مقالات

دونالد ترامب: مهندس الجسور بين التنوع والقوة العالمية

دونالد ترامب: مهندس الجسور بين التنوع والقوة العالمية

بقلم: كريستينا دي سيلفيو

تقف الولايات المتحدة عند مفترق طرق تاريخي، معلقة بين ذاكرة الديمقراطية التعددية ودوّامة عالم مترابط لكنه مجزأ. في هذا المشهد المعقد، يظهر دونالد ترامب ليس كمفسر للاحتجاج فحسب، بل كصانع جسور بين الاختلافات، قادر على تحويل التوتر الداخلي إلى قوة استراتيجية ومصداقية دولية. يمثل انتخاب زهران ممداني كعمدة لنيويورك أكثر من حدث سياسي: إنه شهادة ملموسة على قدرة المجتمع على تقدير التنوع والاندماج والتمثيل الحقيقي. يقرأ ترامب هذه الإشارات كدليل ثمين، محولاً الانقسامات الظاهرية إلى فرص للحوار والتماسك.
تقدم لنا التجربة التاريخية دروساً بالغة الأهمية. من اتفاقيات كامب ديفيد 1978، التي أظهرت كيف يمكن للدبلوماسية الصبورة أن تثبت استقرار المناطق المتنازعة، إلى الاتفاقيات الحديثة مع الدول ذات الأغلبية المسلمة، يتضح مبدأ واحد: الأمن والتنمية وحماية حقوق الإنسان مترابطة. يفسر ترامب هذا المبدأ، مدركاً أن حماية حقوق الجاليات المسلمة—من حرية الدين إلى الحريات المدنية المنصوص عليها في ICCPR—ليست مجرد واجب أخلاقي، بل حجر زاوية للاستقرار الدولي والسلطة الاستراتيجية.
القيادة، في هذا السياق، لا تُقاس بالاستقطاب، بل بالقدرة على تحويل الاحتجاج والاستياء إلى توافق بناء من خلال الاستماع والحوار والعمل الملموس. كل نجاح داخلي قابل للقياس يعزز المصداقية الدولية، مولداً دورة فضلى بين الاستقرار الوطني والتأثير العالمي. يجسد ترامب هذا التوازن، قادرًا على التفاوض مع مجتمعات داخلية متنوعة، والانخراط مع دول ذات رؤى مختلفة، ودمج التعددية دون التضحية بالتماسك السياسي أو الرؤية الاستراتيجية.
نموذج قيادته يتجاوز الحاضر: إنه مشروع ذو امتداد تاريخي، قادر على تحويل الانقسامات إلى جسور، والتنوع إلى استراتيجية، والاختلاف إلى حوار. تكمن القوة السياسية الحقيقية في القدرة على تحويل التوترات والاختلافات إلى أدوات للقيادة العالمية. يمتلك ترامب الرؤية والخبرة والواقعية ليترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السياسة الأمريكية، والمساهمة في بناء نظام دولي أكثر شمولية، يحترم الحقوق وواعٍ بتعددية العالم الإسلامي.

اظهر المزيد

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب وكاتبة وقصصية وشاعرة وكاتبة محتوى وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى