مقالات

د. محمد خليل رضا.. الرصاص الطائش في الانتخابات البلدية وأخواتها ومناسبات أخرى؟!!

د.  محمد خليل رضا.. الرصاص الطائش في الانتخابات البلدية وأخواتها ومناسبات أخرى؟!! ومعاينة الضحايا من زاوية الطب الشرعي؟ وماذا عن انتحار بعض الضحايا ضمناً؟!! 

د. محمد خليل رضا رئيس اللجنه العلميه في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني

أيسك.. جرت العادة في لبنان وعند كل مناسبة استحقاق للانتخابات البلدية والمجالس الاختيارية (المخاتير).. والانتخابات النيابية، وعند إلقاء خطابات للزعيم الديني أو السياسي، أو لمناسبات حزبية، وحتى عند تشييع الشهداء ودفن هذه الجنازة أو تلك. والمهرجانات الخطابية وعلى اختلاف فسيفسائها. وعند قدوم حجاج بيت الله الحرام من الديار المقدّسة في مكة المكرمة حماها الله. وفي مناسبات النجاح بالشهادات الرسمية المدرسية والجامعية، وعند كل مناسبات حزن أو فرح وحتى قدوم المغتربين (للبعض منهم وللذين لم يزوروا لبنان منذ عقود..) وعند فوز هذا الرئيس أو ذاك وتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء ومناسبات اجتماعية وأخواتها.. أن يتمّ إطلاق الأعيرة النارية (الرصاص) والمفرقعات والأسهم النارية وأخواتها وبكثافة. ولا ننسى “ال آر بي جي” “B7”. وحتى عند حلول العام الميلادي الجديد و.. و.. ففي الماضي كانت تحصد ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا متواجدين على الطرقات، أو داخل سياراتهم، أو وسائل النقل الأخرى وحتى داخل منازلهم وعلى الشرفات وأماكن أخرى. وأماكن العمل وتوجد أمثلة كثيرة على ذلك فمثلاً بتاريخ 23 آب “أغسطس” 2023 وفاة الطفلة “نايا حنا” (سبع سنوات) بعد 23 يوماً على إصابتها برصاص طائش بمنطقة الحدث (في محافظة جبل لبنان) خلال إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة.
وأول ضحية من العام الجديد 2025 وفاة الطفلة “ساجدة شومان” بالرصاص الطائش في وادي خالد (شمال لبنان).
وبتاريخ 6 حزيران “جوان” 2021 أُصيبت الطفلة “سهيلة محمد الكسار” البالغة من العمر 8 سنوات برصاصة طائشة بينما كانت تلعب أمام منزل ذويها في بلدة “ببنين” في قضاء عكار (شمال لبنان). (وتوجد أمثلة كثيرة ولضحايا من كلا الجنسين بأعمار متفاوتة)؟ّ!
وحوالي عشرة ضحايا وعشرات الجرحى خمسين جريح سجّلت في السنوات الماضية (2023) و(2024) وقبلهم ونتمنى أن لا يكون بعدهم؟!!
ووتيرة إطلاق النار والمفرقعات والأسهم النارية خفّت تدريجياً في هذه الأيام لكنها موجودة وبنسب مختلفة، من منطقة إلى أخرى وهكذا.. مقارنة بالماضي حيث ارتقى ضحايا أبرياء وجرحى ومعاقين نفسياً ونفسانياً وحركياً وحتى هذه اللحظة. ويا للأسف؟!.. سأعالج من زاوية الطب الشرعي وأخواته موضوع الإصابات الناتجة عن إطلاق النار والمفرقعات والأسهم النارية والتي تكون بصماتها ثابتة وواضحة على أجساد الضحايا ويُطلق عليها في لغة الطب الشرعي والقانون الطبي “أذى” أو “مضرّة” “PREJUDICE” وهي على أنواع:
“الأذى التجميلي” “PREJUDICE ESTHETIQUE”
“الأذى النفسي والعصبي”
“PREJUDICE PSYCHIQUE et NEUROLOGIQUE”
“الأذى المادي والاقتصادي” “PREJUDICE ECONOMIQUE”
“الأذى الدراسي” “PREJUDICE SCOLAIRE”
“الأذى المهني” “PROJEDICE PROFESIONELLE”
“الأذى الجنسي” “PREJUDICE SEXUELLE”
“الأذى الإنجابي”
الاستعانة بالآخرين للمساعدة.
الأذى الترفيهي (10) وغيرهم.. (11) وغيرهم.
سأتوسّع قدر الإمكان في هذا الإطار.
بالنسبة للأذى التجميلي
فالضحايا الذين يصابون وبالمباشر في وجوههم ومناطق أخرى من الجسم، فإنها تترك بصمات مزعجة وقاسية وأليمة ومشوّهة ولا تُطاق؟!. فالجروح، والحروق، والكدمات، وحتى الكسور وآثارها وتشوّهاتها وسواها نلاحظها على الوجه ويمكن مشاهدتها من مسافة صفر ومن مسافة متوسطة وأكثر من ذلك ومعاينتها من زاوية الطب الشرعي، وعلم الضحية والأذى الجسدي من خلال جدول مرقّم من واحد إلى ستة وذلك بحسب ضخامة وفظاعة الإصابات وأخواتها. أولاً نصوّرها في الحال لأن الكدمات “ECCHYMOSES” والتي تأخذ ألواناً متعددة زرقاء، حمراء، بنفسجية، خضراء، وصفراء و.. تختفي بعد أسبوعين، ونأخذ طولها وعرضها “وسماكتها” وموقعها التشريحي في الوجه مثلاً على الخد الأيمن، أو الأيسر، على العيون، وتحت العيون، وعلى الجبهة “FRONT” وغيرها. وهذه الإصابات والأذى والمضرّة هي تجميلية مئة بالمئة نعطيها علامات أكرّر بحسب الإصابة فمثلاً اقتلاع العين وجروحها العلامة في ستة (6) وهكذا.. وأكرّر كل هذه الإصابات هي تجميلية وتبقى مضاعفاتها وال”SEQUELLES” لها ربما على مدى الحياة؟!.. لكن كل هذه الإصابات والجروح، والحروق والكدمات والكسور والتهشمات وسواها لو كانت موجودة في أماكن أخرى من الجسم: 1- البطن 2- الصدر 3- الحوض 4- الظهر 5- الأطراف العليا 6- الأطراف السفلى 7- المؤخرة.. وغيرها.. فهي تصنّف بالطبع أذى، أو مضرّة تجميلية لكنها مخبئة تحت الملابس لا يلاحظها الغير؟! نعطي أقصى علامة أكرّر وبحسب كل حالة بحالة أربعة وما دون؟ وأحياناً تُلامس العلامة الخامسة؟! في حالات معينة وفظيعة وحساسة ونادرة جداً جداً وخطيرة للغاية…. .
الأذى النفسي والعصبي:
الضحية الذي أصيب في أنحاء مختلفة من جسمه من مخلّفات الرصاص الطائش وأخواته من المفرقعات والأسهم النارية وباختلاف أشكالها وأنواعها، وطولها وصوتها المدوّي وماذا عن القذائف التي تحمل أسماء مختلفة “آر-بي-جي” “بي سفن” و”اينرغا” وغيرها.. (كانت تسجّل في بعض السنوات بوتيرة متفاوتة من منطقة إلى أخرى..؟!). عندما تنفجر فبالطبع تترك آثار نفسية ونفسانية على الضحية وبحسب معايير عديدة 1) العمر 2) الجنس (رجل، امرأة، طفل) 3) السوابق المرضية والجراحية، والنفسية والنفسانية، والمخدراتية والكحولية والانحرافية، والدوائية، والعاطفية، وأخواتها 4) استيعاب الضربة “TRAUMA” و…
وما ينتج عن ذلك من سترس “STRESS” وتدريجياً “متلازمة السترس بعد الصدمة” “SYNDROME de STRESS POST TRAUMATIQUE” وبعلاماتها المرضية والنفسية والنفسانية و… ونذكر في هذا الإطار -1- القلق -2- الاكتئاب -3- الفوبيا (وعلى أنواعها..) اضطرابات في النوم -4- التعصيب -5- فقدان الشهية -6- سرعة الغضب -7- اللامبالاة -8- واضطرابات في العادة الشهرية -9- الكوابيس الليلية “CAUCHEMAR” -10- الخوف من بعض الأماكن (مظلمة وغيرها..) -11- التكلم بصورة غير مفهومة -12- الملابس الغير متجانسة -13- التأخر الدراسي -14- البحلقة الغير مفهومة في بعض الأحيان -15- الإسهال -16- اضطرابات في الجهاز الهضمي -17- وتدريجياً تصل الأمور إلى الانتحار “SUICIDE” أو محاولات الانتحار “TENTATIVES de SUICIDE” -18- الهلوسة “HALLUCINATION” وهي على أنواع: (1) بصرية (2) شميّة (3) سمعيّة (4) جلدية (5) وغيرها.. -19- سوء التغذية “MAL NUTRITION” -20- فقر الدم “ANEMIE” -21- نشفان وجفاف في الحلق -22- صعوبة في البلع -23- نوبات صداع (أوجاع الرأس) -24- ألم في العضلات وشدّ عضلي -25- ألم في الصدر وتسارع نبضات القلب “TACHYCARDIA” -26- طنين في الأذن -27- المماطلة وتجنب المسؤوليات -28- يلجأ إلى سلوكيات أكثر عصبية مثلاً قضم الأظافر، والتململ وغيرها -29- الإفراط في تناول الكحول -30- والمخدرات -31- والتدخين. وإذا كانت الصدمة والسترس قوية جداً جداً معطوفة على الخوف والهلع والسوابق المرضية والنفسية والنفسانية للضحية وقوة الصدمة ومخلفات السترس تحصل في حالات نادرة لكنها ثابتة وموجودة في الدراسات والأبحاث العالمية “ابيضاض الشعر” وتستحضرني الآية رقم “4” من “سورة مريم” “واشتعل الرأس شيباً” – صدق الله العظيم – قرآن كريم – .
وعلامات وحالات نفسية ونفسانية ومرضية لا داعي لذكرها والتوسّع أكثر في هذه المقالة المختصرة والمعصورة إلى أقصى الحدود..
وأيضاً وأيضاً وبالأخص معاينة الضحية يجب أن تكون على دفعات والإصغاء إليه جيداً وبحرفية وبمهنية. وبالنسبة للجروح والكدمات والحروق والكسور و.. يجب أن تكون المعاينة تحت الإضاءة القوية.
الأذى المادي والاقتصادي:
فالضحية الذي أصيب بكسور في الأطراف، وجروح متنوعة وتسلّل الشلل إلى الطرف العلوي أو السفلي وعلى جهة واحدة أو على الجهتين؟ وماذا عن الضحايا الذين فقدوا نعمة البصر، والسمع والنطق بعد أن أصيبوا إصابات مباشرة في العين، والأذن، والفم ومحيطهم، و…
فالضحية إذا كان عاملاً في المطعم والمصنع، والمؤسسات التجارية على أنواعها أو سائق تكسي أو وسيلة النقل هذه أو تلك، أو كان يمارس أية مهنة (ولائحة المهن كبيرة جداً جداً ومتشعبة..) فكيف له إذا كان موظف في مطعم أو.. أو.. أن يتحرك ويلبّي وسريعاً طلبات الزبائن وبابتسامته الحلوة وحضوره الأنيق والمميّز، وفنيات أياديه ولمسات أصابعه وسرعة العمل والبديهة عنده فيا حسرة أين له كل ذلك؟! بعد أن أصيب بالشّلل؟ وغيره بالعمى؟ وآخر بالصمم؟ وزيد بعدم التركيز.. وعمر بالنسيان.. وفلان.. وفلان بهذه العلّة الجسدية؟ ومضاعفاتها.. ولسان حالهم يقول “حسبّي الله ونعم الوكيل”.
والبعض من الضحايا كان يُعيل أهله، وربما أقاربه و”عيل مستورة” وقسم من معاشه كان مبرمج لتسديد أقساط مدرسية، أو لأجرة الشقة والمنزل. وللكهرباء وللمولدات الكهربائية وفواتيرها معطوفة على فواتير الهاتف الأرضي الثابت والخليوي والإنترنت، ومستحقات للبنوك والمصارف وأخواتها. فالرصاص الطائش والمفرقعات والأسهم النارية والتي اخترقت جسمه وأصابته في الصميم وحرمته من تسديد كل هذه المستحقات وتركت في القلب غصة؟ وألف أسى وذكريات لا تُنسى ولا تُمحى من الوجود؟!
الأذى المهني:
الضحية الذي كان يعمل في مهن متنوعة تعتمد على الحرفية وتحريك الأيدي والأصابع والأطراف والضحية إذا كان إعلامي، ومراسل ميداني لهذه الفضائية أو تلك؟ أو مصوّر إعلامي، أو.. أو من أصحاب المهن الحرة (طبيب، مهندس، صيدلي، محامي…) أو طالب، أو أستاذ، أو عامل عادي في مجال البناء، والدهان، والأدوات الصحية، والنجارة، وفي مجال الجفصين والديكور، والألمنيوم، والبرادي والتصوير وفنياته وأجهزته المتطورة.. وغيرها بالمئات إن لم أقل بالآلاف.
فكيف له أن يمارس مهنته التي كان يمارسها في السابق بدقة وبمهنية وبشطارة وبراعة وسرعة بديهة. وأصبحت له من الماضي ويا حسرة؟! وتأثر في الصميم، مع ذكريات ومحطات بعضها حلو؟ والباقي مرّ وقسّ على ذلك.. فكلها من “خيرات؟!” ومُخلّفات و”لعنات” الرصاص الطائش على أنواعه؟ والمفرقعات والأسهم النارية وفنياتها وأشكالها وألوانها وصوتها وتفجيراتها في الجسم.
الأذى أو المضرة الدراسية:
الضحية ربما يكون طالب ابتدائي، أو ثانوي، أو جامعي، أو مسجّل في إحدى المعاهد المهنية وعلى أنواعها. وكان البعض منهم يُحضّر لامتحانات مدرسية، أو لشهادة رسمية، أو كان يستعد للسفر إلى الخارج لإكمال دراسته ولاحقاً تخصصاته.. أو كان أستاذ جامعي أو طالب يحضّر لأطروحة معينة، أو طبيب كان على أهبّة الاستعداد للسفر إلى الخارج لإكمال تخصصه في هذا الاختصاص أو ذاك.. أو.. أو..
وبلحظة فقد كلّ طموحاته المهنية والدراسة والتخصصية بعد أن باغتته رصاصة طائشة وهو على الطريق عائداً إلى بيته؟ أو كان جالساً يكتب ويُحضر الأوراق الرسمية، وآخر للامتحان “وزيد” للأطروحة، وعمر للمسابقة لهذه المادة أو تلك. وفلان كان يرتّب حقيبة السفر (الشنطة) ولا ينسى هذا الصنف أو ذاك.. فكيف لهم أن يكملوا تخصصهم ودراساتهم العليا بعد أن أصيب البعض بالعمى؟ والشلل؟ والصمم (الطرش) وفقدان الحركة، والتركيز.. وقسّ على ذلك.
الأذى الجنسي:
تحصل حالات أن تكون الإصابة في أماكن حساسة من الجسم. بمعنى رصاصة طائشة في الحوض؟ أو مباشرة “سائبت” على الخصية أو على الخصيتين، أو على العضو التناسلي الذكري “PENIS” ورصاصة الحوض ضحيتها امرأة، وفتاة، مزّقت هذه الرصاصات الطائشة في الحوض أكرّر ذلك للأهمية مزّقت الرحم “UTERUS” والمبايض “OVAIRES” والأحشاء و.. وأدخلت وعلى وجه السرعة إلى غرفة العمليات والفريق الطبي والجراحي والتخديري استماتوا من أجل إيقاف النزيف رغم جهودهم الجبارة، وفي النهاية تم استئصال الضرورة للرحم والمبايض “HYSTERO-OVERECTOMIE” لإبقاء الضحية على قيد الحياة.. وقسّ على ذلك.
فكيف لهؤلاء الضحايا من ممارسة الجنس مع رجالهم ونساءهم بعد أن استئصل الرحم والمبايض؟ وأيضاً وأيضاً تلف وتشويه للفرج والمهبل “VULVE-VAGIN” وعند الرجال تشوّه العضو الذكري “PENIS” وتمزّق من شدة قوة الرصاصة التفجيرية، أو لشظية من سلاح ناري آخر وحتى من قذيفة “آر-بي-جي” (بي – سفن” أو.. أو.. واستأصلت الخصيتين.. فكيف له من أن يمارس كما السابق العملية الجنسية له؟ ولها. وماذا عن.. وعن..
الأذى الإنجابي:
الضحية ومعطوفة على الفقرة السابقة للأذى الجنسي، والذي أُصيب في العضو الذكري، والخصية اليمنى أو اليسرى أو الاثنين معاً. فكيف له أن ينجب أطفال. فمصادر السائل المنوي “SPERME” أصيب في الصميم في الخصية. وينسحب الأمر على استئصال الرحم للمرأة أو للفتاة والتي كانت تتباهى بجمالها وجاذبيتها ورونقها وأناقتها وملابسها الجميلة و.. قلت كانت تتباهى أمام زملاءها في الجامعة، والمدرسة، وأماكن العمل… وبطلّتها البهيّة وحضورها المميّز.. فكيف لها ذلك بعد أن تشوّه وجهها، وشُلّت أطرافها، وأصيبت بالعمى والصمم، وقضى على نسلها (الإنجاب) وتكوين الأسرة وتستحضرني الآية رقم “46” من “سورة الكهف”: “المال والبنُون زينة الحياة الدنيا” قرآن كريم – صدق الله العظيم -.
.. وهكذا دواليك، وهذه الرصاصة الملعونة والطائشة و”الخبيثة” و”القاتلة” و.. حرمته وحرمتها كما غيره وغيرهنّ من الذرية والنسل وتكوين عائلة، وأولاده يحملون اسمه.. وكل هذه الذكريات والوجدانيات والشوق والحنين أصبح من الماضي؟ ويا حسرة؟! وحتى لو لجأوا إلى تقنيات طفل الأنبوب “فمصدر ومعمل السائل المنوي” قُصف في الصميم وفي الخصيتين (المصدر الرئيسي للسائل المنوّي..) وأصبح عنده “AZOSPERMIE”. أتكلم بالنسبة للضحية؟ أما إذا لجأ إلى أخذ السائل المنوّي “SPERME” من بنك السائل المنوّي الموجود في مختبر “X” أو “Y” و”مجمّد” بتقنية عالية في هذه الدولة أو تلك من العالم فمصدر هذا السائل المنوّي مجهول؟ وتستحضرني الآية رقم “5” من سورة الأحزاب: “أُدعُوهُم لآبائهم” صدق الله العظيم. والسؤال من آباءهم (شرعيين؟ أم غير شرعيين وهذا البحث فقهي آخر معقّد جداً ولاحقاً عند صراع الأخوة والأخوات على توزيع الإرث عليهم؟!.. نقع في مطب تحديد الحمض النوّوي “D.N.A” “لزيد” أو “عمر”؟!.. ونقع في المحظور؟!.. وأسرار مصادر الحمض النوّوي؟! لمن؟ ولمن؟.. و.. و..
وللتذكير ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى يوجد في الخصية خلايا “LEYDIG” وخلايا “SERTOLI” المسؤولين عن تكوين “النطاف” “SPERME” (السائل المنوي) ونضوج البذرة للسائل المنوي “SPERMATOGÉNESE”. وللتذكير أيضاً وأيضاً بعض الهرمونات الذكرية مثلاً ال”TESTOSTERONE” المساعدة لإكمال عملية النطاف.. ويا للأسف فالخصية اليمنى أو اليسرى أو للاثنين معاً، معطوفة وبالتوازي على تشوّه وإصابات مباشرة للعضو التناسلي الذكري “PENIS” فتعطّلت “منصات لغة الانتصاب” “ERECTION” وممارسة الجنس الطبيعية واللذة والارتعاش “ORGASME” قضّى عليها وأصبحت من الماضي ومع استئصال جراحي وللضرورة للرحم والمبايض؟! (نُكرّر ذلك للضرورة القصوى). ولفداحة الخسارة التي لا تُعوّض، ولتكوين أسرة، وعائلة، ونسل، وأحفاد الأم، والأب منتظرين أن يسمعوا من أحفادهم وأحفادهن كلمة “تاتا” (ستُوّ) أو (جدّو). فيا حسرة.. ستبقى مدويه إلى الأبد؟! أيرضاها من أطلق الرصاص الطائش أن تحدث له؟! ولعائلته؟ وأولاده؟ وأحفاده؟!.. “فحسبي الله ونعم الوكيل؟!”.. فهل يستحقوا كلمة سامحكم الله؟!.. أو.. أو كلمة قاسية أخرى.. يختارها الضحايا فبالطبع تكون قاسية جداً لأنها تصدر من أعماقهم؟ وحواسهم، وضمائرهم؟ ومشاعرهم وأحاسيسهم؟!.. ولكن.. الله أعلم؟!!.
وتدريجياً حالات كهذه حصلت في الطب الشرعي وأخواته سجّلت في دولة “X” أو “Y” من العالم ومعطوفة على النساء أو الفتيات اللاّتيّ كنّ يتباهين بجمالهنّ، وجاذبيتهن، ورونقهّن وأناقتهنّ وعطورهن المميز والجذاب. وملابسهنّ الجميلة و.. قلت كنّ يتباهيّن أمام زميلاتهن في الجامعة، والمدرسة وأماكن العمل في المؤسسات والإدارات الرسمية بما فيها الوزارات والبلديات و.. والتشريفات (البروتوكولات..) و.. وبطلتهنّ البهيّة وحضورهنّ المميّز.. فكيف لهنّ ذلك بعد أن تشوّه وجههنّ وشُلّت أطرافهنّ وأصبّن بالعمى والصمم وقضي على نسلهنّ (الإنجاب).
ويتذكّروا جيداً وجيداً الحضور والاحتراف والنجاح في مهنتهن وعلى أنواعها. وفي أماكن العمل و.. وعندما يشاهدنّ ما حلّ بوجههنّ، وأطرافهنّ العليا والسفلى، وعيونهنّ، وآذانهن التي أصيبت بالعمى والطرش على جانب واحد أو على الجانبين.. وربما شماتة زملاءهن في المدرسة؟ والجامعة؟ والحيّ والقرية؟ والمدينة و.. وما حلّ بأرحامهنّ المستأصلة مع المبايض وحرّمن من نعمة البنين والبنات وتكوين أسرة، وذرية صالحة ونسل و.. يفضّلن الانتحار؟ أو محاولات الانتحار صدقوني هذه الحالات حصلت؟ وستحصل لاحقاً؟! وفي المستقبل؟ في دول “X” أو “Y”.. ما دام الفلتان الأمني؟ ولغة السلاح الطائش والرصاصات القاتلة تقول كلمتها مع المفرقعات والأسهم النارية والقذائف الصاروخية على اختلاف تسمياتها (لكن يا للأسف موجودة؟! ليست مع الجنود؟! على الحدود؟! بل مع بعض المواطنين وفي جغرافيا معينة؟!!). في العديد من المناسبات التي ذكرتها ونحن في بداية موسم الانتخابات البلدية والاختيارية (المخاتير..).
الاستعانة بالآخرين:
الضحية أو الضحايا الذين أصيبوا بالشلل في الأطراف، والعمى، والطرش، وقلة الحركة، والتركيز ورجفان الأيدي والشفاه، والضياع، والنسيان (وألف ضربة سخنة) فهم بحاجة إلى مساعدة الآخرين وخاصة إذا كانوا يعيشون بمفردهم (أو كانوا يعيشون بمفردهم) في المنازل وأماكن السكن على أنواعها. قلت هم وهنّ بحاجة إلى الآخرين للمساعدة في تحضير الطعام، وغسيل الملابس، وارتداء الملابس، والاستحمام، والنظافة الشخصية اليومية والتسوّق والمشي، والتنزّه، وركوب المترو ووسائل النقل الأخرى، وحتى للممرضين والممرضات لجهة تنظيف الجروح، وقياس معدل السكّر في الدم “GLYCEMIE” (كل يوم وعند الحاجة) وحتى “تخزين السكر” “HbAIC” (كل أربعة أشهر تقريباً). وقياس ضغط الدم، وجلسات العلاج الفيزيائي “PHYSIO-THERAPIE” وإذا كانوا يستفيدون من أدوية مسيّلة للدم “ANTI-COAGULANT” هم بحاجة إلى فحوص مخبرية خاصة دورية وباستمرار ومحدّدة للتأكّد أن العلاج الفلاني هو ضمن الاطمئنان الفيزيولوجي والبيولوجي والمعدل الطبيعي والمتعارف عليه عالمياً. كي لا نقع في “OVER-DOSE” أو خلل في “DOSE” معين ويحدث ما لا يُحمد عقباه.
وأيضاً وأيضاً الضحية الذي يستفيد من أطراف اصطناعية فهو وهي بحاجة إلى مساعدة الآخرين في هذا الإطار.
وبالنسبة للعميان فهم بحاجة إلى حضور شخصي لأحدهم أو لإحدهنّ ويبقون معهم ومداورة في المنزل. لخدمتهم وحتى عند التنقّل والمشي والتسوّق ومجالات الحياة الأخرى.
واستطراداً في فرنسا هناك “كلب خاص بالعميان” “CHIEN-AVEUGLE”. يتم استئجاره لساعات أو يوم، أو أسابيع أو أشهر، وشركات التأمين تغطي نفقات ذلك؟!

الأذى الترفيهي:
الضحية أو الضحايا الذين كانوا يمارسون العديد من الألعاب الرياضية وعلى أنواعها والسباحة، والفروسية، وتسلّق الجبال والرياضات المائية، والرياضات القتالية (جيدو، كاراتيه، ملاكمة، تايكواندو، كونغ فو، موياي تاي، وينغ تشون، جوجو تسو، جيت كون دو. ايكيدو. مصارعة. كراف مغا، الكيك بوكسينغ، قتال السامبو، الملاكمة التايلاندية، تاي تشي و..) والنحت، والتصوير والموسيقى، والأشغال اليدوية والحرفية على أنواعها، ورياضة المشي، والماراتون، وغيرها.. وغيرها.. فأين لهم ولهنّ بعد الآن من ممارسة ذلك بعد أن شُلّت الأطراف وأصبنّ بالارتجاف والعمى، والطرش، وعدم التركيز والضياع والسترس على أنواعه؟!
معاينة الضحايا:
المعاينة تتمّ عند طبيب شرعي وأخصائي في “علم الضحية” “VICTIMOLOGIE” و”الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPERELLE” و”القانون الطبي” “DROIT MEDICALE” أو طبيب شرعي “محترف” ومتعمّق في هذه الحالات وتتمّ المعاينة وأكرّر تحت الإضاءة القوية، والإصغاء جيداً إلى ما يقوله ويُركّز عليه الضحية، ونأخذ قياسات وطول وعرض هذه الإصابات والجروح والحروق، والكسور والتشوّهات والعلل على أنواعها.
وكما قلت في بداية المقالة نصوّرهم في الحال. ويستند الطبيب الشرعي على التقارير الطبية المتنوعة: (1) الجراحية (2) الجراحة العظمية (3) الجراحة النسائية (4) الجراحة التجميلية (5) وجراحة العيون (6) وجراحة أنف – أذن – حنجرة “O.R.L” (7) وجراحة الحروق (8) والمسالك البولية والعجز الجنسي والعقم (9) وجلسات وحصص العلاج الفيزيائي ونتائج المختبرات وتقارير الصور الشعاعية على أنواعها (السكانر، الرنين المغنطيسي، الصور الصوتية “ECHO” والصور الشعاعية العادية..) وغيرها.. وإلى تقارير جراحي القلب والشرايين وجرّاحي الدماغ والأعصاب والعمود الفقري.. وإلى.. وإلى… فكل هذه التقارير الطبية التخصصية والمدة الزمنية لبعضها نستند عليها نحن الأطباء الشرعيين. لتحديد الفترة الزمنية عند إعطاء “I.T.T”.
ويعطي الطبيب الشرعي للضحية أو لأهل الضحية ما يُطلق عليه “عدم الأهلية الكاملة عن العمل” “INCAPACITE TOTALE de TRAVAILE “I.T.T”” تُحسب الأيام والأسابيع، والأشهر وهي ورقة (1) قانونية (2) رسمية (3) إلزامية (4) ضرورية (5) علمية طبية وطبية شرعية لا بدّ منها و”I.T.T” ليس له علاقة بالتوقف عن العمل “ARET de TRAVAILE” وأيضاً وايضاً “I.P.P” “INCAPACITE PARTIELLE PERMANANTE” (عدم الأهلية الجزئية المؤقتة) تُحدّد بالنسبة المئوية “X%” ( = يعني رقم).
يتم إبرازهم إلى المحاكم المختصة. وتقدّم شكوى ضدّ مجهول في البداية وبحسب حنكة المحامي وبراعته، ويكون عامل مليح ال”DEVOIRE” “تبعه”. وكي لا نجهّل الفاعل؟ أو الفاعلين؟ ويجب الانتباه إلى تصفية بعض الحسابات الشخصية والمهنية، والعملانية (لنفس العمل؟ والكار؟) وربما الثأرية والعشائرية والانتقامية و..مستغلين العنوان الرئيسي “الرصاص الطائش” وكما يُقال باللهجة العامية اللبنانية “بتضيع الطاسة”؟!
أكرّر الحذر وارد وبقوة ويُحسب له حساب وألف حساب؟!
وأيضاً وأيضاً الانتباه إلى بعض المساجين الذين أطلق سراحهم أو سراحهنّ؟! والذكريات المرّة والظالمة و”اللئيمة” والتي لا تُمحو لا من الوجود ولا من العقل الباطني والذاكرة.. لدى تذكّر هذا القاضي؟ أو ذاك “الريّس”؟! الذي حرمهم وحرمهنّ من إلقاء نظرة الوداع على أم؟ أو أب؟ أو أولاد؟ وأقارب السجين عند وداعهم والمشاركة في جنازاتهم إلى المثوى الأخير. وتبقى حسرة في القلب مع النيّة الجرمية المبيّتة مسبقاً والتي كانت تنمو وتزداد انتقاماً وثأراً وتنفيذاً حين تحين الفرصة المناسبة وحان وقتها الآن والساعة والساعة والدقيقة والثانية وقت القطاف في الرصاص الطائش والانتخابات البلدية؟ والاختيارية؟ ولاحقاً السياسية؟.. وتشيّع الشهداء والجنازات المتنوعة. ومناسبات أخرى متعدّدة ذكرت بعضها في بداية هذه المقالة (أتكلّم بشكل عام كما يحصل ويحدث في دولة “X” أو “Y” أو “Z” من دول العالم…).
أتمنى عند إلقاء القبض على مطلقي الرصاص والأسهم النارية؟ أن ينالوا عقابهم الذي يستحقونه؟ ولا يتأثر القاضي بالأسباب التخفيفية؟ وحنكة أساليب بعض المحامين وغيرهم..
وحبذا لو نستبدل إطلاق الرصاص والمفرقعات النارية وأخواتها من الأسهم النارية.. قلت لو نستبدل ذلك بإطلاق البالونات الملونة؟ أو الحمام أو وسيلة أخرى لا تسبّب إزعاج؟ وإقلاق راحة؟ وحبذا لو الأموال التي تُنفق وبسخاء على شراء الرصاص والأسهم النارية والمفرقعات وأخواتها.. أن نساعد بها عيل مستورة وفقراء ومحتاجين وما أكثرهم هنا.. وهناك؟ بدل أن نحمل نعوش الضحايا إلى المدافن؟!..
فحدا يسمعنا؟ واللهم إنّي قد بلّغت؟ فمن يتّعظ؟ ويا مغيث؟!
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A”.
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE”
عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”
المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE”
لبنان – بيروت

محمد خليل رضا  رئيس  اللجنه  العلميه في  التجمع  الطبي  الاجتماعي اللبناني
د. محمد خليل رضا رئيس اللجنه العلميه في التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني
اظهر المزيد

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب وكاتبة وقصصية وشاعرة وكاتبة محتوى وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى