مقالات

تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن

تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن

نهى عراقي

مسجد ومدرسة “السلطان حسن” الواقع في ميدان صلاح الدين بالقاهرة، ذلك الأثر المملوكي الذي يعد من أعظم وأفخم الآثار الإسلامية.. وقد أنشأ المسجدَ والمدرسةَ السلطانُ الناصر “حسن بن محمد بن قلاوون” عام 1334م، وكان الغرض من إنشائه تدريس المذاهب الأربعة.. فقام السلطان بتعيين المدرسين والمراقبين، وعين لهم المرتبات، وحدد لكل مدرس 100 طالب يقوم بتدريسهم، وألحق بالمدرسة سكنا للطلبة المغتربين. تبلغ مساحة المسجد 8906م، وطوله 150م، وعرضه 68م، وارتفاعه 37.70م وبالمسجد مئذنتان رشيقتان بإيوان القبلة، كان من المقرر إنشاء أربع مآذن للمسجد إلا أنه سقطت الثالثة، ولم يشرع في بناء الرابعة..

مجلة نجوم مصر

مسجد السلطان حسن هو ليس مجرد مسجد فحسب، بل هو مسحد ومدرسة فهو جامع؛ لأنه يضم مسجد وأربعة مدارس وكل مدرسة بها مسجد صغير وسكن للطلبة.

وأراد السلطان حسن من بناء أربعة مدارس كي يدرس به المذاهب الأربعة، يعد هذا المسجد أيقونة من أيقونات العمارة الإسلامية في عصر الدولة المملوكية.

تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن
تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن

نبذة عن مسجد السلطان حسن
لمن لا يعلم صورة الجامع مطبوعة على العملة الورقية المصرية فئة مائة جنيه، وهذا من قِبل الترويج السياحي للمعالم السياحية الإسلامية الثقافية.

مسجد السلطان حسن، يعبر عن اكتمال ونضوج وعظمة ورقي وتقدم الفن والعمارة الإسلامية في العصر المملوكي.

بالإضافة أنه يضم كلا من روعة البناء وقوته وفخامته وجمال زخارفه الساحرة، وألوانها المبهرة الباقية حتى الآن، كما يدل على المجد الإسلامي.


مسجد السلطان حسن تاج وجوهرة العمارة المملوكية وفخرها، يعتبر من أكبر وأفخر مساجد المماليك، ويقع في منطقة القلعة في مصر القديمة.
مساحته بلغت 7906 متر2 ويصل طوله 150 متر، و وعرضه 68 أمتار.

بدأ بناؤه في عام 1356م 757‪ هجرية وانتهى عام 764هـ 1363ميلادية ولم ينتهي بناؤه في عهد السلطان حسن، لكن أتم بناؤه أحد أمراؤه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه لنفسه، لكن دفن فيه ولداه بعد ذلك.
تكلف هذا البناء الضخم حينذاك مبالغ طائلة حوالي 750 ألف دينارًت ذهبيًا.

وصف المسجد
المسجد له من مئذنتان عند الواجهة الشرقية.
المدخل الرئيسى يقع عند الركن الغربى للواجهة الشمالية.

يتألف المسجد من صحن مكشوف من المنتصف ومحاط بأربعة إيوانات، كل إيوان مغطى بقبو، وأعمقها هو الإيوان الذى يقع فى اتجاه القبلة، ويضم كل إيوان محراب ومنبر ودكة الميلغ، هي دكة عالية ذات سلالم صغيرة يصعد عليها المبلغ وهو شخص يردد الآذان وراء الإمام لكي يسمعه من خارج المسجد لأنه لم يكن لديهم مكبرات صوت في ذلك العصر.

يوجد في منتصف الصحن «ميضأة» وهي للوضوء، فوقها قُبة مصنوعة من الخشب على ثمانية أعمدة خشبية.
والصحن يضم أربعة أبواب مكشوفة على أربعة مدارس، تمثل مذاهب الإئمة الإسلامية الأربعة، الشافعية والحنابلة والمالكية و”الحنفية”التى كانت أكبر المدارس الأربعة.

وتضم كل مدرسة إيوانًا وصحنًا، وتوجد وسط الصحن “ميضأة” للوضوء وتطل عليها ثلاثة طوابق من الحُجرات فوق بعضها وهي سكن الطلبة.

توجد غرفة الدفن توقع وراء حائط القبلة،
وكل هذه المباني تكتسي أبجمل وأغلى أنواع الرخام وأجمل الزخارف التي تدل على تطور العمارة وقتها.

باب المسجد مصنوع من النحاس المركب لكنه سُرق وموجود على باب جامع المؤيد وهو مغطى بالنحاس المشغول على شكل رسومات هندسية في منتصفها حشوات مفرغة بزخارف منتهى الدقة.

نظام التدريس بالمدارس

أضاف السلطان حسن للمدرسة مكتبين من أجل تعليم الأيتام للقرآن الكريم والخط، ووفر لهم الغذاء والملابس، وحينما ينتهي اليتيم من حفظ القرآن يمنحه خمسون درهما، ويعطي معلمه مثلها أيضا ومكافأة.

قرر السلطان حسن لكل مذهب من المذاهب الأربعة عالمًا و100 طالب لكل فرقة 25 متقدمون وثلاثة معيدون، وخصص لكل فرد راتباً شهريًا طبقا لوظيفته، وعين معلم لتفسير القرآن الكريم وخصص معه ثلاثون طالبًا ليقوموا بعمل الملاحظة، وخصص مدرسًا للأحاديث النبوية وقرر له راتبًا يبلغ ثلاثة مائة درهمًا وقرر له قارئًا للأحاديث.

خصص لمدرسة الشافعية عالمًا مفتيًا، وعين معه قارئا 4 أيام في الأسبوع، ويوم الجمعة بعد صلاة الجمعة، يقرأ القارئ ما يتيسر من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وقرر أيضا معلمًا حافظًا للقرآن متقنًا للقراءات السبعة؛ حيث يتواجد يوميًا فترة ما بين صلاة الصبح والمغرب، لإيوان الشافعية وقرر معه قارئا يدون في دفتره من يحضر من الناس.

ولضمان العمل أنه يسير بانتظام في المدرسة عين السلطان حسن اثنان لملاحظة الحضور والغياب بنظام الوردية واحد بالنهار وآخر لليل، وجهز مكتبة وعين لها أمينًا.

عين السلطان حسن طبيبين، واخد أمراض باطنية والآخر لأمراض العيون، طوال الأسبوع بالمسجد لعلاج كلا من من الموظفين والطلبة.

نبذة عن السلطان حسن
السلطان حسن هو الذي أنشأ هذا الصرح الضخم، هو السلطان حسن بن الناصر الابن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون، ولد عام 735هـ 1334م وتربى في بيت سلطان؛ أبوه هو السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذي كانت فترة حكمه من أزهى عصور الدولة المملوكية حيث سجلت دولة المماليك ذروتها وقمة قوتها ومجدها.

تولى الحكم بعد أخيه المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد، وتولى بعده الحكم أخيه الناصر بدر الدين للمرة الثانية، قُتل السلطان حسن قبل اكتمال مسجده، ولم يعثروا على جثته.

وذكر المؤرخون أن السلطان حسن افتتح مدرسته في كبير، قبل إتمام باقي الأعمال التكميلية للمسجد، وصلى فيها صلاة الجمعة، كما أنعم على العمال الذين شاركوا في البناء والمهندسين، واستمر اسم المهندس العبقري الذي صمم هذا البناء الرائع مجهولا عصورًا عديدة، إلى أن كشف عنه الأستاذ حسن عبد الوهاب، وتوصل إليه من خلال الكتابة المكتوبة في المدرسة الحنفية وهو «محمد بن بيليك المحسني».

تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن
تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى