عقول بلا عمق جيل بلا تفكير حين يغفل المجتمع المعنى ويحتفل بالتفاهة

عقول بلا عمق جيل بلا تفكير حين يغفل المجتمع المعنى، ويحتفل بالتفاهة
بقلم الدكتورة فاطمة ابوواصل اغبارية
السطح يحكم والعمق يُنسى
في زمن صار فيه النظر إلى المظاهر أقوى من النظر إلى الحقيقة، صار السطح هو القانون، والمضمون ترف لا يُحتمل.
أي بؤس هذا؟ أي سطحية؟ أن يُقاس الألم بالمظاهر فقط!
فالعقول التي لا تقرأ إلا بما ترى بالعين، هي التي تنتج بؤس المدارس.
ومع أمهات وآباء يقيسون النص بابتسامة، كيف ننتظر جيلًا يفكر؟”
نمرّ على النصوص كما يمرّ أحدهم على واجهة محلّ: يلتقط ما يُسليه ويترك المعنى.
وجع يمشي بيننا
نكتب عن وجعٍ يمشي في أروقة المدارس، عن جرحٍ ينزف في قلب الوطن، عن طالبٍ رحل بلا سبب سوى غياب العدالة…
فتمرّ العيون تبحث عن ابتسامة في صورة أو لون في الخلفية، وكأن ذلك هو كل ما يستحق النظر.
السفاسف تسيطر على العقول
ما أصعب أن نرى مجتمعًا ينسى جوهر الأشياء، وينغمس في تفاصيل تافهة، حتى يصبح كل ألمٍ وحزنٍ مجرد زخرفة خلفية!
السطحية تنتج الجيل القادم
العقول التي لا تقرأ إلا بما تُرى بالعين، هي التي تزرع هذا البؤس في مدارسنا…
ومع أمهات وآباء من هذا النوع، ماذا ننتظر من الأبناء؟
كيف نأمل جيلًا يفكر ويقرأ، إذا كانت القراءة نفسها موهبة نادرة تُستبدل بالسطح واللمعان؟
الكلمة تصرخ بصوت أكبر من الصور
نمرّ على نصوص صادقة كما يمرّ أحدهم على واجهة محلّ: يلتقط ما يُسليه ويترك كل المعنى، ولا يعرف أن الكلمة أحيانًا تصرخ بصوت أكبر من كل صور العالم.
المأساة الحقيقية
ما أصاب مدارسنا وجامعاتنا من ضياع ليس وليد المناهج وحدها، بل نتاج مجتمع يفضل الرتوش على العمق، الظاهر على الجوهر، والصورة على الحقيقة.
صوتنا الأخير
ما أكثر الأصوات، وما أقل العقول! وما أكثر التعليقات، وما أقل من يقرأ بنصف إنصاف!
حين يصبح النقد خفيفًا كريشة، والمعنى ثقيلًا كجبل، نعلم أن مجتمعنا على شفير عمى معرفي.
لن نتوقف عن الكتابة
سأكتب، وسأظل أكتب، لأن الكلمة هي الدرع، والمرآة، والنور الأخير… لعله يوقظ شيئًا من وعي، قبل أن تُبتلع العقول بالسطحية، ويختفي المعنى بين ضجيج التفاصيل التافهة
لن يُبنى جيل يفكر إذا أصبح المظهر معيار كل شيء.”
فالعقول السطحية لا تُربي إلا نسخة ضائعة من المجتمع، تنتظر البريق وليس العمق. ،وما أصاب مدارسنا من ضياع ليس وليد المناهج وحدها، بل نتاج مجتمع يفضل الرتوش على العمق وما أكثر الأصوات، وما أقل العقول ، وما أكثر التعليقات، وما أقل من يقرأ بنصف إنصاف! ، وحين يصبح النقد خفيفًا كريشة، والمعنى ثقيلًا كجبل، نعلم أن مجتمعنا على شفير عمى معرفي.
دمتم بخير
— الدكتورة فاطمة أبوواصل إغبارية
جميع الحقوق الفكرية والأدبية محفوظة




