صحة وطب

د.محمد خليل رضا..هل نتعرّف علمياً ومن زاوية الطب الشرعي ومختبراته على جثث ورفات وأشلاء الشهداء في لبنان؟!..

هل نتعرّف علمياً ومن زاوية الطب الشرعي ومختبراته على جثث ورفات وأشلاء الشهداء في لبنان؟!.. والله أعلم؟!!.

رئيس اللجنه العلميه في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني 

أيسك.. مضطر جداً جداً وبكل تواضع أن أُعرّف عن نفسي أنا الدكتور اللبناني محمد خليل رضا:
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات “باريس” (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث وعلم الأموات.
أخصائي في “علم الضحية” ” VICTIMOLOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، طبية شرعية، صحية، علمية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وبحيادية مطلقة، وتلامس أحياناً وإيحاءاً الخطوط الحمراء.. لكن لا تجاوزها..
واختصاصات أخرى…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
تقصّدت وعمداً أن أسرد لبعض مؤهلاتي العلمية لأتكئ عليها وبالتالي لكي أقنعها وتقنعني عند ممارستها. ومن هنا نبدأ:
بالله عليكم عندما نقرأ ونشاهد في وسائل الإعلام المختلفة عن انتشال جثث ورفات، وأشلاء، وما تبقّى منها، وأطراف مبتورة من تحت وفي محيط الأبنية التي سوّتها إسرائيل بالأرض في العديد من المناطق اللبنانية بجغرافيتها المتنوعة نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان والتي استمرت ثلاثة أشهر مع فاتورة الضحايا والشهداء والجرحى والمعاقين كبيرة وقاسية ومؤلمة وتُلامس سبعة آلاف شهيد وربما بما فيهم تحت الردم والأنقاض والدمار والخراب و… كدليل ملموس وحسّي أن إسرائيل مرّت من هنا. وحوالي ثمانية عشر ألف جريح. وماذا عن المعاقين وضحايا السترس ومتلازمة السترس بعد الصدمة وبعلاماتها المرضية، والنفسية والنفسانية المتنوعة. والمؤلمة والقاسية في حين؟
فالشهداء وجثثهم (رحمهم الله) والأشلاء، والأطراف المبتورة والرؤوس المتطايرة، وتحلّل الجثث والهياكل العظمية و… الموجودة لتاريخه تحت أطلال الأبنية التي سُوّيت بالأرض.. وعندما كما قلت نقرأ ونشاهد لبعض هذه الجثث وما تبقّى منها يتمّ انتشالها من قِبل مسعفين ومن الدفاع المدني وأخواته.. مع عدم تواجد (أتمنى أن لا يكون مقصوداً أو عن جهل أو.. الله أعلم بما في الأنفس والنوايا و..؟؟؟!) مندوبين من وزارات الصحة، والعدل، والبيئة، والداخلية اللبنانية واستطراداً ممثلي سفراء دول أجنبية محايدة تحترم دماء الشهداء وتضحياتهم الجسام.
ورجال الدفاع المدني وزملاءهم وبلباسهم الرسمي الميداني ينتشلون ويسحبون ويجمّعون “ويلملمون” و.. جثث وأشلاء ورفات، وأطراف مبتورة، ورؤوس متطايرة، وعظام وهياكل عظمية، وما تبقّى من جثث وما بقّي منها متحللة ومشوّهة ومهترئة، ومتآكلة وربما ينبت بداخلها وفي تجاويفها العشب و… أنا شخصياً أتألم “وأتضايق” جداً جداً لأن ما هذا هو دور طواقم الدفاع المدني وأخواته.. هم أبطال نحترمهم جداً ونقدّر جهودهم الجبارة والاستثنائية والرائعة خلال الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان في أيلول 2024 وما تلاه من شهور.. لكن الدور الأساس والتواجد الميداني وخاصة في هكذا ظروف قاسية ومشاهد مرعبة، وذكريات أليمة، التواجد ميدانياً (أكرّر ذلك للضرورة القصوى) هو في الخط الأول لفرق الطب الشرعي ومختبراته الميدانية بما فيها أجهزة التصوير الشعاعي اليدوي والنقالة وخيم فرق الطب الشرعي كما رصدنا ذلك ميدانياً في البوسنة والهرسك في مذبحة سربنيتشا في البوسنة والهرسك (في يوغسلافيا السابقة) والتي حدثت في الفترة من 11 إلى 22 تموز “يوليو” عام 1995 والتي حصدت آلاف الضحايا من المسلمين (الأرقام غير ثابتة).
واستطراداً أيضاً وأيضاً حيث أمر الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” وعلى هامش مؤتمر لدول “G7” والذي عُقد حينها في مدينة “ليون” “LYON” الفرنسية بالتعرّف على هويات ضحايا مجزرة سربنيتشا وكلّف أطباء شرعيين من العالم ومنها فرنسا، سويسرا، بريطانيا، ألمانيا وغيرها.. والتقيت أنا شخصياً الدكتور محمد خليل رضا بأحدهم وهو طبيب شرعي سويسري على هامش مؤتمر عن الطب الشرعي للناطقين عالمياً بالفرنسية عقد صيف عام 2004 في مدينة “بروج” “”بروج” “BRUGE” البلجيكية (وكنت أنا الطبيب الشرعي اللبناني الوحيد في المؤتمر) وشرح لي الطبيب السويسري ألف باء التعرّف على جثث المقابر الجماعية في سربنيتشا في البوسنة والهرسك. وكتبت أنا شخصياً مقالات عديدة في هذا الإطار (راجعوا الأرشيف) لم أتوسّع في ذلك كي لا أشطّ شططاً عن المقالة لكن ألمحت وأشرت إلى المقابر الجماعية، والجثث والضحايا والأشلاء والأطراف المبتورة والرؤوس وما تبقّى من الجثة لأقول إن ما يقوم به الأطباء الشرعيين في هكذا ظروف من الحرب هو عمل “مقدّس” ومحترم ومعقد وعلمي ونبيل ودقيق وحساس ومهني، وموضوعي، وإنساني، ومتعب وشريف.. وهم أي الأطباء الشرعيين وبأيديهم وبأنفسهم ينتشلون، ويستخرجون ويبحثون ويصوّرون، ويعاينوا الجثث والأشلاء، والأطراف المبتورة والرؤوس المتطايرة.. وما تبقّى من الجثث و… وهم أي الأطباء الشرعيون وطواقمهم ومعدّاتهم والتي هي الرفوش الصغيرة جداً بطول حوالى ثلاثين سنتمتر، ومثلها المعاول طولاً وحجماً ومسطرين صغير “TRUELLE” ومسحاة “SPATULE” وما يشبه مفكّات البراغي بأحجام مختلفة، وفرشاة صغيرة، ونظارات مناسبة و”LOUPE” (مكبّر…) وحاويات مناسبة لأخذ العيّنات.. إضافة إلى ملابس خاصة وقفّازات (كفوف) وكمامات مناسبة وأحذية (جزمة) تلامس الركبة وعدّة شغل أخرى في هذا الإطار وقبّعات تقيهم حرّ الشمس و… وورش عمل ميدانية مع كامل العدّة وحراسة المكان والإضاءة الليلية، وإجراءات لوجستية مناسبة.
سأسقّط ما يحدث في العالم من ورش وعمل الأطباء الشرعيون وطواقمهم وأخواته في التعرّف على الجثث وأقارنه على ما يحدث حالياً في لبنان سواء حصل ذلك في العديد من قرى ومدن ومناطق جنوب لبنان وأماكن أخرى متنوعة جغرافياً. لأشير إلى أنه وعلى ما يبدو لم نلاحظ أي أثر لأي طبيب شرعي كان متواجداً ميدانياً مع عدّة الشغل ولا لأي ممثّل أو مندوب من وزارة الصحة اللبنانية ووزارات الداخلية، والعدل والبيئة و… وبخاصة في هذه الظروف الأليمة والقاسية.. لكن كنا نلاحظ كما غيرنا فِرق الدفاع المدني وأخواته هم من يقومون بانتشال الجثث وما تبقّى منها ووضعها في أكياس ونقلها من وإلى…
مكان وتواجد فِرق الدفاع المدني وأخواته يكون حصراً في الكوارث الطبيعية، وفي الحروب و… وأما في انتشال الجثث وجمعها، والبحث عنها دورهم يأتي وتسلسلياً في المرتبة العاشرة. بعد الانتهاء من عمل ورش وطواقم الطب الشرعي وأخواته ومختبراته الميدانية. هذا إن سُمح لفِرق الدفاع المدني وزملاءه في التواجد ميدانياً في أماكن فيها جثث وأشلاء وأطراف مبتورة ورؤوس متطايرة. في هذا المكان أو ذاك حيث ورش عمل الأطباء الشرعيين. أقول هذا من باب “المسؤولية الطبية” “LA RESPONSABILITE MEDICALE” وأخذ العيّنات ومعاينة الجثث وما تبقّى منها ميدانياً وأخذ أيضاً وأيضاً عيّنات من التربة والركام، والشجر، والخضار، والطيور النافقة والملابس وأشياء أخرى فإنها تمتص غازات معينة تفيد في التحقيق الطبي والشرعي “والجنائي” ولأكثر من سبب وسبب، وكي لا نخفي جرائم إسرائيل وأعوانها باستخدامها لقنابل مُحرّمة دولياً وهي على أنواع مارستها وألقتها غدراً وخبثاً وقتلاً وتدميراً وفتكاً وإبادة جماعية والبعض منها كانت تُلقى لأول مرة كتجربة على أهل وسكان ومقاومي لبنان وغزة الصامدة والجريحة والباسلة والمظلومة من ذوي القربى؟!. وأمام صمت وسكوت وغضّ النظر ومباركة وبالظل ومن وراء الكواليس من بعض الدول العربية والإسلامية وغيرها.. فأذابت الجثث وخرجت الأجنّة من بطون النساء الحوامل وتطايرت الرؤوس وبُترت الأطراف العليا والسفلى، وزرعت الأشلاء وما تبقّى من الجثث في قطر مئات الأمتار ويزيد عن موقع الاستهداف؟ بالله عليكم وبربكم وبدينكم و.. ماذا يجمع عناصر الدفاع المدني وأخواته من هذه الأمكنة المستهدفة والتي مرّ عليها حوالي خمسة أشهر فالجثث وما تبقّى منها.. تحلّلت وربما بعضها أكلتها الحيوانات ونقلت أقسام منها من مكان “X” إلى مكان “Y” ربما يبعد جغرافياً عن الأماكن المنكوبة مئات لا بل آلاف الأمتار.. كما حصل في غزة بفلسطين المحتلة والشيء نفسه أكاد أقترب من الواقع أنه حصل في الجنوب ومناطق مختلفة في لبنان في ظل الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان قبل أشهر. وللتذكير درسنا كما درس غيرنا في الطب الشرعي كتعريف للجثة هي: “CRȂNE+POST – CRȂNE” يعني جمجمة (رأس، وجه) وباقي أجزاء الجثة (البطن وبكامل أحشاءها وبأسماءها العلمية وأعضاءها، والصدر كذلك (بكامل محتوياته وأسماءه) والحوض وبكامل محتوياته وأسماءه والظهر بعضلاته وعاموده الفقري كاملاً، والأطراف العليا من الجهتين والسفلى من الجهتين مع جميع عظامهم وحتى الصغيرة جداً وللتذكير عدد عظام إنسان بالغ “206” عظمة (طويلة، متوسطة، مسطحة، وحتى صغيرة..) مثلاً عظام المعصم “POIGNET” فيها ثمانية عظام صغيرة وبأشكال وتسميات هندسية متنوعة، وجمجمة إنسان بالغ فيها “22” عظمة.. واستطراداً عند الأطفال عند الولادة هناك “270”.. وهكذا.. لا داعي لأسرد لأسماء العظام باللغة العربية والتسمية باللغة الأجنبية كي لا أشطّ كثيراً عن جوهر المقالة..
وعندما ينقل عناصر الدفاع المدني وعذراً سلفاً هل يعرفون ماذا يجمعونه من جثث وما تبقّى منها، ومن الأشلاء والعظام، والأطراف المبتورة والرؤوس (أكرّر ذلك قصداً وعمداً…) وينقلونها بسياراتهم إلى المستشفيات لإجراء الحمض النوّوي “D.N.A” (كما يقال..) بربكم كيف يكوّنون جثة مكتملة الأوصاف التشريحية لهذا الشهيد أو ذاك (رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته) كما هو تعريف الجثة “CRȂNE+POST – CRȂNE” والأشلاء صغيرة جداً وبعضها متوسط والآخر متحلّل ومشوّه، ومتآكل، ومحترق، ومتفحّم.. فإذا أردنا أن نأخذ من كل قطعة وجزء من هذه الأشلاء لإجراء فحوص الحمض النوّوي “D.N.A” نحن بحاجة إلى مدة زمنية “مطاطة” أيام؟!.. أسابيع.. وتلامس الشهر في بعض الأحيان (أشلاء متفحمة جداً جداً).. أما في حال كانت الجثة كاملة أو الهيكل العظمي كامل والمفاصل مرتبطة تشريحياً بالأوتار، والأربطة، ومثبّتة فيها وغير منفصلة “LIGAMENTS” و”TENDONS” ومتينة ومتأصلة جداً في المفاصل.. نأخذ عيّنة من أي مكان من الجثة لفحص الحمض النوّوي “D.N.A”.. لكن أكرّر الصعوبة بأخذ عيّنات من الحمض النوّوي “D.N.A” من كل واحدة من هذه الأشلاء أيّاً يكن حجمها كحجم الأصبع أو قطعة وسط، أو قطعة كبيرة.. الصعوبة أكرّر في الوقت الذي تستغرقه نتائج مختبرات الحمض النوّوي “D.N.A” إن مارسنا ما أشرت إليه بالضمة والفتحة.. لأننا أمام ما تبقى من جسد شهيد أو مواطن استشهد على أرضه دفاعاً عن قريته، وبيته وشجرة الزيتون والأرض والعرض وذكريات القرية والمدينة و.. لهؤلاء الشهداء والمقاومين الأشاوس والأبطال (رحمهم الله) قدّموا دماءهم الذكية من أجل الوطن كل الوطن والأمة والقضية فيجب أن نكون أمناء وأوفياء ومخلصين لتضحياتهم البطولة وأن لا نبخل عليهم بفحوصات الحمض النوّوي “D.N.A” ممارسة في المختبرات كما هو الحال في فرنسا وغيرها أكرّر ومن جميع الأشلاء والأطراف المبتورة والرؤوس المتطايرة وفي النهاية (وهذا يستغرق وقت حرزان كما أشرت..) لنعيد “رسم” هيكلية كل جثة بجثة ونجمعها مع الأشلاء ونقول نحن أمام جثة كاملة الأطراف العليا فيها عظمة “العضد” “HUMERUS” من كل جانب، و”عظمتي الساعد” “RADIUS+CUBITUS” والمعصم ثمان عظام وكامل اليد من كل جانب “27” عظمة (سبعة وعشرون عظمة) وعظام الحوض عظمة واحدة من كل جانب “العظم الحرقفي” “OS-ILIAQUE” وعظمة الفخذ “FEMUR” من كل جانب (وهي من العظام الطويلة وأطول عظمة في جسم الإنسان) تليها عظام الساق عظمتين من كل جانب “TIBIA+PERONE” (عظام طويلة أيضاً) وصابونة الركبة “ROTULE” واحدة من كل جانب. وتحتوي كل رجل (قدم) على “26 عظمة” مختلفة، وسبع فقرات في الرقبة، واثني عشر فقرة في الصدر وخمس فقرات قطنية “LOMBAIRE” في أسفل الظهر، وعظام العصعص، والحوض وغيرهم.
هكذا تعلّمنا كما تعلّم غيرنا في ألف باء التعرّف على جثّة كاملة مع كامل عظامها وفقراتها، وما تحتويه البطن، والصدر، والحوض و.. من أحشاء وأعضاء كاملين إن وُجِدوا.
أسئل ومن خلال موقعّي العلمي المتواضع جداً جداً.. هل نمارس ذلك من زاوية الطب الشرعي وأخواته في لبنان لجهة تسليم إلى أهالي الشهداء جثة كاملة.. أو ما تبقّى من الجثة، وأميل إلى الاعتقاد لا جواب عندي لا علمي، ولا طبي شرعي لتاريخه؟! لأننا كما نسمع في الإعلام يتمّ دفن الجثث بطريقة معينة؟ إن لم أقل سريعاً؟!. وهذا الأمر إن حصل نكون قد عرّضنا هذا الطرف أو ذاك إلى سيل من الملاحظات والأسئلة، والاستفسارات ونتكلم طب شرعي مسؤول وليس نتلهّى أو نتسلّى بكذا وكذا.. أمامنا جثة أو ما تبقّى من الجثة (نذكرها ونصوّرها..) ويكون ذلك أمام مندوبين من وزارة الصحة اللبنانية أكرّر وزارة الصحة اللبنانية وممثّلين عن وزارة العدل اللبنانية ومندوبين من وزارة الداخلية اللبنانية ووفد رفيع المستوى من قيادة الجيش (عميد وما فوق..)، ومختار، ورئيس بلدية القرية أو المدينة أو المنطقة.. وقوات اليونيفيل من يمثلها (جنرال وما فوق) وحتى حضور قائد قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” وسفراء بعض الدول المحايدة والتي تحلب صافي ووفيّة لدماء الشهداء أيّاً تكن جنسية هذه الدول المهم يكون عندها ضمير ورأفة وإنسانية وشفقة وعطف وحنان ووجدان وشرف وتضحية ووفاء لدماء الشهداء ولأهاليهم وفي أيّة دولة تواجدوا.
وإلاّ إذا كان التعرّف على الجثث لا يتمّ بصورة علمية وقانونية وطبية شرعية وبالمعايير والإجراءات التي شرحتها ولو باختصار شديد، مع إعطاء شهادة وفاة لكل جثة وما تبقّى منها موقّعة من الطبيب الشرعي الذي عاين وشرّح الجثة وأخذ منها رزمة من العيّنات وموقّعة أيضاً من المسؤول والمدير عن مختبر الحمض النوّوي “D.N.A”. وشهادة الوفاة “CERTIFICAT de DECÉ” تُسلّم إلى أهالي الشهداء والضحايا وهم بدورهم يسلموها لمسؤول المقبرة (أتكلم كما هو الحال في فرنسا وغيرها) لتدفن في هذه المقبرة أو تلك. وكي لا يظهر المرحوم “X” حيّ يُرزق ويمشي على قدميه في إحدى الدول. هنا أهمية التعرّف على هويات الجثث عبر معاينتها وتشريحها وفحص الحمض النووّي “D.N.A ” وحبّذا لو يكون في لبنان والدول العربية والإسلامية ” البطاقة الجينية الوطنية للحمض النووّي ” “FISCHIER NATIONALE D’EMPREINTE GENETIQUE” “F.N.E.G” لوفّرنا الكثير من الوقت الثمين ولتعرّفنا بطريقة علمية ومخبرية وطبية شرعية على الجثث والأشلاء، والأصابع وحتى على الأسنان من خلال فحص الحمض النووّي من لبّ الأسنان “PULPE DENTAIRE”.. وملاحظة أسئل فرق الدفاع المدني وزملاءهم هل غربلو التربة “TAMISAGE” حيث هم وحيث تتواجد الجثث والأشلاء والعظام وما تبقّى من الجثث المتحلّلة والمهترئة والمتعفّنة والمحترقة والمتفحمة و.. وهذا العمل أكرّر للمرة ترليون من صلاحيات وعمل ومهنة وحرفية و.. فرق الطب الشرعي ونقطة على أول السطر.
وماذا نقول لأبناء وأصدقاء وزملاء، وأقارب الشهداء رحمهم الله وبعضهم يتهيّأ لدراسة فوق التخصص في الطب. باختصاص الطب الشرعي، وغيرهم في الحمض النووّي “D.N.A” وآخرين في “علم الأنسنة في الطب الشرعي” “ANTHROPOLOGIE MEDICO-LÉGALÉ” الذي يُحدّد نوعية العظام: بشرية أم حيوانية المصدر، والعمر العظمي للجثة “AGE OSSEUX” وهل هذه العظام لرَجُل؟ امرأة، طفل، حيوان منزلي أليف (قطة “CHAT” (هر) “كلب” “CHIEN”… ولها معاييرها وألف باءها من خلال قنوات هافرز “CANAUX de HAVERS” والكثافة العظمية، والفحص النسيجي المخبري “HISTOLOGIE” وكثرة أو قلة العضلات في العظام. وماذا عن المدة الزمنية لدفن هذه الجثث والعظام والهياكل العظمية في التربة والمدة تحدّد بالأيام والأسابيع، والأشهر، والسنوات، والقرون وآلاف آلاف السنين (أتكلم بشكل عام عبر “COLORATION de NIL” وتحقيقات “BERG” و…).
وأيضاً “LES KITS OSSEUX SUCHEY-BROOKS” وغيرها التي تحدّد العمر، والجنس (رجل، امرأة، طفل…) ويمكننا أيضاً تحديد طول الجثة (الهيكل العظمي..) من خلال قياس عظمة الفخذ “FEMUR” مثلاً واحتسابها من خلال قائمة “TABLES de TROTTER-GLESSER” وغيرهم… ومقياس “BRETINGER” وكذلك دراسات ومقاييس “PHENICE” منذ عام 1969 على العظم الحرقفي “OS-ILIAQUE” للتعرّف على الجنس البشري للعظمة (رجل – امرأة) ضمن معايير معينة.
وأيضاً لتحديد عمر الجثة من خلال فحص عظمة الحوض “OS-PUBIEN” وتقنيات “TODD” بدءاً من عام 1920. ودراسات “MC KERN-STEWART” منذ عام 1957 ودراسات “BURMAN” عام 1934 وأبحاث “ALSADI and NEMESKERY” عام 1970 و”BROCA” عام 1875 و”MAAT” وزملاءه عام 1999 و”WORKSHOP WEA” عام 1980. و”JEAN-POL BEAUTHIER” عام 2010.. و”BACCINO” وزملاءه عام 1999. و”BEDNAREK” وزملاءه عام 2002 و”FOTi” وزملاءه عام 2001. و”LAMEDIN” وزملاءه بتواريخ مختلفة من سنوات (1971) (1988) و(1990) (1992) (أكتبهم للأمانة العلمية) و”MEGYESI” وزملاءه عام 2006. و”UBELAKER” و”PRINCE” عام 2002. وبالنسبة للأسنان أبحاث ودراسات 1981 “BROTHWELL” و”MAAT” 1999 وغيرهم…
أردت عمداً أن أسرد لبعض الاختصاصيين والأدمغة في العالم في مجال الطب الشرعي وعلم الأنسنة الطبي الشرعي “ANTHROPOLOGIE MEDICO-LÉGALE” وأطباء الأسنان في مجال الطب الشرعي فقط لأعطي معلومة واضحة ورسائل متينة ووازنة ومهنية إلى من يهمه الأمر في الداخل والخارج. أن المقابر الجماعية، والجثث والعظام، والرفات، والأشلاء أيّاً يكن حجمها ووزنها والأطراف المبتورة والرؤوس المتطايرة هذا اختصاص فِرق الطب الشرعي ونقطة على أول السطر؟!..
وإذا أردنا أن نتكلم طب شرعي بعضها على الطريقة اللبنانية مع بعض الملاحظات في العمق.. سامحكم الله. يا عزيزي؟ ويا أعزائي؟؟؟؟…
واستطراداً وأنا أكتب هذه الرسالة نهار الأربعاء 22-1-2025 جاء في الأخبار كخبر عاجل التالي وأنقل الخبر حرفياً للأمانة العلمية: “عناصر الدفاع المدني بالتعاون مع الجيش اللبناني يعملون على انتشال جثامين 6 شهداء من بلدة حاينين (جنوب لبنان)” وبربّكم ودينكم وإسلامكم وكافة معتقداتكم الدينية. هل هذا عمل ومهمة الدفاع المدني والجيش اللبناني؟؟؟؟…..
واليوم الخميس 23 كانون الثاني “يناير” 2025 جاء في وسائل الإعلام: الدفاع المدني يعلن انتشال جثماني شهيدين من بلدة الخيام (جنوب لبنان).
واليوم السبت 25-1-2025 قيل في الإعلام وأنقل الخبر حرفياً “انتشلت فرق الدفاع المدني والجيش اللبناني والصليب الأحمر 3 شهداء من تحت الأنقاض من بلدتي الجبين وشيحين”.
واليوم السبت أيضاً وأيضاً 25-1-2025 عُرض الإعلام شريط فيديو لرجال الدفاع المدني وبلباسهم (وأحذيتهم) وسياراتهم. وجاء في الخبر أنقله حرفياً “انتشل عناصر الدفاع المدني اللبناني من الجبين (قضاء صور جنوب لبنان) جثامين أربعة شهداء”.
واليوم السبت 25-1-2025 نشاهد وبالفيديو وبالصوت والصورة والمعدات الضخمة كيف “تنهش” الأعمدة والمباني المدمرة للبحث عن جثث وأشلاء ويعمل عناصر الدفاع المدني على انتشال جثامين شهداء المقاومة في كفرشوبا.
تحديداً وحصراً في هذه الحالة وأمثالها وباستمرار نسمع ونقرأ ونشاهد في وسائل الإعلام عن انتشال جثث وأشلاء من تحت الأبنية التي سُوّيت بالأرض نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان من شهر أيلول “سبتمبر” 2024 واستمرت ثلاثة أشهر. قلت انتشال جثث وأشلاء من قبل فِرق الدفاع المدني وغيرهم.. أسئل وبقوة العلم، والمنطق، واحترام الشهداء وتضحياتهم وتقديمهم الغالي والنفيس في سبيل الوطن والأرض والعرض وذكريات الطفولة في القرية والمدينة و.. أين هم مندوبي وزارة الصحة، والعدل، والبيئة والداخلية وغيرهم اللبنانية وتواجدهم ميدانياً وأين هي فِرق الطب الشرعي ومختبراته الميدانية ونصب خيم لورش العمل لديهم كما هو الحال في دول العالم؟ من أجل إحقاق الحق والتعرّف ضميرياً وعلمياً ومهنياً وقانونياً على الجثث والأشلاء وما تبقّى منها والأطراف المبتورة والرؤوس المتطايرة و.. بطريقة علمية وطبية شرعية وفحص الحمض النوّوي “D.N.A” لكل جثة، وأصبع، وقدم، وسنّ، ورأس، وعظمة وأشلاء، وفقرات، وأحشاء تطايرت من البطون والصدور والحوض “PELVIS”. وأن يتمّ دفن الشهداء وجثثهم وما تبقّى منها بطريقة علمية، وقانونية وإنسانية ومهنية وضميرية وأخلاقية. وليس بطريقة اعذروني سلف لكن هكذا يقول أحدهم “فيها شيء من التخبيص بنسبة “X بالمئة” سامحه الله وسامح الله المسؤولين كلٌّ في منصبه. لكن لا تلُوموا أحداً كما يُقال إن تقدم فلان من أبناء، وأقارب، وأصدقاء، ومحبي، وأهالي الشهداء الأبرار بتقديم شكوى إلى من يهمه الأمر في الداخل والخارج لتشكيل لجنة تحقيق دولية ولوضع النقاط على الحروف والتأكد حرفياً من نتائج فحص الحمض النوّوي لكافة الجثث والأشلاء الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والأطراف المبتورة والرؤوس المتطايرة والأسنان على أنواعها المغروس بعضها في التربة ونستخرجها بعد غربلة التربة وتكتشف أشياء صغيرة أخرى لا داعي لذكرها كي لا أشطّ شططاً عن المقالة. وللقوطبة على “التحقيق الطبي الشرعي” “EXPERTISE MEDICO LEGALE” و”على التحقيق المضاد الطبي الشرعي” “CONTRE EXPERTISE MEDICO-LEGALE” ولا يلومنّا أحد إن وصل به الأمر إلى ما يُطلق عليه في لغة الطب الشرعي “EXHUMATION” نبش القبور واستخراج للجثث وتشريحها ومعاينتها وأخذ رزمة من العيّنات وعلى رأسها الحمض النوّوي “D.N.A”.
كان على الدولة اللبنانية وأجهزتها ووزاراتها و”أخطبوطها” اللوجستي على الأرض أن تدفن هذه الأشلاء أيّاً يكن حجمها وترقيمها بإعطاءها أرقام ورموز وكود وباركود معين ومؤقّت. قلت أن تدفنهم في الأرض كوديعة مؤقتة وذلك بعد أخذ جميع عيّنات فحص الحمض النوّوي “D.N.A” منهم جميعاً وجميعاً. وبانتظار نتائج الفحوص ونقارنها بفحوص مثلها من الحمض النوّوي لباقي الجثث وما تبقّى منها وهذا يستغرق وقت مرتاح جداً وليس “خبط لزق” و”تخبيص” و.. وفي النهاية وهذا يأخذ وقت كبير نقترب من تكملة جثة كاملة ونقارنها بـ”D.N.A” لهذه الأشلاء. واستطراداً الجانب الإسرائيلي في حربه على غزة كرمال أصبع أو سنّ أو أشلاء لجندي إسرائيلي نبش القبور في غزة واستخرج جميع الجثث وأخذها إلى ما يسمى “بإسرائيل” لفحصها علمياً وطبياً ومخبرياً وقانونياً وضميرياً ورسمياً ومن كافة الأمور والمعايير في هذا الإطار وعلى رأسها الحمض النوّوي “D.N.A” لأن في ما يسمى بإسرائيل من يحاسب كبار القوم في صناديق الاقتراع وبالقانون. وفي الشارع والاحتجاجات والمظاهرات وأخواتها.. أما في دول أخرى.. خلّيها مستورة؟ لكن “أليس الصبح بقريب” سورة هود آية رقم “81” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
ربما يكون عندي مؤتمر دولي عن الطب الشرعي ونتائج عيّنات الحمض النوّوي “D.N.A” واستراتيجية أخذ العيّنات ونتائجها وكيف قارنّا الأشلاء الصغيرة المتناثرة والمتطايرة من من الجثث خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان والتي حصلت في شهر أيلول “سبتمبر” عام 2024 واستمرت ثلاثة أشهر. وكيف عرفنا وتأكدنا من الحمض النوّوي لهذه الأشلاء المتناثرة في كل مكان وهي ربما تُعدّ “بمئات وربما آلاف” الأشلاء المختلفة الأحجام من صغيرة، وصغيرة جداً، ومتوسطة وكبيرة وضمها علمياً وتشريحياً “ANATOMIQUE” ومخبرياً وقانونياً ورسمياً وطبياً و.. إلى باقي أجزاء وأقسام الجثة؟؟.. والجثث لأصحابها من الشهداء المقاومين والمدنيين (رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته).. وهذا عمل جبار وحساس ومهني وضميري وعلمي وقانوني وأخلاقي و.. فهل تساعدني الدولة اللبنانية بذلك وأحصل على نتائج الحمض النوّوي كاملة؟! بطريقة رسمية وقانونية لا غبار عليها وطبق الأصول المرعية الإجراء؟؟؟؟.
سبق أن أرسلت رسالة إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون المحترم في هذا الخصوص وبتاريخه لا جواب ملموس عندي. ونشرت الرسالة في موقع جريدة اللواء اللبنانية بتاريخ 16-1-2025.
ولو الدولة اللبنانية لحظت خلال اتفاق وقف لإطلاق النار بينها وبين ما يسمى بدولة إسرائيل “اللقيط” خلال هذه الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان والتي استمرت ثلاثة أشهر. قلت لو لحظت في هذا الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأمركية ودول أخرى. بند يتعلق بتحديد هويات جميع الجثث والأشلاء وما تبقّى من الجثث من خلال ورشة عمل عالمية في الحمض النوّوي “D.N.A” وحضور ميداني لطواقم الطب الشرعي ومختبراته في هذا الخصوص لما وصلنا إلى هذا “التخبّط” “والخلل” “ربما”؟ والله أعلم؟” والملاحظات “والتخبيص” ربما وأيضاً وأيضاً في هل نجمع عيّنات من الحمض النوّوي من كافة الأشلاء أيّاً يكن حجمها؟.. لكن يوجد مثل شعبي لبناني “الفرس من الفارس”؟! سامحكم الله؟!.
وإذا ما رجعت بنا الذاكرة إلى الماضي القريب وهذا ليس بالسرّ كنا نشاهد وعبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة تناقل أخبار التفجيرات الإرهابية المتنقلة جغرافياً وكان يسقط شهداء مدنيين أطفال، شباب، فتية، فتيات، رجال، نساء، عجزة، مرضى، معاقين وطلاب وعمال و.. وغيرهم وبعض هذه الجثث كانت تُدفن في اليوم الثاني وهي رؤوس، وأشلاء وما تبقّى من الجثث المحترقة والمتفحّمة جداً جداً ويُقال أنهم أخذوا منها عيّنات من الحمض النوّوي حينها والمفارقة أنها كانت تُدفن هذه الجثث والأشلاء وما تبقّى منها والرؤوس المتفحمة في اليوم الثاني وأكرّر كما يقال بعد فحص الحمض النوّوي وهذا الأمر يحتاج إلى فترة زمنية مرتاحة لا يوم ولا يومين ونحن نتكلم عن هذه الجثث والأشلاء المتفحمة جداً جداً “CARBONISÉ” وهل أخذت نموذجين من كلّ عيّنة وإرسالها إلى مختبرات محايدة في داخل وخارج لبنان لمقارنة النتائج وخاصة في هكذا ظروف حساسة ودقيقة جداً جداً. واستطراداً أيضاً وأيضاً هل استرجعت الدولة اللبنانية جثامين مواطنيها الذين كما يقال حينها دُفنوا عن طريق الخطأ في بنغلادش؟ في حادثة تحطم طائرة كوتونو؟!. والتي حصلت في “تاريخ 25-12-2003”. وقتل حينها “102” (مائة واثنين من ركابها) بينهم “87” لبنانيون والقصة طويلة ومبكية وإنسانية وكارثة وطنية بامتياز. كتبت عنها مقالات أنا شخصياً كثيرة راجعوا الأرشيف مثلاً (جريدة السفير العدد 9689 تاريخ 6-1-2004 تحت عنوان “عمل تقني معقّد يربط بين المحققين والفنيين والأطباء الشرعيين كيف يتم التعرّف على هويات ضحايا الكوارث”). وكتبت شخصياً أيضاً في وسائل ومواقع إعلامية أخرى. أيضاً وأيضاً “راجعوا الأرشيف”.
وماذا عن تفجير الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت والذي حصل في 15 آب “أغسطس” 2013 حيث انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن استشهاد أكثر من سبعة وعشرين شخصاً وإصابة أكثر من مائتي شخص بجروح متفاوتة الخطورة. وزير الداخلية اللبنانية حينها أعطى الأوامر بدفن ما تبقّى من الجثث والرؤوس والأشلاء والأطراف المتفحّمة أن تدفن في اليوم الثاني (فيا سبحان الله ؟!!) سامحك الله معالي الوزير. عيّنات للحمض النوّوي “D.N.A” في تلك الفترة الزمنية (2013) النتائج تظهر للحمض النوّوي “D.N.A” بعد أكثر من أسبوع؟ ولكي أكون محتاطاً عدة وعدة وعدة أيام وحبة مسك؟! وهذا الأمر مُخالف ويتناقض ولا يستقيم وينسجم ضميرياً وأخلاقياً وعلمياً ومخبرياً ومن باب “المسؤولية الطبية” وتفرّعاتها ودهاليزها وأحكامها ومع قراءتنا ودرسنا وتحصيلنا العلمي كما غيرنا من الأطباء الشرعيين في هذا الإطار.
وأيضاً وأيضاً جثث ورفات العسكريين اللبنانيين الذين خطفتهم داعش والنصرة وأخواتها في جرود بلدة عرسال البقاعية (شرق لبنان) صيف عام 2014 وبقوا لسنوات مجهولي المصير. وخلال ساعات معدودات لحظة كشف مصيرهم (وبعد هذه السنين العجاف) تم استخراجهم سريعاً وبتسرّع ودون مراعاة أصول ومعايير وأسس وألف باء البحث والتنقيب واستخراج الجثث من المقابر الجماعية.. وقد عُثر عليهم في إحدى المقابر الجماعية (هذا في لبنان) أما في دول العالم فاستخراج جثث المقابر الجماعية بحاجة إلى أسابيع وأشهر وربما سنوات وذلك بحسب عدد الجثث وأقدميتها والتعرّف عليها علمياً وطبياً شرعياً ومعاينتها بمهنية وبدقة. ومن خلال آليّة وألف باء معاينة جثث المقابر الجماعية، وفحوصات الحمض النوّوي “D.N.A” وغيرها. والسرعة وربما التسرّع في انتشال الجثث واستخراجها من المقابر (المقبرة) الجماعية والتي كما قلت استغرقت ساعات معدودات (ست ساعات) وأتذكر حينها أنني أرسلت شخصياً أنا الدكتور محمد خليل رضا رسائل إلى رئيس الجمهورية اللبنانية (حينها) ورئيس الحكومة، ورئيس المجلس النيابي وقائد الجيش (الرئيس الحالي فخامة الرئيس جوزيف عون الذي كان حينها قائد الجيش اللبناني) وإلى وزراء الإعلام والداخلية والعدل والخارجية وغيرهم وإلى مدير عام الأمن العام، ومدير عام الأمن الداخلي. وغيرهم من المسؤولين اللبنانيين من رجال السياسة ورجال الدين من مختلف الطوائف اللبنانية وشارحاً لهم ألف باء التعرّف على الجثث في المقابر الجماعية والمعايير الدولية المتعارف بها في هذا الإطار وربما (الخلل…؟!!) في فحوصات الحمض النوّوي “D.N.A” وغيرها.. فقط وللتاريخ الذي جاوبني هو سيادة اللواء عباس إبراهيم (المدير السابق للأمن العام اللبناني) واتصل بي شخصياً من مكتبه الرائد من عائلة الموسوي وقال لي حرفياً إن الأمن العام “مش هوي لي عمل فحص الحمض النوّوي D.N.A”.
قلت الخلل؟؟ ومن باب المصداقية والاطمئنان وأيضاً وأيضاً ولكي يطمئن قلبي وكافة جوارحي وهواجسي وربما “شكوكي” و.. انسجاماً مع روحية وحِرفية وجوهرية الآية المباركة من سورة البقرة “آية 260” ونصها حرفياً: “وإذ قال إبراهيم ربّي أرني كيف تُحّي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي” – صدق الله العظيم – قرآن كريم. كون الموضوع حسّاس جداً جداً جداً ودقيق ومفصلي وإنساني و.. النتائج جاءت من الجانب اللبناني؟؟؟؟ ولا نملك أجوبة نتائج الحمض النوّوي “D.N.A” من مختبرات أخرى في الخارج لمقارنة النتائج وهنا بيت القصيد؟ المحيّر؟! وربما اللغز؟ المُحيّر؟ والقطبة المخفية؟ والله أعلم بالنوايا؟ والأنفس؟ ودهاليز؟ وتضاريس؟ و… وماذا عن كما مارسنا ومارس غيرنا في الطب الشرعي. كيف لنا أن نثبّت علمياً ومخبرياً وفي إطار “التحقيق الطبي الشرعي” والتحقيق المضادّ الطبي الشرعي أنه وفي هكذا حالات مفصلية ودقيقة ومصيرية يجب أن يكون ضمن ملف كل جثة بجثة نموذجين من نتائج الحمض النوّوي “D.N.A” واحدة من لبنان وأخرى من أحد مختبرات الخارج. وهذا لم ولن يحصل على ما يبدو في لبنان ما يبعث على أن الملف مفتوح على كامل الاحتمالات؟!. ومن يصرخ أولاً؟ حينها لا ينفع الندم والتبريرات.. وأتمنى أن أكون مخطئاً أكرّر والله أعلم؟!! نكرّرها ترليون مرة وبكافة لغات العالم؟؟؟؟
وأيضاً وأيضاً عند تحلّل الجثث في مكان دفنها أو إذا كانت في الهواء الطلق. وإذا أردنا أن نأخذ عيّنات من الجثث سواء بعد نبش القبور واستخراج الجثث ومعاينتها وتشريحها وأخذ العيّنات. أو سواء كانت كما أسلفت بقيت لمدة طويلة في الهواء الطلق.
ولدى تشريح جثة متحلّلة ومهترئة من غير الممكن أخذ عيّنات من الدم والبول لكن تواجد اليرقات “LARVES” والذباب بأنواعه المختلفة وبآليّة واستراتيجية مخبرية معينة فإنها تعطينا أجوبة على ماذا نبحث سواء في “علم السموم” “TOXICOLOGIE” أو تناول أدوية ومواد مختلفة و…
إشارة إلى أن اليرقات والذباب وبأشكاله وأنواعه وأحجامه في الطب الشرعي هو ضمن اختصاص “ENTOMOLOGIE MEDICO-LÉGALE” يؤكّد لنا هذا الاختصاص ويعطينا معطيات دقيقة عن مكان الوفاة، وعمر أو مدة وتاريخ الوفاة. وهذا اختصاص موجود في فرنسا وضمن اختصاصي في الطب الشرعي من معهد الطب الشرعي “I.M.L” في مدينة ليون “LYON” الفرنسية. ففي فرنسا يوجد مركزين لهذا الاختصاص الأول في معهد الطب الشرعي في مدينة “ليل” “LILLE” شمال فرنسا على الحدود مع بلجيكا، والثاني عند الشرطة العلمية في “باريس” “POLICE SCIENTIFIQUE” سبق أن عملت دورة هناك في هذا الإطار. عند البروفسور “GOSSET” في معهد الطب الشرعي في “ليل” “LILLE”. وفي باريس.
لا أريد أن أفتح وأنكش و”أحركش” أكثر و… في وكر الدبابير لكن وأتكلم بشكل عام من “عمل عملاً فليتقن عمله” واعملوا مليح ال”DEVOIRE” تبعكم ولا أحد في الكون يوجّه لكم ملاحظات “بالكيلو” وتساؤلات واستفسارات و”لطشات” مبطنة وعاالناعم “تأزّكم أزا..”؟!
رحم الله جميع الشهداء الأبطال من المقاومين من مختلف الأحزاب والمواطنين اللبنانيين الأبرياء وغيرهم في كافة بقاع الأرض حيث الصراع بين الحق والباطل. وبين أبناء الأرض والبلد والمحتلين الغزاة والمرتزقة “واللقطاء” والغرباء كما هو الحال في دولة ما يسمى بإسرائيل وأهلها الأصليين هم الشعب الفلسطيني البطل والمجاهد. وما حدث ويحدث حالياً في جنوب لبنان ومناطق أخرى من قِبل العدو الإسرائيلي وعملاءه وخلاياه النائمة في الداخل وبالأمس اغتيل هذا المسؤول أو ذاك وسقط شهداء في جنوب لبنان وإسرائيل تفجّر البيوت والمنازل والأبنية وتحرق المساجد كما حدث اليوم الجمعة 24-1-2025 في قرية “يارون” حيث أحرق مسجد وحسينية ومنازل في البلدة. وأيضاً تشقّ الطرقات وتبني ستائر ترابية وجدران على طول الحدود اللبنانية؟
أختم هذه المقالة المختصرة جداً والمعصورة إلى أقصى الحدود بحكمة للإمام أبا حنيفة النعمان: “هذا ما عندنا قلناه وإن وجدنا أفضل منه قبلنا به”.
وبحكمة أخرى لأمير الفصاحة والبلاغة الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليهم السلام: “من وضع نفسه في مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء الظنّ به”.
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم”
” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية”
“VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي”
“DOMMAGE CORPORELE”

أخصائي في “الجراحة العامة”
“CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، طبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا تجاوزها.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
لبنان – بيروت

رئيس  اللجنه العلميه في  التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني  نأمل ذكرها على الموقع
رئيس اللجنه العلميه في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني نأمل ذكرها على الموقع
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى