مقالات

د. محمد خليل رضا..الزحف “المليوني” للأهالي إلى قراهم ومنازلهم وبلداتهم المهدّمة في جنوب لبنان جرّاء الحرب الإسرائيلية المدمّرة

الزحف “المليوني” للأهالي إلى قراهم ومنازلهم وبلداتهم المهدّمة في جنوب لبنان جرّاء الحرب الإسرائيلية المدمّرة.. مع بعض الملاحظات في العمق؟

د. محمد خليل رضا.. رئيس اللجنة العلمية في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني

أيسك.. من الملاحظ والملموس أن أغلب الذين يزُورون ويتفقّدون أملاكهم ومدنهم وقراهم وبيوتهم ومؤسساتهم وأرزاقهم و… في جنوب لبنان هم من منطقة جغرافية واحدة وأغلبهم من طائفة معيّنة نراهم يزحفون وبكثافة بشِيبهم وشبابهم، ورجالهم ونساءهم والأطفال والرضّع، والجرحى والمعاقين وبمن حضر وبعزم وثبات للوقوف على آثار وهمجيّة ووحشية وفظاعة وأطلال وغطرسة ما خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان والتي استمرت لحوالي ثلاثة أشهر بدءاً من شهر أيلول “سبتمبر” 2024. مع خسائر فادحة من الضحايا الشهداء بحيث يلامسّ الرقم “سبعة آلاف شهيد”. وربما أكثر بما فيهم تحت الرّدم والأنقاض والأبنية والوحدات السكنية ودور العبادة والمنازل التي سُوّيت بالأرض. وأكثر من “ثمانية عشر ألف جريح” وماذا عن المعاقين والذين أُصيبوا “بمتلازمة السترس بعد الصدمة” “S.D.S.P.T” وبمحطات قاسية وفظيعة ومؤلمة، لا تُمحى بسرعة من الذاكرة أو من الوجود.
مع بعض الملاحظات في العمق:
كنا نتمنى أن يزحف اللبنانيين كل اللبنانيين وبطوائفهم ومذاهبهم وعلى اختلاف مناطقهم الجغرافية. وبرجالهم، ونساءهم، وشيبهم وشبابهم، وفتيانهم وفتياتهم وأطفالهم و.. قلت أن يزحفوا ضمن عرس جماعي ومهرجان وطني كبير ويباركون لأخوانهم أهالي الجنوب الشرفاء والأوفياء بالنصر والتضحية والعودة إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم ومنازلهم حتى لو هي مدمّرة، فالأرض تعني كل شيء وحبات المسك؟!
كنا نتمنى على نواب الأمة (مجلس النواب اللبناني) والمكوّن من 128 نائب.. أن يشاطروا فرحة أهالي الجنوب بهذا النصر والإنجاز التاريخي ومردّدين معهم وبصوت واحد، الأرض أرضنا، والجنوب هو جنوبنا، وكافة المناطق اللبنانية هي لكافة أبناءه، ومحبّيه ولعائلاته المُضحّين ولجميع الأهالي الشرفاء والغيارى على حُبّ الوطن بما يمثّل والأرض، وذكريات الآباء والأجداد، والصبا والطفولة ومحطات أخرى غالية جداً على قلوبنا.
البعض من نواب الأمة وماكناتهم الانتخابية كانوا في السابق يزورون هذه القرى والبلدات خلال الانتخابات النيابية وكم هم متواضعين “بلا زغرة” يجلسون “قعدة عربية” و”يهزّوا” فناجين القهوة العربية بمعنى مشكورين وما بدنا “نتنّي” (يعني نطلب فنجان آخر..).. وكل هذا التواضع والحركات هي ربما تكون “تمثيلية” لشفط أصواتهم في صناديق الاقتراع.. “وباي باي يا حلوين” (ربما لاحقاً؟!!).
كان من المفترض أن يتخلّل دخول الأهالي إلى بلداتهم وقراهم ومدنهم، نشاطات معينة من وحيّ المناسبة وحبذا لو انعقد مجلس الوزراء (الحكومة اللبنانية) ومداورة لا أقول في كل قرية أو بلدة لبنانية، بل في كل قضاء من الجنوب اللبناني: بمعنى جلسة للحكومة اللبنانية في “قضاء صور”، ومثلها لاحقاً في “قضاء مرجعيون حاصبيا” وأيضاً وأيضاً في “قضاء بنت جبيل” وأيضاً في قضاء النبطية (مدينة الإمام الحسين عليه السلام ولا ننسى واستطراداً المشاهد لواقعة الطفّ “كربلاء” في ساحتها المقابلة للحسينية و…) وكذلك في “قضاء جزين”.. و”قضاء صيدا – الزهراني” و.. حينها تدبّ الحركة، والحمية، والوحدة، والتعاضد والمحبة، والإخلاص، والوفاء، والنُبل والعطاء والتعاضد وروح المسؤولية وشد لأواصر اللُحمة اللبنانية وبتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا. كما ورثناها عن الآباء والأجداد.. لكن “بدوز” مختلف عن السابق.. المهم التصميم والعزم والنوايا الحسنة والإخلاص قولاً وعملاً وممارسة.. وليس تمثيلاً و.. (والعياذ بالله)
.. لكن ماذا عن دور رجال الدين وهم من مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية.. وأيضاً وأيضاً حبّذا لو حضروا جميعهم وليس من يمثّلهم؟. إلى الجنوب اللبناني الصامد وزاروا قراه، ومدنه، ووقفوا على أطلال الأبنية والمنازل، ودُور العبادة والمؤسسات والآبار الارتوازية، ومحطات تكرير المياه والمولّدات الكهربائية والمدارس والآثار ودور العبادة التاريخية و.. ليروا بأُمّ العين ما وصلت إليه الهمجية الإسرائيلية وآلة الدمار الشامل للحجر والبشر والشجر.. ولمقوّمات واستمرارية الحياة وللتاريخ وللآثار.. والحضارات و…
وعطفاً على الفقرة السابقة لو رجال الدين حفظهم الله يؤدّون الصلاة على أطلال أو في محيط دُور العبادة. (المساجد..) وأيضاً وأيضاً القداديس على أنقاض بعض الكنائس المهدّمة… ويضعون الحجر الأساسي لبناء كافة دور العبادة.. بيوت الله.. التي هدّمها الإسرائيلي عدو الله ومن وراه الولايات المتحدة الأمركية الشيطان ليس الأكبر فقط بل الأضخم و”XXXXXXLLLL” لاارج.. لاارج.. لاارج.. لاارج.. حتى ينقطع النفس؟!
وأيضاً وأيضاً وأيضاً ومن باب التبرّك.. والأجر والثواب والبركة حبّذا لو يشارك رجال الدين الجنوبيين في تحضير الطعام ولو رمزياً.. في الهواء الطلق “المجدرة الحمراء مثلاً”.. وعلى أنقاض الأطلال المرعبة مما تبقّى من الحجر والشجر و… والتربة، والطرقات التي جرفتها وداستها جنازير الدبابات والميركافا، والشاحنات والآليّات الضخمة المحمّلة بالجنود “المرتزقة” أو بالسلاح على أنواعه وربما من بعض العملاء المبعدين من لبنان في السابق؟!. (فكروا فيها..) كما كان البعض من هؤلاء “الأنجاس” يقاتلون جنباً إلى جنب مع الجنود الإسرائيليين في غزة ضد أهلنا وأخواننا الفلسطينيين وعندما يقتلوا هؤلاء العملاء كانوا يأتون بهم بتوابيت إلى لبنان على أنهم قضوا في حوادث سير في الخارج؟!!
“إنّ ربّك لبالمرصاد” قرآن كريم – سورة هود “آية رقم 81” صدق الله العظيم.
وكم هو جميل ولافت جداً ومبارك ويؤسس عليه لو تبرّع وفعلها رجال الدين من أموال الخيّرين والمحسنين والخمس والزكاة ورجال الأعمال لكلّ طائفة من هذه الطوائف والمذاهب على أنواعها، قلت لو تبرّع رجال الدين بإقامة معامل ومصانع ليس في كل قرية وبلدة، بل في كل قضاء من أقضية الجنوب التي ذكرتها.. أو لاتحاد بلديات المناطق وذلك أضعف الإيمان؟!.. لتشغّل اليد العاملة ومنعاً للبطالة، وتكون رافد ورافعة اقتصادية وإنعاشية واقتصادية وعنوان ازدهار لهذه المناطق المنكوبة ولتثبيت الجنوبي بأرضه ورزقه أرض الآباء والأجداد.. وحبّذا لو تستنسخ هذه اللفتة الكريمة والمباركة جداً من رجال الدين على كافة المناطق المنكوبة في البقاع، بعلبك، الهرمل، وأماكن في جغرافيات بعيدة طالها القصف والدمار الإسرائيلي. في بعض قرى أقضية جبيل وكسروان، والشمال. وفي العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية وغيرها.. وما كان لله ينمو.. وانسجاماً من الآية المباركة من سورة البقرة “رقمها 261” “مثلُ الذين يُنفقون أموالهُم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كُلّ سُنبُلة مائة حبّة والله يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليم” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
وانسجاماً أيضاً ما قاله السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهم السلام. عن فعل الخير:
“إياكم أن تعملوا الخير أمام الناس ليشاهدوكم، وإلا فلا أجر لكم عند أبيكم (الله) الذي في السماوات. فإذا أحسنت إلى أحد فلا تطبّل ولا تزمّر مثلما يعمل المراؤون في المجامع والشوارع حتى يمدحهم الناس”.
“عندما تقوم بأعمال صالحة، لا تحاول التباهي، وإلا فلن تحصل على مكافأة من أبيك الذي في السماء، عندما تعطي للفقراء لا تنفخ في البوق بصوتٍ عالٍ” (متى 6: 1-4).
“قال يسوع: “أنا بينكم كالذي يخدم” (لوقا 22: 27)
وما جاء في القرآن الكريم في سورة المائدة “آية رقم 2”
“وتعاونوا على البرّ والتقوى” قرآن كريم – صدق الله العظيم..
وما قاله أمير الفصاحة والبلاغة عن فعل الخير الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليه السلام:
“افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً فإن صغيرة كبيرة وقليله كثيره. ولا يقولنّ أحدكم أن أحد أولى بفعل الخير مني فيكون.. والله. كذلك، إن للخير والشرّ أهلاً فما تركتموه منهما كفاكموه أهله”.
وقال أيضاً عليه السلام عن فعل الخير:
“افعل الخير وليقع حيث وقع، فإن وقع في أهله فهم أهله، وإن وقع في غير أهله فأنت أهله”.
وأجمل ما قيل عن عمل الخير:
“ليس الخير في العظمة. بل العظمة في الخير”.
وما قاله الإمام علي ابن الحسين عليهم السلام “السجّاد” “زين العابدين”: “أعطي الخير إلى كل من طلبه منك فإن لم يكن من أهل الخير كنت أنت من أهل الخير”.
وتوجد العديد من الحِكم والأمثال الحسنة والمواعظ لأئمة أهل البيت عليهم السلام وللخلفاء الراشدين “رضي الله عنهم”.. لم أتطرّق إليها اختصاراً مني في المقالة.
أتذكر عندما كنتُ تلميذاً في إحدى المدارس الابتدائية في الحي عندنا في الضاحية الجنوبية لبيروت كانت إدارة المدرسة (التفوق) تنظم رحلات أسبوعية، وشهرية لكافة الصفوف والطلاب لزيارة العديد من المناطق اللبنانية السياحية والأثرية وغيرها في كامل الأراضي اللبنانية.. وحبّذا لو ترجع هذه الأيام الحلوة ويتم استنساخ هكذا رحلات طبيعية “وبريئة” إلى جميع مناطق لبنان لنتعرّف على جماله وجغرافية لبنان ومدنه وقراه وبلداته وعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم ومنتوجاتهم الموسمية والحرف اليدوية، والمأكولات كلّ حسب ما تشتهر به هذه المناطق، ومواسم قطف الفاكهة اللذيذة على أنواعها.. ويجب أن ينال الجنوب “حصة الأسد” من هذه الرحلات.. لأنه لو سئلنا طالب في منطقة جغرافية “X” عن قرى ومدن الجنوب وأسماءها ويذكر بعضها؟؟ نراه يخفق في الإجابة؟ ومثله زميله في منطقة “Y” إجابته كما إجابة الطالب من منطقة “X”. هنا تفعيل لدور الأهل، ورجال الدين، والمدارس وكتاب “التربية الوطنية” ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي… مع أن يذكر ضمان البرامج الدراسية فصل خاص عن جغرافية لبنان من باب السياحة، والتراث والآثار والحضارة وأهم ما تشتهر به هذه المناطق.. معطوفة على تنافس شعري، وخطابي، وتوجيهي، وإرشادي وعلمي، و… بين طلاب هذه المناطق والمدارس ضمن آليّة واستراتيجية ولوجستية مدروسة شرط أن لا تتجاوز الخطوط الحمر.. وخصوصيات كل منطقة.. ومنطقة.. ونحترم رموزها الأحياء منهم والأموات.
على وسائل الإعلام اللبنانية المرئية والمسموعة والمكتوبة التنسيق فيما بينها من أجل تغطية شاملة لزيارات ميدانية مباشرة بالصوت والصورة تحاكي تراث، وآثار و… المناطق السياحية وأشهر ما تشتهر به هذه المنطقة أو تلك.. مع طرق باب معجم “غينتس” للأرقام.. أن تتعاون كافة المحافظات بتجهيز أكبر طبق من أكلة وطعام محدّد “W”. ويتمّ طبخه وتحضيره وتجهيزه في قرية أو محافظة من لبنان يتمّ اختيارها بالقرعة. ومداورة بين جميع المحافظات.
العمل على تجهيز كافة المستشفيات في الأطراف (المحافظات) بأحدث الأجهزة والأقسام وكافة الاختصاصات من دون استثناء. مع توءمتها بمستشفيات عالمية لدول صديقة وليس عدوّة للمقاومة وبيئتها؟! وللأحرار في العالم؟؟..
يجب إقامة نُصُب تذكارية شامخة تُحاكي أمجاد وبطولات، وشجاعة وبسالة، وإقدام، وتضحيات و… للشهداء الأبطال في كل مدينة، وقرية جنوبية وفي مناطق أخرى من لبنان حدث فيها مجازر وسقط فيها شهداء وأبرياء، وعائلات بأكملها.. مع كتابة أسماءهم.. وعرض لصورهم، والاسم الثلاثي لكل منهم. أقل شيء تكون عربون وفاء وإخلاص، ومحبة، وتقديراً لعطاءاتهم وتضحياتهم ودمائهم.
حبّذا لو يتمّ مصاهرات عائلية بين هذه المناطق. وزيارات متبادلة باستمرار وليس زوروني كل قرن؟ وحرب؟ مرة؟؟.. لتجسيد اللُحمة اللبنانية والمحبة والألفة والانصهار الوطني والاجتماعي “والديموغرافي” والمناطقي و.. بين كافة اللبنانيين.. واستطراداً هنا دور رجال الدين (الغير متعصبين: (1) عقائدياً. (2) دينياً. (3) مناطقياً. (4) عائلياً. (5) حزبياً. (6) مادياً. ربما من باب كما يقول المثل اللبناني “لي ما بده يجوّز بنته.. بيغلّي مهرها..”؟!!). لتقريب وجهات النظر وفسح المجال إيجاباً من هذا الباب وانسجاماً مع “الآية 46” من سورة الكهف: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا” قرآن كريم – صدق الله العظيم – والآية “26” من سورة النور: “الطّيّبات للطيّبين والطّيّبون للطّيّبات” قرآن كريم – صدق الله العظيم –
إقامة مصانع ومعامل للإسمنت “الترابة” في الجنوب مع درس المشروع الإنمائي والصناعي والاقتصادي من الناحية البيئية وتزويده بفلاتر مناسبة وصيانة باستمرار لإعمار الجنوب وباقي المناطق المنكوبة. إلى جانب معامل لصناعات ثقيلة وبالتوازي والتوافق والتوازن مع حركة الإنماء المتوازن في باقي المحافظات.
وعطفاً على الفقرة والفقرات السابقة حبّذا لو يتمّ بناء فنادق ضخمة خمس نجوم تحاكي العصر والعمران والهندسة والتكنولوجيا والتقدم مع خدمات متنوعة عالمية وأن لا يكون “الرّك”؟ على فنادق العاصمة والجبل؟ وتشجيع المؤتمرات المحلية والدولية ومداورة في كافة محافظات لبنان.
أتمنى لو بعض دول الاغتراب حيث التواجد اللبناني فيها لجاليات لبنانية وعربية وإسلامية، أن تفتح “قنصليّات” لها في الجنوب والبقاع، بعلبك الهرمل والشمال ولأكثر من سبب وسبب إضافة إلى عامل المناخ واستطراداً وأنا أكتب هذه المقالة نهار الأربعاء 5 شباط “فبراير” 2025 حيث الأمطار والثلوج غطّت الشوارع وقطعت بعض قرى الجبل، والشمال والبقاع وبعلبك الهرمل وغيرها… والعاصفة الثلجية “أسيل” تواصل زحفها بقوة على لبنان حيث تغطي الثلوج الطرقات والأحياء وسط برد قارس ورياح عاتية تزيد من حدّة الأجواء والتصعيد مستمر في الساعات القادمة.
واستطراداً هذا حافز آخر “المناخ” ليكون لهذه المحافظات “المنكوبة” و”الشبه محرومة” من مستشفيات جامعية على غرار “C.H.U” فيها كافة الاختصاصات أكرّر من دون استثناء، مع الكوادر الطبية النخبة والتخصصية بكفاءة عالية جداً قولاً وفعلاً وممارسة وتطبيقاً على أرض الواقع. والتحلّي بأخلاق ومناقبيات رسالة الطب وقسمه؟!..
وبالتالي لإيصال المرضى والحالات الحرجة بدل أن تصل أو “ربما لا تصل”؟! إلى مستشفيات العاصمة “بيروت” بسبب الأمطار، والثلوج وانقطاع الطرقات، وهدم لجدران الدعم والفيضانات وربما انعدام الرؤية بسبب الضباب الكثيف الذي يغطي هذه المنطقة أو تلك.. وتكبّدهم لعناء السفر والسترس والتعب، والإرهاق.. فالمستشفيات أكرّر الكبرى والجامعية “C.H.U” وجودها مبرّر ومنطقي وإنساني ومهني وموضوعي ولأكثر من سبب وسبب كما ألمحت لبعضها مثلاً؟!!
إقامة الملاجئ في القرى الحدودية مع ما يسمى بدولة إسرائيل (فلسطين المحتلة) وتزويد هذه الملاجئ بكافة وسائل الراحة والاطمئنان والرفاهية والماء والكهرباء وشبكة الإنترنت والمعلوماتية على أنواعها والطاقة والمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والتموين. مع تواجد أخصائيين في مجال معالجة السترس “STRESS” و”متلازمة السترس بعد الصدمة” “S.D.S.P.T”
“SYNDROME de STRESS POST TRAUMATIQUE” مع إيجاد وسائل ترفيهية لبعض الأعمار المعرّضة لزيادة “دوز” مفاعيل السترس وعلاماته النفسية والمرضية.
حبّذا أيضاً وأيضاً لو يسبق زيارات المواطنين اللبنانيين جميعهم من كافة المناطق والمحافظات والطوائف والمذاهب اللبنانية.. بأن يقوم نواب الأمة والأحزاب ذات الصلة لهذه المناطق أن يقوموا هم بدورهم بمرحلة “تبريد الأجواء” و”تخفيف” لا بل “تجفيف” القصف المدفعي الإعلامي وتصفية الحسابات المتراكمة والحاقدة والتهجّم على مقامات ورموز سياسية ودينية لها وزنها واحترامها وكلمتها ورأيها مطاع في بيئتها وجمهورها وأصدقاءها وحلفاءها. في الداخل والإقليم والعالم. وأن نُحكّم العقل والضمير والوجدان، والتعقّل والمصلحة العامة و… على “رزمة” المناكفات والمماحكات ونشر الغسيل على الأسطح.. وصفاء النوايا.. وفتح صفحة جديدة من التعامل الجادّ والأخوي والمثمّر، والمعطاء وما بدنا نفتح وكر الدبابير؟! من أجل المُضيّ قُدماً في بناء دولة المواطنة والعيش المشترك والمحبة والألفة بين جميع مواطنيه وطوائفه ومذاهبه والغيارى على مصلحة الوطن كل الوطن.
ونردّد ما قاله الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليهم السلام: “الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن”.
وما قاله الخليفة عمر بن الخطاب عن الوطن “رضيّ الله عنه”: “عمّر الله البلدان بحب الأوطان”.
وما قاله سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين بن علي عليهما السلام عن حبّ الوطن: “عُمّرت البلدان بحُبّ الأوطان”.
وماذا قال الرسول الأكرم النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم عن حبّ الوطن: “وما أحبّك إليّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنتُ غيرك”.
وقوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم عن حبّ الوطن: “حبّ الوطن من الإيمان”.
وأنا أقترب من انتهاء هذه المقالة المختصرة جداً جداً والمعصورة إلى أقصى الحدود. لو كبار القوم من كافة الأطياف والمسؤولين من الصف الأول يزوروا باستمرار الجنوب الجريح والمنكوب والمستضعف والذي يلفّه كما يلف غيره من محافظات الوطن حزام الحرمان، والبؤس و”شبه البطالة” وفقدان الإنماء المتوازن.. و”ميكرو” النسيان.. والإهمال وعدم تطبيق المقررات في الإنماء المتوازن.. “الكلمة المطاطة”؟؟ الّتي لتاريخه ربما لم نعرف خيرها؟!.. من شرّها؟!.. ومن ترجمتها على أرض الواقع والميدان.. والملموس؟.. تلفظ وتكتب في المقررات الحكومية ولا تُطبّق ولا تنفّذ على أرض الواقع وتنام نومة أهل الكهف في الأدراج حيث سماكة الغبار تلامس العشرة مليمترات يعني سنتمتر واحد؟! وربما يزيد؟!.. ونخشى أن نستعين بالميكروسكوب الإلكتروني أو المناظير الليلية للقراءة؟!.. وتهجية الحروف واستطراداً لفكّ لرموز النوايا؟!.. إن كانت سليمة مئة بالمئة؟ وليس “X” بالمئة؟!!!.
أختم لأقول رحم الله الشهداء كل الشهداء من المقاومين ومن المدنيين والمسعفين من الهيئة الصحية التابعة “لحزب الله”، وكشافة الرسالة الإسلامية التابعة “لحركة أمل”، والأخوة المسعفين من “الجماعة الإسلامية” وغيرهم. والدفاع المدني ورجال الإطفاء والمتطوعين، والإعلاميين والغيارى وغيرهم.. دون أن ننسى فرق الطواقم البلدية من شرطة، وإداريين وعمال رفع الأنقاض وعدّة الشغل الميداني لهم. ورؤساء بلديات ومساعديهم وفرق الوزارات المختصة الذين كنا نشاهدهم ميدانياً حيث دخان الصواريخ والقذائف والدمار والخراب والسترس وروائح الموت. ليقولوا للعالم كل العالم الأرض.. أرضنا.. والمواطنين فيها هم أمانة في أعناقنا سنخدمهم بأشفار عيوننا.. وإننا على العهد باقون.. وأوفياء لدماء الشهداء.. ولتضحيات عائلاتهم وأهاليهم ومحبيهم..
أنهي هذه المقالة لأقول.. هل دفنت جثث وأشلاء الشهداء من المقاومين والمدنيين و… المتواجدين تحت الردم والركام وترليون أنقاض الأبنية والمنازل ودُور العبادة والمؤسسات والمعامل والمصانع و… والتي يتمّ انتشالهم أو استخراجهم أو سحبهم، أو لملمتهم، أو تجميعهم أو.. أو.. من تحت هذه الأماكن من قبل طواقم الدفاع المدني، وأحياناً الصليب الأحمر، وكذلك الجيش اللبناني.. وغيرهم.. وكل هذه الجهات التي ذكرتها نرفع لهم القبعة وننحني بخشوع وإجلال واحترام وثقة واعتزاز أمام تضحياتهم الجسام خلال الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان والتي استمرت حوالي ثلاثة أشهر بدءاً من شهر أيلول “سبتمبر” عام 2024.. والأشهر التي تلت.. وكيف كانوا يضعون دماءهم على أكفّهم ويتواجدون ميدانياً وبكثافة وبعد دقائق في الأماكن المستهدفة لسحب الجثث، وإنقاذ الجرحى والعالقين تحت الردم والأنقاض والهدم وترليون آلاف الكتل الإسمنتية و… لكن عملهم أيها الأحبة في وقت “السلم” بسحب الجثث والأشلاء وما تبقّى منها، هو ليس من صلاحيتكم؟!.. أتكلم من باب ما يُطلق عليه في لغة “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE” و”علم الضحية” “VICTIMOLOGIE” “والأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELLE”. “المسؤولية الطبية” “LA RESPONSABILITEE MEDICALE” والله يعطيكم العافية. ونقطة على أول السطر.
بل هذا من ضمن صلاحيات وأعمال وخصوصيات وعمل، وشغل “وكار”… فرق الطب الشرعي وأخواته.. ومختبراته، وأجهزته الميدانية النقالة.. وأيضاً وأيضاً نقطة على أول السطر؟!!
بربكم ماذا يجمع رجال الدفاع المدني وأخواته؟.. (1) جثث؟؟.. (2) أهي كاملة؟ (3) أو ربع جثة؟ أو.. (4) نصف جثة؟ (5) أو جثة بلا رأس وبلا أطراف عليا؟ (6) أو أطراف سفلى؟! (7) أو كتل بشرية مختلطة بالتربة؟ والعشب؟ والنبات.. وبعض الملابس؟.. وإلى أين تُرسل؟ سمعنا إلى هذه المستشفى أو تلك.. لإجراء فحص الحمض النوّوي “D.N.A”.. بالمقابل نسمع في الأخبار ومن مصادر ميدانية موثوقة أن الجثث والأشلاء تُدفن في اليوم الثاني؟!.. الله وأكبر؟!.. ويا سبحان الله.. لا أريد أن أتكلم عاطفة؟ وأخواتها.. أريد أن أتكلم علم، وطب، وطب شرعي، وله بُعد قانوني، وإنساني، وضميري، وأخلاقي وعلمي أن هذا الأمر التعامل معه “مشكوك” ومُحاط بغلاف سميك من الملاحظات، والتساؤلات والاستفسارات و”الشكوك”؟ و”الريبة”؟ و.. حول أين تظهر نتائج الحمض النوّوي “D.N.A” ونحن نتكلم عن أشلاء جثث متحلّلة بأحجام مختلفة.. وهذا الأمر يحتاج إلى مدة زمنية معينة ومرتاحة تلامس الأيام وربما “تدفش” الأسبوع الأول؟ وتزحف إلى “THE NEXT”.. كي لا يُقال ونسمع من “X” أن الجهة “Y” لا أقول أم “تضحك علينا”؟؟؟؟.. والعياذ بالله؟!.. أو أم تفشل في الامتحان؟! “معاذ الله”؟!! أو أم تتعاطى مع موضوع وآليّة واستراتيجية عيّنات الحمض النوّوي “D.N.A” بطريقة “كمشة عرب؟؟؟؟”.. وبالجملة؟!.. وسلق بسلق؟ ولا تأخذ من كل نموذج عيّنتين وتُرسلهم في مختبرات في داخل لبنان وفي الخارج لمقارنة النتائج.. وهذا هو عين الصواب، والحكمة و.. وإلاّ نسمع أصداء “التحقيق الطبي الشرعي” “EXPERTISE MEDICO-LÉGȂLE” تطلّ برأسها من مكان جغرافي في “X” من تحت المباني والمنازل و.. التي سُوّيت بالأرض.. يقابلها “ذبذبات” صوتية تثأر للواقع “بتردّدات” “FREQUENCE” تطالب “بتحقيق مضادّ في الطب الشرعي” “CONTRÉ EXPERTISE MEDICO-LÉGȂLE” ونبش القبور واستخراج الجثث ومعاينتها من جديد وأخذ العيّنات منها وتشريحها”.. حينها لا ينفع الندم؟!! والتبريرات.. والكلام المعسول والمهذّب وعا الناعم لإحقاق الحق؟ ووضع الأمور في نصابها العلمي، والطبي، والطبي الشرعي والمخبري؟؟.. ليس من باب “قد أُعذر من أنذر” لكن من باب كما يقال شعبياً في لبنان “أعطي الخبز للخبّاز…” وكلّ في مجاله واختصاصه و.. متماهين مع المثل والحكمة وخارطة الطريق التي قالها الرسول الأكرم النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه”.
وأيضاً وأيضاً من دُرر وجواهر ونفائس ما قالها النبي الأكرم أبا القاسم محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: “إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكلّ امرئ ما نوى”.
وما قيل في الكتاب المقدس عن العمل:
“يد المجتهدين تسُودُ أمّا الرّخوة فتكون تحت الجزية” (أمثال 12: 24)
ومسك الختام أورد ما قاله الخليفة العادل عمر بن الخطاب “رضي الله عنه”: “من عرّض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء الظنّ به”.
وبحكمة رائعة قالها للتاريخ الإمام أبا حنيفة النعمان: “هذا ما عندنا قلناه وإن وجدنا أفضل منه قبلنا به”.
وأضيف عليها أنا شخصياً الدكتور محمد خليل رضا.. “اعملوا مليح ال”DEVOIR” تبعكم.. ولا أحد يوجّه لكم الملاحظات على أنواعها وكفى.. فحدا يسمعنا؟..”.
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A”.
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة الشرايين والأوردة”.
عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”.
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE”
عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”
المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
لبنان – بيروت

رئيس  اللجنه العلميه في  التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني
د. محمد خليل رضا رئيس اللجنة العلمية في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى