الطفل والمرأة

العنف ضد المرأة.. من الغفوة إلى الصحوة

العنف ضد المرأة ….من الغفوة إلى الصحوة
بقلم /حنان مرسي

أيسك.. ـ خدي بالك من عيالك
ـ إنتي إيدك مخرومة
ـ إنتي غلط وحياتك غلط
ـ دة كتييير عليكي
ـ إعملي بلقمتك

الغفوة

كلمات في جمل قد لا تُنطق لكنها تُحَس وتُرى بالعين ، وما أصعب أن تسمع كلمات جارحة غير منطوقة، ما أصعب أن يمر العمر، وتكون الحصيلة صفر .
فالمرأة تولد وتكبر وهى تحلم بفارس الأحلام الذي سينقذها من واقعها المرير وتفرض عليها التقاليد أحدهم

وتبدأ الصدمات الكهربائية

وهنا تبدأ الصدمات الكهربائية وتتوالى الأحداث وتجري الأيام ،وهى تلف وتدور حول الساقية .
ثم يضرب الوهن عظامها ويشتعل الشيب في رأسها .

وتنظر إلى يدها فتجدها فارغة وكأنها كانت تحاول طوال وقتها أن تمسك المياه أو أن تقف فوق بحر الرمال.
بالضبط كأنها تغرق في المحيط وكلما حاولت أن تأخذ نفساً تجد من يدفعها إلى الماء مرة أخرى .

ما سبق كان نموذج لإمرأة تكسرت إلى آلاف الأجزاء؛ لكنها تلملم أشلائها قانعة بقدرها وتحلم بجنتها التي وعدها بها رب العالمين .

نتائج مؤكدة

بالرغم من هذا الوضع المؤسف فإن هذه المرأة المكسورة مطالبة بتربية نشأ متزن وناجح ليحمل رايات نصر مجتمع غالبية سيداته تعاني نفس المعاناة
مستوى إقتصادي وتعليمي متدني تنتشرفيه جرائم غاية في العنف والقسوة .

فتجد من تقتل زوجها أو أبنائها ومن يذبح أبناؤه وتنتشر جرائم الزنا والشذوذ وحب كل ما هو محرم هروبا من واقعهم المرفوض .

والقسوة والجحود تبدأ من داخل المنزل فإن أردنا إصلاحاً فلنبدأ من الداخل للخارج وليس العكس .

حفظ الكرامة

انطلاقا من أن المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، فإنه يتوجب على المجتمع المحافظة على حقوقها وكرامتها.

ووضع القوانين المختلفة لحمايتها وضمان التأمينات الإجتماعية لها حتى لو لم تملك عملا أو تنتمي لهيئة معينة ،فحمايتها وكف الأذى عنها يقي المجتمع شر جرائم وإنحرافات خطيرة تدفعه إلى الهاوية .

وغرس قواعد وأهمية الإحسان إلى المرأة فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَكُونُ لأَحَدِكُمْ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

صدق رسول الله
البداية

ولتكن البداية بتوضيح ونشر الوعي الثقافي ، وكيفية إختيار شريك الحياة ، وأسس قيام العلاقات الزوجية ،وإرساء قواعد أسرية سليمة .
تقوم على أسس دينية تحفظ لجميع الأطراف حقوقها دون ظلم لأحد.

يقع على أحد الأطراف فالنتائج وخيمة يتحملها أطفال ليس لهم أي ذنب غير أنهم ولدوا في مناخ غير ملائم لآباء وأمهات يعانون من الأمراض النفسية .

فالزواج ميثاق غليظ سنه الله في الأرض ليحفظ به بنو آدم أنفسهم شر الرذيلة لا ليكون سببا في إنتشارها .

صحوة

هذا وقد حدثت في الفترة الأخيرة صحوة كبرى في مجال تمكين المرأة وحمايتها على المستوى المحلي من خلال المجلس القومي للمرأة ،ووزارة التضامن الاجتماعي، ومنظمات المجتمع المدني.

وعلى المستوى العالمي من خلال منظمة العفو الدولية، ومكاتب الاستشارات والتدريب الخاصة بالمرأة التابعة لهيئة الأمم المتحدة. إضافة إلى منظمات حقوق الإنسان المنتشرة بفروع متعددة في كل أنحاء العالم.

وتتواصل الجهود لتمكين ذلك المخلوق الرائع من عيش حياة بكرامة تتنفس فيها الأمان و الحرية .

العنف ضد المرأة ….من الغفوة إلى الصحوة
العنف ضد المرأة ….من الغفوة إلى الصحوة
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى