أُنثى العيد.. نرمين بهنسي

أُنثى العيد
بقلمي نرمين بهنسي
آيسك.. في زحام الأعياد، تبقى المرأة دومًا روح المواسم ودفء التفاصيل. وفي عيد الأضحى، لا تكون فقط من تستقبل التهاني أو ترتدي الجديد، بل هي عماد البيت، وصانعة الفرح، وحارسة طقوس المحبة والمشاركة.
منذ الليلة التي تسبق العيد، تبدأ المرأة رحلتها بين تجهيز الملابس، وتحضير الحلوى، وتنظيف البيت، وكل زاوية فيه تنتظر لمستها. وفي صباح العيد، تكون أول من يستيقظ، لتستقبل فجره بابتسامة تُخفي خلفها تعب الأيام السابقة.
ترافق زوجها وأبناءها إلى صلاة العيد، وربما لا تصلي معهم، لكنها تصنع لهم الفطور، وتضع روائح الطِيب في أركان المنزل، وتجهّز المكان لاستقبال الأضحية. وعندما تُذبح، لا تكتفي بالمشاهدة، بل تشارك في التوزيع، تجهز الأكياس، وتعرف إلى أي جارٍ أو فقير سترسل، وكأنها تحفظ خارطة القلوب.
المرأة في عيد الأضحى ليست فقط مَن تطبخ اللحم، بل من تغزل اللقمة بلمسة حنان، وتجعل من المائدة ساحة حبٍّ واجتماع. تدعو الأهل، ترحب بالأصدقاء، وتمنح كل ضيف طعماً مختلفاً للعيد.
هي التي تُعلّم أبناءها معنى الأضحية: أن نُعطي دون انتظار، أن نفرح ونُفرح، أن نطعم من لا يملك، وأن نحمد الله على النِعم. بكلماتها البسيطة، وبتصرفاتها اليومية، تزرع فيهم دينًا يُمارَس بالمحبة، لا بالحروف فقط.
“أُنثى العيد” ليست وصفًا شعريًا، بل هو اعتراف حقيقي بدورها العظيم. هي التي تحوّل اللحم إلى قربى، والبيت إلى بهجة، والعيد إلى حياة.
فشكرًا لكل امرأة، في بيتٍ صغير أو كبير، جعلت من عيد الأضحى موسمًا للرحمة والرضا.




