الأميرة الحزينة الجزء الثاني «الخطوبة»
نشأت الأميرة فضيلة مقربة للغاية من والدتها هان زادة الفرق بينهما كان 18 عاما فقط.
كان كل من يراهما يعتقد أنهما شقيقتان، ولطالما قارنت الصحافة بينها وبين والدتها التي اعتبرت من أجمل أميرات عصرها، لم تحظ فضيلة بجمال والدتها ولا قوامها كانت أكثر شبها بوالدها (الذي كان وسيما أيضا) كانت تقول الصحافة.
كان للأميرة هان زاده دورا كبيرا في حياة ابنتها بعد ذلك سواء في ترتيب خطبتها المستقبلية واعدادها لدورها الذي كان ينتظرها، أو حتى تخطيها لفجيعة الفقدان الذي طالتها في مقتبل عمرها كانت هي سندها الدائم.
فيصل يخطب أميرة مصرية سابقة
في سبتمبر 1957 قطعت الإذاعة العراقية بثها المعتاد لإعلان نبأ خطبة ملك البلاد فيصل الثاني على اميرة مصرية من عائلة محمد علي هي فضيلة ابراهيم ابنة الأمير محمد علي ابراهيم حفيد ابراهيم باشا بن محمد علي الكبير وزوجته الأميرة العثمانية زهرة هانزاده حفيدة الخليفة الأخير عبدالمجيد الثاني.
وتم اعلان عطلة رسمية في البلاد بهذه المناسبة.
كانت من ضمن المفارقات أن الإعلان تم عشية اربعينية الإمام الحسين وهي مناسبة حزينة في العراق، وأراد رئيس الوزراء تأجيل الإعلان عشرة أيام حتى انتهاء الذكرى، لكن الأمير عبدالإله خال الملك وولي عهده رفض وأصر على الاعلان في الموعد.
كانت فضيلة في ال16 من عمرها عند إعلان الخطبة، وقد تعرفت على الملك فيصل ملك العراق فى فرنسا.
زار الملك فيصل استنبول فى عام 1957 ، والتقى مع الاميرة الصغيرة فى جولة بحرية على متن يخت الاميره هنزاده ،، وتكررت اللقاءات وتوثقت العلاقات العاطفية بينهما وتقدم الملك فيصل بطلب الزواج من الاميرة.
أهدى الملك خطيبته خاتم ألماسي ضخم مزود بزمردة ضخمة كانت تقول انها كانت لا ترتديه كثيرا خوفا عليه، وكذلك بروش على هيئة زهرة من الالماس تتوسطه زمرده ضخمة كانت تخص والدته الراحلة الملكة عالية التي توفيت وفيصل كان لايزال مراهق.
كان الملك فيصل هائم في حبها وكان يريد اتمام الزواج في غضون شهرين.
لكن والدها رفض وأصر أن تتم عامها الأخير في المدرسة قبل الزواج، وقال أن يدها لابد أن تحمل الشهادة قبل خاتم الزواج.
ربما بدون أن يدري كان قرار الأب سببا في أن تبقى على قيد الحياة، فلو كانت تزوجت سريعا غالبا كانت ستكون ضمن ضحايا مجزرة قصر الرحاب التي قتل فيها أفراد العائلة المالكة العراقية وعلى رأسهم الملك فيصل في العام التالي.
