شعر

نجلاء محجوب تكتب..لن أكونَ إلا هو

نجلاء محجوب تكتب.. لن أكونَ إلا هو

أيسك.. كان ينظُر إليّ من القاعِ وأنا أطفو علىٰ وجَعي،
زَوبعَتي لم تغادِر الفنجانَ، فوقَ الهالِ أصرخُ،
داخِلَ الأعماقِ؛
دموعٌ مُخبأةٌ حينًا،
وصريحةٌ مِثلَ عاصِفةٍ أحيانًا أخرىٰ،
الأنينُ كانَ عميقًا مثلَ عَتمةِ اللّيلِ ربّما،
أو كأسرابِ طيورٍ مُهاجِرَةٍ إلىٰ المنفىٰ،
تمزِقُني أشياءُ أخبِأها في غُصّةٍ،
تلكَ التي تثاقَلَت حتىٰ حَلقي،
صنَعَتُ مِن ضَحكاتِه مِجدافينِ ثقيلينِ؛
حتىٰ لا أغرَقَ ثَملةً،
دنوتُ مِنه، سَكَبتُ في فيه دموعي،
هباءً أنْ يترُكَني أنجو،
لمْ أطفو علىٰ وَجَعي كَجُثةٍ هامِدةٍ،
نثَرتُ أشلائي،
ربّما تبصِرني عيناه، ويدرِكُ أنّني مَيّتةٌ منذُ سنواتٍ،
هباءً؛
الحبُّ القاتِلُ يتلَحّفَ ملامِحَه حتىٰ أُذُنيه،
فارَ كَبُركانٍ، وأخَذَ يخطو علىٰ وَجَعي إلىٰ قَلبي،
بكَت آلامي لتُثنيه، فلَمْ يكتَرِثَ،
دِماءَ اغتيالَه لها لا تَراها عيناه،
جاحِظَتينِ قدَماه، لا ترىٰ إلا الأنا،
اختَبأتُ بقَلبي؛
فَفارَ التَنورُ وأغرَقَ جَميعَه إلا قَلبي،
كُنتُ أطفو إلىٰ برٍ لا أعرِفَه،
ما زِلتُ غارِقةً إلا مِنّي،
الآنَ؛
صارَ بعيدًا خلفَ الجدارِ، أو ربّما خَلفَ الموتِ،
صِرتُ أنا إلا قليلًا،
لم أنجّ، ما زالَ يقيمُ بأنسِجَتي،
يتساقَطُ هُنيهَةً بالنَبضاتِ،
أرىٰ بعينَيه،
ويسْكُنُ حتىٰ أهدابي، وخُصلاتِ شَعري،
ينمو في دَمي مِن جديدٍ،
ثمّ سَكَنَني، وهمَسَ طَنينًا بأُذُني؛
أنّني لن أكونَ إلا هو..!

نجلاء محجوب

نجلاء محجوب تكتب.. لن أكونَ إلا هو
نجلاء محجوب تكتب.. لن أكونَ إلا هو

Home

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى