العيون مرآة تكشف عن حالتنا الصحية العامة
نهى عراقي
آيسك.. العيون ليست مجرد مرآة للروح، بل هي نافذة مفتوحة تكشف عن حالتنا الصحية العامة، مما يجعل زيارات طبيب العيون المنتظمة ضرورة لا غنى عنها، حتى في غياب أي أعراض واضحة.
في كثير من الأحيان، يُعزى تشوش الرؤية إلى الإجهاد الناجم عن التحديق المستمر في شاشات الحواسيب أو التلفاز لفترات طويلة.
ولكن في الواقع، يمكن أن يكون هذا التشوش علامة على مشكلات صحية أعمق قد لا يكون المصاب على دراية بها.
الإشارات الصحية التي تكشفها العيون تُعد العيون وسيلة قوية للتعرف على أمراض عامة قد تصيب الجسم كمرض السكري والسرطان وارتفاع الكوليسترول.
وقد أشار الخبير في صحة العيون، لانكيش ميشو، إلى أن الكثير من المرضى الذين راجعوه بسبب مشاكل في الرؤية كانوا يعانون من أمراض أخرى لم يكونوا مدركين لإصابتها لهم.
ما هي الحالات المرضية التي يمكن اكتشافها من خلال العيون؟ نظرًا لأن بعض أعراض أمراض العيون ترتبط بصحة الجسم بشكل عام، يُدرب أطباء البصريات حاليًا على اكتشاف إشارات تلك الأمراض عبر العيون والتعاون مع فرق طبية متخصصة لعلاجها.
ومن بين أبرز هذه الأمراض:
1- مرض السكري تشير الإحصائيات إلى أن مرضى السكري غالبًا ما يُشخَّصون بعد مرور فترة تتراوح بين 6 و13 عامًا من ظهور المرض. إلا أن الفحص الدوري للعين قد يُساهم في الكشف المبكر عنه، حيث يمكن ملاحظة تأثيراته على الأوعية الصغيرة في الشبكية قبل ظهور أعراض أخرى. يعد التشخيص المبكر أمرًا حيويًا لتقليل خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة كالعمى، الناتج عن عدم علاج المرض بشكل صحيح.
2- رتفاع ضغط الدم والكوليسترول
يمكن للعين أن تكون نافذة لفحص حالة الأوعية الدموية دون الحاجة إلى تدخل جراحي. فمن خلال فحص شبكية العين، يمكن ملاحظة علامات تشير إلى وجود ارتفاع في ضغط الدم أو الكوليسترول، مثل تضيق الأوعية الدموية أو ترسب الكوليسترول فيها.
قد تظهر علامات أخرى مثل اللويحات الصفراء (زانثلازما) حول الجفون أو تصلب الشرايين المصحوب بوجود لوحات داخل الأوعية.
3- الغلوكوما (الماء الأزرق)
يتعلق هذا المرض غالبًا بزيادة الضغط داخل العين نتيجة خلل في تصريف الخلط المائي، مما يؤدي إلى تضرر العصب البصري وفقدان تدريجي للرؤية المحيطية دون ملاحظة ذلك في البداية. في بعض الحالات، يرتبط الغلوكوما بعوامل أخرى مثل انخفاض ضغط الدم أو توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم.
4- السرطان
قد تصاب العين بأنواع معينة من السرطانات مثل الورم الأرومي الشبكي، والذي قد يمتد ليؤثر على أعضاء أخرى كالرئتين والكبد. الاكتشاف المبكر هنا يلعب دورًا كبيرًا في تقليل تأثير المرض.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن ترتبط حالات محددة بسرطانات أخرى مثل سرطان القولون أو أورام المخ التي تؤثر على الأعصاب المسؤولة عن الحركة البصرية. علامات تحذيرية تستدعي الانتباه تشمل العلامات المقلقة التي تتطلب استشارة طبية عاجلة:
حركات عين غير طبيعية، اختلاف استجابة الحدقتين، مشكلات مفاجئة في القراءة، أو ازدواج الرؤية. هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على اضطرابات عصبية أو أورام تضغط على الأعصاب البصرية. الفحص الدوري للعين ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو خطوة فعالة لحماية الصحة العامة واكتشاف الأمراض قبل وصولها إلى مراحل متقدمة.
