يتحمّلوا ذلك ويحدث عندهم لائحة من بعض العوارض الجسدية والنفسية والنفسانية التي تقترب من (80) علامة مرضية على أنواعها.
ودون أن ننسى السكن الجغرافي المفاجئ والطارئ للأخوة الضيوف والوافدين ولا نقول للنازحين، الذين يتواجدون في مراكز الإيواء في المدارس ومناطق أخرى في أكثر من منطقة من جغرافية لبنان.
فهذه الفئة من الناس التي تعوّدت وتأقلمت لسنوات طوال وعقود من الزمن على الحيّ الفلاني والسوق والجيران، والمحال التجارية، والمدارس والعمل، والتنقل و… وفجأة أصبحت وبصورة طارئة في أماكن أخرى مجهولة بالنسبة لها، وأكثر من ذلك يبقون في مراكز الإيواء وجغرافيته في أكثر الأحيان ومن دون الاختلاط والاحتكاك بالأهالي الفعلين لهذه المناطق على أنواعها، والقرى والمدن وأهاليها وحيث هم.
وأيضاً وأيضاً وتيرة وعلامات السترس الجسدية والسريرية والنفسية والنفسانية تتكلّم بقوة لدى البعض عند رجوع لا نقول النازحين إلى قراهم وأماكن سكناهم ومناطقهم المختلفة جغرافياً. لكن هم كانوا الضيوف والوافدين في مراكز الإيواء واليوم هم أهل هذه الأماكن والسكان الحقيقيين وأهل الأرض وأشرف الناس تركوها وغادروا ومن ثم رجعوا منتصرين ومرفوعي الراس والهامات.
ومن جهة أخرى البعض من الأخوة الأهالي وبحسب السوابق المرضية والنفسية والنفسانية وعندما تمّ وقف إطلاق النار في لبنان مع العدو الإسرائيلي ورجعوا إلى مناطقهم ويشاهدوا عن قرب وليس عبر التلفزة مشاهد حيّة للدمار والخراب والمباني قد سُوّيت بالأرض والتغيّر القاسي والفظيع لجغرافية المناطق والأحياء السكنية وتوابعها… والخراب والدمار الذي طال محالهم وأرزاقهم ومؤسساتهم التجارية والإنمائية والاجتماعية والصحية والإنسانية والإغاثية والغذائية وأخواتها، ومكاتب المحامين وكتّاب العدل وعيادات الأطباء، والصيدليات و… المهدّمة والمحترقة والمشوّهة شكلاً ومضموناً ومعطوفة على المقابر المهدمة.. واللائحة كبيرة جداً ومتشعبة. ربما البعض منهم هرمونات السترس تتكلم بقوة وتعطي “باس” “PASSE” قوي جداً لترجمة العلامات المرضية والنفسية والنفسانية سوءاً ومرضاً وقلقاً وتعصيباً وقساوة وربما “تدفش” هذه العلامات البعض إلى “الانتحار” أو “محاولة الانتحار”، وعند مرضى القلب والضغط والسكري والأمراض المزمنة يحصل وفي هكذا مناخات ضاغطة سلباً ونقترب إلى “الموت المفاجئ القلبي المصدر. وهذا حصل هنا.. وهناك.. والله يستر؟!
كلمة عن علاج السترس: فالعلاج يختلف بحسب عمر وجنس (رجل، امرأة، طفل، فتية، فتيات، مراهقين، مراهقات…) والحالة المدنية (متزوج، أعزب، مطلّق…) وأيضاً وأيضاً بحسب وتيرة وقوة علامات ومعايير السترس التي ذكرتها. ويتمّ العلاج من خلال فريق طبي اختصاصي في مجال السترس تحديداً وأطباء نفسيين، ونفسانيين في بعض الحالات دون أن ننسى تفعيل للعامل الترفيهي والرياضي والسياحي، والنشاطات الحرفية اليدوية والتراثية والمسابقات وسواها وبخاصة عند الأطفال والمراهقين وبعض الشخصيات الحساسة جداً، ورحلات مدروسة وممنهجة لهذه الشريحة العمرية وملء الفراغ القاتل لـ”X” و”Y”. ووضع استراتيجية علاجية فعّالة في هذا الإطار مع المراقبة باستمرار ومنع حدوث الانتكاس الرجوع) “”RECHUTE.
العلاج بالأدوية، تناول أقراص دوائية تخفّف من وتيرة السترس وتحسّن المزاج وظروفه الإيجابية لـ”X” و”Y”. وتناول هذه الأدوية تحدّد بدقة بعد الاستماع المطوّل للمريض من قبل الأخصائي في مجال السترس وهذا يأخذ وقت معين أكثر من ساعات وعلى فترات ومعاينات دورية. ويتحكّم الأخصائي في “دوز” “DOSE” الأدوية وتدريجياً.. من نصف حبة إلى حبة كل “Y” ساعة. وربما يكون المريض “شيطان محترف” ولا يأخذ أدويته أم لا؟ وأفضل فحص للتحرّي على تركيز هذا الدواء أو ذاك في جسم المريض هو فحص الشعر المهم جداً جداً جداً حتى ينقطع النفس لأكثر من سبب؟ الأخصائي “يفهم اللعبة” من خلال أسئلة يوجهها للمريض (المفترض) في أول المعاينة، وفي وسطها، وقبل أن يغادر المريض العيادة بأقل من دقيقة؟ هنا يقع المريض في الفخ؟! وربما يعطيه الدكتور “PLACEBO” (أدوية غفُل) يعني شكلها الخارجي هي أقراص وحبوب على شكل دواء لكن مفعولها (صفر) (دواء تفنيص؟) للتقيّيم هل المريض يأخذ الأدوية أو لا؟؟ وأحياناً نجري فحوصات مخبرية للتأكد هل المريض يأخذ أدويته أم لا؟.
وأفضل فحص للتحرّي على تركيز “CONCENTRATION” هذا الدواء أو ذاك في دم وجسم المريض هو فحص الشعر وهذا الفحص مهم جداً جداً جداً حتى ينقطع النفس.
ويعطيه أحياناً إبرة بالعضل كل أسبوع أو أكثر.. وربما كل شهر أو أكثر وذلك بحسب كل حالة بحالة. وأكرّر بعد الاستماع إليه جيداً وبدقّة والطبيب المعالج يأخذ وقته وهو مرتاح لأنه أمامه إنسان يجب أن يعالجه بمسؤولية وصدق وبخبرة ومهنية كفرد سليم ومعافى ويرجع إلى كما كان قبل حدوث السترس لكي يمارس نشاطه، ومهنته على أكمل وجه، وبالطبع مع المراقبة الدورية عند الأخصائيين. ويكون الطبيب خلال فترات المعاينات الدورية قد تواصل مع أهل المريض “ليغربل” ويقيّم المعلومات من كافة المصادر القريبة جداً للمريض ليُبنى على الشيء مقتضاه، وهذا عين الصواب. ويُسجّل ذلك إيجاباً له في خبرته وحنكته وذكاءه كطبيب والاختصاصي المحترف والمجنزر في عمله. (وما في حدا بيعلّم عليه كما يقال شعبياً في لبنان؟!).
وللعلاج الكلامي “PSYCHOTHERAPIE” مفيد جداً جداً، وذلك بحسب كل حالة بحالة وظروفها وأقدميتها أو حدوثها في الحال.
وأحياناً يلجأ الطبيب المختص إلى “التمثيل” ليخدع” مريضه وفي حالات معينة. مثلاً يقول للمريض الجالس أمامه في العيادة، أنه عندي في الأسبوع “X” مؤتمر سأضطر إلى السفر خارج لبنان وقد يطول السفر إلى الخارج لسبب من الأسباب؟ وفي هذه الفترة زميلي ونفس الاختصاص الدكتور “X” “Y” سيأخذ مكاني وفي نفس العيادة لمتابعة مراجعات المرضى؟ ويكون هذا الطبيب المحترف والذكي قد أخبر “السكريتارية” بهذا الفيلم المركّب والسكريتريا الذكية تفهم وهي فهمانة الوضع من الأول والآخر؟ ضمن السرية الطبية الإيجابية. والدكتور الأصلي يكون قد غيّر ملامح وجهه، وكما يقال شعبياً في لبنان (غيّر حلااسه؟!) وملابسه ونمط استنطاق المرضى بطريقة مغايرة عن السابق. حينها “يستفرد” الطبيب المحنّك بمريضه “العفريت؟!” والحسّاس؟ ويوقّعه في أكثر من فخ ومطب من حيث يعلم أو لا يعلم؟. وهذا وسأكشف سرّ كنت أمارس ذلك شخصياً أنا الدكتور محمد خليل رضا في بعض الحالات الدقيقة جداً جداً عند المرضى المتقلبين وغير ثابتين سواء في الطب الشرعي وأخواته أو في حالات طبية معقدة جداً جداً. وفي نهاية الأمر أقرّر ماذا أفعل ليبنى على الشيء مقتضاه. (وفي بعض الحالات كنت شخصياً أخبر أحد من عائلة المريض من المتعلمين والبالغين والذين يستوعبون الكلام وسرّهم عميق” لكن ليس والدته أو أبوه؟!).
دون أن ننسى الأشخاص الذين يعملون في مهن معرّضة جداً للسترس ومفرداته (الحراس الليليين والأمنيين ومهن أخرى…) يجب مراعاة ساعات العمل عندهم أو يكون عملهم إداري نهاري مدروس دون “سترس” وضغط نفسي ومسؤولية عمل. آخذين بعين الاعتبار أوضاعهم الآنيّة وسيرورة واستمرارية العمل كما يجب، وإعطاء كل ذي حقّ حقّه بالعدل والمساواة.

الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”.
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”.
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”.
أخصائي في “علم المقذوفات في الطب الشرعي” “BALISTIQUE LESIONNELLE”.
“أخصائي في طب الفضاء والطيران” “MEDECINE AERO-SPATIALE”.
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي” “IMMAGERIE
MEDICO-LÉGALE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE-DOPAGE”.
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
عضو للعديد من الجمعيات العلمية والطبية والتخصصية للناطقين عالمياً باللغة الفرنسية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، وعلمية، وثقافية، وتوجيهية وانتقادية، وإرشادية، وصحية، ومسؤولة، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً وبدقة حافة الخطوط الحمر لكن دون تجاوزها.
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“اقرأ وربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “الآيات رقم 3- 4- 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
لبنان – بيروت

بقلم.. د. محمد خليل رضا.. السترس وعلاماته المرضية سيصيب اللبنانيين نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان.. وباختصار شديد
بقلم.. د. محمد خليل رضا.. السترس وعلاماته المرضية سيصيب اللبنانيين نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان..

Home

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى