مقالات

لما القرب يوّجع

لما القرب يوّجع
بقلمي نرمين بهنسي

أيسك.. في ناس وجودهم في حياتنا مش دايمًا راحة، حتى لو شكلهم من بره بيضحك وبيتكلم حلو، جواهم حاجة مش مفهومة، بتخليك طول الوقت تايه ومش عارف الغلط فين. بتكون فاكر إنك في علاقة فيها حب أو صداقة أو حتى عشرة، لكن الحقيقة إنك في معركة مش بتخلص، معركة على نفسك.

الشخص ده دايمًا عنده طريقة غريبة في قلب الطاولة. لو اتضايقت من حاجة عملها، يلف ويدور ويخليك تحس إنك انت الغلطان. ولو فرحت بشيء، تلاقيه يقلل من فرحتك أو يتجاهلها. وجوده في حياتك بيخليك دايمًا بتشك في إحساسك، في قراراتك، في نفسك.

هو مش بيزعّق ولا يمد إيده، بس طريقته في الكلام ممكن تكسّرك. يسكت وقت ما تحتاجه، ويظهر وقت ما تكون ضعيف، مش عشان يسندك، لا… عشان يبين إنه هو اللي واقف، وإنك من غيره تايه. تفضل تدور على اهتمامه، وتفتش في كلامه على أي جملة تطبطب، بس تلاقي دايمًا الكلام ناقص، بارد، أو مش صادق.

المشكلة إنه بيعرف يبان بصورة مثالية قدام الناس، وده بيخليك لما تشتكي، تحس إنك أنت المجنون، أو إنك بتبالغ. حتى أقرب الناس ليك ممكن مايفهموش اللي بتعيشه، لأن مافيش حاجة واضحة يتكلموا عنها. الوجع اللي بتعيشه وجع صامت، وده أصعب أنواع الوجع.

مع الوقت، تلاقي نفسك بتنسحب من الناس، بتشك في اللي بتحبه، وبتدوّر على رضا مش هييجي. تبدأ تسأل نفسك: “هو أنا فعلاً حساس؟” “هو أنا فعلاً مش كفاية؟” وأسوأ حاجة إنك تبدأ تصدق ده.

بس الحقيقة؟ لأ، مش انت المشكلة. المشكلة إنك صدّقت إنك لازم تتغير عشان ترضي حد عمره ما هيرضى. إنك تعبت من إنك تشرح، ومن إنك تحارب لوحدك.

النجاة من النوع ده من العلاقات مش سهلة، بس ممكنة. أول خطوة إنك تشوف الحقيقة زي ما هي، من غير تجميل، ومن غير مبررات. وبعدها، تبدأ تسأل نفسك: “أنا مستحق ده؟” ولما تلاقي الإجابة: لأ. تبدأ تبني طريق تخرج بيه، حتى لو خطوة صغيرة كل يوم.

الحياة مش لازم تكون معركة دايمًا. الحب مش وجع، والصحبة مش شك. في علاقات بتخلينا ننور، وفي علاقات بتطفي فينا كل حاجة حلوة. اختار اللي ينورك، مش اللي يستهلكك.

اظهر المزيد

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب وكاتبة وقصصية وشاعرة وكاتبة محتوى وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى