صحة وطب

د.محمد خليل رضا..معاينة جثث المقابر الجماعية ورفاتها من زاوية الطب الشرعي وباختصار شديد جداً

معاينة جثث المقابر الجماعية ورفاتها من زاوية الطب الشرعي وباختصار شديد جداً

د. محمد خليل رضا رئيس اللجنة العلمية في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني

أيسك.. كَثُر الحديث بالأمس عن اكتشاف مقابر جماعية في سوريا وفي مناطق جغرافية متنوعة. وقد لاحظنا ذلك عبر وسائل الإعلام وبالصوت والصورة. ما يهمنا في هذه المقالة المختصرة جداً الإضاءة عن الموضوع من زاوية الطب الشرعي وباختصار شديد جداً.
(1) يجب قبل كل شيء إحاطة المقبرة بشرائط معينة مكتوب عليها باللغة العربية والأجنبية وبخط عريض وواضح ومقروء تمنع الاقتراب والدخول إليها إلاّ للذين عندهم تصاريح خاصة.
(2) بالنسبة لنبش المقابر يبدأ بالحفر اليدوي “الناعم” وباستعمال أدوات صغيرة جداً تماماً كما نبحث عن آثار معينة (مسطرين (TRUELLE) صغير، ومسحاة “SPATULE” وفرشاة صغيرة وما يشبه مفك البراغي بأحجام متنوعة ومعول يدوي عصاه حوالي 25 سنتمتر ورفش صغير جداً لا يتعدى طوله حوالي عشرين سنتمتر. يقوم بها أطباء شرعيون وليس عمال بلدية أو غيرهم).
ولا مكان أبداً للجرافات والبوكلين والحفارات والرفوش والمعاول الكبيرة والمعدات الثقيلة على أنواعها لأن وإن استعملت فإنها تشوّه وتخدش وتكسر العظام والجثث والرفات وما تبقّى من الجثث. وتغيّر الكثير من المعالم وتمحو علامات وآثار قيّمة ومفيدة ومهمة جداً من زاوية الطب الشرعي وأخواته.
(3) كلما ظهر أمامنا بداية جثث نصورها بالحال مع التاريخ والساعة، ونتعامل معها بمهنية وبدقة وصبر، ومن دون خدش أو تشويه لها. ونتوسّع في الحفر والتنقيب بهدوء.
(4) كيفية دفن الجثث: (1) في أكياس بلاستيكية سميكة مع سحاب طويل لها. (2) رميّ بطريقة عشوائية. (3) مكبلي الأيدي والأرجل بالأصفاد الحديدية؟ أو بشرائط بلاستيكية؟ بأحزمة جلدية (قشاط)؟ أو بملابس طويلة أو موصولة ببعضها البعض. (4) أم في توابيت خشبية أو معدنية مقفلة بإحكام و.. (5) أم الجثث مقطّعة والأطراف مبتورة ومشوّهة وخليط جثث بأعمار مختلفة برؤوس وبلا رؤوس.
(5) إذا وجدنا سائل معين داخل أكياس الجثث نأخذ منها عيّنات لأكثر من سبب وسبب.
(6) هل الجثث عراة؟ أم مرتدين ملابس؟!. والملابس: رياضية؟ أم ملابس السجن؟ أم ملابس عادية؟ وهل هي ممزقة؟ مشوّهة؟، ولبسها بالترتيب بمعنى الملابس الداخلية وفوقها كافة الملابس وليس بالمقلوب لبسهم؟! نظيفة؟ أم متسخة؟ ممزقة…
(7) كل جثة لوحدها؟ أم جثث مربوطة ببعضها.؟ من الأمام؟ (لصقاً) أم من الخلف؟ أم مكبلين في وضعية القرفصة؟ وهل الرؤوس موجودة؟
(8) وهل الجثث الملتصقة إن وُجدت لرجال؟ أم لرجل وامرأة؟! أم لنساء ملتصقين ببعضهنّ وعاريات؟ وحتى لو وجدنا هياكلهم العظمية منها نميز الجنس لرجل أو لامرأة.
(9) وهل الجثث مشوّهة؟ أم هياكل عظمية؟
أم نشاهد ما تبقى من الجثث. والأطراف مبتورة و..
(10) وضعية الجثث: (1) نائمة على البطن؟ (2) أم على الظهر؟ (3) أم على الجانب الأيمن أو الأيسر؟!
(11) طول، وعرض، وعمق هذه المقابر..
(12) نوعية التربة المدفونين فيها: 1- ترابية. 2- كلسية. 3- شبه صخرية… 4- باس كورس… وهل فوقهم نفايات؟ أم أشجار؟ أم أحذية وعظام المسالخ من عظام ولحوم فاسدة حيوانية المصدر. أم ملابسهم المهترئة وهل نجد نباتات في الجثث وفتحاتها؟ وأعشاب متنوعة..
(13) إذا كانت المقابر عميقة نستعين بالسلم “ECHELLE” وحبل وبكرة “POULIE” وسطل وألواح خشبية تسهّل حركة الأطباء الشرعيين الذين يبحثون ويعاينون الجثث وكي لا ندوس عليها وهذا عمل شاق، ودقيق ومهني وحساس يحتاج إلى خبرة، وصبر حتى ينقطع النفس؟
(14) هل بجانب المقابر عظام؟ السؤال هي بشرية؟ أم حيوانية المصدر؟ توجد معايير وفحوص متنوعة لذلك.
(15) البحث عن الذباب واليرقات “LARVES” وهذا علم ملحق بالطب الشرعي “EMTOMOLOGIE – MÉDICO-LÉGALE”.
(16) يجب غربلة التربة لأكثر من سبب وسبب.
(17) التصوير الشعاعي للجثث قد يفيد في التعرّف على هوية هذه الجثة أو تلك؟! مثلاً من خلال وجود آثار لعملية جراحية عظمية في الأطراف، والفقرات، والاستفادة من ألواح معدنية وأسلاك وبراغي وأخواتها.. أو الورك الاصطناعي، أو حتى بطارية قلب. وآثار لاستئصال المرارة بالمنظار مع وضع كليبسات صغيرة جداً “CLIPS”.. أو.. أو.. لكن الكلمة الفصل في التعرّف على الجثث يعود إلى فحص الحمض النوّوي من الجثث ومن أهاليهم.. وهذا يحتاج إلى آليّة مرنة ومعقّدة أحياناً… ووقت كافٍ.. لا داعي للتوسّع أكثر…
(18) فحص الجثث: كاملة أم ما تبقّى من الجثث؟ أم أطراف مبتورة؟!. لأن تعريف الجثة في لغة الطب الشرعي “CRȂNE + POST-CRȂNE” يعني جمجمة (رأس، وجه) وباقي الجثة: البطن، الظهر، الصدر، الحوض، الأطراف العليا والأطراف السفلى على الجانبين الأيمن والأيسر مع كامل الأصابع، وكامل عظام الجثة وعظام الفقرات والأضلاع “CÔTES” وغيرها.
(19) هل الأعضاء البشرية مسروقة في إطار تجارة البشر (وأعضاءها). وهل أحشاء البطن والصدر والحوض كاملة؟ وهل ممتلئة بالتراب ومُخيّطة؟ّ! وإذا كانت جثة طازجة أو شكلها مقبول نعاين الخصيتين هل هي موجودة؟ أم نجد آثار لعملية جراحية. نفتح الجرح للتأكد من سرقة الخصيتين ووضع خصيات “بروتيز” بلاستيك أو من مواد أخرى. ونفس الشيء بالنسبة للأرحام “UTERUS” عند النساء. هل هي موجودة؟ أو مستأصلة في إطار تجارة الأعضاء البشرية لأنه سمعنا في مستشفى “X” تكثر فيها زراعة الأرحام؟ ونقطة على أول السطر. وهل قوقعة الأذن موجودة والعيون (إذا كانت جثث طازجة) موجودين؟ وهل الجلود مسلوخة؟ أم موجودة. وهل.. وهل.. ندوّن ما نشاهد أمامنا مع تصوير ذلك.
(20) هل الأظافر موجودة؟ أم منزوعة؟ كاملها؟ أم البعض منها؟ للأطراف العليا والسفلى.. نعدّها ونصوّرها في الحال؟ وهل الأصابع مبتورة؟! كما الأطراف؟!. وهل الجلد مكبوس بكبيسة (كباس) “AGRAFEUSE” كما نكبّس الأوراق.. وهل الكبيسات المعدنية الرفيعة جداً موجودة على أجساد الضحايا… وهل نجد آثار “لعضّات” “MORSSURE” على أجساد الضحايا وقلع وانتزاع للجلد، وحتى في أماكن حساسة. إذا كانت الجثث طازجة أو مضى عليها وقت معين. (مقبول..)
(21) هل من وشم؟ “TATOUAGE” على أجساد الضحايا (تعرّف بطريقة أو بأخرى على أصحابها…) وهل من علامات فارقة أخرى عليها مثل “شامية” (خال) “NAEVUS” وسواها.. أو ربما بتر لأصبع في إطار حوادث العمل في حياته.. أو حادث سير… الملابس الأساسية للضحايا لا قيمة لها في التعرّف النظري للضحايا، لأنها تكون قد استُبدلت منذ فترة..
(22) يجب على أهالي الضحايا إحضار صور فوتوغرافية أيّاً يكن عمرها لأبناءهم أو للضحايا والجثث المتواجدين في هذه المقابر للتعرّف على شكل الوجه (الرأس.. الجمجمة) وهي على أنواع: دائرية، بيضاوية، شبه منحرف، مستطيلة، مربعة، ومعين “LOSANGE”. وتعطينا هذه الصور فكرة عن طول أو قصر الضحية تفيد عند “تعريب” الجثث والرفات والهياكل العظمية وإعطاءها أرقام مؤقتة..
(23) هل من خواتم، محابس، ساعات، وحلق وقلادات ومجوهرات أخرى على الجثث أم مسروقة؟!.. قد يكون اسم الضحية مكتوب على الخاتم؟ فإنها تُعرّف عنه في إطار التعرّف النظري وبخاصة إذا كانت هذه الخواتم والمحابس وأخواتها ضيّقة على الأصابع ويستحيل نزعها بسهولة… وهل نجد عيون اصطناعية (زجاجية)؟!.
(24) العدد الإجمالي لكي مقبرة جماعية؟ والفاصلة بالأمتار بين كل مقبرة ومقبرة.. وهل من شجر في محيطها وبداخلها وطول هذه الأشجار؟ وهل فيها أوراق وكثيفة أم تنمو ببطء وأوراق ضئيلة وغير ناضجة لأن جذورها ليست عميقة نظراً لتواجد المقابر الجماعية (وهذه من أسرار هذه المقابر الجماعية.. إن وُجدت)؟
(25) هل بجوار المقابر الجماعية بناء حديث؟ أو عواميد.. أو إنشاءات عشوائية إسمنتية أخرى.. تلفت النظر بعشوائيتها وهندستها وشكلها الخارجي.. وألف “سين وجيم”.. يجب التفكير أن يكون “X” أو “Y” صبّ بعض الجثث والإسمنت داخل هذه العواميد والأسقف والمباني و… فيجب هدّها فوراً أو “بعضها” للتأكد من اللغز المخيف؟!!
(26) إذا كانت جثة كاملة مكتملة أو هيكل عظمي كامل والمفاصل جميعها مثبّتة بالأربطة والأوتار “LIGAMENTS” و”TENDONS” يجب أخذ عيّنات من الحمض النوّوي من أيّ مكان منها؟ أما إذا كانت الجثث مقطّعة والأطراف مبتورة، والعظام مبعثرة.. ومشوّهة هنا تكمن الصعوبة في أخذ العيّنات من كل هذه الأشلاء والعظام.. وهذا عمل شاق ويستغرق الوقت الكافي للنتائج وتحديد هويات أصحاب الجثث إذا كنا قد أخذنا مسبقاً عيّنات من أهاليهم وعائلاتهم وأقاربهم.
(27) إذا عثرنا على رأس، “وجه”، “جمجمة” مفصولة عن الجسد، وفي وضعية جيدة أو محترقة أو متفحّمة، أو متحلّلة، أو متآكلة، أو مهترئة، أو متعفّنة وينبت العشب من داخلها… أو مشوّهة.. توجد في الطب الشرعي تقنية “إعادة تكوين الوجه” “RECONSTRICTION FACIALE” لها ألف باءها ومعاييرها وأصولها.. وهي تقنية اكتشفها العلماء الروس في ثمانينيات القرن الماضي. وتصل المدة الزمنية للعمل من شهرين إلى سنتين وذلك بحسب كل حالة بحالة. وظروف هذه الجثة أو تلك (ذكرتها..) ويتمّ عرض الرأس على وسائل الإعلام للتعرّف عليه.. لكن الكلمة الفصل هي لفحص الحمض النوّوي “D.N.A”. وقد عملت دورة في ذلك في معهد الطب الشرعي في ليون (فرنسا) في هذا الاختصاص المعقّد.
(28) قد نجد ضمن الجثث، جثث لأجانب وجثث مجهولة الهوية.. حبذا لو يتواجد في عالمنا العربي والإسلامي “البطاقة الجينيّة الوطنية للحمض النوّوي” “FISCHIER NATIONALE EMPREINTE GENETIQUE” “F.N.E.G” لسهّلنا الكثير من العمل ووفّرنا الوقت في التعرّف على الجثث ومقارنتها، وكذلك بالنسبة للرعايا الأجانب حبذا لو هذه البطاقة الجينيّة موجودة نسخة عنها في سفارات بلادهم في دول الاغتراب.
(29) سبق أن أشرت إلى الذباب واليرقات وكما قلت هو اختصاص ملحق بالطب الشرعي له مختبراته ومعاييره وألف باءه. وللتذكير يوجد ثمانية نماذج من الذباب يُطلق عليها علمياً “ESCOUADE”. لها حجمها، وشكلها، واسمها العلمي، ولونها و… واستطراداً الذباب يعطينا فكرة عن تاريخ وفاة الجثة. وخلال تخصصي في الطب الشرعي من معهد الطب الشرعي في مدينة “ليون الفرنسية” “LYON” عملت دورة في هذا الاختصاص الموجود تحديداً في معهد الطب الشرعي في مدينة “ليل” “LILLE” (الفرنسية) على الحدود مع بلجيكا وعند الشرطة الفرنسية العلمية “POLICE SCIENTIFIQUE” وتعرّفت عن قرب وممارسة عن هذا الاختصاص المعقّد والحسّاس والدقيق جداً…
(30) هل الجثث منتعلي الأحذية؟ أم حفاة وإذا كانوا منتعلي الأحذية نقارن نعل هذه الأحذية المتواجد عليها آثار التربة والتربة حيث دفنوا؟!.. أقصد المصدر الجغرافي للإعدام وهذا عمل معقد جداً جداً مع قياس “PH” التربة ومعايير أخرى…
(31) الإضاءة ليلاً والمراقبة عبر الكاميرات وعن قرب، ومنع الحيوانات، والطيور الكاسرة من الاقتراب منها كي لا تنقل وتنهش وتأكل الجثث وتنقل أشلاءها لإطعام صغارها إلى أماكن أخرى… وضع مجسّم على شكل إنسان متحرّك بملابسه مع أصوات تصدر عنه بطريقة معينة تخدع وتُبعد الطيور والحيوانات والفضوليين وغيرهم…
(32) أقدمية دفن هذه الجثث والهياكل العظمية توجد تلوينات وكواشف معينة تساعدنا في هذا المجال.
(33) وإذا لم يكن متواجداً العدد الكافي من الأطباء الشرعيين أو الخبرة لديهم في مجال ألف باء المقابر الجماعية في هذه الدولة أو تلك من العالم فلا بأس من استدعاء أطباء شرعيين محايدين من دول أخرى كما حصل واستطراداً في مجزرة “سربرينيتشا” في البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي، تحديداً في 11 – 22 تموز “يوليو” عام 1995. عندما طلب الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” التعرّف على جثث مجزرة سربرينيتشا، عبر أطباء شرعيين من فرنسا، ألمانيا، سويسرا، بريطانيا وغيرهم. في مؤتمر قمة للدول “G7” عقد حينها في مدينة ليون “LYON” الفرنسية وتعرّفت شخصياً أنا الدكتور محمد خليل رضا على أحد الأطباء الشرعيين السويسريين، وكان ضمن هذه الوفود والطاقم الطبي الشرعي الدولي والتقيت به على هامش مؤتمر للطب الشرعي للجمعية الفرنسية للطب الشرعي وعلم الضحية والأذى الجسدي حضرته شخصياً والذي عقد صيف 2004 في مدينة “بروج” “BRUGE” البلجيكية. وشرح لي بالتفصيل ألف باء عمل فريق المقابر الجماعية للأطباء الشرعيين الدوليين الذي كلّفهم الرئيس الأمريكي “بيل كلينتون”. وشرح لي أدقّ التفاصيل، مع تواجد لماكنات التصوير الشعاعي اليدوية النقالة، ومختبرات ميدانية تفيد في هذه الحالات المعقدة، والحساسة والدقيقة، وأسرار المهنة والكار…
(34) يسمح فقط للتصوير الفوتوغرافي وأخواته فقط للشرطة العلمية (الفرنسية) أنقل التجربة الفرنسية. وهي بدورها تزوّد الفرق الإعلامية المحلية والعالمية بما يسمح نشره وعرضه لأن للميت احترامه في مماته وحياته.
(35) العمر العظمي “ȂGE OSSEAUX” لكل جثة وهيكل عظمي.. توجد جداول ومعايير عالمية في هذا الإطار.
(36) سبق أن أشرت في سياق المقالة إلى هل الجثث كاملة؟ أم ناقصة؟ وهل الرأس موجود.. وهل.. وهل.. ولإعطاء المقالة “نكهة” طبية شرعية أكثر وأدق أشير إلى أن عظام جثة كاملة لبالغ عددها “206” من العظام المختلفة. وعند الولادة نجد “270” عظمة. مثلاً عظام الفخذ “FEMUR” عظمة من كل جهة. عظام الساعد عظمتين من كل جهة “RADIUS + CUBITUS” عظمة واحدة في الذراع (العضد) “HUMERUS”. “وصابونة الركبة” “ROTULE” من كل جهة، وعظام الساق عدد 2 من كل جهة “TIBIA+ PERONE”. وعظام اليد وعددها “27 عظمة” من كل جهة وهي عظام صغيرة وبأشكال هندسية مختلفة. وعظام القدم وعددها “26 عظمة” من كل جهة. والرأس (الجمجمة) تتكون من “29 عظمة”، وعدد الفقرات الرقبية “7 فقرات” و”12 فقرة” صدرية وخمس فقرات قطنية “LOMBAIRES” وعظمة على شكل حرف “S” للورك “OS-ILIAQUE” وعظام العصعص “COCSYS” والحوض “SACRUM” و… فهل كل هذه العظام موجودة في الجثة؟ أم نجد جثث ناقصة، ومبتورة، ومشوّهة، وندوّن في التقرير الطبي الشرعي: نحن أمام جثة كاملة؟ أم ما تبقّى من الجثة؟ نذكر ذلك ونصوّره للمصداقية. وهل الجثث وبقاياها شكلها الخارجي سليم؟ أم مشوّه؟ أم محترق؟ أم متفحّم؟ أم متحلّل؟ أم متآكل؟ أم مذاب كلياً أو جزئياً بالأسيد؟ والقلويات “BASES” القوية التركيز والحارقة اللاذعة و…
(37) فحص الجثث الخارجي يساعد على وجود ما يطلق عليه في لغة الطب الشرعي “فتحة الدخول” للرصاصات “وفتحة الخروج”. وهل الرصاصات “BALLES” موجودة داخل الجثة؟ نصورها في الحال. وهل هي سليمة بمعنى غير مطعوجة؟ أم اصطدمت بجسم صلب داخل الجثة. مثلاً الأضلاع “CÔTES” والعظام. وبطارية للقلب وهكذا.. وهل نجد دم في البطن ويطلق عليه علمياً “HEMOPERITOINE”. ودم في الصدر ويطلق عليه طبياً “HEMOTORAX” ودم في المنصف ويطلق عليه “HEMOMEDIASTIN” (وهي المنطقة بين الرئتين وتحتوي على القلب، والمريء، وغدة التيموس “THYMUS” وغيرها..) ودم في القلب ويُطلق عليه “HEMOPERICARDE”. نكيلهم ونحسبهم من خلال “LOUCHE” مكيال (مغرفة أو ملعقة كبيرة) موجودة داخل عدّة تشريح الجثث مع المكيال الزجاجي المرقّم حتى 2 و3 ليترات.. وهكذا…
(38) وأثناء فحص الجثث، هل نجد آثار جروح باستعمال الأسلحة البيضاء و.. (سكاكين، خناجر، بلطات وأخواتها) وهل الجروح عميقة أم سطحية، عددها، طولها، قياسها. وهل نجد آثار للحروق بأعقاب السيجارة، أو المكواة، أو لأجسام حديدية مطبوعة على الأجساد. وهل نجد بتر لجزء من الأذن وحلمة الثدي؟ وبتر للأعضاء التناسلية، العضو الذكري مثلاً “PENIS” وماذا نجد داخل الفم؟ الأسنان كاملة؟ أم مقلوعة؟. وهل يوجد وجبة للفكّين “PROTHESE” واسعة؟ أم “بتلّق” من ضمور اللثة وسوء التغذية؟.. ونعاين ونصوّر كل علامة وآثار متنوعة على الجثة، ونأخذ طولها وعرضها وعمقها، وموقعها على الجسم من الناحية التشريحية “ANATOMIQUE”. وسماكتها، وبخاصة للحروق الدرجة الثالثة ومضاعفاتها ويطلق عليها “KELOïDE” (تشوّهات) وهكذا..
(39) وماذا عن الكسور القديمة الملتئمة نتحرّى عنها بالتصوير الشعاعي للجثث وجود ما يُطلق عليه “CAL-OSEUX” دليل قاطع وأكيد أنه تعرّض لكسر قديم أو حديث وسابق والتئم تدريجياً. وكذلك بالنسبة للكسور في الأضلاع “CÔTES”. وقد نجد كسور مغلقة في الأطراف بمعنى العظم غير نافذ وخارج الجسد. وقد نجد ما يُطلق عليه “EMBARRURE” “كسر انضغاطي” في الجمجمة، وجراحات ملتئمة في الرأس نحلق الرأس ويظهر كل ذلك بوضوح ونصورها في الحال. وعند تشريح الجثث نجد نزيف في الدماغ وآثار أخرى إذا كانت الجثة طازجة، ونتحرّى على سلامة أحشاء البطن والحوض والصدر.. وهكذا.. “سليمة”؟ ممزقة؟ مستأصلة في إطار تجارة الأعضاء البشرية.. وهكذا…
(40) أخذ عيّنات من الشعر للتحرّي على مواد وأدوية وغيرها تناولها الضحايا في إطار التعذيب والاعترافات وغيرها. والشعر يخزّن أقدمية تناول هذه المواد، والتي تكون أحياناً منفية – في الدم والبول.. واستطراداً القائد الفرنسي “نابليون بونابرت” تأكد من أنه مات مسموماً “بالزرنيخ” “ARSENIC” وذلك بعد أخذ عيّنات من شعره وذلك بعد مرور حوالي 175 عاماً على وفاته مسموماً.
(41) قد نجد في بعض حالات التعذيب أتكلم بشكل عام ما يحدث في العالم وضمن خبرتنا المتواضعة. قد نجد على الجثث آثار التعذيب القاسية جداً جداً جداً على جثث الضحايا أو ما تبقّى منها ومن الهياكل العظمية الهزيلة.. آثار ثقوب باستعمال “المقدح الكهربائي” “ELECTRIC DRILL”؟ ونشر للعظام، وماذا عن المكابس التي تكبس الجثث ولا يعلم بمصيرها إلاّ السجانين والله الذي رفع السماء بلا عمد.. وماذا عن.. وعن ولائحة وسائل التعذيب وفنونها كثيرة..
(42) لا بد من ذكر التعذيب للضحايا وشويهم وهم أحياء وشك سيخ الشوي كما يشوى الفروج المشوي. لكن عند الرجال والنساء يتمّ إدخال السيخ من المخرج حتى ناحية الرقبة وربط الجثة بسلك معدني حتى يستوّي جيداً اللحم ويتم إطعامه خلسة للمساجين وللحيوانات المفترسة (كلاب، أسود، نمور، ضباع، وطيور كاسرة جارحة وما أكثرها عندما ترمي بقايا الجثث المشوية في الطبيعة). صدقوني هذا حصل في دولة “X” و”Y” في العالم ونقطة على أول السطر. والطب الشرعي غني بالأسرار لكن نضيء على بعضها بطريقة معينة ومجتزءة لأن الآتي أعظم. وبما تسمح به السرية الطبية وبدوز معقول من باب أخذ العلم والحيطة وكي لا تتكرّر هكذا أفعال شنيعة وقاسية وقذرة كما فاعليها؟!..
(43) وماذا عن التعذيب بالعصى الكهربائية، والكرسي الكهربائي ذات الفولتاج العالي والتوتر القوي جداً إلى أن تحترق وتتفحّم الجثث وماذا عن سكب المياه الحارّة جداً على الضحايا كوسيلة إضافية للاعتراف. وماذا عن وضع الضحايا ولاحقاً الجثث في براميل ومستوعبات فيها الأسيد والقلويات “BASES” العالية التركيز حتى إذابة الجثث بنسبة عالية. وماذا عن استغلال النساء الحوامل ببيع الأطفال كمرتزقة إلى دول وعصابات ومافيا دولية وتدريبهم لاحقاً على فنون القتال والتعذيب وربما البعض من داعش وأخواتها هم وهنّ من نسل وجيّنات هكذا ولادات على مرّ السنين والعقود سواء حصل ذلك في هذه الدولة أو تلك من العالم (أتكلّم بشكل عام) وهذا حصل أكرّر حصل. ونقطة على أول السطر؟؟؟؟..
وماذا عن تشغيل النساء بالدعارة داخل السجون ومقابل المال للسجناء “المترفين والدسمين” مادياً ومعنوياً وربما أيضاً كوسيلة استجواب هؤلاء السجناء سواء كانوا من المعارضة أو سياسيين أو من مستويات أخرى. والبوح بمعلومات دسمة وربما سرية جداً يقولوها لهؤلاء النسوة بطريقة أو أخرى. ولاحقاً يتمّ تصفية النساء عندما يكبرن ويصبحن عجائز في السجون؟! أكرّر أتكلم بشكل عام. وماذا عن بيع جثث الضحايا للتشريح والاستفادة العلمية في الجامعات والمختبرات وسلخ الجلود والقوقعة وأخواتها. وماذا عن بيع سجناء أحياء يُرزقون يستفيدون من السائل المنوّي “SPERME” لهم ويخزنونه في وسط بيولوجي وربما “الآزوت المثلّج” في برادات المختبرات وتجميده. يُستفاد منها لاحقاً للإنجاب ولأطفال الأنبوب وتقنيات الحمل المتطورة باستمرار، وربما نحصل على جيوش ومرتزقة وغيرهم “أولاد حرام، وأبناء زنى؟!” بهذه الطريقة وأخواتها ربما يكشف عنها بالقطّارة “ومواربة” في ملفات المخابرات السرية بعد “X” عقد من الزمن؟!
واستطراداً عندما كنا نسمع ونقرأ في الكتب عن تجارب لهذا الدواء أو ذاك على الإنسان وبدوز مرتفع فالضحية يموت ويعلّلوا السبب مثلاً رجفان بطيني؟ أو اضطرابات في نظم القلب “TROUBLES des RYTHME” أو نزيف في الدماغ وفي هذه المنطقة التشريحية من الدماغ يذكروا اسمها… أو بعد فترة زمنية يُصاب المريض (الضحية) بالزهايمر وحتى وهو صغير في العمر أو بالخَرَف التدريجي أو.. أو.. بضمور الخصية “ATROPHIE TESTICULAIRE” أو قتل للسائل المنوي؟ أو عدم وجود السائل المنوّي “AZOSPERMIE” أو.. أو.. لمضاعفات أخرى قاتلة ما أنزل الله بها من سلطان؟!.. كلها من “خيرات” واختبارات على ضحايا السجون في دول العالم؟!!! ما دام المنظمات الحقوقية وربما الصليب الأحمر الدولي وأخواته يسجّل عندهم وبنسبة معينة خلل في تفقد السجون في العالم الثالث وما بعد بعد العالم الثالث. وأيضاً وأيضاً نقطة على أول السطر؟!!..
(44) وبالنسبة لحالات الشنق “PENDAISON” تشريح الجثة يكشف المستور من خلال فحص كامل الجثة ولكن “نفوكّس” على الرقبة حيث “العظم اللاّمي” “OS-HYOIDE” ولهذا العظم الشاهد الملك قرنان “CORNES” من الأمام ومن الخلف فإن أيّ “كسر” “FRACTURE” أو “خلع” “LUXATION” تؤكّد على حصول الشنق ونصوّر ذلك في الحال. وأحياناً لا نجد آثار على الرقبة يعني لا نجد حبال، وأسلاك معدنية وأخواتها تلفّ الرقبة كدليل على الشنق.. لكن بضربة “مانشيت” “MANCHETE” على الرقبة، أو عصر الرأس بين الساعد والذراع وبقوة أو في مكان وأدوات أخرى، نحصل على كسر أو خلع لقرون “العظم اللاّمي” كدليل قاطع وساطع وحازم وجازم ومسؤول على أن الضحية تعرّض للعنف والتعذيب ثم مات. وللتذكير “العظم اللاّمي” هو على شكل حرف “C” أو “O” (أو) غير مغلقة وغير مكتملة.
(45) أذكّر كما أشرت في سياق المقالة إلى العظام هل هي بشرية أم حيوانية إذا وجدناها مبعثرة حول المقابر. توجد معايير وفحوص مخبرية ونسيجية “HISTOLOGIQUE” وغيرها.. فمثلاً “قنوات هافرز” “CANAUX de HAVERS” والكثافة العظمية “DENSITE”. ووزن كل عظمة؟ وعدد العضلات، والأربطة، والأوتار، وال”OSTOME” في الفحص الميكروسكوبي و.. و..
(46) سبق أيضاً وأيضاً أشرت في سياق المقالة عن أقدمية العظام المدفونة (أتكلم بشكل عام) المختص في “علم الأنسنة الطبي الشرعي” “ANTHROPOLOGIE – MEDICO – LÉGALE” يحدّدها من خلال معايير وكواشف وتلوينات “COLORATION” خاصة بحسب نتائج “BERG” فمثلاً لتقدير زمن مدة دفن الجثة أو الرفات أو العظام أو ما تبقّى منها نلجأ إلى تلوينات “L’INDOPHENOL” و”COLORATION ou BLEU de NILL” وغيرها وتكشف وتعطينا فكرة وبالسنوات ومئات وآلاف السنوات (أتكلم بشكل عام) عن أقدمية دفن وتواجد هذه العظام وأخواتها في التربة..
(47) قد نعثر خلال غربلة التربة على أسنان وغيرها.. ومن الأسنان نتعرّف على الحمض النوّوي “D.N.A” من “لبّ الأسنان” “PULPE DENTAIRE” ونقارن ذلك بباقي نتائج الحمض النوّوي للجثث والعظام ونتائج الحمض النوّوي للأهالي.. نتكلم طب شرعي قانوني، وإنساني وضميري ومسؤول لأن للسن أهمية كبرى في الطب الشرعي.. وقد يكون سليماً، وقد يكون محترّق.. وقد يكون مغلّف بالنيكل والذهب ومواد أخرى.. وهكذا.. لأن درجة الحرارة تختلف على هذه المواد لكي تذاب و… واستطراداً التصوير الشعاعي للوجه الجمجمة المحترقة أو المتحلّلة أو المتفحّمة.. أو.. أو تظهر الأسنان ومن خلال الأسنان وملحقاتها نتعرّف على صاحب الجثة.. مثلاً، واستطراداً ما حصل للرئيس الإيراني السابق خلال الثورة الإسلامية الإيرانية “السيد محمد علي رجائي” في ثمانينيات القرن الماضي حيث حصل تفجير إرهابي لإحدى المقرات الرسمية في “طهران” وحصل ما حصل من ضحايا تمّ التعرّف على الرئيس الإيراني السابق “محمد علي رجائي” رحمه الله ورحم جميع الشهداء المظلومين في العالم كما قلت من التصوير الشعاعي للجمجمة، حيث الأسنان. ومقارنتها بصور شعاعية سابقة له عند أحد أطباء الأسنان.. وهكذا..
(48) وعند الانتهاء من المعاينات في إطار الطب الشرعي وأخواته والتأكد من الحمض النوّوي للجثث للتعرّف على هوياتها يتمّ “إعطاء شهادة وفاة” لأهالي كل جثة بجثة وهذا يستغرق الوقت الكافي. وتكون موقّعة من الطبيب الشرعي الذي عاين وفي بعض الحالات شرّح الجثة، ومن مدير مختبر الحمض النوّوي “D.N.A” لتدفن الجثة بكرامة إنها هي لفلان.. وليس جثة مجهولة يتمّ دفنها أنها هي لفلان ابن فلان.. وكي لا يظهر جناب المرحوم الفلاني حيّ يرزق ويمشي على قدميه في إحدى دول العالم.. هنا أهمية فحص الجثث والرفات وفحص الحمض النوّوي “D.N.A” لهذه الجثث وإلاّ على الطب الشرعي السلام.
(49) تفيد التقارير الطبية الشرعية في المحاكم المحلية والعالمية لأكثر من سبب وسبب (أتكلم بشكل عام) تقديم شكوى ضد “X” أو “Y” وأحياناً في “التحقيق الطبي الشرعي” “EXPERTISE MEDICO-LÉGALE” وللقوطبة أحياناً على “التحقيق المضادّ الطبي الشرعي” “CONTRE EXPÉRTISE MEDICO-LÉGALE” ليُبنى على الشيء مقتضاه. وإلاّ من جديد مضطرين إلى نبش القبور “EXHUMATION” ومعاينة تشريح الجثث من جديد وأخذ العيّنات منها وحبّذا أمام الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية “O.M.S” أو مندوبين عنهم ومن يمثّلهم، أو من المنظمات الحقوقية الدولية وسفراء بعض الدول المحايدة كشهود دوليين وكيّ لا نجهّل الفاعل أو الفاعلين.
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم”
” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية”
“VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي”
“DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة”
“CHIRURGIE GÉNERALE”

أخصائي في “جراحة الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، طبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا تجاوزها.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
لبنان – بيروت

د. محمد خليل رضا رئيس اللجنة العلمية في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني
د. محمد خليل رضا رئيس اللجنة العلميه في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني

مجلة نجوم مصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى