دكتور أسامه شوقي يكتب.. ابن “إبشان” المبدع
دكتور أسامه شوقي يكتب.. ابن “إبشان” المبدع
في بلدهم “إبشان” بمحافظ كفر الشيخ كانوا بيقولوا عليه “صانع الأصنام” لمدى قدرته الإبداعية في تطويع الصخر الصلب ليكون أشخاص حية تتنفس و تشعر بها حية..
ورث عن أجداده البنائين العظماء موهبة أن يجعل الحجر ينطق بالمشاعر.
تخرج من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية في نهاية السبعينيات و عاد لجذوره في القرية ليؤسس المسبك الذي يعكف فيه علي تطويع الصلب و الحجر ليصبح حياه..
قليلون من النحاتين المصريين من نجحوا على امتداد خمسين عاماً حتى ثمانينيات القرن العشرين في تأسيس مشروعاتهم الجمالية المستقلة عن كل من ” مختار والفن الغربي ” جامعين في ذات الوقت – بدرجات متفاوتة – بين طرفي المعادلة الصعبة ، وهي الهوية الوطنية والصفة العالمية ، ى رأسهم جمال السجيني ومنصور فرج وأحمد عثمان ومحمود موسى وعبدالبديع عبدالحي ومحي الدين طاهر وآدم حنين … ثم ازدادت – من بعد هؤلاء – ندرة الفنانين الذين حافظوا علي ذات المسار، خاصة منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي ، حيث شهدت هذه الفترة تحولات جذرية في توجهات شباب الفنانين انقياداً وراء حركات الفن العالمي .
يأتي النحات السيد عبده سليم بصيغة شديدة الخصوصية والاختلاف عمن سبقوه جميعاً ، محملاً بمخزون ثقافي ضخم من الأعمال الفنية التي تحمل إبداعاً وتجرؤ من خلال أعماله الفنية التي خرج بها عن عالم الطبيعة وقوانينها ، فحطمها ثم كون منها عناصر جمالية جديدة ومدهشة تناظر أعمال المدرسة السريالية برؤية مغايرة.
هكذا تعج أعماله النحتية بكائنات متداخلة ومتحولة ومتبادلة بين الإنسان والحيوان والطير وحتي دود الأرض ، وبعلاقات خاصة فيما بينهما ، تتراوح بين الحب والصراع .. الموت والصيرورة .. العطاء و العدوان .. ولا يبدو منطقه بعيداً عن منطق الأساطير المصرية التي تمتلئ بالحيوانات المجنحة والطيور متعددة الأرجل ، وصور العنقاء بين المرأة والطائر ، وتماهي عناصر الأنوثة والذكورة في جسد واحد ، وطقوس الميلاد من رحم الأرض ، واشتعال الرغبة في الثمرة المحرمة ، ومسيرة الحياة الأبدية عبر الأكفان ، وعجلة الموت التي تجرها الديدان ، وشجرة الفردوس المحملة بنقائض المخلوقات والغرائز … في بينالي القاهرة الخامس عرض الفنان السيد عبده سليم مجموعة من أعمال النحت تعتبر تحول ورؤية جديدة لحركة النحت المصري المعاصر علي غير المعتاد من أعمال كانت تنهج منهج مختلف عما سبق في الحركة التشكيلية المصرية من حيث الموضوع والشكل ، وكانت مفاجأة الأعمال التي عرضها السيد عبده سليم موضوعاً وتناولاً وأدائها كان غريبا.
شاهدوا ابداعات السيد عبده سليم و عيشوا عظمة المصري بتاع زمان اللي نحت ابو سمبل و معابد فوق الامكان..
د. أسامه شوقي
مصر





