مقالات

د. محمد خليل رضا.. محطات متنوعة من تاريخ التدخين؟ بمناسبة اليوم العالمي للتدخين في 31 أيار “مايو” من كل عام

د. محمد خليل رضا.. محطات متنوعة من تاريخ التدخين؟ بمناسبة اليوم العالمي للتدخين في 31 أيار “مايو” من كل عام.. مع بعض الملاحظات في العمق؟.
الحلقة الأولى (4/1)

د. محمد خلبل رضا.. رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني

آيسك.. هل نلوم الملاّح الإيطالي الجنوي الأصلي “كريستوفر كولومبوس” المسؤول الأول عن فتح المقابر الجماعية لدفن ضحايا التدخين في كل دول العالم من دون استثناء وأياً تكن هذه الدول صغيرة، كبيرة، صناعية، عُظمى، متطورة، نامية، أو على طريق النمو، ونوّوية، وبالستية، و… مع بعض الملاحظات في العمق؟ الذي اكتشف “العالم الجديد” القارة الأميركية عام 1492؟ وتوازياً نلوم معه بحارته الإسبان “DETORRES وRODGRICO DE JERES” الذين نقلوا شتلة التبغ عن طريق العودة بحراً إلى إسبانيا، حيث بدأ الأثرياء الإسبان يزرعونها في حدائقهم للتمتع بزهورها الجميلة.
والبحارة الإسبان هم بأنفسهم كانوا قد شاهدوا وبأمّ العين السكان المحليين بعد أن وطأت أقدامهم في 28 تشرين أول “أكتوبر” الأراضي الكوبية في منطقة “PANTA”. يتنشّقون الدخان من إناء فيه أنبوب.
فالتدخين كان معروفاً ومستعملاً منذ عدة قرون من خلال سكان أميركا الجنوبية ووادي المسيسيبي وعليه فقد كان مواطني هذه الدول والسكان المحليين فيها يتلذّذون بفن ألف باء التدخين البدائية من خلال لفائف لأوراق مجففة ويتمّ إشعال إحدى أطرافها وبالتالي يتنشقون الدخان من الطرف الآخر.
ومن إسبانيا انتقل التدخين عبر شتلة التبغ إلى البرتغال، وفرنسا والهند، واليابان وباقي جميع دول أوروبا ومن ثم بلاد فارس (إيران اليوم) وتركيا والتي فتحت أبواب قارة آسيا للتدخين ومضاعفاته؟! وبالنسبة لقارة أفريقيا فقد دخل التدخين إليها من إسبانيا إلى المغرب عبر مضيق جبل طارق.
وللتذكير ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى، “كريستوفر كولومبوس” هو كما أشرت ملاّح إيطالي ولد عام 1451 وتوفي عام 1506 واكتشف قارة أميركا عام 1492 من غير أن يدري أنه فعل؟
وبما أننا نتكلم ولو اختصاراً عن تاريخ التدخين في اليوم العالمي للتدخين الذي يُصادف في 31 أيار “مايو” من كل عام. أن نستذكر وللتاريخ سفير فرنسا في البرتغال “جان نيكوت” “JEAN NICOT” الذي أهدى عام 1560 التبغ إلى ملكة فرنسا “كاترين دي مادسيس” “CATHERINE DE MEDICIS” التي كانت مُصابة بمرض الشقيقة “LA MIGRAINE” ونصحها باستعماله منشوقاً. ومن اسم هذا السفير الذكي والدبلوماسي اللبق اشتقّت المادة المؤثرة والسامة “في التبغ النيكوتين” “NICOTINE”.
ودراسات أخرى تشير إلى أن لفظة التبغ مشتقة من كلمة “توباكو” الإسبانية ومنها اشتقت الكلمة الفرنسية “TABAC”.
وإذا أردنا أن نعرّج على التاريخ القديم كان الدخان (التدخين) يلعب دوراً مفصلياً ومهماً وأساسياً في حياة الإنسان اليومية في تلك الفترة وقد مُزجت بطقوس وتصرفات وعادات ونمط حياة متواصلة ولفترة طويلة. فمثلاً فيستالية كاهنة “الإله فيستا” في روما القديمة كانت لا تترك الموقد مطفئاً. فمجمرة العطور الدلفية (نبتة تجترح المعجزات) “باسم أبولون في دلف” لدرويد (كاهن غالي) قبل الذبيحة.
وما دمنا نستعرض لأهم محطات تاريخ التدخين أشير إلى أن الدخان كان حاضراً ومنذ القدم في كل مكان. وفي أغلب الأحيان كان مقدساً؟ وقد احتل التبخير (التدخين) حيزاً واسعاً وكبيراً قبل 1500 سنة في الطقوس الدينية القديمة، كما عرفنا ذلك وحصل في الزمن “الفيدي” “VEDIQUE” (فيدا واحد من كتب الهندوس الدينية الأربعة)، ويشكّل القنب “CANABIS” نصيباً من هذه الطقوس، والعادات والتقاليد كونه يشكّل واحدة من المواد التي كانت تستعمل في هذا الإطار، والمعتمدة أيضاً. ولشحن الذاكرة ففي الهند الاسم المألوف للقنبيات “CANABIS” “SOMA” هو “BKANG” وكان يلعب دوراً علاجياً سريعاً ومؤثراً.
وأيضاً وأيضاً نجد في كتب التاريخ القديمة كان الأطباء في العصور القديمة كالإغريق والرومان مثلاً يصفون استخلاص القنب بالأغلاء (DE COCTION) لامتصاص السعال.
إلى ذلك فقد أشار “HERODOTE” إلى أن الانتشار السريع والمتقدم للاستشفاء بالقنبيات كان في سيبيريا وأوروبا في القرن الرابع والخامس قبل الميلاد. وكان يتمّ من خلال الاحتفالات وبالتالي كان يُصار إلى تنشّق الدُخان الذي يفوح من الحبوب أو من القنبيات التي كانت تُرمى على الحجارة المحترقة.
وتدريجياً وتراكمياً وعلى مرّ العصور والسنين والأزمان والتاريخ، وثقافة وحضارات الشعوب وتقاليدها أصبح التبديل في نمط وطرق التدخين يتغير ويتحوّل من أداة ووسيلة للمعالجة و”للشفاء” إلى أسلوب “وفن” وإبداع وطريقة للذّة الشخصية للاستمتاع، وبالتالي إلى الترويح عن النفس؟!.. وهكذا..
وبسرعة فائقة وكالبرق ومن هذه الدولة إلى تلك فقد انتشر التبغ والتدخين في العديد من دول العالم.
فمثلاً “HUGUENTOS” وهو من البروتستانت الفرنسيين المبعدين أدخل التبغ إلى ألمانيا عام 1570.
وفي إيطاليا انتشر التبغ عام 1560 عبر الكاردينال “PROSPERO-DI SAUTA CROCE”.
وبالنسبة لبريطانيا فيقدر الإنكليز أن الأميرال “DRAKE” هو من جلب التبغ معه من ولاية فرجينيا الأميركية. ومساعده الأميرال “JOHN WANKINS” هم من الذين أدخلوا عام 1565 أوراق التبغ الأولى إلى إنكلترا..
وأما السير “SIR, WALTER RALIGH” فقد جلب معه “البطاطا”. وهو من أطلق نموذج الغليون في القصر.
وإلى النمسا انتشر التبغ والتدخين فيها عام 1570.
وعام 1580 دخل التبغ والتدخين إلى تركيا، وتركيا إضافة إلى بلاد فارس (إيران) كما أشرت في بداية المقالة فتحوا وشرّعوا أبواب قارة آسيا للتبغ والتدخين على مصراعيها، وعليه فقد دخل التدخين إلى اليابان، الصين، كوريا، وغيرها من دول قارة آسيا.
وانتشار التبغ والتدخين شمل حينها قارة أوروبا وقارة آسيا. وبالنسبة لقارة أفريقيا فقد دخل التدخين إليها إلى المغرب عبر إسبانيا من خلال مضيق جبل طارق.
وهذا الانتشار والتوسع حضوراً للتدخين والمذهل والغريب والعجيب والمتغلغل والزاحف وبقوة إلى جغرافيات دول هذه القارات لم يتمّ، ولم يتحقق، ولم يكتب له النجاح الإعلامي لا: (1) من أي وسيلة إعلانية أو إعلامية (2) ولا من أي حملات دعائية (3) ولا من سيارات تجوب الشوارع والأحياء والمناطق وميكروفوناتها تصدح وتسوّق للتدخين (4) ولا من طنّه ورنّه، وطبل وزمر و… (5) ولا من زفات وعراضات تراثية فنية تقليدية وباللباس والزي التقليدي (6) ولا من راديو؟ (7) ولا من تلفزيون؟ (الذين أصلاً لم يكونوا متواجدين كما يومنا هذا؟!) (8) ولا من الجرائد والمجلات (9) ولا… (10) ولا… (11) فقط من: A) الشفاه؟ B) العيون؟ C) وإلى الأذن.. لتشاهد، وتسمع، وتُقلّد هذا وذاك من المدخنين..
وبهذه الوسيلة البدائية، والعفوية، والذكية، والمنطقية والعجيبة والغريبة ومن دون مصاريف مالية؟ ولا هندسة مالية؟ ولا ميزانيات دول؟ ولا ضرائب على القيمة المضافة “T.V.A” ولا.. ولا.. ولا رسوم بلدية؟
والعالم بأسره عرف التدخين في نهاية القرن السادس عشر. ولاحقاً وتراكمياً حجز مقابر جماعية في جغرافية هذه الدول لدفن ضحايا مضاعفات التدخين وأمراضه وعلله وسرطاناته المتنوعة والقاتلة.
وفي تلك الفترة الزمنية نتكلم في القرن السادس عشر يقال أن للتدخين فوائد طبية عديدة سأنقلها حرفياً رغم تسجيل العديد من الملاحظات عليها. وللأمانة العلمية سأعددها. واختصاراً مني في المقالة: (1) الكزاز “TETANOS” (2) الغرغرينه “GANERENE” (وأسجّل شخصياً أنا الدكتور محمد خليل رضا ملاحظاتي في هذا الخصوص فمثلاً مرض بوركر “MALADIE de BURGER”. يحصل مع علائم مرضية متنوعة ويصيب المدخنين الشباب ومن مضاعفاته الغرغرينه للأطراف؟! وأنا شخصياً خلال ممارستي لجراحة الشرايين والأوردة بترت العديد من الأطراف السفلى وغيرها للمدخنين ولمرضى السكري وخاصة تحت الركبة “BELOW KNEE”؟ (3) الصداع “CEPHALEE” (4) الشلل “PARALYSIE” (5) البرد “FROID” (6) وغيرها..
عام 1570 نشر عالما نبات فرنسيين “PENA” و”OBEL” كتاب مخصصاً عن التبغ اسمه “STIRPIUM ADUERSA”.
وعام 1574 أكد عالم النبات “KARL CLUSUS” أن التبغ هو بمثابة دواء لكل الأمراض.
(وأيضاً وأيضاً عندي ملاحظات “بالكيلو”؟ على ذلك وأسئل ما هي المعايير التي اتُبعت لكي تقولوا أن التبغ هو بمثابة دواء لكل الأمراض؟!. وعلى ماذا اعتدتم واستندتم أولاً: لجهة العدد؟! ثانياً: في تلك الفترة السيجارة لم تكن ظاهرة للعيان ومصنوعة بعد؟! ثالثاً هل أجريتم لهم الفحوص المخبرية؟ وأتكلم في نهاية القرن الخامس عشر؟! رابعاً هل خضعوا لصور شعاعية للصدر؟! “CHEST-X-RAY” والتصوير الشعاعي بدءاً بعد قرون؟! وتحديداً العالم الفيزيائي الألماني “CONARD ROENTEGEN” الذي اكتشف أشعة X “RAYON X” وأجرى أول صورة شعاعية في العالم “عام 1895″؟!.
ومع احترامنا لعلماء النبات الفرنسيين الذين ذكرت أسماءهم وهل أجريتم للمرضى وللمدخنين معدل أحادي أوكسيد الكربون في هواء الزفير “CO DE L’AIR EXPIRE” وتأكدتم من نسبة ومعدل التعلّق بالنيكوتين من خلال اختبار “FAGERSTROM” (سأتحدث عنه لاحقاً بالتفصيل.) وهل.. وهل.. وهل..
تذكرت للتوّ ما قاله البدوي: “يا خُويا كلُه حشي بحشي؟! سلمك الله”؟!.
والمثل اللبناني “ها الكنيسة الخربانة بدها ها القسيس الأعور؟!”.
ويقابله بالجزائري “كُوّر واعطي للأعور”؟!!.
وكفى.. وكفى.. (نريد إيضاحات علمية وطبية ومخبرية وشعاعية، وأكاديمية، وأخواتها..).
وأكثر من ذلك الطبيب السكتلندي “الكسندر فليمنج” اكتشف عام 1928 “المضاد الحيوي” والذي يحمل الاسم “البنسلين” (ولم يكن موجوداً هذا الدواء في القرن السادس عشر.. “يا جماعة” فكيف للتبغ وللتدخين كانوا يعالجوا “بلا زغرة”؟! كلّ هذه الأمراض التي ذكرتها؟!.. “فيا سبحان الله” وأسئل أيضاً وأيضاً أنا شخصياً عن المستوى الطبي والتعليمي والثقافي والبحثي و.. و.. والأكاديمي ممن كانوا يعالجون بالتدخين “الكزاز” و”الغرغرينه”، و”الصداع” و”الشلل” و”البرد” وغيرها؟!.. ومن.. ومن.. وأكرّر وترليون أكرّر وبكافة لغات العالم وحتى بلغة الصُمّ، والبُكم، والعمى.. “فيا سبحان الله”؟!.. (وكفانا خزعبلات؟!!) (أتمنى أن أكون مخطئاً.. لكن هذا رأيّ العلمي وبكل تواضع) وأسئلهم هل كانوا هم من المدخنين؟!.. لكي يُسوّقوا إلى العلاجات المرضية وفوائد التدخين؟! وتذكروا الأمثال الشعبية التي ذكرتها.. وقول البدوي؟!!! والمثل الشعبي اللبناني “كالذي مرّ على المقبرة ومخاطباً القبور “التي بداخلها الموتى” كلكم كنتم عبيد لوالدي؟!!!” مين بده يرّد عليه؟!!!
واستطراداً تقاسم الطبيب الاسكتلندي “الكسندر فليمنج” جائزة نوبل للسلام عام 1945 مع عالمين آخرين هم “ارنست تشين” و”هوارد فلوري”.
فقد نشرت مجلة “LANCET” (لانست) قبل مئات السنين.. وهي مجلة علمية وطبية ومحترمة وقديمة جداً جداً جداً آراء لأكثر من خمسين طبيباً من دول عدة (أتكلم قبل مئات السنين..) عن التدخين وكانت لهم آراء عديدة في هذا الإطار وملاحظات.. فالبعض من هؤلاء الأطباء أشاروا إلى فقدان لبعض القدرات الفكرية، واضطرابات بصرية عند المدخنين وغير ذلك. يضاف إليها ازدياد في معدل الجريمة على أنواعها.
وما دمنا نتكلم ولو باختصار شديد عن تاريخ التدخين أشير إلى أنه وعلى مرّ العصور والسنين والأزمان فقد عُرف التبغ بأسماء عديدة ومحفورة في صفحات تاريخ التدخين. سأذكرها للأمانة العلمية (1) “PETUM” (2) “عشبة نيكوت” “HERBE DE NICOT” (3) عشبة الملكة (4) عشبة قديس الصليب “SAINT CROIX” (5) عشبة رئيس الدير الكبير لقب الكاردينال (6) “NICOTINA” (7) “GRAND PRIEUX” (8) وغيرها.. (9) وغيرها.. (10) وغيرها..
الأدباء والشعراء. والفلاسفة والأكاديميين و.. وأخواتهم كانوا من المدخنين أذكر منهم وعلى سبيل المثال:
(1) الأديب الفرنسي “موليير” “MOLIERE” وهو كاتب مسرحي، وممثل فرنسي وأحد أعظم الكوميديين في جميع العصور عاش من (1622 – 1673) وكتب عام 1665 “من يعيش دون سجائر فليس جديراً بالعيش. والتبغ يرسخ الشعور بالعزة والفضيلة عند الذين يفتقدونها”.
(2) في حين قال “MANPASSANT” وبعد قرنين من الزمن: “التدخين عادة لذيذة قاتلة”.
(3) وأما الروائي والكاتب الفرنسي “بلزاك” “BALZAC” ويعتبر أحد أعمدة وأركان الواقعية والذي عاش من “عام 1799 وتوفي عام 1850” كان يشرب كثيراً القهوة وقام بحملة ضد التدخين.
(4) وأما الأديب والروائي والكاتب المسرحي الفرنسي “فيكتور هيجو” “VICTOR HUGO” وأشهر آثاره رواية “البؤساء” “LES MISERABLES” “عام 1826”. لم يكن مدخناً في حين لم يسمح لأحد أن يدخّن أمامه وعنده. وعاش من سنة “1802 وتوفي عام 1855”.
(5) في حين “CHARLES BAUDELAIRE” وهو شاعر فرنسي تميز شعره وأدبه بطابع إباحي عاش (1821-1867) كان يدخن كثيراً.
(6) أما الروائي الفرنسي “EMILE ZOLA” يعتبر مؤسس المذهب الطبيعي في الأدب عاش من أعوام (1840-1902) فقد دافع عن التدخين إلا أنه توقف عن ذلك بعد نصيحة طبيبه الخاص.
(7) إلى ذلك الروائي الروسي “ALEKSEY TOLSTOY” قاوم النظام السوفياتي ثم أعلن تأييده له وعاش من أعوام (1883 – 1945) فقد صنف التبغ من المنتوجات الضارة مثل: الخمر، الحشيش، الأفيون وغيرهم…
عام 1575 فقد مُنع التدخين في الكنائس.
عام 1589 منع الأكليروس التدخين قبل القداس. وكذلك فعل الشيء نفسه العلمانيين أثناء المشاركة في الاجتماعات.
ملك إنكلترا جاك الأول كان ينفي المدخنين إلى الساحات.
بابا روما “أوربان السابع” “URBAN VII” كان يُحرّم المُدخن كنسياً؟!..
عام 1670 ملك فرنسا لويس الرابع عشر فقد منع التدخين في حضوره وذلك بناء على نصيحة طبيبه “FACON” له. (وهنا وهذا عين الصواب علمياً وطبياً ما يسمى “بالتدخين السلبي” “TABAGISME PASSIVE”.. أكرّر هذا رأيي الشخصي وتحليلي العلمي والطبي المتواضع..).
وأشهر الحملات المضادة للتدخين كانت الحملة النازية عام 1933 والتي وصفت التدخين “بالوحشية” وأشارت في هذا الخصوص إلى أن “أدولف هتلر” “ADOLF HITLER” والذي عاش من أعوام (1889 – 1945) لم يكن مُدخناً. وكان زعيم المانيا النازية فقد أدت سياسته التوسعية إلى شن الحرب العالمية الثانية.. وانتحر لاحقاً.
وأيضاً وأيضاً من ضمن زعماء الحرب العالمية الثانية ومن “معسكر ضد التدخين؟!..” نذكر “فرانسيسكو فرانكو” “FRANCISCO FRANCO” “ديكتاتور” إسبانيا والذي عاش من أعوام (1892 – 1975) لم يكن مدخناً أيضاً وأيضاً..
“وبينتو موسوليني” “BENTIO MUSSOLINI” زعيم إيطاليا “الفاشية” “حينها” والذي هُزمت قواته في الحرب العالمية الثانية لم يكن مُدخناً هو أيضاً.. وأيضاً..
وبصفتي إضافة إلى كوني جراح، وطبيب شرعي وأستاذ جامعي، وأستاذ مساعد في مستشفيات باريس (فرنسا).. عندي اختصاص “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE” من جامعة باريس واختصاصات أخرى. وكان من واجبي لا بل لزّاماً عليّ أن أتطرّق إلى هذا الموضوع. المدرج على جدول اختصاصاتي المتواضعة. سأتكلم في الحلقة الأولى عن تاريخ التدخين والمحطات التاريخية التي مرّ بها. وماذا عن الأدباء والشعراء، ورؤساء وملوك وقادة دول في حقبات تاريخية متنوعة منهم من كان مع التدخين؟ في حين غيرهم، كانوا يحاربون التدخين ويرفضون أن يدخن “X” أو “Y” أمامهم.
وفي الحلقة الثانية ولاحقاً “الثالثة” و”الرابعة” سأستكمل ما بدأت به ونتكلم عن مواد دخان السجائر، ومعاينة المدخن بطريقة علمية وطبية متطورة، مع شرح لمعيار أو مؤشر أو اختبار “TEST de FAGERSTROM” الذي يُحدّد وعبر أسئلة علمية وعملانية دقيقة جداً وحساسة عن التعلّق بالنيكوتين ومن وراءه السيجارة. إضافة إلى السرطانات والأمراض والعلل، و.. التي تُسجّل وتراكمياً من مضاعفات التدخين وبعضها يدفع المدخن إلى عبور المقابر الجماعية المتنقلة جغرافياً في كافة دول العالم ليوارى الثرى ما دام فيها مدخنين؟!! وأساليب وطرق وعلاج المُدخن.. وماذا عن “النيكوتين” “NICOTINE”.
أنتقل إلى “معسكر المدخنين الكبار”؟! مثل “جوزيف ستالين” “JOSEPH STALIN” الذي عاش من أعوام (1879 – 1953) الأمين العام سابقاً للحزب الشيوعي السوفياتي والذي قاد بلاده إلى النصر في الحرب العالمية الثانية وكان الكل يعرف أنه لا يترك السيجارة، والغليون، والسيكار من يده. وكان مدخناً مدمناً وبامتياز على ذلك.
أما السير “ونستون تشرشل” “SIR WINSTON CHURCHILL” رئيس وزراء بريطانيا سابقاً. وعاش من أعوام (1874-1965) وقاد بريطانيا إلى النصر في الحرب العالمية الثانية. لم يترك لا السيكار، ولا السيجارة، ولا الغليون من يده، وهو وزميله في الحرب ستالين من المدمنين الكبار والمحترفين بالتدخين وبشتى أنواعه.
ونتابع عبر المحطات المهمة عالمياً في تاريخ التدخين لأشير إلى موضوع هام جداً ومن باب المعلومات المُذهلة إلى أن فريق من الباحثين الألمان من جامعة “ميونخ” أثبتوا عام 1992 أن الكوكايين، والحشيش، وأيضاً النيكوتين كانوا موجودين في الموميائيات المصرية وبخاصة في الشعر والخلايا الرخوة.
واستطراداً وكطبيب شرعي وأخصائي في أمراض التدخين “TABACOLOGIE” (واختصاصات عديدة ومتنوعة…) كنت أركّز في العديد من مقالاتي العلمية والطبية و.. على أنواعها.. وبُحّ صوتي في العديد من مقالاتي التي ذكرتها (وأكرّرها للضرورة) على أخذ العيّنات من الجثث وبخاصة وإضافة إلى رزمة الفحوص المتعارف عليها في ألف باء الطب الشرعي. هو أخذ عيّنات من الشعر.. والذي يّخزّن أقدمية تناول الأدوية، والمخدرات والسموم على أنواعها.. التي قد تكون منفية (-) في فحوص أخرى كالبول مثلاً؟! لكن تكون مثبّتة (+) في الشعر. واستطراداً وأيضاً وأيضاً ولكي أوُثّق وأُدعّم مقالتي هذه أشير إلى أن القائد الفرنسي الكبير “نابليون بونابرت” وهذه كنت قد ذكرتها مراراً وتكراراً وللأهمية القصوى، ولخصوصية الشعر في الفحوص المخبرية من زاوية الطب الشرعي وأخواته. قلت أن القائد الفرنسي “نابليون بونابرت” مات مسموماً بمادة الزرنيخ “ARSENIC”. وتمّ اكتشاف هذا السر؟ واللغز؟.. في موته وذلك بعد أكثر من مئة وخمسة وعشرين عاماً على مصيره مسموماً بهذه الطريقة والفضل في ذلك هو إلى أخذ خصلة من شعره وفحصها في مختبرات حديثة جداً ومتطورة إلى أقصى الحدود؟!..
نرجع إلى الموميائيات المصرية وما اكتشفه فريق “جامعة ميونخ” في ألمانيا (وكان من المفترض أن نسمع أخبار علمية واكتشافات دسمة من العلماء العرب والمسلمين؟!.. أفضل من أن ننسخ ونتذكر، ونكرّر نتائج الأبحاث الغربية (بالغين وليس بالعين..؟! مع الأسف؟!).
فمن المفترض أن تُجرى دراسات وأبحاث متممة وبكثافة وتراكمياً لاحقاً على هذه الموميائيات للاكتشافات الحديثة التي لم تُمسّ بعد أيّ تماس مع التدخين السلبي “TABAGISME PASSIVE” ليُبنى على الشيء مقتضاه.

ماذا عن دُخان السجائر
يحتوي دخان السجائر والسيكار، والغليون والنرجيلة وأخواتها باعتبار أن المادة الرئيسية لتكوين وصنع هذه النماذج من طرق التدخين هي التبغ “TABAC”. قلت يحتوي دُخان السجائر على آلاف وآلاف من المواد . الرقم غير ثابت نكتب ذلك للأمانة العلمية. إذ تشير بعض الدراسات إلى وجود “2250” (ألفين ومائتين وخمسين مادة) ودراسات وأبحاث أخرى ذكرت رقم ثلاثة آلاف مادة وغيرها أعطت الرقم أربعة آلاف. وثمة أبحاث تتباهى وتجاهر علناً بالرقم مئة ألف مادة في دخان السجائر.
ومن المؤكد والثابت أن بين تلك المواد، مواد مسرطنة تقدر بـ”481″ (أربعمائة وواحد وثمانون مادة) كان قد عزلها العالم “HARTWELL” وتوجد أربع مجموعات رئيسية تدخل في تكوين التبغ وهي:
(1) أحادي أوكسيد الكربون “CO”
(2) المواد المهيّجة.
(3) المواد المسرطنة.
(4) النيكوتين.
محتويات السيجارة
تحتوي السيجارة أثناء تدخينها وبحسب الدراسات التالية في هذا الإطار بأنها تمرّ في العديد من المراحل ويمكن تقسيمها إلى عدة أقسام أهمها وأبرزها ثلاث مراحل:
المرحلة الغازية “ETAT GAZEUX”
المرحلة السائلة “ETAT LIQUIDIEN”
المرحلة المؤلفة من الجزيئات “PARTICULES”
ولكل من هذه المراحل لائحة طويلة ومتشعبة مع نسبتها المئوية وهي صدقاً معقدة جداً وتكاد “تشيّب الرأس” لجهة غزارة المواد والأسماء العلمية والكيميائية ومن الصعب لفظها شعبياً من المرة الأولى.. لكن ولكي أغني المقالة بالمعلومات العلمية والثقافية.. ولكي يتشّوق إليها المدخّن سأذكر لبعض النماذج وباختصار شديد جداً جداً جداً. وربما أيضاً وأيضاً قد تشكّل عنده “حجر الزاوية” “ورافعة” للتخطيط المبرمج، والممنهج للإقلاع التدريجي عن التدخين؟! لا بل ربما للإقلاع الفوري عن التدخين إذا كان عنده (1) عزيمة (2) إرادة صلبة (3) شجاعة (4) استعداد جسدي، ونفسي، ومتفرعاتهم.. معطوفة لاحقاً على “اختبار فاغرستروم” للتعلّق بالسيجارة ونيكوتينها السام. وأصل الشر والبلاء والتعلّق بالسيجارة هو النيكوتين وربما سيوقف صاحبنا وعزيزنا المدخن التدخين فوراً انطلاقاً من المثل القائل “أضرب ما دام الحديد حامياً”
“STRIKE WHILE THE IRON IS HOT”.
وفي الحلقات القادمة سأشرح بالتفصيل عن أمور عديدة في إطار التدخين: السرطاني؟ والقاتل؟ والخطير، والذي يهاجم كافة أجهزة الجسم مروراً بالأطفال الرضّع، والنساء الحوامل، والفتية والفتيات والمراهقين والمراهقات والرجال والنساء، والعجزة مع مضاعفاته القاتلة والتي لا ترحم أحداً.. وعقاب المدخّن تاريخياً على مرّ العصور؟!!
وسأذكر لاحقاً أهم شعارات منظمة الصحة العالمية “O.M.S” في اليوم العالمي للتدخين والذي يُصادف في 31 أيار “مايو” من كل عام.
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A”.
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE”
عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”
المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE”
لبنان – بيروت

د. محمد خلبل رضا.. رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني
د. محمد خلبل رضا.. رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني
اظهر المزيد

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب وكاتبة وقصصية وشاعرة وكاتبة محتوى وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى