د.محمد خليل رضا.. ماذا عن صيام شهر رمضان المبارك؟ وهل يصوم المريض؟ وما هي فوائد الصوم.. (الحلقة الثانية 3/2)

ماذا عن صيام شهر رمضان المبارك؟ وهل يصوم المريض؟ وما هي فوائد الصوم وباختصار شديد..
(الحلقة الثانية 3/2)
د. محمد خليل رضا.. رئيس اللجنة العلمية في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني
أيسك.. نتابع وفي هذه الحلقة الثانية عن “ماذا عن صيام شهر رمضان المبارك؟ وهل يصوم المريض؟ وما هي فوائد الصوم وباختصار شديد”.
I – ماذا عن مرضى السكري:
مرض السكري هو عالمي الانتشار إذ لا تخلو دولة في العالم إلاّ وفيها مرضى سكري بأعمار وأجناس مختلفة. وبحسب منظمة الصحة العالمية “O.M.S” فقد بلغ عدد مرضى السكري في العالم لعام 2021 حوالي “529” مليون شخص (خمسماية وتسعة وعشرون مليون / أي ما يعادل 6,1 بالمئة من سكان العالم). وهذا يعني أن واحد من كل ستة عشر شخص في العالم مصاب بالسكري. في حين وللأمانة العلمية تشير التوقعات إلى أن عدد المصابين بالسكري حول العالم حوالي سبعماية مليون (700 مليون مريض).. ومن مضاعفات هذا المرض الذي لا يرحم أحد أنه يتسبّب في وفاة أكثر من أربعة ملايين شخص سنوياً حول العالم.
وبحسب الإحصائيات والدراسات الحديثة باكستان هي في مقدمة الدول بالنسبة للمواطنين المصابين فيها بالسكري والرقم يقترب من “30,1 بالمئة” من السكان، تليها الكويت حوالي “25 بالمئة” ومصر بحوالي “21 بالمئة”. في حين حلّت المملكة العربية السعودية بالمرتبة السادسة عالمياً تصل إلى “18,7 بالمئة” بعد ماليزيا بنسبة “19 بالمئة” وقطر في المرتبة الرابعة “19,5 بالمئة”. فيما تتراوح معدل الإصابة في كل من أثيوبيا ونيجيريا وكينيا (في أفريقيا) من “3,6 إلى 5 بالمئة” وهي النسب الأقل في العالم. في إيران معدل السكري “9,1 بالمئة” وهكذا… لا أريد أن أتوسّع كثيراً عن إحصائيات الدول والتعمّق في أسباب وعوارض مرض السكري.. كي لا أشطّ شططاً عن المقالة.
لكن وللتذكير البنكرياس (المعثكلة PANCREAS) الذي ينظّم معدل السكر في الدم، بحيث عندما ترتفع مستويات السكر في الدم، ففي هذه الحالة يفرز البنكرياس هرمون “الأنسولين” “INSULINE” الذي يساعد الخلايا على امتصاص الغلوكوز وخفض معدل السكر في الدم. “فخلايا بيتا” في البنكرياس هي المسؤولية عن إفراز هرمون “الأنسولين” الذي يحدث هبوط في معدل السكر في الدم “HYPOGLCEMIE” في حين وداخل “جزر لنغرهانس” في البنكرياس نجد “خلايا ألفا” التي تفرز الهرمون الذي يرفع معدل السكر في الدم واسمه “الغلوكاجون” “GLUCACON”. فيا سبحان الله وهذا من ضمن الإعجاز القرآني أنه في داخل البنكرياس وفي “جُزر لنغرهانس” “ILOTS de LANGERHANS” هرمون الأنسولين يخفّض معدل السكر في الدم “HYPOGLYCEMIANT” في حين وداخل خلايا البنكرياس الهرمون “GLUCACON” يزيد من معدل السكر في الدم “HYPERGLYCEMIANT” والتوازن الهرموني والبيولوجي والفيزيولوجي والنسيجي و.. المعجزة والعجيب والغريب ورد في سورة القمر “بما معناه” الآية “رقم 49” “إنّا كُلّ شيء خلقناهُ بقدر” – قرآن كريم – صدق الله العظيم – (وربّ يُعبد..)
يوجد عدة أنواع من مرض السكري أهمها نوعين، أو نموذجين.
الأول: “D.S.I.D” النوع الأول المرتبط بالأنسولين.
الثاني: “D.S.N.I.D” مرض السكري من النموذج الثاني الغير مرتبط بالأنسولين.
(1) السكري من النموذج الأول D.S.I.D السكري المرتبط بالأنسولين
ففي هذه الحالة نجد أن باب “الاجتهاد” الطبي والعلمي مفتوح على مصرعيه، فالآراء متفاوتة. فالبعض يرفع بوجه الصائم “البطاقة الحمراء”؟ معلناً الامتناع عن الصوم. ونقطة على أول السطر؟!
في حين آخرون قد يكونوا “شجعان” ويجاهروا علناً أنه يمكن للمريض السكري أن يصوم شهر رمضان المبارك. مع المراقبة الصارمة والدقيقة جداً وبالتالي التقيّد بما يقوله الأطباء الاختصاصيين في هذا المجال وأيضاً وأيضاً نقطة على أول السطر. ومعلوم وربما هذا ثابت أن جميع أو أغلب مرضى السكري يكون بحوزتهم جهاز يدوي لفحص معدل السكر في الدم “GLYCEMIE”. الذي يعطي النتيجة مباشرة خلال ثوان وفي الحال. ويجب أن تبقى معه في المنزل وفي جيبه.
(2) السكري من النموذج الثاني “D.S.N.I.D”
مرض السكري الغير مرتبط بالأنسولين: ففي هذه الحالة نجد ثغرة علاجية للمرضى تمنحهم نعمة صوم شهر رمضان المبارك وهي على الشكل التالي: 1) إذا كان عندهم بدانة (ناصحين) “OBESITÉ”. 2) أو وزنهم عادي. 3) ويتناولون أدوية مناسبة. 4) وليس عندهم كافة الأمراض المعترضة. 5) ومن كافة المضاعفات التنكسية. 6) ولا أمراض القلب والضغط والشرايين والكلية وغيرها..
لا بد من التذكير ومن باب “ذكّر إن نفعت الذكرى” إلى أنه وخلال فترة الصوم فالسكر الذي يصل إلى الدماغ، وإلى الكريات الحمراء “GLOBULES ROUGES” والأعصاب الخارجية، ووسط الكلية وغيرها. فإنها لا تتغيّر.
بالمقابل مخزون السكر في الدم “HbA1C” فإنه يتغير قليلاً أو لا يتغير. بحسب بعض الدراسات.
إلى ذلك يجب على جميع الصائمين مرضى أو غير مرضى المشي قليلاً بطريقة مناسبة، والاستفادة من القيلولة “SIESTE” خلال شهر رمضان المبارك إذا أمكن. وبالتالي تناول على الإفطار أطعمة مناسبة وعلى دفعات وغير مشبّعة بالزيوت والدهون (وأن لا تكون كثير دسمة؟!) مع تخفيف التوابل وأخواتها وممارسة إضافة إلى المشي المعتدل بعض الرياضات البسيطة والخفيفة والتي لا تتطلب مجهود بدني وعضلي وفكري..
لا بد من التذكير ومع التقدّم والتطوّر السريع والهائل في أنواع أدوية السكري. وهي عديدة بدءاً بالحبوب والأقراص، والأبر، وحتى على شكل (أقلام) وغيرها والتي تدوم فعاليتها لوقت طويل نسبياً. فالمطلوب منهم تناول الأدوية في فترة الإفطار وأيضاً في فترة السحور. وبشكل عام الإفطار يشكّل ثلثي الطاقة، والسحور ثلث الطاقة.
أبر الأنسولين الموجودة في الصيدليات على عدة نماذج وتؤخذ بأوقات يتفق عليها:
أبر سريعة المفعول.
أبر مفعولها لمدة قصيرة متوسطة.
أبر يستمر مفعولها اكثر.
وهكذا.. ولكل منها مدة زمنية بالساعات ليبقى مفعولها في الجسم. وكذلك متى تُحقن؟!.
وأيضاً وأيضاً توجد أدوية تعطى عن طريق الأنف “رذاذ” “SPRAY NASAL”. (للسكري..).
وأيضاً وأيضاً أدوية أبر حقن تحت الجلد تُعطى كل شهر أو شهرين مع “DOSE” مختلف.
يجب الانتباه إلى أنه قد يحصل “لزيد” أو “لعمر” من مرض السكري قبل وأثناء وبعد شهر رمضان المبارك. ما يُطلق عليه هبوط حادّ في معدل السكر في الدم “HYPOGLYCEMIE” وعلاماتها السريرية. إن المريض يشعر في بداية “دوخة” “VERTIGE”، و”تعرّق” “SUEUR” وانحطاط “MALAISE” وبداية غياب عن الوعي وغيرها.. فيجب الانتباه إذا أحس مرضى السكري بذلك يجب عليهم أو على الشخص الذي بجانبهم قياس معدل السكر في الدم. بالطبع سيكون منخفض، ومباشرة يتناول المرضى قطع سكر، أو ألواح شوكولا أو أيّ شيء فيه سكر (عسل، “مربى” “CONFITURE” وغيرها..) ويرتاح في الحال.. ويُخبر طبيبه بما حدث معه ليزوّده ببعض الإرشادات المفيدة، وربما إجراء فحوص أخرى مناسبة في المستشفى، والمخزون “HbAIC” ومقاومة الأنسولين وغيرها..
لكن ماذا لو حدثت ال”HYPOGLYCEMIE” “هبوط حاد في معدل السكر في الدم” لسائقي السيارات والمركبات، والحافلات والدراجات النارية والهوائية وغيرها.. فيجب الانتباه إلى وضعيتهم الصحية، وماذا يأكلون ويشربون (ويخبّصون؟!) عند الإفطار وعند السحور.
يجب على مريض السكري أن لا يحرم نفسه من الفاكهة والتمور في شهر رمضان المبارك مثلاً فاكهة واحدة صغيرة من التفاح أو ما يقابلها لونها أخضر مثلاً. وحبة أو حبتين من التمر. فقط. دون عصائر رمضانية إذا كانت مصنّعة أو منزلية طبيعية.. فالحمية الغذائية “ما فيها لعب”؟؟!
II- ماذا عن الجهاز التنفسي؟
بخصوص مرضى الجهاز التنفسي بشكل عام فلا مانع من أن يصوم المريض.
أما إذا كانت حالته معقّدة جداً جداً وتحدث له “ضيّق في التنفس” “DYSPNEE” وعوارض وعلامات مرضية أخرى، ونوبات الربو “CRISE ASHME” وهو بحاجة وباستمرار للاستفادة من “الرذاذ” “SPRAY” (البخاخ) من عائلة “BRONCHO-DILATATEURE” “موسّع للقصبات الهوائية” وأخواتها (الأسماء الصيدلانية عديدة وتختلف من بلد لآخر..).
ففي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب المختص في أمراض الجهاز التنفسي والحساسية قبل شهر رمضان المبارك، وكل حالة بحالة لها علاجها وبالتالي يُبنى على الشيء مقتضاه.
III- فوائد الصوم بشكل عام:
يقول الرسول الأكرم النبي محمد بن عبد الله “صوموا تصحّوا” وهي قاعدة علمية وطبية وصالحة حتى لأيامنا هذه. سأستعرض وباختصار شديد إلى فوائد الصوم. وأتكلم بشكل عام:
الصوم يريّح الجهاز الهضمي 2- مفيد للغازات 3- وعسر الهضم 4- التخمة 5- ينقّي الجسم من السموم والفضلات 6- يخفّض من وزن الصائم حوالي خمسة كيلو غرام طيلة شهر رمضان المبارك. 7- مفيد جداً للقولون. 8- وخصوصاً القولون العصبي “التشنّجي” “CÔLON SPASTIC” 9- النفخة “METEORISME”. 10- يزيد في أعداد الكريات الحمراء “GLOBULES ROUGES”. 11- يزيد في تعداد الكريات البيضاء “GLOBULES BLANCHES”. 12- يزيد من الصفائح الدموية “PLAQUETTES”. 13- يخفّض معدل الكولسترول. 14- يخفّض معدل “التريغليسيريد” “TRIGLYCERIDES”. 15- مفيد بالنسبة لضغط الدم الانبساطي والانقباضي “SYSTOLE” و”DIASTOLE”. 16- مفيد لشحوم الكبد “ADIPOSE HEPATIQUE”. 17- مفيد جداً جداً للقلق “ANXIETÉ”. 19- ومن الكآبة “DEPRESSION”. 20- “والوسواس”. 21- يخفّض من عوارض الالتهابات ومحفّزات السرطان. 22- “يعطف” على معدل السكر في الدم وذلك بحسب المأكولات عند الصائمين على الإفطار والسحور. 23- الصيام يفيد أيضاً وأيضاً في صفاء الذهن. 24- “ويركلج” الهيجان النفسي والفكري و.. 25- يخفّف من الغضب. 26- عدم السترس. 27- يعطي فسحة وازنة من الهدوء وراحة البال. 28- مفيد لعلاج الصدفية “PSORIASIS” (مرض جلدي). 29- يساعد على حرق الدهون. 30- يعزّز جهاز المناعة. 31- يقلّل من معدل هرمون السترس والضغط “أدرنالين” “الذي تفرزه الغدة فوق الكلية “SURENALE” وبالتالي يخفّض من معدل ضغط الدم و”يركلج” السترس “STRESS” ومضاعفاته المتنوعة الجسدية والنفسية والنفسانية. 32- إلى ذلك فصيام شهر رمضان المبارك يعزّز ويشجّع على العادات الغذائية السليمة والصحية مستندة إلى دراسات عالمية. فالصوم يقلّل وأحياناً “يتجاهل” الرغبة في تناول الأطعمة المصنّعة والوجبات السريعة “دليفري”؟!.. ما أنزل الله بها من سلطان. وبخلاصة الأمر تزداد الرغبة إلى تناول الأطعمة الصحية المنزلية وعلى أنواعها وجودتها وتحضيرها أمام أعين من يطبخها ويتفنّن في طهيها.. 33- “تجفّ”؟ ولو مؤقتاً (على ما يبدو) السلوكيات الانحرافية على أنواعها ومن كلا الجنسين؟!!..
34- التعامل اليومي مع الجيران والأصدقاء والزملاء و.. والآخرين يتعزّز إيجاباً ومردوداً وصفاءاً للذهن.
35- وتشير الدراسات إلى أن صوم ثماني ساعات يخفّض مخزون “الكليكوجين” “GLYCOGENE”. ولشحن الذاكرة “الكليكوجين” هو من السكريات “GLUCIDES” اكتشفه العالِم الفرنسي “كلود برنارد” “CLAUDE-BERNARD”. والكليكوجين موجود في الكبد حيث يشكّل مخزون وطاقة ليتحوّل إلى “غليكوز” “GLUCOSE”. وذلك بحسب حالة الجسم.
36- وللتذكير أيضاً وأيضاً ومن باب “الاستطراد” ذو “المردود الإيجابي” نجد “الكليكوجين” في أماكن أخرى من الجسم مثل “المشيمة” عند المرأة الحامل “PLACENTA” “والعضلات” “MUSCLES” وغيرها.. ويبدأ الجسم في الاستفادة واستخدام السكر عندما يبدأ الجسم في حالة الصوم. ونظراً لأن الغليكوز لم يعد متوفراً. يقدم الكبد بتحويل البروتين والدهون إلى “طاقة” “ENERGIE” وبالتالي يتمّ تسريع حرق السعرات الحرارية ويبطئ معدل “الأيض الأساسي” الاستقلاب” “METABOLISME de BASE” وبالتالي يصبح الجسم أكثر نشاطاً وحيوية في استخدام الطاقة المتاحة.
37- يفيد الصوم المرضى الذين يعانون من “ارتجاع محتويات المعدة إلى المريء” “REFLUX GASTRO-ŒSOPHAGIENE”.
38- وأيضاً وأيضاً الصوم مفيد جداً عند المرضى الذين تظهر على الصور الصوتية للبطن بعض الشحوم على سطح الكبد.
40- ومن المعلوم أيضاً وأيضاً أنه وخلال فترة الصوم، تنكمش المعدة المتمدّدة من جديد كما يتعافى الغشاء المخاطي “MUQUEUSE” تماماً. كما هو الحال في الأمعاء “INTESTIN”. ويُغيّر الصوم من انتشار ال”FLORA” المعوية “فلورا” أو ما يسمى “نبيت جرثومي معوي” بشكل إيجابي.
41- من جهة أخرى فالنظام العام للمعدة والأمعاء ينشط بشكل جيد وكذلك الحموضة “ACIDITÉ” تنتظم مع الصوم.
وذلك نتيجة التغيرات الهرمونية والبيولوجية والفيزيولوجية خلال فترة الصوم، مدعومة وبالتوازي مع عدم تناول الطعام والشراب لساعات طوال (حسب جغرافية كل دولة بدولة وموقعها الجغرافي لجهة عدد ساعات الصوم).
(سبق أن أشرت إلى ذلك في “الحلقة الأولى” من هذه المقالة).
وهذا له مردود إيجابي وانعكاس مهم جداً على تحسين جدار المعدة المخاطي، وبالتالي تقوية الجهاز المناعي والبنائي لديها. مما يساعد تدريجياً على التخلص من الالتهابات والتقرحات المزمنة والمختلفة.
42- وضمن فوائد الصوم وما دمنا نتطرق وتلميحاً إلى الجهاز الهضمي فعندما تتخلص إفرازات المعدة وتتجدّد الخلايا المتنوعة فيها والغدد المخاطية فإنها تتمكن من استعادة قدرتها على إفراز “SECRETION” المواد المخاطية التي تُغلّف الغشاء المبطّن للقنوات الهضمية.
وبالتالي فإن كل ما ذكرته له مردود إيجابي للتخلّص من عوارض ومشاكل “ارتجاع محتويات المعدة إلى المريء” وتقرحاته “REFLUX GASTRO-ŒSOPHAGIENNE”.
43- ومن فوائد الصوم في هذا الإطار تشير الدراسات إلى أن فتق الحجاب الحاجز للمعدة “HERNIE-HIATALE” يتغير ليكون حجمه أصغر. ويترجم ذلك في عوارض أقل وبالمستقبل المشاكل تكون قليلة.
44- وكلمة سريعة عن فوائد الصوم للبنكرياس. فالصيام يخفّف الجهد الذي يبذله “البنكرياس” خلال عمليات الهضم. بحيث يقوم بإفراز العديد من الأنزيمات الهضمية. وهذا بدوره يساعد على علاج “التهاب البنكرياس الحادّ والمزمن” “PANCRATITE AIGUE et CHRONIQUE” بدليل أن الأطباء يُوصون وينصحون مرضاهم بالامتناع عن الطعام لمدة يومين إلى ثلاثة أيام أو أكثر لتوفير الراحة البيولوجية والفيزيولوجية والهرمونية للبنكرياس.
45- وللتذكير ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى، فالصوم يريح البنكرياس إذ يقلّل من معدّل إنتاجه للأنسولين. كما تصبح خلايا الجسم أكثر حساسية “للأنسولين” وهو ما ينعكس إيجاباً على مرضى السكري من النموذج الثاني:
46- ويُسجّل ضمن فوائد الصوم التالي: يُعزّز الصوم الدورة الدموية وعملية التمثيل الغذائي للأنسجة الدهنية إذ تفتح الخلايا الدهنية خاصة تلك الموجودة في المعدة وتحت الجلد أقفالها وتبدأ بالذوبان. إذ تتحوّل جزئيات الدهن إلى كيتونات عالية الطاقة أثناء الصوم.
47- يلعب الصيام دوراً مهماً جداً في إنقاص الوزن الناتج عن انقطاع لتناول الطعام. ويساهم أيضاً في تقليل الاستهلاك اليومي في السعرات الحرارية. ويجبر الصائم على حرق الدهون المتراكمة.
48- الصوم مفيد جداً للأعصاب: إذ يُشجّع على تجدّد الخلايا العصبية. بالإضافة إلى ذلك فإن الامتناع عن تناول الطعام لأوقات وساعات طوال معينة (حسب كل دولة بدولة وموقعها الجغرافي..). يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية والنفسية والنفسانية كما أظهرت الدراسات العالمية في هذا الإطار.
(أشرت إلى ذلك ضمن المقالة أنه يُسجّل في كل جهاز من الجسم فوائد الصوم عليه..).
49- يساعد الصوم على تقليل مقاومة الأنسولين في الجسم عند مرضى السكري.
50- يريح الصيام البنكرياس (المعثكلة) “PANCREAS” إذ يقلّل من معدل إنتاجه للأنسولين. كما تصبح خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين وهو ما ينعكس إيجاباً على صحة مرضى السكري من النوع الثاني “D.S.N.I.D”.
51- أذكر شيء وحدث علمي مهم جداً جداً من فوائد الصوم وترجمة لقول الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: “صومُوا تصحّوا”.
فالجسم ينتج أثناء الصيام بروتين يؤثر على التحولات الكيميائية في الكبد مما يُقلّل من تكوين الدهون فيه. وقام العلماء بدراسة نشاط جيّنات خلايا الكبد أثناء الصوم ليكتشفوا بعدها أن “جين” “GENES” معين يتحكّم في احتواء الدهون الحمضية وهو بروتين “جي. أي. دي. دي B45” وهي التسمية العلمية لهذا “الجين”.
بيد أنه يعتبر غير معروف جيداً في “علم بيولوجيا التحولات الكيميائية”. من جهة أخرى يقول العلماء أن هذا الجين يصنّف في خانة البروتينات المساعدة على تطوير الخلايا والمساهمة في إصلاح الخلل الحاصل من المجموعات الوراثية.
وبعد تجربته على جسم الإنسان أكد العلماء بأن نسبة السكر في الدم المرتفع ونسبة الدهون في الكبد انخفضت بفعل هذا البروتين (العجيب؟!..) (فعلاً “صُومُوا تصحُّوا”).
52- يقلّل الصيام من خطر الإصابة بالسرطان كما يُخفّف من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
53- يساهم الصيام في تنقية الجسم من السموم والفضلات.
54- يُمثّل الصيام أهمية كبيرة للأطفال لأنه يساعد على زيادة هرمون النمو لديهم “H.G.H”.
55- يوفّر الصيام حماية لكبار العمر ضد الإصابة بأمراض التدهور الإدراكي مثل: (1) الخوف. (2) والزهايمر. (3) والشيخوخة. (4) وغيرها. بفعل قدرته على حماية الدماغ من الالتهابات والتلف وإصلاح أنسجته المتضرّرة.
56- كما يخفّف الصوم من العديد من اضطرابات الأوجاع المزمنة وعلى سبيل المثال الروماتيزم (التهاب المفاصل المزمن).
57- يعزّز الصيام من صحة القلب والأوعية الدموية نظراً لدوره الفعّال في خفض الكولسترول الضارّ والدهون الثلاثية في الجسم (TRIGLYCERIDES) نكرّر ذلك للضرورة.
58- يعمل الامتناع عن الطعام على تخفيض الكولسترول وضغط الدم. وبعد الانتهاء من فترة الصوم. فعادة ما تكون هناك زيادة طفيفة في مستواهما لكن لا نصل إلى القيم الأولية.
59- عند الصيام لساعات طويلة فإن مستوى الالتهابات في الجسم تنخفض بشكل ملحوظ.
60- يزيد الصيام من قدرة الجسم نسبياً على مكافحة الفيروسات والبكتيريا والفطريات وأخواتها، لأنه يساهم في تقوية جهاز المناعة.
IV – تكثر في شهر رمضان المبارك بعض أنواع الحلويات العربية والمنزلية والتراثية الخاصة بهذا الضيف العزيز والكريم وبعيد الفطر السعيد وكذلك بعض أنواع العصائر والكوكتيل (وأحياناً البوظة العربية “الدق”) وتناول المشروبات الغازية (بالغين) (المرطبات.. كازوز..) فيجب أن نخفّف منها قدر الإمكان ومن النسكافه وأخواته لأنهم يعطون لاحقاً “ترقّق أو هشاشة العظام” “OSTEOPOROSE”. ويُفضّل شرب المياه النقيّة واللبن وتناول التمر عند الإفطار أو شرب العصير الطبيعي، البرتقال، الجزر، الكوكتيل وغيره وليس العصائر الملونة على أنواعها والجوالة في الشارع والتي تباع على العربيات أو مصطفّة ومكدّسة على البسطات، بألوان مختلفة لكي تجلب المشترين وبقناني بلاستيكية مجمّعة من منزل “X” أو بقايا مضايف “Y”. والغير مغسولة و.. والغير معقّمة ومراقبة صحياً ومخبرياً؟!.. ورمضان كريم؟!!..
V- ماذا عن الحساسية المبالغة وسرعة الانفعال
“IRRITABILITE RAMADANIQUE”
تحدث هذه الحالة وبحسب الدراسات العالمية وبنسبة عشرين بالمئة (20%). والاعتقاد السائد هو أن ثلث الأشخاص لهذه الحالة لها علاقة بالصوم. و”11 بالمئة” (إحدى عشر بالمئة) يتهمون التدخين. وأن “18,4 بالمئة) يفكرون بأن هذه الحالة هي نتيجة عوامل أخرى مجهولة؟! (والله أعلم؟)
VI- ماذا عن ارتفاع ضغط الدم؟ “HYPERTENSION”
الصوم مفيد للصائمين الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم. ويجب تناول الأدوية التي يصفها الطبيب الاختصاصي في فترة الإفطار، وفترة السحور، وأحياناً يُعطى حبة واحدة مع دوز لا أقول مرتفع.. لكن مدروس طبياً وفارماكولوجياً. والأهم من ذلك تناول أطعمة قليلة الملح. واستطراداً يوجد في الصيدليات ملح خاص لمرضى الضغط. واتباع حمية غذائية مناسبة والابتعاد عن الألبان والأجبان والزيتون المالح وإذا أراد الصائم وفي فترة السحور الاستفادة من بعض أنواع الأجبان والزيتون يستحسن نقعهم بالماء قبل ساعات من فترة السحور.
وأيضاً وأيضاً الابتعاد عن المكسّرات (المالحة) والكبيس (المخلّل) على أنواعه.
يجب أن نميز بين نوعين من ارتفاع في معدل الضغط (1) “الطبي” “MEDICALE” (2) الجراحي “CHIRURGICALE”.
بالنسبة لارتفاع الضغط الجراحي المصدر (علاجه) مثلاً تضيّق حاد في شرايين الكلية على جهة واحدة أو على جهتين.. وأيضاً أورام خبيثة فوق الكلية، وداخل الكلية (أكياس متعددة “REIN POLYKYSTIQUE” “ورم القواتم” “PHEDCHROMOCYTOME” وأورام في الرأس في “الغدة النخامية” “HYPOPHYSE” مثلاً “ضخامة الأطراف” “ACROMEGALIE”)، وأمراض أخرى استقلابية “METABOLIQUE”. وغيرها بالعشرات والعشرات ولكل منها علائمها السريرية “CLINIQUE” ومضاعفاتها القاتلة أحياناً؟!
تدرس كل حالة بحالة وبحسب العوارض المرضية الحالية.. فأحياناً تكون شبه صامتة، وأحياناً تتكلم مضاعفات وعوارض طبية.
وتُشخّص كل حالة بحالة مع ملف طبي مزوّد بالفحوص الطبية المخبرية بما فيها فحص الهرمونات (لبعضها..) وتصوير شعاعي وحتى بالرنين المغنطيسي والسكانر والتصوير الصوتي “ECHOGRAPHIE” ليُبنى على الشيء مقتضاه.
وللتذكير في بعض حالات لمعالجة ارتفاع ضغط الدم يوصف الطبيب المختص أدوية “مدرّة للبول” “DIEURITIQUE” مثل “LASIX 40 mg” وأخواته (FUROSAMIDE) أو دواء ضغط ممزوج بمدرّ للبول (حبة واحدة فيها تركيبتين من المواد الفارماكولوجية) وهي عديدة ومتوفرة في الصيدليات (لا داعي لذكرها اختصاراً مني في المقالة).
السؤال هو يجب أخذ هذه الأدوية بعد الإفطار بساعة أو أكثر.. لكن ليس في فترة السحور.
VII- الصوم ومرض الصرع EPILEPSIE
السؤال الطبي والفقهي والعلمي هل يصوم المريض الذي يعاني من مرض الصرع؟!.
الجواب هو: بحسب كل حالة بحالة، فمثلاً إذا كان مريض وضعه الصحي مستقر ويتناول أدويته باستمرار والدليل على ذلك تركيز هذه الأدوية “CONCENTRATION” في الدم عادية وضمن حدود الاطمئنان البيولوجي والصحي والفارماكولوجي، ولم تحصل له نوبات صرع متتالية منذ سنوات، لا مانع من الصوم. بعد مراجعة الطبيب الاختصاصي في الدماغ والأعصاب “NEUROLOGIE” الذي يوصف له دواء “X” ويرفع المقدار “DOSE” مثلاً حبة خلال فترة الإفطار مع المراقبة.
يوجد في الصيدليات أدوية متعدّدة بأسماءها العلمية، والفارماكولوجية.
واستطراداً هل يحق لمريض الصرع أن يسوق سيارة وأخواتها؟! وهذا بحث آخر له ألف باءه، ومعاييره.
أما إذا كان مريض الصرع وضعه الطبي غير مستقر مع حدوث “نوبات صرع” مستمرة بفاصلة زمنية “X” يوم وربما لم يتناول أدويته كما يجب بعد فحص معدل دواء “X” في الدم منخفض. ففي هذه الحالة الاتجاه يميل إلى عدم الصوم مع المراقبة وإجراء الفحوص المناسبة وتناول الأدوية كما يجب وهذا عين الصواب ومن باب “ليس على المريض حرج” حتى الأطباء الاختصاصيين يميلون إلى عدم الصوم له.
VIII- رمضان كريم – ونردّد وللتاريخ ما قاله الرسول الأكرم النبي محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلّم: “صومُوا تصحُّوا”. وكل عام وأنتم بخير.
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A”.
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE”
عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”
المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE”
لبنان – بيروت
