غلطة الشاطر و غلطة المرأة !
غلطة الشاطر و غلطة المرأة !
بقلم / سماح علام
يقال إن “غلطة الشاطر بألف”، فماذا عن غلطة المرأة ؟
يبدو أن غلطة المرأة ليست مجرد رقم في معادلة ، بل فصل كامل من محاكمة إجتماعية مجحفة !
في الوقت الذي يُنظر لخطأ الرجل على أنه تجربة أو “غلطة شاطر”، مهما كان الموقف ، تُعامل المرأة إذا أخطأت حتى في ابسط الأمور وكأنها ارتكبت جريمة لا تُغتفر ، فالمجتمع لا ينتظر منها أن تخطئ من الأساس ، هي مجبرة بأن تبقى دائماً في محل الكمال .ففي مجتمعنا تحاسب المرأة مرتين .. مرة على الفعل ، ومرة على كونها امرأة.
إذا فشل الرجل في زواجه ، يُبرر ذلك بأنه “لم يجد التفاهم”، أما إن فشلت المرأة، فالتهمة جاهزة.. “لم تعرف كيف تحافظ على بيتها “.
ولو أخطأ في اتخاذ قرارات مصيرية تعود عواقبها على جميع أفراد الأسرة فالأمر ببساطة “تجربة تُكسبه خبرة “، لكن إن فعلت هي الشيء نفسه ، تُتهم “بالسذاجة”.
المشكلة ليست في الخطأ ، بل في زاوية النظر إليه .
فنحن نعيش في مجتمع يربط بين كيان المرأة والظاهر للأخرين من تصرفاتها ، حيث لا مجال للتعثر والنهوض مجدداً .كأن المطلوب منها أن تكون معصومة، لا يحق لها أن تتعلم من تجاربها مثل الرجل .
المرأة كثيراً ما تتعرض لمشاكل مختلفة لكنها تفضل أن تواجهها بصمت خوفاً من الإدانة ، وربما تظل لسنوات تدفع ثمن ” غلطة ” لم تكن سوى ثقة في غير محلها أو إخلاص لمن لا يستحق .
أما الرجل، فيُمنح دائمًا فرصة جديدة ، وغفراناً غير مشروط وسط عادات تُبرىء الرجولة من الزلات مهما تكررت .
ورغم كل ذلك تظل المرأة بخطئها وصوابها الأكثر قدرة على النهوض ، والأصدق في مواجهة نفسها ، والأعمق في مراجعة دوافعها ، فالخطأ بالنسبة لها ليس نهاية ، بل بداية وعي جديد ، ونضج لا يشترى بالتجارب السهلة .
فمتى يعتدل ميزان حساب الأخطاء ، و نكف عن وضع معايير متناقضة بين رجل يُنصف وامرأة تُدان ؟
كلنا نخطئ ، لكن ليس الجميع يتعلم بنفس الصدق الذي تتعلم به امرأة خذلها العالم فأبت أن تخذل نفسها .




