د.محمد خليل رضا..ماذا عن التغذية بالبروتين للنساء الحوامل في الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان وغزة؟

د. محمد خليل رضا.. ماذا عن التغذية بالبروتين للنساء الحوامل في الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان وغزة؟ وماذا عن “معدل إبغار” العالمي لحديثي الولادة؟ وباختصار شديد جداً جداً.
د محمد خليل رضا رئيس اللجنة العلميه في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني
أيسك.. عندما تحدث الحرب المدمّرة في هذه الدولة أو تلك من العالم تُشلّ البلاد، وتتوقّف عجلة الاقتصاد وحركة البيع والشراء ونبض الشارع وأصوات الباعة، وعجقة المدارس والجامعات والمعاهد، وتتوقّف فجأة زيارات الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء ومراجعات المرضى في المستشفيات وعيادات الأطباء وروتين المشي الصباحي، وممارسة العديد من أنواع الرياضة والهوايات الأخرى ومعاملات الناس في الوزارات والبلديات والدوائر الرسمية وقصور العدل ودهاليزها، وعمل المحامين والقضاة وكُتّاب العدل والأطباء والصيادلة وجميع المهن الحرة وغيرها الواقعين في أماكن ومناطق طالها القصف والدمار المتواصل و… وزحمة السيارات ودخان إشكماناتها المشبّع بأحادي أوكسيد الكربون “CO” المضرّ بالبيئة والصحة والسلامة العامة وأبواق السيارات تخرس مؤقتاً ليحلّ محلها أصوات المدافع والصواريخ الذكية والمسيّرات التي “توّز وزّ” ليلاً نهاراً فجراً ولنقل على مدار “24 على 24 ساعة” أتكلم عن لبنان وأنا أكتب هذه المقالة في 25-12-2024 في عيد ميلاد السيد “المسيح عيسى ابن مريم عليهم السلام” والمسيّرات الإسرائيلية لم تغادر الأجواء اللبنانية حتى في بيروت وضواحيها وباقي المناطق. وساعد الله النساء الحوامل في الحروب الذين يرتعبون جداً من أصوات المدافع والصواريخ والطائرات والبوارج الحربية والمسيّرات وأخواتها وأوامر الإخلاء الفورية والطارئة والصاعقة و.. التي تصدر من الجانب الإسرائيلي محدّدة هذه المنطقة أو تلك وهذه البناية وغيرها والتي تقع في المنطقة “X” وقريبة من “Y” عليهم الإخلاء فوراً وفوراً أو الابتعاد مسافة 500 (خمسماية متر) وأكثر كي لا يصابوا بأذى.
وأحياناً الجانب الإسرائيلي يخدع اللبنانيين ويقصف أبنية وأحياء ويسوّيها بالأرض دون أن يخبر أحد؟!.
سأركّز المقالة المختصرة هذه على أوضاع النساء الحوامل اللبنانيات طيلة فترة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان منذ شهر أيلول “سبتمبر” 2024 حتى وقف لإطلاق النار. قبل حوالي شهر. والجانب الإسرائيلي لم يحترم بنود وقف إطلاق النار وكل يوم “بيتحركش” بالجانب اللبناني ويطلق النار على المواطنين ويسقط شهداء كما حدث بالأمس قرب المدرسة الرسمية في بلدة الطيبة الجنوبية وعلى الحدود مع فلسطين المحتلة. واليوم أيضاً 25 كانون أول “ديسمبر” 2024 نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارة جوية ولأول مرة منذ بدء وقف إطلاق النار. استهدفت منزلاً في سهل طاريا في البقاع (شرق لبنان بالقرب من الحدود مع سوريا) وأدى ذلك إلى سقوط ضحايا شهداء وجرحى. واليوم الجمعة 27 كانون أول “ديسمبر” شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارة على معبر جنتا الحدودي بين لبنان وسوريا وأيضاً على بلدة قوسايا بالبقاع الغربي شرق لبنان..
سأصوّب إبرة بوصلة المقالة على أوضاع النساء الحوامل في لبنان طيلة فترات الحرب ولتاريخه. والتي تزرع الرعب والخوف والسترس في جغرافية المناطق لتقول إن إسرائيل مرّت من هنا. وأيضاً للنساء الحوامل في غزة البطلة والباسلة.
في الواقع النساء الحوامل في العالم وأتكلم بشكل عام بحاجة إلى جو نفسي ونفساني هادئ ولطيف وخالي من أصوات المدافع ولعلعة السلاح والمتفجرات والصواريخ والمسيّرات والبوارج والدبابات والمدفعية والطائرات، يضاف إلى ذلك التغذية المدروسة والمناسبة لها ولجنينها مع المشي قليلاً واتباع نمط حياتي معين.
لكن ساعد الله النساء الحوامل في لبنان طيلة ثلاثة شهور “وحبة مسك” ولتاريخه الانتهاكات الإسرائيلية وحتى الاعتداءات “الناعمة” مع قوات اليونيفيل كما حدث يوم الثلاثاء 25 كانون أول “ديسمبر” 2024 على القوات البولندية، والإيرلندية، والجيش اللبناني في قرية يارون الجنوبية وقبلها رفع العلم الإسرائيلي في موقع مقابل لبلدة “الناقورة” الجنوبية وخروقات بالجملة وقصف وخطف للبنانيين ولرعاة الماشية وعمال وغيرهم، وتفجيرات في مارون الراس ويارون وغيرها..
أرجع إلى النساء الحوامل في لبنان وغزة فهنّ بحاجة إضافة إلى الجو النفسي والنفساني وسماع الأخبار الحلوة والجميلة البعيدة عن السترس “STRESS” ولغة الحرب.. قلت هنّ بحاجة إلى البروتين وتغذية خاصة والبروتين موجود في اللحوم والدجاج والبيض والأسماك و…
ولا نقول النازحين والنازحات اللبنانيين واللبنانيات في مراكز الإيواء بل (الضيوف والوافدين) في المدارس والمعاهد والكليات وأماكن أخرى في العديد من المناطق اللبنانية. وربما طيلة هذه الفترة الزمنية التي امتدت لحوالي ثلاثة أشهر وانعكس ذلك على المتواجدين في مراكز الإيواء هذه من التغذية بالبروتين وذكرت مصادرة وأكرّرها للضرورة القصوى (لحوم، دجاج، أسماك، بيض و..) فالاعتماد كان على المعلّبات وبعض الأطعمة السريعة والساخنة في المطابخ المركزية والجماعية في هذه المراكز وأيضاً الحصص الغذائية التي كانت تُرسل من دول العالم إلى لبنان وتسلّم إلى الأخوة الضيوف والوافدين طبق آليّة معينة وبالصناديق مع “عنعنة” المواطنين والأهالي و.. وعدم توزيعها على مستحقّيها بالعدل والمساواة وبالحق. “وسرقة وبيع” هذه الحصص وهذا موجود ومؤرشف ولا أريد أن أحركش وكرّ الدبابير (راجعوا الأرشيف حينها والتعليقات التلفزيونية على الموضوع).
فالنساء الحوامل قلت هنّ بحاجة إلى مصادر تغذية بروتينية من لحوم، دجاج، أسماك، بيض وغيرها وعدم التدخين أمامهم كي لا يصابوا “بالتدخين السلبي” “TABAGISME PASSIVE”. وأمراضه وسرطاناته المتعدّدة. وبالطبع عدم تدخين الأركيلة والتي تعادل تدخين ستين سيجارة؟!!!
ولكي تلد النساء الحوامل أطفال رضّع مكتملي ومستوفيّ الشروط الصحية “ومعيار ايبغار” العالمي “APGAR SCORE”.لتقيّم الحالة الطبية والصحية لحديثي الولادة ويتمّ إجراء هذا الفحص وبحسب “الاجتهادات العلمية” مرتين، مرة عند عمر دقيقة واحدة. ومرة عند عمر خمس دقائق وحتى عشر دقائق التي تلي الولادة مباشرة. ويتمّ التقيّم بناء على خمس فئات ومؤشّرات. ولشحن الذاكرة تسمية فحص ابغار جاء على اسم الطبيبة الأميركية وأخصائية في البنج “التخدير” التي اخترعته عام 1952. الدكتورة “فرجينيا أبغار” بالإضافة إلى ذلك تحدّد الحروف الإنكليزية “A.P.G.A.R” المؤشرات التي يتمّ فحصها.
لون الجلد “APPEARANCE” (A)
النبض “PULSE” (P)
ردود الفعل “GRIMACE RESPONSE” (G)
النشاط العضلي “ACTIVITY” (A)
جهد التنفس “RESPIRATION” (R)
المجموع هو عشر نقاط.
(1) فمثلاً لون الجلد الشاحب والأزرق والباهت يعكس خلل معين حين فترة الحمل. ولم يحصل المولود حينها على نقاط مقابل اللون.
لكن بالمقابل إذا كان لون جسم المولود الحديث الولادة ذكراً كان أو أنثى وردي ولون الأطراف مزرق، ينال الطفل السعيد الحظ نقطة واحدة فقط.
ولا بد من التذكير أن معظم الأطفال حديثي الولادة يولدون بأطراف ذات بشرة مزرقة قليلاً، وبعد دقائق قليلة فقط من الولادة يتغير لون الجلد عندهم من اللون الأزرق إلى اللون الوردي. وعليه وهذا هو السبب في أن الحدّ الأقصى للدرجات عادة في عمر دقيقة هو 9 وليس عشرة.
وعندما يكون كامل الجسم (البطن، الصدر، الأطراف العليا والسفلى) وردياً نحصل على نقطتين.
(2) النبض ويعكس ضربات القلب وحركة الشرايين والأوعية الدموية في الجسم. وعندما لا نجد الشعور بنبض المولود الجديد أثناء الفحص اليدوي، فلا نقاط تعطى له بالمقابل عندما تكون ضربات القلب أقل من “100” نبضة في الدقيقة يحصل المولود السعيد على نقطة أو علامة واحدة. وعلى علامتين إذا كانت أكثر من “100 نبضة” في الدقيقة الواحدة.
(3) نصل إلى “الرفلكس” والاستجابة للتحفّز (وردّة الفعل).
وللتّحري عن ذلك نلجأ إلى لمس المولود الجديد، كالمسح على الظهر أو القدمين، أو بالاستعانة بأي شيء (قلم، خشبة لفحص اللوزتين عند الأطفال والمرضى ووسائل أخرى متاحة ومتيسّرة وموجودة أثناء الفحص..) تقود إلى ردّة الفعل عند المولود الجديد والحديث الولادة. من خلال تفاعله بنوع من ارتعاش الوجه الذي يبدو وكأنه محاولة للشروع بالبكاء، فيحصل على علامة واحدة.
وإذا لم يستجب المولود الجديد فبالتالي لم يحصل على أية علامة.
لكن إذا تفاعل بنوع من ارتعاش “وكزّ” وانكماش للوجه الذي يبدو وكأنه محاولة للبكاء فله “هدية” علامة واحدة من “أبغار”؟؟. لكن يحصل على نقطتين عندما يتفاعل المولود بالبكاء كاستجابة للمحفّز..
(4) بالنسبة للتنفس: يعاني بعض الأطفال حديثي الولادة
“NOUVEAU-NE” من صعوبة في التنفس أثناء الولادة. لكن معظمهم بعد المسح والتحفز والتدفئة وغيرها.. يتعافون خلال ثوان معدودات.
وعليه الطفل الذي يبكي ويصرخ بعد ولادته مباشرة سيحصل على نقطتين.
في حين المولود الذي يكون تنفسه ضعيفاً يهديه “معدل ابغار” علامة واحدة “بخشيش”؟!.
(5) ماذا عن النشاط العضلي (توتر العضلات؟) سأشرح ذلك وبإيجاز:
وإذا حرّك المولود الجديد ذكر أم أنثى أو “نفض” طرفيه بقوة يحصل حينها على علامتين.
أما إذا كانت الحركة جزئية ينال فقط نقطة واحدة.
ويُحرم من النقاط المسكين إذا لم يحرك أطرافه إطلاقاً..
كيفية احتساب “معدل ابغار”
هي من واحد إلى عشرة أو تسعة بحسب الدراسات العالمية. وألفت النظر إلى أن جميع طلاب الطب في العالم عندما يدرسوا مادة “طب الأطفال” “PEDIATRIE” و”القابلات القانونيات” “SAGE FEMME” وأطباء الأطفال وحديثي الولادة و.. يعرفون ويمارسون وتطبيقاً جيداً ويحفظون على الغائب “معدل ابغار” وفحص حديثي الولادة في حينها لتسجيل النقاط الضرورية والقانونية والطبية على سجلّ وملف كل مولود جديد.
تسع درجات في الدقيقة الأولى وعشر درجات في الخمس دقائق الأولى التي تلي الولادة مباشرة. يكون المولود الحديث طبيعي. ودرجة 7 و8 و9 في عمر دقيقة تعتبر طبيعية (أكرّر ذلك للضرورة القصوى). ولا يتطلب كما غيره من حديثي الولادة تدخلاً خاصاً باستثناء التحفيز والتدفئة والمسح و..
أمّا إذا كان المعدل أقل من 7. يجب مراجعة طبيب الأطفال وحديثي الولادة.
ومعدل ابغار أقل من 7 عند عمر خمس دقائق: فالطبيب المختص في طب الأطفال وحديثي الولادة هو صاحب القرار في الفحوصات والعناية المركّزة وإجراء ما يلزم ويُبنى على الشيء مقتضاه ووضعهم في الحاضنات “كوفاز” “COVEUSE”.
أكرّر ساعد الله النساء الحوامل في لبنان خلال فترة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان في أيلول “سبتمبر” 2024 والتي استمرت لمدة ثلاثة أشهر تقريباً ولتاريخه العدو الإسرائيلي يخرق باستمرار وقف إطلاق النار بممارسات حربية (قصف، توغّل، خطف مواطنين وغارات على قرى ومدن وأحياء، وسيارات على الطرقات وجرف بيوت وتفجيرات في كفركلا والناقورة وغيرها واعتداءات على المدنيين والجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الدولية العاملة في جنوب لبنان…)
وفي هكذا أجواء من السترس المكهرب خلال فترة الحرب وسوء التغذية بالبروتين مئة بالمئة في مراكز الإيواء وحيث هم متواجدين في قرى ومناطق لبنانية عند أخوة لنا في الدين والإنسانية كما قال الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليه السلام “الناس صنفان: أمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق”.
وأيضاً وأيضاً النساء الحوامل الأبطال في غزة الصامدة والشجاعة والصابرة في إطار عملية “طوفان الأقصى” ودخلنا العام الثاني مع التدمير الإسرائيلي الممنهج والذي لم يحترم لا الحجر ولا البشر، ولا الشجر بل دمّر المستشفيات والمخيمات والبيوت على رؤوس ساكنيها والمرضى وأهاليهم والطواقم الطبية والتمريضية وأقام مقابر جماعية في مداخلها ومحيطها وحتى جرف المقابر ونبشها؟! ومنع قوافل المساعدات الإنسانية أن تصل إلى المدنيين في غزة والتي يا عالم و”يا هُو” ويا جماعة ترفع وبوضوح أعلام الصليب الأحمر الدولي، والأونروا ومنظمة الصحة العالمية “O.M.S” بالفرنسي و “W.H.O” بالإنكليزي والمنظمات الحقوقية العالمية ومساعدات أهالي الخير من الدول العربية والإسلامية والدول الغربية الأخرى.. فكيف لهذا الشعب الفلسطيني الطيب والكرم والأخ والعزيز والصابر والمحتسب.. من أن يصمد أمام آلة الدمار الإسرائيلي والحصار براً وبحراً وجواً والتجويع الممنهج ما ينعكس سلباً على سوء التغذية “MAL-NUTRITION” وعلى المناعة والتعرّض لكافة أنواع الأمراض والنموّ وتراكمياً للسرطانات، وأوزان ضعيفة للأطفال والمواليد الجدد عند الولادة وانخفاض حادّ وقويّ في “معدل ابغار” أو “مؤشّر ابغار” العالمي لحديثي الولادة. وتدرجاً تعرضهم للأمراض وسوء التغذية وقلة المناعة وانخفاض في الوزن والطول وعدم النمو الطبيعي ولائحة الأمراض والانتكاسة المرضية للرضّع وحديثي الولادة وحتى للأطفال الخُدّج “PREMATURE” كبيرة ومتشعّبة معطوفة على سوء التغذية للأمهات اللاّتي بقيّين لفترة من الوقت لا يتناولن أطعمة خلال فترة الحمل غنية بالبروتين ومصادره هي من اللحوم، والدجاج، والأسماك والبيض وماذا عن الفواكه الطازجة والخضار والمياه الصالحة للشرب والتي كانت مفقودة وملوّثة في قطاع غزة، والمدنيين هناك كانوا كما كنا نسمع على الفضائيات العالمية يشربون من مياه الأمطار والآباء ومياه البحر ولسان حالهم يقول “حسبي الله ونعم الوكيل”.
وأيضاً وأيضاً وأكرّر ذلك للضرورة القصوى النساء الحوامل في لبنان خلال فترة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان وبقاء المدنيين كباراً وصغاراً رجالاً ونساءاً وأطفال وفتية وفتيات ومرضى ومعاقين في مراكز الإيواء المتنوعة. وفي القرى والمناطق اللبنانية. وبسبب ظروف الحرب والقصف المستمر حتى على قوافل المساعدات الإنسانية والتي كانت متجهة إلى البقاع بحراسة الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية وبمواكبة من سيارات نواب ووزراء لبنانيين ومحافظ بعلبك الهرمل والجيش اللبناني والقوى الأمنية.. فالطائرات الإسرائيلية قصفت هذه القوافل وأصيبت بعض الشاحنات. وانعكس ذلك سلباً في البداية على توزيع الحصص الغذائية على لا أقول النازحين بل الأخوة والأخوات الضيوف بما فيهم النساء الحوامل الذين ومضطرين أن يتناولوا أغذية وأطعمة غنية بالبروتين لها ولجنينها.. لكن كيف لهنّ الحصول عليه في فترة الحرب والقصف الإسرائيلي والمجازر المستمرة وهدم البيوت وتجريفها والأبنية وتسويتها بالأرض وهذا حصل في العديد من المناطق اللبنانية. ولسان حال المدنيين في لبنان وفلسطين، والنساء الحوامل في لبنان وغزة البطلة والمجاهدة والمظلومة حتى من “ذوي القربى” (العرب والمسلمين) “حسبي الله ونعم الوكيل”. “ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.. وين العرب؟ وين المسلمين؟ وين أصحاب الضمائر الحية في العالم.. وين.. وين.. لكن “أليس الصبح بقريب”؟! قرآن كريم – سورة هود – آية رقم “81” – صدق الله العظيم.
وحتى بعد وقف لإطلاق النار والممارسات الإسرائيلية على الأرض من تقدّم باتجاه القرى والبلدات اللبنانية كما حصل يوم الخميس 26 كانون أول “ديسمبر” 2024 في القنطرة وتولين ووادي الحجير، وبلدية “مجدل سلم” (في جنوب لبنان) والتي طلبت من المواطنين عدم سلوك وادي السلوقي، ووادي الحجير بسبب الظروف الأمنية المستجدة بما فيها المتفرعات من بلدة طلوسة وقبريخا وغيرها..
وأكثر من ذلك يعمد العدو الإسرائيلي إلى قطع الطريق في وادي السلوقي بإنشاء ساتر ترابي عالي. وأيضاً وأيضاً يقوم هذا العدو اللقيط بنزع حتى آرمات أسماء القرى والبلدات اللبنانية الموجودة على الطرقات كما حدث يوم الخميس 26 كانون أول “ديسمبر” 2024 حيث نزع وعن الطريق لوحة مكتوب عليها سأنقل حرفياً ذلك: “قبريخا ترحّب بكم “WELCOME TO KABRIKHA” وباللون الأزرق.
فأي أخلاق وقيم عند الجيش الإسرائيلي الذي يتصرّف هكذا ومن دون أية محاسبة له؟؟..
وأيضاً وأيضاً ما حدث يوم الجمعة 27 كانون أول “ديسمبر” 2024 من تفجيرات إسرائيلية ضخمة وسط قرية “ميس الجبل” الحدودية (جنوب لبنان) وفي بلدة “الناقورة” الساحلية على البحر في أقصى جنوب لبنان.. بربّكم أصوات هذه التفجيرات وصداها القوية فإنها تؤثّر حتماً على البشر والحجر والشجر وعلى النساء الحوامل والأجنّة التي في بطونهنّ وعلى معدل أو “مؤشّر ابغار” العالمي لحديثي الولادة “NOUVEAU-NE”.
واستطراداً لكن ملاحظة بمحلها أصوات القذائف والطائرات والقصف والقنابل الذكية والقوية التي تزن “X” طن والمسيّرات وأخواتها التي لم وربما لن تفارق الأجواء اللبنانية.. أنصح النساء الحوامل واللبنانيين والفلسطينيين والإعلاميين وغيرهم المتواجدين حينها في قلب ومحيط هذه التفجيرات المتنقلة جغرافياً أن يفحصوا أذانهم وتخطيط السمع عندهم عند أطباء أنف – أذن – حنجرة “O.R.L” للتأكد من قوة أو قلّة السمع عندهم وعلى الجهتين (الأذن اليمنى واليسرى) واستطراداً ولاحقاً عندما يكبروا أطفالهم الذين وُلدوا في الحرب فحص آذانهم وربما تخطيط السمع عندهم ولأكثر من سبب وسبب وربما حدث “ميكروثقوب” في الأذن عند الكثيرين من اللبنانيين والفلسطينيين من أعمار وأجناس مختلفة.
وربما حدث خلل في معاينات النساء الحوامل في لبنان واللاّتي تركنا قراهنّ ومدنهنّ وبيوتهنّ وأرزاقهنّ وأعمالهنّ وقصدوا مناطق لبنانية أخرى ومراكز إيواء في العاصمة بيروت وبعض قرى جبل لبنان والشمال وغيرها. والعديد منهنّ “تخربط” عندهن مواعيد المراجعة عند الدكاترة الاختصاصيين في “أمراض النساء والولادة” “GYENECO-OBSTETRIQUE” مع قلق نفسي وجسدي و… من عدم متابعة “سيرورة الحمل” عند هذا الطبيب أو ذاك وعياداتهم موجودة جغرافياً لكن حالياً في أماكن مختلفة في لبنان طالها القصف والدمار والتهجير… والذين ولّدوا جميع أطفال هذه المرأة أو تلك في السابق؟ من سكان القرى الحدودية اللبنانية الجنوبية في أقضية: النبطية، صور، مرجعيون، بنت جبيل وغيرها من المناطق الجغرافية في لبنان بما فيها البقاع وبعلبك الهرمل وغيرها التي أُجبر أهالي هذه المناطق على مغادرتها فوراً خلال الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان والتي استمرت حوالي ثلاثة أشهر من شهر أيلول “ديسمبر” 2024 ولتاريخه (نكرّر ذلك للضرورة القصوى) لم وربما لن يحترم وقف إطلاق النار. والعربدة الإسرائيلية براً وبحراً وجواً مستمرة “وماخذة رياحتها” ومش ام تسأل عن احترام بنود وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي برعاية أمركية عبر الوسيط اليهودي الأصل “أموس هوكشتين”.. لكن للصبر حدود؟! وكما يُقال حذاري من شرّ وبطش الحليم إذا غضب. وإن ثار ثارت صواعق ورعود؟!!.
وكما يقول أمير الفصاحة وسيّد البلاغة الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليهم السلام: “أحذر الكريم إذا أهنته، والحليم إذا أخرجته، والشُجاع أنا أوجعته”.
وأضيف عليهم شخصياً وللصبر حدود؟!! نكررها للضرورة القصوى – “وطفح الكيل” يا بني صهيون؟؟!! ورغم الضحايا والقصف الإسرائيلي المستمر الجانب اللبناني يلتزم الصمت والصبر. ويعضّ على الجراح.. لكن إلى متى؟ّ رحمة بالأبرياء والمواطنين وبالنساء الحوامل والأجنّة التي في بطون أمهاتهنّ.. وعلى الخُدّج الصغار والرضّع والذين لم يكتملوا كما غيرهم تسعة شهور ولادة…
وأيضاً وأيضاً يوم السبت 28-12-2024 سجّل حركة نزوح من قرية القنطرة (جنوب لبنان) بعد توغل إسرائيلي واقتحام القرية وحرق بيوت في محيطها “وألف ضربة سخنة” نكرّر للمرة ليس مليون بس للمرة ترليون لو كان في داخل هذه البيوت والقرى نساء حوامل ورضّع وأطفال (وربما كانوا متواجدين) حينها بالله عليكم ماذا سيكون مصيرهن؟ من السترس؟ الخوف؟ الهلع؟ والوهلات المتنقلة جغرافياً “وحسبي الله ونعم الوكيل”.
وأيضاً وأيضاً الجيش الإسرائيلي يوم السبت 28 كانون أول “ديسمبر” 2024 يقوم بتفتيش المنازل في بلدة الطيبة الجنوبية ويضرم النار فيها، وكذلك يقوم هذا العدو الإسرائيلي اللقيط والمتوحش بنسف منازل في بلدة كفركلا الحدودية المتاخمة مع فلسطين المحتلة و..
لكن نتذكر كيف أن الجنود الإسرائيليين عندما دخلوا مُجمّع الشفاء الطبي في غزة واقتحموا ودمّروا وقتلوا ونزعوا خراطيم الأوكسيجين، والأمصال والتغذية “بالنباريش” وحاضنات “الكوفاز” “COVEUSE” عن العديد من الخُدّج في مجمّع الشفاء الطبي وغيره في غزة. وكما قالت الممرضة التي كانت تهتم بهم عندما غادر الجيش الإسرائيلي هذه المستشفى. وجدت هؤلاء الخُدّج جثث هامدة تنهشها الكلاب وهذا ما جاء في الصحف الأجنبية حينها (راجعوا الأرشيف) أين الرحمة؟ والشفقة والمواساة، والإحسان يا أحرار العالم. هل ترضى النساء الحوامل وغير الحوامل في أميركا وأوروبا وبعض الدول الصديقة للقضية الفلسطينية وبعض الدول العربية والإسلامية الذين “كوّعوا” وربما جفّ تعلّقهم بالقضية الفلسطينية (وما بدي حركش وكرّ الدبابير؟؟؟) أيرضون كل ذلك على أطفالهم والخُدّج أولاً في دولهم وشعوبهم؟ وثانياً في عائلاتهم وأطفالهم وأقاربهم؟!! ورحم الله التي قالت في التاريخ “وامعتصماه”.
يوم السبت 28 كانون أول “ديسمبر” 2024 قيل على وسائل الإعلام والفضائيات العالمية أن جنود الاحتلال الإسرائيلي أقدموا على تخريب وسرقة محتويات ميناء الصيادين في الناقورة (أقصى جنوب لبنان على الساحل مع فلسطين المحتلة). وكان عدد من الصيادين قد توجهوا (السبت) إلى الميناء لإخراج مراكبهم وأغراضهم بالتنسيق مع قوات اليونيفيل (الدولية العاملة في جنوب لبنان). لكن قبل انتهاء المهلة المعطاة لهم بدأ جنود الاحتلال بإطلاق النار باتجاه الميناء، ما أجبرهم على الانسحاب.
تعمّدت أن أكتب ذلك قصداً وبالتوسّع قدر الإمكان لأشير إلى “القرف” والاستفزازات المتعمّدة باستمرار وعلى مدار الساعة من الجانب الإسرائيلي وحتى في أيام بعد الحرب (لكنها الحرب المبطّنة) النساء الحوامل في لبنان وغزة وغيرها من دول العالم. المتواجدين في هذه القرى الحدودية، الذين يسمعون هدير الدبابات ومجنزراتها تحفر وتجرف الطريق والطائرات أم “توّز وزّ” المسيّرات فوق رؤوسهم وفي قراهم وحتى في بيروت والضاحية، والاعتداءات بالجملة على السيادة اللبنانية وعلى المواطنين الآمنين في قراهم وبيوتهم. بالله عليكم ألا يشكّل ذلك تحدّي واستفزاز لهم، وربما بعض النساء الحوامل عندما تسمع أصوات الانفجارات والمسيّرات والقنابل والطائرات والبوارج تقصف أبنية وأحياء وتسوّيها بالأرض قد يحدث لهنّ حالات إجهاض عفوي (يعني بتسقّط المولود) وربما تصاب بحالات نفسية مقلقة وهستيرية صعبة ونفسانية خطيرة وسترس وإن بقيت حامل ينعكس ذلك سلباً على جنينها وعلى أطفال المستقبل المتواجدين معها والذين ينمون تدريجياً في أرحام أمهاتهم. لا أريد أن أرجع إلى سوء التغذية وانخفاض وزن المولود الجديد وقلّة المناعة وتعرّضه للأمراض وتراكمياً للسرطانات والتشوّهات الخلقية وأخواتها من عدم توفّر الغذاء الغني جداً جداً بالبروتين مصدر من لحوم، دجاج، أسماك، بيض وغيرها.. لأنني كرّرتها كثيراً لكن للضرورة القصوى ألمحتُ إليها. ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى.. وينعكس أيضاً على معايير “مؤشر ابغار” العالمي؟ فحدا يسمعنا؟!! ويرحموا النساء الحوامل في لبنان وغزة وكافة النساء الحوامل في العالم أثناء الحروب وأوضاعهن النفسية والنفسانية والميدانية وسوء التغذية والشّح في مصادر البروتين الضروري لهنّ وليتذكر هذا الجندي والمسؤول والضابط والقائد الميداني الإسرائيلي أنه كان طفلاً صغيراً ورضيعاً وجنيناً في بطون أمهاتهم.. ويُقيسوها على أنفسهم وعلى نساءهن وأطفالهن وعائلاتهم أثناء الحروب. ويتذكروا جيداً وجيداً “الآية 104” من سورة النساء “أن تكونُوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
وأيضاً وأيضاً نقول ذلك وللتاريخ ولأصحاب الضمائر الحيّة تذكّروا أيضاً وأيضاً ما جاء في الصحيفة السجادية – ورسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين – زين العابدين وسيد الساجدين عليهم السلام. في “حقُّ الأم” عليك: “فحقُّ الأم أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطعم أحد أحداً وأنّها وقَتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها مُستبشرة فرحة مُحتملة لما فيه مكرُوهُها وثقلُها وغمُّها. حتّى دفعتها عنك يد القُدرة وأخرجتك إلى الأرض. فرضيت أن تشبع وتجُوع هي وتكسُوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتُظلُّك وتضحى، وتُنعمك ببُؤسها وتُلذّذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء لك وحجرُها لك حواء وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء تُباشر حرّ الدُّنيا وبردها لك ودُونك فتشكُرها على قدر ذلك ولا تقدرُ عليه إلاَّ بعون الله وتوفيقه”.
والآية “112” من سورة النساء أيضاً “ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثمّ يرمي بها بريئاً فقد احتمل بُهتاناً وإثماً مُبيناً” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
أختم لأقول:
“الضمير الشاعر بالإثم في غير ما حاجة إلى متهم”
“A GUILTY CONSCIENCE NEEDS NO ACCUSER”
“ليس أحد أشدّ عمى من أولئك الذين لا يريدون أن يبصروا”
“NONE ARE SO BLIND AS THOSE WHO WILL NOT SEE”
“ليس أحد أشدّ صمماً من أولئك الذين لا يريدون أن يسمعوا”
“NONE ARE SO DEAF AS THOSE WHO WILL NOT HEAR”
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم”
” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية”
“VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي”
“DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة”
“CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، طبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا تجاوزها.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
لبنان – بيروت
