بصمة أنثى.. نساء تركن أثرًا لا يُنسى
بصمة أنثى.. نساء تركن أثرًا لا يُنسى
بقلمي نرمين بهنسي
أيسك.. ماري كوري – المرأة التي كشفت أسرار الذرة
في زمنٍ كان العلم فيه ساحةً ذكورية مغلقة، تقدمت ماري كوري بخطى ثابتة، وكأنها تكتب فصلاً جديدًا في تاريخ الإنسان.
وُلدت ماريا سكلودوفسكا عام 1867 في بولندا تحت الاحتلال الروسي، في عائلة فقيرة تقدّس العلم.
حلمت منذ صغرها بالدراسة، لكن الجامعات في بلدها لم تكن تقبل النساء. لم تيأس، جمعت مدخراتها وسافرت إلى باريس، وهناك التحقت بجامعة السوربون لتدرس الفيزياء والرياضيات وسط ظروف قاسية من الفقر والجوع.
لم يكن الطريق سهلاً… لكنها لم تعرف يومًا طعم الاستسلام.
التقت بالعالم بيير كوري، فتشاركا شغف البحث، ولم تمض سنوات قليلة حتى اكتشفا معًا عنصرَي الراديوم والبولونيوم.
هذا الاكتشاف لم يكن مجرد إنجاز علمي، بل كان ثورة غيرت وجه الطب والطاقة النووية إلى الأبد.
ماري كوري كانت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، وأول شخص في العالم يحصل على نوبل مرتين: واحدة في الفيزياء، وأخرى في الكيمياء.
لم تهتم بالشهرة أو المال، بل قدمت أبحاثها مجانا خدمةً للبشرية، رافضةً أن تسجل براءة اختراع باسمها حتى يستفيد العالم كله.
لكن النجاح كان له ثمن… فقد تعرضت لأضرار الإشعاع الذي اكتشفته بنفسها، مما أثر على صحتها حتى وفاتها عام 1934.
رغم ذلك، بقيت ماري رمزًا لكل من يؤمن أن العلم لا يعرف جنسًا ولا حدودًا.
ماري كوري لم تكتفِ بكشف أسرار الذرة، بل فجّرت طاقات الإيمان بالعلم والعزيمة والحق في الحلم.
حين تشتعل المعرفة في القلب، لا تقدر الجدران على إطفائها.





