نرمين بهنسي تكتب.. المرأة في عصر التكنولوجيا:
كيف أصبحت قوة دافعة للتغيير والابتكار
بقلم.. نرمين بهنسي
أيسك.. في عالم اليوم الذي يشهد تطورًا مستمرًا في التكنولوجيا، تتزايد الفرص أمام المرأة لتثبت مكانتها كقوة دافعة للتغيير والابتكار. لم يعد من الممكن تجاهل الدور البارز الذي تلعبه النساء في مجالات متعددة، من ريادة الأعمال إلى العلوم والتكنولوجيا، حيث أصبحت المرأة الآن جزءًا أساسيًا من الثورة الرقمية التي تعيد تشكيل ملامح العالم.
التكنولوجيا: سلاح تمكين المرأة
في العقود الأخيرة، شكلت التكنولوجيا عاملًا حاسمًا في تمكين المرأة. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التعليم الإلكتروني أدوات قوية تُستخدم لتعزيز الفرص أمام النساء من جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، أتاح الإنترنت للنساء الوصول إلى موارد معرفية هائلة، وتعلم مهارات جديدة في مجالات مثل البرمجة، التسويق الرقمي، والذكاء الاصطناعي.
أصبحت المرأة اليوم قادرة على بناء وتطوير مهاراتها من خلال منصات مثل كورسيرا، يوديمي، وحتى اليوتيوب، دون الحاجة للذهاب إلى أماكن بعيدة أو دفع تكاليف باهظة. هذه الثروة من المعرفة فتحت الأبواب أمام النساء لتوسيع آفاقهن المهنية واكتساب المهارات التي تحتاجها سوق العمل في العصر الرقمي.
المرأة في مجال التكنولوجيا: من الحواجز إلى القمة
شهدنا العديد من قصص النجاح الملهمة لنساء في مجالات التكنولوجيا التي كانت تقليديًا حكراً على الرجال. من أبرز الأمثلة على ذلك هي غريتا تومسون، التي أسست شركة تكنولوجيا ناجحة لتوفير حلول ذكية في مجال الإنترنت. أو ليلى سعيد، التي استطاعت بناء شبكة تواصل اجتماعي متخصصة تهدف لتمكين النساء في العالم العربي.
هذه القصص تبرز ليس فقط قدرة المرأة على التميز في مجالات لا تزال تشهد هيمنة من قبل الرجال، ولكن أيضًا الدور المحوري الذي تلعبه في دفع الابتكار وتقديم حلول جديدة لمشاكل معقدة.
المرأة ورائدات الأعمال الرقمية
لقد أصبح ريادة الأعمال الرقمية أحد أسرع القطاعات نموًا في العالم، والنساء يقودن هذا الاتجاه بقوة. من المتاجر الإلكترونية إلى تطبيقات الهواتف الذكية، النساء في جميع أنحاء العالم يحققن نجاحات مذهلة في بناء أعمالهن الخاصة على الإنترنت.
خلال جائحة كورونا، تضاعف الاعتماد على التجارة الإلكترونية، ووجدت العديد من النساء فرصة كبيرة لإطلاق أعمالهن عبر الإنترنت. لقد أتاح هذا للنساء فرصة أكبر لتحقيق الاستقلال المالي والمساهمة في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وسائل التواصل الاجتماعي: منصة للتمكين الاجتماعي والمهني
لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في قدرة النساء على التعبير عن أنفسهن ومشاركة آرائهن. منصات مثل “لينكدإن” و”تويتر” أصبحت وسائل قوية للنساء لبناء علاقات مهنية وتوسيع شبكاتهن. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر هذه المنصات بيئات خصبة للمناصرة لقضايا المرأة وزيادة الوعي حول قضايا تتعلق بالمساواة والحقوق.
التكنولوجيا كأداة للتغيير الاجتماعي
أصبح من الواضح أن التكنولوجيا لا تقتصر فقط على المجالات التقنية أو الاقتصادية، بل تؤثر أيضًا بشكل كبير على التغيير الاجتماعي. من خلال الوصول إلى المعلومات بسهولة أكبر، أصبحت النساء قادرات على التفاعل بشكل أوسع مع المجتمعات والتأثير على القضايا الاجتماعية. هذه القدرة على الوصول إلى المعلومات بسرعة قد ساعدت النساء على مناقشة قضايا مثل العنف الأسري، المساواة في الأجور، والحقوق المدنية، وأصبحت جزءًا من حركات عالمية مثل #MeToo و#TimesUp.
نصائح للنساء للاستفادة من التكنولوجيا
1. استثمار الوقت في التعلم: استغلال منصات التعليم الإلكتروني لتعزيز المهارات واكتساب معرفتك في مجالات جديدة.
2. استغلال وسائل التواصل الاجتماعي: بناء شبكة علاقات مهنية عبر منصات مثل “لينكدإن” و”تويتر”، وكذلك مشاركة الخبرات والقصص الملهمة.
3. استكشاف الفرص الرقمية: البدء في مشروعات تجارية رقمية أو المشاركة في الابتكار التقني من خلال الانضمام إلى المجتمعات الرقمية.
4. دعم قضايا المرأة عبر التكنولوجيا: استخدام منصات الإنترنت للدعوة إلى المساواة وتمكين النساء، وتحقيق تغيير اجتماعي إيجابي.
في عصر التكنولوجيا، أصبحت المرأة قوة محورية تدفع عجلة التغيير والابتكار. من خلال التعليم الرقمي، ريادة الأعمال، ووسائل التواصل الاجتماعي، أثبتت المرأة أنها ليست فقط جزءًا من المستقبل، بل هي من يقود هذا المستقبل. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، ستظل النساء في طليعة التغيير، وتستمر قصص النجاح في إلهام الأجيال القادمة للانطلاق نحو آفاق أوسع وأكثر.
