د.محمد خليل رضا..حذاري من تواجد جثث وأشلاء قبل نقل ردميات الأبنية المدمرة

د. محمد خليل رضا.. حذاري من تواجد جثث وأشلاء قبل نقل ردميات الأبنية المدمرة
د. محمد خليل رضا.. رئيس اللجنة العلمية في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني
أيسك.. قبل نقل الردم والنفايات والهدم والأبنية التي سُوّيت بالأرض وتنظيف الشوارع والأحياء.. حذاري من تواجد جثث، وأشلاء وبقايا هياكل عظمية و.. فيها.. وتحتها..
الأبنية التي سُوّيت بالأرض والمنازل والأحياء والمجمّعات السكنية وأخواتها جرّاء الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان والتي تركت بصمات صادمة وقاسية وفظيعة لا تُمحى أبداً من الذاكرة، ولا تُنسى من الوجود، معطوفة على تدمير عمدي وممنهج لقرى “ومدن” وأحياء في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها، وحتى دُور العبادة، الكثير منها سُوّي بالأرض.. وعدّاد الضحايا من الشهداء والجرحى مرتفع جداً (حوالي 7000 شهيد و18000 جريح) وماذا عن العالقين تحت الردم والأنقاض وملايين أطنان أكوام الإسمنت كانت من الشواهد الحيّة على أن “إسرائيل مرّت من هنا”.
ما يهمنا في هذه المقالة المختصرة جداً هو تسليط الضوء على رفع الركام والأنقاض والنفايات والهدم والردم ونقلهم إلى أماكن أخرى.. وهذا يتطلب الوعي والحذر والحكمة والتمهّل والهدوء والخبرة والعمل الدقيق والحسّاس جداً وعدم التسرّع في نقل هذه الأنقاض والردم بما فيها وما عليها.. لأنه نشاهد بالصوت والصورة وعن قرب أن العمال والمتعهّدين وموظفي البلديات ذات الصلة، والجرافات والكميونات والمعدّات الثقيلة تنقل هذه الأكوام الإسمنتية “بالجملة” وبالجرافات وتفرغها مباشرة في الكميونات والتي بدورها تفرغها في هذا المكان أو ذاك؟!
السؤال الطبي والشرعي والعلمي والمسؤول ماذا لو كان تحت الردم والأبنية التي سُوّيت بالأرض، جثث وأشلاء، وبقايا جثث وأشلاء ورؤوس متطايرة وهياكل عظمية وعظام متناثرة هنا وهناك. وقصفت إسرائيل بمسيراتها وطائراتها وبوارجها من البحر، هذه الأماكن أحياناً على رؤوس ساكنيها، دون إنذار مسبق وهذا حدث.
وكنا نسمع بالصوت والصورة أن إسرائيل تضع إحداثيات وبالخرائط وأسماء الشوارع والأبنية والأحياء والمستشفيات، وبالقرب من.. ومن.. يجب على السكان إخلاءها فوراً أو الابتعاد حوالي 500 متر (خمسماية متر من هذه الأماكن) لأنها ستُقصف وأحياناً تخدع بقصف دون إبلاغ السكان. ورجال المقاومة وسكان هذه الأحياء والقرى كانوا يطلقون الرصاص بكثرة حينها لتنّبيه السكان بضرورة إخلاءها فوراً وفوراً.. لكن قد يحدث القصف ليلاً فجراً والسكان نيام لا يسمعون هذا الرصاص التحذيري ولصالحهم لإخلاء هذه الأمكنة. أو ربما كان يتواجد بداخلها مرضى تناولوا أقراص وحبوب معينة التأثير الجانبي لها أنها تُنوم صاحبها.. وهكذا.. أو ربما يكون “X” أو “Y” أطرش لا يسمع من الأساس ومصاب بالصمم “SURDITE” أو أحدهم بقي في المنزل ويملك ثروة من الأموال وفي نفس الوقت “سمعه قليل” يعني شبه أطرش؟ (واستطراداً هذا حدث لأحد الضحايا واسمه أبو فادي في شارع عبد النور – حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. عندما سمع جيران الحي أن البناية التي يتواجد فيها “أبو فادي” سيتم قصفها، ذهبوا إليه ودقّوا الباب بقوة ومنهم من أطلق الرصاص في محيط البناية لإخلاءها فوراً.. لكن المسكين أبو فادي “سمعه قليل” وظن أن اللصوص أتّوا إلى منزله ليسرقوا أمواله.. وبقي حتى استشهد وجثته لتاريخه تحت الردم..).
أنقل هذه الحادثة لأقول يجب التفتيش والتنقيب اليدوي على الجثث والأشلاء وبقاياها، والهياكل العظمية، والعظام المتواجدة تحت الردم وهذه الأبنية التي سُوّيت بالأرض.. قد يكون متواجد فيها أشخاص أو ناطور بناية أو بعض السكان أو أحدهم استغل فترة الحرب ودخل هذه المباني بهدف السرقة أو.. أو.. وبقي محاصراً بعد أن باغته القصف من المسيّرات والجو والبوارج الحربية وهذه الجثث بقيت في أرضها وحيث دفنت..
أو ربما يكون قد بقي في هذه الأبنية المستهدفة حيوانات منزلية أليفة صغيرة (كلاب، وقطط.. بأحجام مختلفة) أو ربما أطفال رضّع وخُدّج وحديثي الولادة، عندما ترك أهاليهم هذه المباني مسرعين كثيراً وبثياب المنزل. ولم يأخذوا معهم أي شيء قد تتحلّل هذه الجثث والأشلاء، وتبقى تحت الردم والهدم والأنقاض.. وقد نجدها هياكل عظمية وعظام مبعثرة السؤال المبرّر الطبي الشرعي هل هذه العظام هي بشرية أو حيوانية المصدر؟ لكلّ منها معاييرها وفحوصها وألف باءها.. أو ربما يكون متواجد داخل هذه المباني أحد المرضى على الأوكسيجين، وآلات التنفس الاصطناعي ونقله من وإلى في غاية الصعوبة لأن كل “عشر ثانية” تُحسب لنجاة سكان هذه المباني؟! وقسّ على ذلك..
أرجع إلى تعريف الجثة من زاوية الطب الشرعي “CRȂNE + POST-CRȂNE” يعني رأس (وجه، جمجمة) وباقي الجثة: الصدر، البطن، الظهر، الحوض، الأطراف العليا والأطراف السفلى من الجهتين مع كامل الأصابع، وكذلك الفقرات الرقبية (7) والصدرية (12) والقطنية (5) والعصعص، والحوض وعظام الورك، وباقي عظام الجثة.
ويجب إجراء فحوص الحمض النوّوي لبقايا هذه الجثث والأشلاء والعظام.. وحتى بالنسبة للرؤوس ولو كانت متفحّمة ومتحلّلة ومتعفنة ومحترقة ومشوّهة توجد في الطب الشرعي تقنية “إعادة تكوين الوجه”.
وأطرح السؤال الطبي الشرعي: هل دفنت في لبنان في الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان في أيلول 2024 الجثث كاملة من ناحية الطب الشرعي وفحص الحمض النوّوي لأصحابها؟ أم دُفنت كوديعة ريثما تُلحق بها باقي أجزاء الجثث بعد وقف إطلاق النار؟!.. أم دُفنت سريعاً جداً لأن الطائرات والجو الميداني العسكري كان المسيطر والمخيف.. وفي وضع لا يُحسد عليه أهالي الشهداء..
وحبّذا لو يتواجد أطباء شرعيين أو مندوبين من وزارة الصحة اللبنانية والصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية “O.M.S” والمنظمات الحقوقية الدولية وأخواتها، على أطلال هذه الأبنية والقرى والأحياء التي سُوّيت بالأرض. ولحظة إزالتها بالجرافات والمعدات الثقيلة.. كشهود دوليين وللتأكد من خلوّ هذه الأماكن المنكوبة من جثث وأشلاء وعظام ولأكثر من سبب وسبب.
وأيضاً وأيضاً إذا تكلمنا طب شرعي مسؤول وقانوني وعلمي يجب بعد إجراء فحص الحمض النوّوي لهذه الجثث والأشلاء والعظام وما تبقّى منها ومعاينتها من قبل الطبيب الشرعي والتأكد من هويتها بعد مقارنة نتائج الحمض النوّوي “D.N.A” بعيّنات من الأهالي والأقارب وإعطاء “شهادة وفاة” رسمية موقّعة من الطبيب الشرعي الذي عاين الجثث الناقصة والمكتملة لاحقاً. ومن مدير مختبر الحمض النوّوي، لتسلّم إلى مسؤول المقبرة لدفنها.
للقوطبة على “التحقيق الطبي الشرعي” “EXPERTISE MEDICO-LÉGALE” و “CONTRE EXPERTISE MEDICO-LÉGALE” و”التحقيق المضادّ الطبي الشرعي” وكي لا نصل إلى نبش القبور ومعاينة الجثث وتشريحها وأخذ العيّنات منها من جديد وخصوصاً “الحمض النوّوي” “D.N.A”. وكي لا نسلّم جثث عن طريق الخطأ، أو يظهر المرحوم “X” حيّ يُرزق هنا وهناك.
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، طبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا تجاوزها.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
لبنان – بيروت
