خواطر وبعد…وجع القلب الصامت

خواطر وبعد
وجع القلب الصامت
AISC NEWS INTERNATIONAL
مع الكاتبة:
چيان جمال محمد
ووجع القلب الصامت
قراءة تحليلية :
روضة الورتاني
الجمهورية التونسية
وكالة أعلام بلا حدود العالمية البريطانية
الوجع الصامت:
آلام لا تُكتب ولا تُحكى
في خضم الحياة وصخبها، تطفو على السطح آلام لا تجد لها منفذًا في الكلمات، ولا تستطيع الحروف أن تصف حجمها أو عمق تأثيرها. إنه ذلك الوجع الذي يختار القلب مسكنًا أبديًا له، الوجع الذي لا يُكتب ولا يُحكى.
هذا النوع من الوجع غالبًا ما ينبع من تجارب إنسانية قاسية أو معقدة، قد يكون فقدًا لا يندمل، أو خيبة أمل عميقة، أو جرحًا روحيًا يصعب التعبير عنه. إنها المشاعر التي تستعصي على الوصف، لأن الكلمات تبدو قاصرة أمام ثقلها، أو لأن البوح بها قد يزيد من وطأتها أو لا يجد له مستمعًا يفهم مداها.
يبقى هذا الوجع حبيسًا في أعماق القلب، يتوارى خلف ستار من الصمت الظاهري. قد يظهر في نظرة حزينة، أو في تنهيدة خافتة، أو في شرود الذهن. إنه حاضر دائمًا، يؤثر على نظرة الإنسان للحياة، وعلى تفاعلاته مع الآخرين، حتى وإن لم يفصح عنه بلسانه.
حمل هذا الوجع الصامت ليس بالأمر الهين. إنه يتطلب قوة داخلية هائلة للتكيف معه والاستمرار في الحياة رغم حضوره الدائم. قد يكون هذا الوجع بمثابة ندبة عميقة تذكرنا بتجربة مؤلمة، ولكنه في الوقت نفسه قد يكون دليلًا على قدرة القلب على التحمل والصمود في وجه أقسى الظروف.
كما يقول الدكتور علاء الموسوي في كتابه “شؤون وشجون”، فإن الوجع الذي لا يُكتب ولا يُحكى هو جزء من التجربة الإنسانية، يختبره الكثيرون بطرق مختلفة. ورغم صمته الظاهري، فإنه يترك بصمته العميقة على أرواحنا، ويشكل جزءًا من نسيج وجودنا.
في النهاية، يبقى الوجع الصامت شاهدًا على قوة القلب البشري وقدرته على التحمل، وعلى عمق التجربة الإنسانية التي لا يمكن اختزالها في كلمات.