د. محمد خليل رضا.. بمناسبة اليوم العالمي للتدخين في 31 أيار “مايو” من كل عام.. ماذا يحتوي دخان السجائر.. وماذا عن الرئة والتدخين
د. محمد خليل خليل رضا.. بمناسبة اليوم العالمي للتدخين في 31 أيار “مايو” من كل عام.. ماذا يحتوي دخان السجائر.. وماذا عن الرئة والتدخين.. وشعارات منظمة الصحة العالمية.
الحلقة الثانية (4/2)
د. محمد خليل رضا رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي
آيسك.. سبق أن تكلمت في الحلقة الأولى عن أهم المراحل البارزة والمهمة في تاريخ التدخين ودهاليزه، وذكرت وبالأسماء لأهم الشعراء، والأدباء والقادة.. وغيرهم ممن هم مع التدخين. من عدمه. وماذا عن دخان السجائر، والمراحل المختلفة والتي تمّر بها السيجارة أثناء تدخينها. والأرقام المتنوعة لمحتويات دخان السجائر.. ومنها أكمل وأبدأ وأستكمل الحلقة الثانية من هذه المقالة التي تصادف في اليوم العالمي للتدخين 31 أيار “مايو” من كل عام. وشعار منظمة الصحة العالمية “O.M.S” لهذا العام 2025 “فضح زيف المغريات”.
إذ تحتوي السيجارة أثناء تدخينها على دخان وسوائل وجزئيات سأستعرض لبعض هذه المحتويات وأهمها، مع النسبة المئوية لها. وكعناوين سريعة دون التوسع كيميائياً وفيزيولوجياً، وبيولوجياً عن كُلّ منها:
الأزوت بنسبة تتراوح بين (72 – 68) بالمئة.
الأرغون “ARGON” بمعدل (1-0,1) بالمئة.
الأوكسيجين O2 (14 – 12) بالمئة.
ثاني أوكسيد الكربون CO2 (10 – 7) بالمئة.
أحادي أوكسيد الكربون (10 – 7) بالمئة.
الهيدروجين (1,8 – 1) بالمئة.
غاز المتان (0,3 – 0,2) بالمئة.
هيدروكاربونات مشبّعة (0,45) بالمئة.
وهيدروكاربورات غير مشبّعة (0,12) في المئة.
إضافة إلى بُخار الماء بنسبة تتراوح بين (2 – 1,5) بالمئة.
وفي السيجارة الواحدة سوائل عديدة أبرزها، وكأسماء دون الخوض في التفاصيل وهي: مشتقات النيتروزاين والهيدرازين. وكلورو الفنيل، والفورمالدهايد وحامض السياهيدريك والأركولان، وأوكسيد النيروبيرين، والبنزوانتراسين والنفتالين، وميثيل الكاربازول والنيكوتين والبولونيوم 210 والبولونيوم 40 (وهو معدن إشعاعي) والزرنيخ “ARSENIC” (وهي واستطراداً المادة السامة التي سُمّم بها القائد الفرنسي “نابليون بونابرت”). والفينول والكريزول وجزئيات أخرى.. وأعدادها كبيرة ومذهلة بأسماءها ورموزها وتعقيداتها.. أكرّر اخترت فقط وفقط وفقط لبعض الأسماء وإذا أردت أن أذكر جميعها وأنا بحاجة لمئات الصفحات.
وفي السيجارة ودخانها أيضاً وأيضاً المواد المهيّجة وهي كثيرة وأهمها: الفينول، والأسيتل هايدوالأركولين والتريغليسيريد والحامض الأحادي متعدّد الكربوكيليتيك، وأوكسيد الأزوت وغيرها.. وغيرها.. وهذه المواد المهيّجة تتّلف مخاط البلعوم، والحنجرة وتغيّر بالتالي من وظائفها كما أنها تحدث تغيرات واضحة في أنسجة تغليّف القصبات الهوائية ما يؤدي إلى مشاكل وأمراض، وعلّل تنفسية تزداد وتتفاقم خطراً مع استمرار التدخين.
إضافة إلى ذلك فإن السيجارة تحتوي على مواد مسرطنة بشكل مباشر من الهيدروكاربور العطري متعدّد الدّورات، والقطران “COUDRONS” والنيتروزامين وعناصر البولونيوم الإشعاعية “210” و”40″ والفينول سبق أن أشرت إليها.. لكن تعمّدت وأصرّيت وللضرورة القصوى أن أذكرها ثانية وثالثة، ورابعة؟! وأكررها “إلى ما شاء الله”؟ ليعرف عزيزنا المدخّن ماذا يُدخّن؟! وماذا يدخل إلى جسمه من: (1) سموم؟ (2) مواد مسرطنة؟ (3) مواد إشعاعية كالبولونيوم “210” و”40″ (4) وجزيئات فتّاكة وقاتلة تراكمياً إذا تكلمت وقادت وأخواتها وبلا استئذان المُدخّن إلى هذه المقبرة أو تلك من العالم؟! وأيّن يكن حجم هذه الدولة أو تلك؟ ورجاءاً ما يكابر المدخن؟ “التدخين يقتل لا تكن مغفلاً” هذا شعار منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للتدخين. يا عزيزي المدخن والمحترم..
قلت ماذا يدخل إلى جسمه، ودمه وكافة أجهزته المتعددة: الهضمية، التنفسية وتشعباتها، والمناعية، والعصبية والعظام، والمفاصل، والمسالك البولية والتناسلية والعقم والعجز الجنسي ومشاكل الانتصاب، والاضطرابات والتغيرات هبوطاً وصعوداً والتي تحدث للعديد من مكونات ومحتويات وعناصر الدم، فيرتفع الكولسترول، والتريغليسيريد، ومعدل السكر في الدم “GLYCEMIE”، ويرفع الضغط الشرياني، ويُصلّب الشرايين الأكليلية للقلب الرفيعة جداً، ويؤثر تلفاً وانسداداً لباقي شرايين الجسم، ويفتك بالقلب وصماماته، وعضلاته (الميوكارد “MYOCARDE” و…)
ويؤدي إلى “الموت المفاجئ القلبي المصدر” “MORT SUBITE D’ORIGINE CARDIAQUE”.
وماذا عن السرطانات على أنواعها، والتأثير المقلق للتدخين على المرأة الحامل وجنينها، والأطفال الرُضّع والمغص “COLIQUE” عندهم، والموت المفاجئ عند الرُضّع وحديثي الولادة… واستطراداً هذه الأمراض والسرطانات والعلل و.. على أنواعها سأتطرق إليها لاحقاً ضمن حلقات هذه المقالة المختصرة جداً جداً حتى ينقطع النفس؟!..
وكذلك مواد مسرطنة بتأثير غير مباشر ومنها الملوثات والملونات، والمواد الحافظة وتأثيرها يطاول مواقع التصنيع ومواقع التدخين على أشكاله.
ويؤثر دخان السجائر عبر آليّات ثلاث أو عبر ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: وهي ارتفاع في الحرارة.
المرحلة الثانية: التأثير المباشر لدخان السجائر على المسالك والمجاري التنفسية.
المرحلة أو الآلية الثالثة: هي مرور مكونات السجائر في الدم.
وإذا أردت وبكل تواضع أن أشرح دهاليز أو تضاريس وعجائب وغرائب وتعقيدات كل مرحلة بمرحلة صدقوني بحاجة إلى “X” أو “LARGE” “X” “X” “X” مقالات. ومن دون مبالغة؟!.
وأشير في هذا الخصوص إلى أن دخان السجائر يحتوي على “أحادي أوكسيد الكربون” “CO” وبتركيز “CONCENTRATION” عالي جداً جداً وهو عامل “HYPOXIE” (نقص الأوكسيجين)، وأكثر من ثلاثة بالمئة (%3). مقابل أقل اثنين بالمئة من اشكمان السيارة.
إلى ذلك فإن “CO” “MONOXYDE de CARBONE” يمر بسهولة في الرئة وبالتالي يأخذ مكان الأوكسيجين من اثنين إلى خمسة بالمئة من الهيموغلوبين “HEMOGLOBINE” للكريات الحمراء عند المدخنين.
وأكثر من ذلك نجد “HBCO” “CARBOSY-HEMOGLOBINOMIE” وسطياً عند المدخن من خمسة إلى عشرة بالمئة تقريباً وأحياناً تصل إلى حدود عشرين بالمئة. في حين معدله عند الإنسان العادي والذي لا يُدخن أبداً هو من واحد إلى اثنين بالمئة (1-2%) وتشكّل النسبة المرتفعة لمعدل “HBCO” عامل خطورة للنشفان “ISCHEMIE” (عدم وصول الدم إلى الأنسجة والعضلات والخلايا و.. داخل الجسم). وتراكمياً يتسبّب في بروز حالات مرضية أذكر منها: دوخة “VERTIGE” اضطرابات في درجة الإبصار “TROUBLES de LA VISION” ويدخل وبقوة كعامل خطورة في تصلّب الشرايين “ATHEROSCLEROSE” ويزيد ايضاً وأيضاً في تضيّق الشرايين التاجية للقلب “ARTERES CORONARIENNES” بسبب نقص الأوكسيجين. علماً أن النقص المزمن للأوكسيجين يؤدي إلى تكوين “SYNTHESE” قوي للكريات الحمراء وهذه الزيادة تسمى علمياً وطبياً “POLYGLOBULIE” وهي عامل خطورة قوي للجلطات “THROMBOSES”. وأكثر من ذلك أشير إلى أن دم المدخن يكون أكثر لزوجة “HYPERVISCOSITE” مقارنة مقارنة بدم أي إنسان عادي لا يدخن. وكذلك بسبب الارتفاع الكبير في معدل الكريات الحمراء في الدم. ما يُعيق ذلك حمل الأوكسيجين إلى الأنسجة العميقة وأخواتها…
وجميع هذه المواد على أنواعها تدخل من المنافذ الهوائية الهضمية العليا عن طريق الفم وتصل إلى الرئة فتتراكم تدريجياً إلى أن نسمع أن فلان من المدخنين عنده سرطانات عديدة (سأتوسّع فيها لاحقاً في الحلقات المقبلة) لكن لسرطان الرئة حصة الأسد في التدخين فكل عشرة سرطانات للرئة التدخين يساهم في تسعة منها.
ولأهمية الموضوع سأتوسع فيزيولوجياً عن الرئة وأربطها بالتدخين. وإكراماً لليوم العالمي للتدخين (31 أيار “مايو” من كل عام).
رئة الإنسان تحتوي على “خمسماية مليون” من “السنخ” “ALVÉOLE” وهم على شكل دائري، وقطر الواحدة هي “225 ميكرومول”. وللتذكير السنخ هي الوحدة الفيزيولوجية والوظيفية و.. للرئة. وأيضاً وأيضاً يوجد في الرئة أربعين نموذج من الخلايا وليس جميعهم عندهم وظائف لجريان الدم ولعملية التنفس. لكن البعض منها وهذا ربما من الأسرار الإلهية للبشر؟ “وخُلق الإنسان ضعيفاً” سورة النساء “آية رقم 28” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
ولتكوين الإنسان نستذكر الآية “رقم 4” من سورة التين: “ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
قلت البعض من هذه الخلايا تؤثر خارج الرئة “EXTRA-PULMONAIRE” مثلاً تراقب ضغط الدم من خلال أنزيم موجود في البطانة التنفسية “ENDOTELIUM RESPIRATOIRE” وهذا الأنزيم اسمه العلمي “ENZYME de CONVERSION de L’ANGIOTENSINE” وأنا بكل تواضع لم أكن أعرف ذلك.
أكرّر ربما يكون ذلك من الأسرار الإلهية في خلق وتكوين الإنسان إذ نجد في داخل خلايا أعضائه خلية تؤثر على هذه الناحية، وخلايا أخرى تغرّد خارج السرب وتحطّ على موقع آخر؟.. فيا سبحان الله. تماماً كما نجد داخل البنكرياس (المعثلكة) “PANCREAS” وفي جزر لنغرهانس ” ILOTS de LANGERHANS” تحديداً وهذه الجزر تحمل اسم عالم التشريح الألماني “بول لنغرهانس” والذي اكتشفها عام 1869 وفيها “خلايا بيتا” التي تنتج الأنسولين. “وخلايا ألفا” التي تنتج الغليكاكون وبمعنى آخر واحدة تخفض نسبة السكر في الدم، والثانية تزيد من معدل السكر في الدم. وتستحضرني في هذا الخصوص “الآية رقم 49” من سورة القمر: “إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر” – صدق الله العظيم – قرآن كريم.
أضيف على ما ذكرت وكطبيب شرعي وزن الرئة اليمنى “555” غرام (خمسمائة وخمس وخمسون غراماً) ووزن الرئة اليسرى “455” غرام (أربعمائة وخمس وخمسون غراماً) (وللأمانة العلمية توجد أرقام متفاوتة لوزن الرئة والرئة اليسرى عند الرجل وعند المرأة وذلك بحسب أساتذة الطب الشرعي في العالم كنت أنا شخصياً قد ذكرتهم في العديد من مقالاتي (راجعوا الأرشيف).
وأيضاً وأيضاً بالنسبة للرئة توجد أنواع محدّدة من السرطانات وأسماءها العلمية وذلك بحسب نوع التبغ (أسمر، أشقر..) وطريقة صناعته وتجفيفه وال”PH” لكل منهم ومعايير أخرى سأذكرهم لاحقاً ضمن حلقات هذه المقالة المختصرة جداً لا بل المعصورة إلى أقصى الحدود.
تستقبل الرئة (اليمنى واليسرى) في حياتنا اليومية ست ليترات من الهواء “AIR” “6 LITRE” وأقل من هذا الرقم عند الأطفال وأثناء الراحة. ولكن خلال العمل والمجهود القوي. يمكننا أن نستقبل أكثر من ستة ليترات من الهواء. وبعملية حسابية بسيطة يكون قد تنشّقنا (تنفسنا) في حياتنا ربع مليون متر مكعب من الهواء (250,000 m3) إشارة إلى أن الهواء الذي نتنفسه يحتوي على كمية متفاوتة من الجزئيات “PARTICULES” وأخواتها ويمكنها أن تكون مهمة جداً في حالات “التلوث العام” البيئي والقذائفي على أنواعها “POLLUTION GENERALE” والتدخين. وماذا عن “خيرات” الدخان المنبعث من المولدات الكهربائية والموجودة في كثافة في جميع الأراضي اللبنانية تقريباً واحتراق الدواليب في أكثر من مناسبة (تظاهرات تضامن اعتصامات، غضب استنكار، تنديد، رفع المطالب.. و.. و..) وأزيد عليها وفي الفضاء اللبناني قد نجد آثار وبنسب معينة من آلاف وربما ملايين الأطنان من الصواريخ، والقذائف، والقنابل على أنواعها وأخطرها الفوسفورية، والكيميائية والجرثومية وأخواتها ووزوازات المسيّرات الإسرائيلية التي لم تفارق الأجواء وتنتهك وباستمرار الأجواء اللبنانية وهذه الأسلحة على أنواعها ألقتها وبكثافة إسرائيل خلال حربها المدمّرة على لبنان والتي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر من شهر أيلول “سبتمبر” 2024. ولتاريخه وحتى هذه اللحظة ونحن في أواخر شهر أيار “مايو” 2025 نسمع باستمرار قصف، وأغارت مسيّرة على رابيد في هذه القرية أو تلك من جنوب لبنان واللافت هو قصفها باستمرار للبيوت الجاهزة والمقدمة كمساعدة وهبة وهدية من بعض الجمعيات، وبعض الدول مشكورين على عطاءهم. لكن ما السرّ تقصفهم إسرائيل باستمرار؟ (أسئل هل بداخلهم أجهزة تنصّت وصنعت بطريقة معينة ومخفية؟!.. أم فيها كاميرات مراقبة زُرعت خصيصاً لهذا الغرض وربما بالاتفاق؟ أم الله أعلم بما في الأنفس؟!). وكل ما ذكرت من أسلحة فتاكة استعملت ولتاريخه في غزة بفلسطين المحتلة ودخان ورذاذات ووهج و.. ينتقل من منطقة إلى أخرى وبنسب وتركيز مختلف. ومن دولة إلى دولة، وجغرافياً لبنان جغرافياً اقرب إلى فلسطين المحتلة..
وماذا عن دواخين وفيلترات وأعمدة الطاقة هنا وهناك.. أسئل وزارة البيئة اللبنانية وأخواتها هل أخذتم عيّنات مدروسة من الجو اللبناني؟ بمعنى على مستوى الأرض، ومن الطابق “X” وصولاً إلى أعلى هذه البناية الشاهقة أو تلك، وينسحب الأمر على المزروعات على أنواعها ومنها المُعمّرة كالزيتون وغيرها في جنوب لبنان، وغيرها.. وغيرها وهذه النفايات السامّة من القنابل الفوسفورية وأشقاءها وعند هطول المطر وما تتركه على الأسطح، والشجر، وأوراق الشجر والركام والدمار، والسيارات المحطّمة و.. و.. تجرفها الأمطار إلى المياه الجوفية فتلوّثها.. وهكذا.. قصدت وتعمّدت أن أسرد ذلك لأشير إلى ماذا يوجد في أجواء، وفضاء، وهواء لبنان وبطريقة وبأخرى مع السيجارة والتدخين على أنواعه يدخلون إلى الرئة فيحدث تلوث وأمراض وتراكمياً سرطانات كنتُ قد ذكرت نسبتها للرئة. وماذا عن خيرات اشكمانات السيارات (يوجد في العالم كاتم للإشكمانات) وما يصدر عن المصانع، والمعامل على أنواعها. ورميّ النفايات في هذا المكبّ أو ذاك، وأكثر من ذلك تُرمى النفايات في الأودية والسهول والجبال وفي الأنهار وعلى ضفاف الأنهار أيضاً وعلى قارعة الطريق وبين البيوت وفي الساحات ويتمّ إحراقها وهذا عامل آخر مساعد للتلوث البيئي وتزايد الأمراض التنفسية والحساسية وتراكمياً السرطانات. (واستطراداً كنا نشاهد في الماضي وأتمنى أن لا تتكرّر مشاهد أطنان النفايات في المدن وضواحي بيروت وفي كافة المناطق وعدم رفعها من قبل البلديات وهذه الشركة أو تلك كوسيلة ضغط على الحكومة اللبنانية والوزارات ذات الصلة بحجة عدم دفع رواتب ومستحقات هذه الجهة أو تلك وكانت تنشط وبكثرة في محيط هذه النفايات الجرذان والزواحف، والذباب على أنواعه والبعوض والعقص وأخواتهم ما يزيد من نقل أمراض مباشرة إلى المواطن وتلوث البيئة وألف ضربة سخنة و… وكما يُقال بالعامية اللبنانية (بتطلع الفلة) براس المواطن وأطفاله والهواء الموبوء الذي يتنشقونه.
وبمعنى آخر نتنشق نحن وفي لبنان وغيرنا وأجزم في دول أخرى من العالم الثالث أو الدول الصناعية الكبرى، أو الصغرى وأخواتها هواء موبوء” وغير مشبّع مئةٍ بالمئة بالأوكسيجين “O2” وأخواته.
وللتذكير أيضاً وأيضاً ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى إلى أن نتنفس الهواء يحتوي على عُشر ” 10/1 ” (واحد على عشرة) مليغرام من الغبار في المتر المكعب الواحد. وبعملية حسابية بسيطة وعادية نكون قد تنشقنا “خمسة وعشرين” “25 kg” من الغبار خلال الحياة عند مدخن السجائر. وعزيزنا المدخّن “حفظه الله” يكون قد دخّن في حياته لنقول وسطياً ويومياً علبة سجائر فيها عشرين سيجارة (يوجد علب فيها عشر سجائر وأكثر من ذلك..) يعني مليون سيجارة دخنها حضرة المدخن العزيز والمحترم. وحفظه الله؟ وكل سيجارة تترك واحد على مئة “1/100” من الجزيئات السامة “PARTICULES TEXIQUES”. وهذه الخيرات “والتركة” الثقيلة من التدخين وعلى مرور السنين والمحطات التي عاشها حضرة المدخن وتزداد وتيرة التدخين عنده في مناسبات عدة منها: فرح، حزن، سترس وحرب وبطالة و.. فكلها قد تعشعشت وتمركزت واستحكمت وأخذت ومن غير استئذان مكاناً مميزاً لها واستقرت واستوطنت داخل الأنسجة والخلايا. وأسماء مكوناتها بالمئات والتي نشاهدها عن قرب وبالألوان عبر “الميكروسكوب الإلكتروني الذي يُكبّر الزووم مئات وآلاف المرات لنشاهد وبأم العين عناصر المطبخ الكيميائي للخلايا داخل جسم هذا المدخن أو ذاك، قد أصيب بالصميم.. وكفّو الباقي يا شاطرين.. وأجركم على الله؟ وكونوا متواضعين في أجوبتكم.. لكن لا نريد أن نسمع منكم “المسلّم الله”؟ وكلها مُوتة؟!.. وتبريرات عادية “وركيكة” لا تُغني ولا تثمن من جوع.. لكن تذكروا أيها الأحبة الآية “195” من سورة البقرة: “ولا ترمُوا بأيديكم إلى التهلكة” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
لكن لم أتطرّق إلى استعمال آية أخرى من سورة الإسراء الآية رقم “27”: “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
وتذكّر يا عزيزي الحكمة المدوّية للإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليه السلام: “اغتنم شبابك”.. لكن لا تخسر شبابك.. بالموت المبكّر من مضاعفات وعلل وأمراض والسرطانات الناتجة عن التدخين والكحول والمخدرات على أنواعها إذا اجتمعت سوياً…
وتذكّر يا عزيزي المدخن ما يحلّ بالمصابين “بمرض بورغر” “MALADIE de BURGER” الذي يُصيب المدخنين الشباب بأعمار (35 – 45 سنة) ومن مضاعفات هذا المرض وأكرّر عند المدخنين الشباب هو بتر للأطراف “AMPUTATION” وسامحك الله أنت وسيجارتك، مهدتم لذلك وتراكمياً وبالضمة والفتحة وقسّ على ذلك؟!
وحبذا ولو يفكر عزيزنا المدخن بطريقة إنتاجية أخرى. مصروف السجائر يومياً وأسبوعياً وشهرياً وسنوياً ينفقه على طعام مفيد له ولعياله وأطفاله وأهله، أحسن من أن يُدخل السموم من حيث يدري أو لا يدري إلى جسمه ودمه، وخلاياه، وأنسجته، ورحم الله من قال: “النصيحة بجمل”؟!.. فكروا فيها؟! واليوم خذها “دليفري” وأصلي على عقلك، وجسمك، وكافة أجهزة جسدك، ودمك.. ونقول ذلك وبمحبة ومن باب الحرص عليكم ليس إلاّ، وانسجاماً من الحكمة المدوية لأمير الفصاحة والبلاغة الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام “صديقك من حذّرك.. وعدُوك من أغراك، فالعظيم من عرف صديقه من عدوه”.
وإلاّ مضطر وبتردّد أن أقول وأذكّر ما قاله أيضاً وأيضاً الإمام علي ابن أبي طالب عليهم السلام “فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها؟!”.. فكروا فيها.. وخذُونا على محمل حسن.. ولا تسيئوا الظن بنا؟!.. وسامحونا سلف؟!!..
وأيضاً وأيضاً أنصح الأحباء والأعزاء الأخوة والأخوات المدخنين منهم والمدخنات منهنّ أن يذهبوا إلى أقرب مستشفى ويجروا صورة شعاعية للصدر أو سكانر للصدر، وحتى “SPIROMETRIE” اختبارات للصدر والرئتين لها معاييرها وألف باءها، ومعدل أحادي أوكسيد الكربون “CO” في هواء الزفير من خلال جهاز يدوي عادي وبسيط يكون ضمن عدة الشغل عند الطبيب الاختصاصي في أمراض التدخين “TABACOLOGIE” وهذا وبكل تواضع ضمن رزمة اختصاصاتي المتنوعة من جامعة باريس (فرنسا) وأنهي مقالتي المتواضعة هذه من الحلقة الثانية “2” لأشير إلى شعارات منظمة الصحة العالمية “O.M.S” لليوم العالمي للتدخين والذي يُصادف سنوياً في 31 أيار “مايو” من كل عام. “التدخين يقتل لا تكن مغفلاً”.
ولعام 2025 شعار منظمة الصحة العالمية كان “فضح زيف المغريات”.
وللعام 2024 الشعار كان “التعهد بإنهاء التبغ”.
وللعام 2023 “لنزرع الغذاء وليس التبغ”.
وللعام 2022 “اقلع عن تعاطي التبغ من أجل صحتك وصحة كوكبنا”.
وللعام 2021 “التزم بالإقلاع عن التبغ”.
وللعام 2020 “التزم بالإقلاع عن التبغ أثناء جائحة كورونا”.
وللعام 2019 “صحة رئتيك”.
وللعام 2018 “التبغ يدمّر القلب فاختر صحتك وليس التبغ”.
وللعام 2017 “التبغ يهدّدنا جميعاً”.
وللعام 2014 “الحدّ من استهلاك التبغ إنقاذ الأرواح”.
وللعام 2013 “فلنحصر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته”.
وللعام 2011 “لمكافحة التدخين على مرّ الأعوام”.
وللعام 2009 “التبغ يهدّد بيئتنا”.
للعام 2008 “شباب بلا تبغ”.
للعام 2007 “بيئة خالية من التدخين 100 %”.
وللعام 2006 “التبغ قاتل مهما اختلفت أشكاله وتعددت مسوغاته”.
وللعام 2005 “أرباب المهن الصحية يعانون الحرب على التدخين”.
وللعام 2004 “التبغ والفقر: حلقة مفرغة”.
وللعام 2004 “التبغ يقتل.. لا يجوز الإعلان عنه أو الترويج له أو دعمه”.
وللعام 2002 “رياضة بلا تدخين”.
وللعام 2001 “التدخين السلبي يقتل فلنعمل على تنقية الهواء”.
وللعام 2000 “لا تنخدع…. فالتدخين قاتل”.
وللعام “X” وللعام “Y” الشعار هو …… و…. فمن يتعظ؟!
وهذه الشعارات السنوية التي تعلنها منظمة الصحة العالمية “O.M.S” (بالفرنسي) و”W.H.O” (بالإنكليزي) هي ليست للتسلية؟ ولا لإضاعة الوقت؟ ولا لزيادة معلومة من هنا أو معلومة من هناك. بل هي من باب الحرص على المواطن والسلامة العامة. والبيئة واستمرارية الحياة. وخفض ضحايا التدخين من كافة الأعمار؟! ولكن منظمة الصحة العالمية لها مكاتب في أغلب دول العالم وموظفيها وطاقمها العلمي والطبي والإداري والإحصائي و.. فيتمّ تزويدها من خلال مندوبيها في هذه الدول بمعدل التدخين في هذه الدول عند الرجال، والنساء، والمراهقين والمراهقات. ومع “صرعات” نماذج بديلة عن السيجارة مع خطورتها على الصحة والسلامة العامة.
ومنظمة الصحة العالمية تريد وبطريقة أو بأخرى تُذكّر المدخنين من مخاطر التدخين عليه، وعلى صحته وصحة أطفاله وأهله وعائلته وبيئته، وعلى جيبه وحبذا لو مصروف التدخين يستعمله لغذاءه الخاص له ولعياله وأهله.. بدل أن يسمع لاحقاً عبارة “رحمه الله” كان معه كما يقال بالعامية اللبنانية “هضاك المرض” بعيدن عنكم؟!!
أختم هذه المقالة من الحلقة الثانية عن التدخين ببعض الحكم والأمثال مع الترجمة لها بالإنكليزي.
“كُلُّ امرئ يصنع قدره بنفسه”
“EVERY MAN IS THE ARCHITECT OF HIS OWN FORTUNES”
“السلامة خير من الندامة”
“IT IS BETTER TO BE SAFE THAN SORRY”
“اضحك يضحك العالم معك، وابك تبكي وحدك”
“LAUGH AND THE WORLD LAUGHS WITH YOU. WEEP, AND YOU WEEP ALONE”
“لا تُزعج البلاء إلاّ بعد أن يُزعجك البلاء”
“NEVER TROUBLE TROUBLE TILL TROUBLE TROUBLES YOU”
“ليس أحداً أشدّ صمماً من أولئك الذّين لا يُريدون أن يسمعوا”
“NONE ARE SO DEAF AS THOSE WHO WILL NOT HEAR”
“الوقاية خير من العلاج”
“PREVENTION IS BETTER THAN CURE”
“تحدث عن الشَّيطان يُسارع إلى اطلاع راسه”
TALK OF THE DEVIL AND HE IS SURE TO APPEAR” “
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A”.
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE”
عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”
المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE”
لبنان – بيروت





