صحة وطب

بقلم الدكتور محمد خليل رضا هل تشّرح جميع الجثث في لبنان من دون استثناء؟!”الحلقة 2

بقلم الدكتور محمد رضا خليل.. هل تشّرح جميع الجثث في لبنان من دون استثناء؟! “

الحلقة الثانية.. أسئل وبقوّة المنطق والعلم والمصلحة العامة هل تشّرح جميع الجثث في لبنان من دون استثناء؟! أم نكتفي بمعاينتها من الخارج حيث وُجدت؟ ولماذا لا تُعطى “شهادة الوفاة” لكلّ جثّة لدفنها بصورة رسمية وقانونية في المقابر؟ مع بعض الملاحظات في العمق؟ وباختصار شديد جداً جداً
(الحلقة الثانية) (3/2)

أيسك.. نكمل هذه المقالة ذات الحلقات الثلاث.
وهذه هي الحلقة الثانية
III – الجثث المحروقة والمتفحّمة “CORBONISÉS”
إضافة إلى تشريح الجثث وأخذ رزمة من العيّنات التي ذكرتها في “علم السموم” “TOXICOLOGIE” في بداية هذه المقالة المختصرة جداً جداً جداً… لكن هناك معلومة مهمة جداً منها ما هو نشاهده على الجثة مثل وضعية “يد الملاكم” “ATTITUDE de PUGILISTE” لكن الأهم والمهم والمفصلي والحازم والجازم والأكيد والثابت والنهائي والذي لا يقبل الشك للتأكّد أن الضحية كان حيّ يُرزق عند نشوب الحريق هو عند تشريح الجثة وفتح القصبات الهوائية وتفرعاتها للتحرّي على وجود ما يُطلق عليه “SUIE” “دخان” في مخاط هذه القصبات الهوائية وتفرعاتها.
وهذا أيضاً وأيضاً يُسجّل لصالح تشريح الجثث ونقطة على أول السطر؟!. ونصوّر ذلك في الحال للتوثيق والمصداقية والحيادية المطلقة.
ونأخذ خزعات من الرئة اليمنى والرئة اليسرى والكلية اليمنى واليسرى والكبد وغيرها..
أكرّر للضرورة القصوى توجد قاعدة في الطب الشرعي وأخواته هي التصوير الشعاعي لجثة الغريق.. والمحروق و.. لأكثر من سبب وسبب..
فإن وجود الدخان “SUIE” داخل مخاط القصبات الهوائية وتفرعاتها هو دليل قاطع وحازم وجازم وأكيد وصحيح ومسؤول و… على أن الضحية كان حيّ يُرزق أثناء حدوث الحريق أكرّر ذلك للأهمية القصوى. وأكرّر وهذه المعلومة المهمة جداً والثمينة والوازنة تسجّل لصالح تشريح الجثث. وكي لا يُدفن سر سبب موته داخل القبر، ونجهّل الفاعل أو الفاعلين.. ومعلومات وأسرار أخرى في إطار تشريح الجثث لا داعي لكشف المزيد منها لكن اكتفيت في كل حالة بذكر ما تيسّر من المعلومات المهمة والمفيدة والدسمة.
IV – حالات أخرى في إطار “الموت المفاجئ القلبي المصدر”
“MORT SUBITE ORIGINE CARDIAQUE”
.. قبل أن نسمع عبارات وجمل من قبيل: (1) خلص عمره (2) صيبة عين (3) قضاء وقدر (4) كله حسد (5) ديعانه أشقر وعيونه زرق أو خضر.. (6) وكلام آخر في هذا الخصوص.
تشريح الجثث بخبرة، وبمهنية، وبمسؤولية وخاصة عند ضحايا قيادة السيارات وحوادث السير.. والعمل.. وغيرها.. ويقال أن السائق: “كان سهران مشّ نايم مليح..” أو.. تعليل شعبي آخر سطحي وغير علمي ولا يؤخذ به.
فتشريح الجثث أكرّر وأخذ رزمة من العيّنات والخزعات “BIOPSIES” المتنوعة تكشف المستور والمخفيّ والسرّي و.. في أزمات وأمراض قلبية خلقية “CONGENITALE” ومكتسبة “ACQUISE”.
سأسرد لبعضها كعناوين سريعة جداً دون الخوض في التفاصيل للاختصار:
“متلازمة بريكادا” “SYNDROME de BRUGADA”
وأحياناً نجد حالات تجمع بين “متلازمة بريكادا ومتلازمة “L.Q.T3”.
“جسر في عضلة القلب” “PONT MYOCARDIQUE”
“النشواني القلبي (أميلوز)” “AMYLOSE CARDIAQUE”
“متلازمة موجة الـ “L.Q.T الطويلة”
“LE SYNDROME de QT LONG”
“احتشاء في عضلة القلب” “MI”
“INFRACTUS de MYOCARDE”
“الخُناق الصدري” “ANGINE de POITRINE”
ارتفاع في معدل البوتاسيوم “K+” في الدم وعلاماته الكهربائية في تخطيط كهربائية القلب “E.C.G” والعلامات السريرية “CLINIQUE” (أتكلم بشكل عام.. وبحسب كل حالة بحالة..).
“اضطرابات وخلل في الاتصال وكهربائية القلب”
“TROUBLES de CONDUCTION CARDIAQUE”
“خلل في التنسج وفي نظم القلب للبطين الأيمن”
“DYSPLASIE ARYTHMOGÉNE du VENTRICULE DROITE “.
وهذا الخلل يتضمن “انقباضة خارجة للبطين الأيمن” “EXTRASYSTOLE VENTRICULAIRES” مصحوبة بدوار ودوخة وبداية غياب عن الوعي و… يؤدي ذلك إلى الموت المفاجئ وبخاصة عند الرياضيين في أعمار شابة. والفضل في الكشف عن هذا المرض والتشخيص واللغز والسرّ لموت “X” و”Y” هو تشريح الجثث.. وهذا يُسجّل لصالح تشريح الجثث “OUTOPSIE”. في حال إذا كان من نيّة: (1) صادقة (2) صافية (3) وأمينة (4) وعلمية (5) رسمية (6) طبية (7) إنسانية (8) وقانونية.. (9) ومن الآخر و.. (10) وغيرها.. لكشف أسرار الوفيات وبخاصة الفجائية المصدر (وغيرها.) في هذه الدولة أو تلك من العالم. وكيّ لا يُدفن سرّ الوفاة في داخل حفرة وظلمات القبر. ويقال كلام آخر غير علمي وشعبي ومقلق جداً جداً.. وكفى.. فحدا يسمعنا.. (وإلاّ وعلى الطب الشرعي السلام؟!)
واستطراداً بعض هذه الحالات التي ذكرتها في أسباب الموت المفاجئ القلبي المصدر وربما غيرها.. تكون لها مصدر وسبب “جيّني” “GENETIQUE” “ووراثي” “HERIDITAIRE” و”عائلي” “FAMILIALLE” و”استقلابي” “METABOLIQUE” وغيرها.. ومن باب “ربّ ضارّة نافعة” ومن باب الوقاية. وأخذ العلم مسبقاً يتمّ تفادي وتحاشي حدوث هذه الحالات وغيرها.. وللتحرّي عنها وللكشف المبكّر “DEPISTAGE PRECOLE”.. وإرشادات ومحاذير مناسبة تفيد في هكذا حالات مع ما يطلق عليه طبياً “CONSEILES GENETIQUES” ومفتاح هذا الكشف والتحرّي المبكّر عن هذه الأمراض وغيرها والتي قد تؤدي إلى الموت المفاجئ سواء القلبي المصدر أو غيره يعود إلى تشريح الجثث وأخذ رزمة من العيّنات والخزعات المتنوعة والمدروسة.
نكمل في سرد بعض الأمراض والحالات الأخرى التي تؤدي إلى الموت المفاجئ القلبي المصدر.
“اضطرابات في نظم القلب”
“TROUBLES ARYTHMOGÉNES”
“أمراض خلقية قلبية متنوعة”
“MALADIES CONGENITALES CARDIAQUES”
“انفصال أو انسلاخ للشرايين التاجية للقلب”
“DISSECTIONS AIGUES DES ARTERES CORONNARIENES CARDIAQUES”
“انسلاخ حادّ للشريان الأبهر في الصدر والبطن وتفرعاتهم”
“DISSECTION AORTIQUES ABDOMINALE et THORACIQUE”
“انفجار لأم الدم الأبهري” “RUPTURE ANEVRYSME AORTIQUE”
وغيرها.. (17) وغيرها.. (18) وغيرها.. إلخ…. لم أذكرهم وأتوسع بهم التزاماً مني بالاختصار الشديد جداً في المقالة…
V – انفصال حادّ في شبكية العين DECOLLEMENT de LA RETINE
هنا المصيبة الكبرى والفخ الطبي والطبي الشرعي والأمني و… ماذا لو حصل للسائق “X” أو “Y” سواء حصل ما حصل في سيارة، شاحنة، فان، بيك آب، دراجة نارية، دراجة هوائية، قائد الطائرة، حوادث الطيران أو لسائقي الترانزيت للشاحنات المبرّدة وأخواتها.. وكانوا يقودون سياراتهم وشاحناتهم ووسائل النقل التي ذكرت مع حمولتها القصوى، وفي أوتوستراد مزدحم، أو عند منعطف ومنحدر حاد وخطير، أو طلعة قوية، أو.. أو.. وفجأة لم يعد يُبصر السائق كالسابق وحدث له خلل قوي جداً في الأبصار ويرى الشخص “دوبل” و”تربل” أو يرى ويشاهد سواد، أو غباش قوي أو لا يرى مئة بالمئة.. أو.. أو.. ونتج عن ذلك “مجازر” مرويّة بالجملة وضحايا ربما بالمئات وحدث ذلك في “الويك اند” أو يوم عطلة عيد.. وغيره.. وإذا ما احتسبا من بينهم أوتوكارات لطلاب المدارس (راجعين من تخيّم أو رحلات إلى أماكن جغرافية متنوعة.. أو.. أو..) وباصات العمال، والموظفين والجيش والقوى الأمنية وربما الحزبية وهم في طريقهم لحضور مهرجان حزبي.. أو مناسبة سنوية أو.. احتفال ديني أو مناسبة عزاء.. أو فرح (أعراس..) أو لأي سبب.. ويقال الحقّ على: (1) مكابح الفرامات للسيارة. (2) السائق لم ينام جيداً. (3) التكلم بالهاتف الخليوي أثناء القيادة. (4) أسباب أخرى قد تحدث.. أو يفكّر بها “X” أو “Y”…
VI – وماذا عن “التضيّق الحادّ جداً للشرايين التاجية للقلب”
“STENOSE TRES SERRE des ARTERES CORONARIENAIRES CARDIAQUE” أو انسلاخ حادّ في هذه الشرايين المهمة والأساسية والرئيسية للقلب.
وهل القضاء اللبناني يطلب تميّل لشرايين القلب لصاحب هذه الجثة أو تلك أكرّر للضرورة تميّل القلب لصاحب هذه الجثة أم تلك.. (وليس للأحياء؟!!!..) ويطلق عليه في لغة الطب الشرعي “ANGIOGRAPHIE OR CORONAROGRAPHIE POST MORTEM” وأيضاً وأيضاً أكرّر وأكرّر تميّل للقلب بعد الوفاة وليس في حياة الضحية وهو حيّ يُرزق؟! للتأكّد من هذا التشخيص القاتل لصاحبه؟!
أميل إلى الاعتقاد بنسبة مهمة جداً أنه وعلى ما يبدو وأتمنى لو أكون مخطئاً هذا لم يحصل.. لكن هذا رأيّ العلمي والطبي الشرعي.. (وسامحونا سلف..)
وهذه عينة من التقنيات الحديثة في عالم الطب الشرعي وتقنياته في هذا الاتجاه أو ذاك.
VII- الجثث والأشلاء المتفحّمة نتيجة الانفجارات والعمليات الإرهابية المتنقلة جغرافياً
تحدث في هذه الدولة أو تلك من العالم حروب وتفجيرات وعمليات إرهابية متنقلة جغرافياً يسقط ضحايا أبرياء من المدنيين والمتواجدين لحظة هذه الانفجارات من أطفال، ورجال ونساء وعمال وعسكريين وأساتذة وموظفين وطلاب مدارس، وباعة متجولين وفتية وفتيات من كافة الأعمار، فتتفحّم الجثث وتتطاير الرؤوس في اتجاهات عديدة، ونسمع أنهم يدفنوا في اليوم الثاني من الانفجار الهائل بعد التعرّف على هويتهم من زاوية تحديد الحمض النوّوي “D.N.A” لهم؟! وهذا خطأ فادح وربما إعطاء نتائج وهمية؟! على ما يبدو وكاذبة؟ ويصنّف ذلك في خانة الجريمة المقصودة العلمية والمكتملة الأوصاف يحاسب عليها القانون فالتعرّف عليهم من زاوية الطب الشرعي وأخواته وأخذ العيّنات من هذه الجثث والأشلاء لتحديد هوياتهم عبر فحص الحمض النوّوي “D.N.A” يحتاج إلى وقت مرتاح 24 ساعة أو أيام وأيام ويلامس أحياناً أسبوع وحبة مسك. ونحن نتكلم عن جثث وأشلاء متفحّمة جداً “CARBONISÉS”. وهذا الأمر معيب جداً وغير مقبول ويقتل الضحايا مرتين المرة الأولى عندما استشهدوا (رحمهم الله) نتيجة هذه الحروب والتفجيرات الإرهابية والقصف المتنقلة جغرافياً، والمرة الثانية عندما لا نتعرّف على هوياتهم بضمير، ووجدان، وصدق، و… من خلال الحمض النوّوي “D.N.A” و”نخدعهم” على ما يبدو بنتائج سلق بسلق وسريعة ومتسرّعة وبالجملة يكتنفها الغموض والشكوك ولغاية في نفس يعقوب؟! فحدا يسمعنا؟!.. رحمة لهم وإنصافاً للعلم وللتاريخ؟!
والذين أعطوا هذه النتائج من دولة “X” أو “Y” يقيسوها على أنفسهم أيرضون بها لجثث وأشلاء أولادهم، وعائلاتهم وأحباءهم المتفحّمة، والمشوّهة.. إن وجدت وكانت بين الضحايا.. ألا يوجد ذرّة ضمير، وأخلاق وإحساس بالمسؤولية لديهم، بدل من إعطاء نتائج مغشوشة وفلكلورية وزجلية و”كاذبة” (ربما) وغير صحيحة وغير واقعية.. يحاسب عليها القانون إن شك “X” أو “Y” من أهالي الضحايا بأن هذه الأشلاء وما تبقّى من الجثث والرؤوس المتفحّمة وغيرها هي غير عائدة لأهاليهم وعائلاتهم ولمن فُقدوا في الانفجار. فمن يتّعظ؟ ويخجل؟!.. وإلاّ نبش القبور واستخراج الجثث ويطلق عليه “EXHUMATION” ناطرهم “على الكوع”، مع “التحقيق الطبي الشرعي” “EXPERTISE MEDICO-LÉGALE” أو “التحقيق المضادّ الطبي الشرعي” “CONTRE EXPERTISE MEDICO-LÉGALE” وكي لا نصل إلى هذه المرحلة مع عضّ الأصابع ومن “يصرخ أولاً” ننصحهم أن يعملوا مليح الـ”DEVOIRE” تبعهم.. وإلاّ (الجرجرة إلى المحاكم ودهاليزها.. والوقوف أمام “الريّس” أو “سيدي القاضي”؟؟؟؟…
VIII – وماذا عن الرؤوس المتطايرة نتيجة الحروب و الانفجارات وسواها
وعطفاً على الفقرة السابقة بالنسبة للرؤوس المتطايرة والمشوّهة والمتفحّمة والمتحلّلة وغيرها.. فالطب الشرعي قادر أن يُحدّد أصحاب هذه الرؤوس من خلال تقنية “إعادة تكوين الرأس” (الوجه الجمجمة) “RECONSTRUCTION FACIALE”. وهذه تقنية اخترعها العلماء الروس في ثمانينيات القرن الماضي. وباختصار شديد تعتمد على عمل دقيق وحسّاس ومهني بامتياز من خلال قياسات وأعمال في غاية الدقة لزوايا الذقن، الأنف، العين، ولسماكة الطبقة الرخوة النسيجية وتحت الجلد والعضلات واستعمال المكننة والجفصين ولمسات رائعة فنية علمية ذات خبرة عالية وتعقيدات في العمل المهني والعلمي والطبي ويستغرق العمل من شهر إلى سنتين وذلك بحسب وضعية وظروف وحالة كل راس ووجه، وجمجمة. وبناءً عليه تدرس كل حالة بحالة وليس بالجملة، ويُبنى على الشيء مقتضاه.
وللتذكير توجد عدة نماذج للرأس (الوجه، الجمجمة): (1) الدائري (2) البيضاوي (3) المستطيل (4) المربع (5) المعين “LOSANGE” (6) شبه المنحرف (7) وأشكال أخرى… ويتمّ في نهاية المطاف عرض الرأس على وسائل الإعلام بعد الانتهاء من العمل الشاق، والحسّاس، والدقيق جداً والمتعب، والمهني، ومعطوفة على أخذ عيّنات من الحمض النوّوي “D.N.A” للتوثيق وللمصداقية في العمل.
واستطراداً في فرنسا وتحديداً في معهد الطب الشرعي “I.M.L” في مدينة ليون “LYON” الفرنسية حيث تخصصت في الطب الشرعي، عملت دورة في هذا الاختصاص التابع لمعهد الطب الشرعي في ليون.
أتمنى أن تكون هكذا تقنيات موجودة في لبنان والدول العربية والإسلامية ومتوفرة وعندها مختبراتها وعدّة الشغل لها للكشف العلمي والرسمي والقانوني عن أصحاب هذه الرؤوس المتفحّمة. وبحسب أنواعها وظروفها ووضعيتها الحالية وأقدميتها، وحتى المهترئة والمذابة بالأسيد ولو جزئياً. وإلاّ فلا عيب وهذا عين الصواب من أن يتمّ إرسالها وطبق الأصول العلمية المرعية الإجراء وختمها بالشمع الأحمر إلى بعض دول العالم حيث تتوفر هذه التقنيات ومنها فرنسا مثلاً ليتمّ التعرّف على هذه الرؤوس أيّاً تكن طبيعتها الحالية والمشوّهة والمتفحّمة والمهترئة والمتحلّلة ليتمّ التعرّف عليها بطريقة قانونية وعلمية وطبية شرعية ورسمية، لتُدفن بكرامة وتُلحق بباقي أقسام وأشلاء وأجزاء الجثث الأصلية التابعة لها ولنفس الضحية، والتي ربما دفنت كوديعة في هذه المنطقة أو تلك وذلك بسبب الحروب والقصف المتواصل والمسيّرات “أم بتّوز وزّ” في الجو، لأن تعريف الجثة من زاوية الطب الشرعي “CRȂNE+POST-CRȂNE” يعني رأس (جمجمة وجه) وباقي أقسام وأجزاء الجثة: بطن، صدر، ظهر، أطراف عليا، أطراف سفلى، الحوض، المؤخرة، وغيرها. ووجدنا الكثير من الرؤوس المتطايرة في الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان. وهذا يعكس قوّة الأسلحة المدمّرة والفتّاكة المستعملة في الحرب المدمرة.
فهل نجد آذان صاغية ونية صافية وصادقة من المسؤولين في هذه الدولة أو تلك من العالم وأينما كانوا وتواجدوا..
IX – جثث من الخارج تبدو سليمة لكن تشريح الجثث ومعاينتها بدقة يكشف المستور والمخفي والخطير جداً جداً؟
في بعض الحالات نجد جثث في أماكن متنوعة على الطريق، مداخل الأبنية، داخل البساتين وفي أماكن العمل، وداخل السيارات والملاجئ والشقق والأماكن المهجورة وأماكن جغرافية متنوعة. بعض هذه الجثث شكلها الخارجي لا يُوحي للنظرة الأولى أنها تعرّضت للعنف والضرب، والقتل.. لكن معاينتها تحت المجهر والإضاءة القوية جداً في مشارح معاهد الطب الشرعي “I.M.L” تكشف المستور والسرّ واللّغز بأن هناك جريمة قتل والضحية تعرّض للضرب المبرح في كافة مناطق جسمه من خلال ما يلاحظه الطبيب الشرعي قبل تشريح الجثث ويتأكد بطريقة معينة من ذلك ويصورها في الحال. وهذه من أسرار الطب الشرعي، ونحن نعطي جرعات بدوز محدّد من المعلومات لنبين للعالم أهمية معاينة الجثث وتشريحها وأخذ رزمة من العيّنات منها وطبق الأصول.
وأيضاً وأيضاً وخلال تشريح هكذا أنواع ونماذج من الجثث نجد العجب والمفاجآت الكبرى والصادمة والمخيفة والمقلقة إن دفنت هذه الجثث دون تشريحها والتعرّف على سبب وفاتها.
نجد تمزّق للكبد، والطحال، وكافة أحشاء البطن من الأمعاء، والقولون، والمثانة والرحم والمبايض، والكلية اليمنى واليسرى ودماء في البطن يطلق عليها علمياً وطبياً “HEMOPERITOINE” وتمزق للرئة اليمنى واليسرى ودماء في الصدر يطلق عليها “HEMOTHORAX”، وتمزق ودماء في غلاف القلب يطلق عليها “HEMOPERICARDE” ودماء وتمزق لمحتويات المنصف “MEDIASTIN” (منطقة تشريحية موجودة وسط الرئتين فيها غدة التيموس والمريء، والقلب وأعضاء أخرى) ويطلق على هذه الدماء تحديداً في هذه المنطقة “HEMO-MEDIASTIN” نكيلهم بمكيال خاص موجود داخل عدّة، بعد أن نأخذهم داخل ملعقة كبيرة “LOUCHE” والمكيال مرقم حتى ليترين وأكثر ونسجل كل ذلك ولون السائل (دم، قيح، ترشحات، وغيرها..) في التقرير النهائي للطب الشرعي بعد الانتهاء من تشريح الجثة ومعاينتها وقراءة كافة نتائج العينات المأخوذة من الجثة وأجوبة المختبر. وأيضاً وأيضاً نجد كسور في الأضلاع “CÔTES” وحتى كسور مغلقة “FRACTURES FERMEÉS” في الأطراف العليا والسفلى، وغير نافذة إلى الخارج.
ونعاين بدقة الرأس قد نجد جروح وكدمات وأورام تحت الجلد “HEMATOME”. وما يُطلق عليه “EMBARURES” “كسر انضغاطي في الجمجمة”. نصوّر الرأس كما باقي الجثة شعاعياً قبل البدء بالتشريح. قد نعثر على رصاص أو عدة رصاصات أطلقت من أماكن غير تقليدية للقتل مثلاً داخل المخرج؟! وداخل الفم؟ وأماكن أخرى…
أو قد تمّ تعنيف الضحية والدوس والنطنّطة عليه بقوة وحقد وعنف وقساوة ولئمنة وهو مرمي على الأرض وهذا يُفسّر تمزّق الكبد والطحال والأحشاء والرئة اليمنى واليسرى، والكلية اليمنى واليسرى وباقي الأحشاء داخل البطن والجثة. والكسور في الأضلاع، والكسور المغلقة للأطراف والغير نافذة للخارج.
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”.

أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، طبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا تجاوزها.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
لبنان – بيروت

بقلم الدكتور محمد خليل رضا هل تشّرح جميع الجثث في لبنان من دون استثناء؟!"
بقلم الدكتور محمد خليل رضا هل تشّرح جميع الجثث في لبنان من دون استثناء؟!”

Home

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى