د. محمد خليل رضا.. محطات متنوعة من تاريخ التدخين؟ بمناسبة اليوم العالمي للتدخين في 31 أيار “مايو” من كل عام
د. محمد خليل رضا.. محطات متنوعة من تاريخ التدخين؟ بمناسبة اليوم العالمي للتدخين في 31 أيار “مايو” من كل عام.. وماذا عن النيكوتين.. وأسرار التبغ وماكيناته الإنتاجية..
مع بعض الملاحظات في العمق؟
الحلقة الثالثة (4/3)
د. محمد خليل رضا.. رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني
آيسك.. بمناسبة اليوم العالمي للتدخين الذي يصادف 31 أيار “مايو” من كل عام. سبق أن تكلمت في الحلقة الأولى عن تاريخ التدخين ودهاليزه ومحطات أخرى، وفي الحلقة الثانية تحدثت عن ما تيسّر من محتويات دخان السجائر، وذكرت العديد من شعارات منظمة الصحة العالمية لسنوات ماضية في إطار اليوم العالمي للتدخين، وسلّطت الضوء عن الرئة بشكل عام ورئة المدخن بشكل خاص وما يُدخلها من هواء موبوء وغبار وجزئيات خطيرة مسرطنة وسامة.
وسأستكمل في هذه الحلقة الثالثة وقبل الأخيرة وأتوسع قدر الإمكان عن النيكوتين NICOTINE، والتعلّق بالسيجارة وأمور أخرى ذات صلة بصناعة التدخين. وماكيناته والتطوّر الحاصل اليوم مقارنة بالماضي لجهة صناعة التبغ ومنتجاته.
أبدأ بالنيكوتين
وأشير في هذا الخصوص إلى أن النيكوتين هو العامل الرئيسي للتعلّق بالسيجارة. وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية “O.M.S” التعلق “DEPENDANCE” على الشكل التالي: “هي حالة نفسية وأحياناً جسدية ناتجة عن تفاعل بين جسم حيّ “CORPS VIVANT” ومنتج “PRODUIT” ويتميز باستجابات سلوكية وغيرها، وتشمل دائماً على “إجبار” “إرغام” “إكراه” الشخص… “COMPULSION” “بتناول هذا المنتج بطريقة منظمة أو مرحلية من أجل الشعور بتأثيراتها النفسية، وأحياناً لتحاشي عدم الراحة عند غيابها”.
ويوجد اختبار “FAGERSTROM” للتعلق بالسيجارة والنيكوتين: المتهم الأول في هذا الإطار (سأشرحه لاحقاً وربما في المقالة الرابعة والأخيرة..).
ولكي نغوص أكثر ونتعرّف على هذا “المجرم” و”المتهم” و”المُدّان” الذي يقود بالجملة ضحاياه من التدخين إلى المقابر الجماعية واسمه وشهرته وكنيته النيكوتين وبكافة لغات العالم؟!..
سأتوسع قدر الإمكان للتحدث عن النيكوتين، لأشير إلى أن النيكوتين كان قد عُزل على شكل خالص وللمرة الأولى بواسطة العالمين “POSSELET” و”REINMAN” عام 1828. لكن الغريب في الأمر أن الجانب العلمي والفيزيولوجي للأبحاث التي أجراها وأشرف عليها “POSSELET” لم تنشر إلاّ في عام 1940 وذلك من خلال الباحث “KOING” وبعد أن عرضها على جامعة “HEIDELBERG” الألمانية؟ علماً أن النيكوتين هو أهم قلويد “ALCOLOIDE”. وللتذكير يعرّف “القلويد” كالتالي “هي مواد عضوية أزوتية نباتية المصدر لكن بصفة قلوية مع تركيب معقد”.
وعندي شخصياً أنا الدكتور محمد خليل رضا بعض الملاحظات في العمق بالنسبة للأبحاث التي أجراها “POSSELET” والتي لم تنشر إلاّ في عام 1940 من خلال الباحث “KOING” فهذا على ما يبدو من الأسرار العلمية المهمة جداً للدول؟ بمعنى أن بقاء هذه المعلومات قصداً وعمداً طي الكتمان ونايمة نومة “أهل الكهف” في أسرار وملفات الأدراج (الجوارير) العلمية من سنة “1828 إلى سنة 1940” مئة واثني عشر سنة كانت بمثابة (1) فخ؟ (2) ومصيده؟ (3) ومستند حسّي ورسمي وقانوني ومخبري و… (4) وممسك علمي طبي وبحثي وأكاديمي وربما من باب “وليّ فيها مآرب أخرى” وانطلاقاً من الآية “رقم 16” والآية “رقم 17” من سورة طه: “وما تلك بيمينك يا موسى”. “قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهشّ فيها على غنمي وليّ فيها مآرب أخرى” قرآن كريم – صدق الله العظيم -.
وفي حال أيّة دولة في العالم؟ أو أية جهة؟ أو أيّة جمعية علمية أكاديمية بحثية، ثقافية وأخواتها في العالم “تتبجّح” و”تجاهر” علناً أنها هي “بلا زغرة” أجرت أبحاث علمية دقيقة ومعقدة وبتشيّب الرأس؟ وتجفّف الدماء التي في العروق من شرايين وأوردة وتتباهى أنها هي التي عزلت النيكوتين؟!! للمرة الأولى في العالم؟! “فصاحبنا” “POSSELET” (عليه الصلاة والسلام؟!) وعزيزنا “KOING” بيفزّوا مثل الأسود “LIONS” والنمورة “TIGERES” وبيطلعّوا من جعبتهم ومن الأدراج العلمية العتيقة وينفّضوا عليها غبار السنين العجاف والشواهد الملك والتي استمرت “112 سنة” بصماتها وغبارها وأسرارها؟! (مئة واثني عشر سنة) ويقول لهم بالألماني “يا عزيزي الله يطعمكم الحج والناس راجعة؟!” ويستشهدوا بالمثل الشعبي اللبناني “قلّهُ صاليلك؟ قلّهُ لاطيلك؟!”.. و”الشاطر ما يموت” أو (الشاطرين بالجمع ما يموتوا؟!) هنا ضربة المعلم وحبة مسك؟!
ولأهمية الموضوع سأعطي لمحة سريعة جداً جداً عن النيكوتين من الناحية العلمية والكيميائية، فهو يحتوي على حلقتين “2 CYCLES”
“حلقة PURIDONIQUE”
“وحلقة BIRODOLINIQUE” مع عشر ذرات من الكربون وأربعة عشر ذرة من الهيدروجين، وذرتين من النيتروجين “C10 H14 N2”.
وأيضاً وأيضاً فإن امتصاص النيكوتين له علاقة بجزء منه بال”PH” (وهو معيار يعبّر عن حموضة المحلول بسبب وظيفة تركيزه بالإبون H+).
وكتطبيق عملي فمثلاً الغليون والسيجار (السيكار) وبعض أنواع السجائر السمراء ال”PH” لهذه الأصناف ومن أسرار مشتقات التبغ هو قلوي “ALCALIN” علماً أن النيكوتين هو قلوي خفيف وعليه فيتمّ امتصاصه مباشرة عبر مخاط الأنف والحلق.
أما بالنسبة للسجائر ال”PH” هو حمضي “ACIDE” ولا يمتص سوى القليل من النيكوتين. بواسطة مخاط الأنف والحلق.
فالنيكوتين يمتصّ سريعاً في الفم ومخاط أسفل الجهاز التنفسي وعليه فالامتصاص السريع للنيكوتين يسمح باجتياز “الحاجز الدماغي الدموي”
“BARRIERE HEMATO ENCEPHALIQUE” خلال سبع ثوان “7 SECONDES”
وأيضاً وأيضاً نصف حياة النيكوتين هي من عشرين إلى أربعين دقيقة وهذه من ضمن الملاحظات في العمق.
والمقصود بنصف الحياة (هو الوقت الضروري لنصف كمية من الأدوية أو مواد إشعاعية وغيرها التي تدخل الجسم ومن ثم يتمّ حذفها “ELIMINATION”).
والنيكوتين هو أفضل “MARQUEUR” لامتصاص النيكوتين.
فمثلاً عندما يستيقظ المدخن صباحاً من النوم فإن نسبة النيكوتين في الدم تكون منخفضة ثم تبدأ بالارتفاع وتدريجياً عندما يبدأ المدخن بتدخين السيجارة الأولى وأخواتها؟ لكي تصل إلى القمة “PIC” “والذروة” بعد الظهر. ومن هذه المقدمة والتعليل العلمي والطبي نستخلص أن فترة بعد الظهر هي الوقت المثالي والمناسب جداً علمياً وفيزيولوجياً للتحرّي على معدل النيكوتين في الدم وإجراء فحص النيكوتين. وهذه من ضمن الأسرار المعلنة؟
إلى ذلك نجد اختلاف في فحوى النيكوتين في أوراق التبغ وعلى الشكل التالي: وهذه من الأسرار العلمية المعلنة للتبغ والنيكوتين؟!
النسبة المئوية للنيكوتين في أوراق الرأس (%3).
في حين تكون النسبة المئوية (% 2,5) في أوراق الوسط.
مقابل %2 لأوراق التبغ على مستوى الأرض.
أوراق الساق (% 0,7) “TIGE” (صفر فاصلة سبعة).
الجذر “RACINE” (% 0,6) (صفر فاصلة ستة).
تجدر الإشارة إلى أن النيكوتين استعمل “كسمّ” “POISON” ودخل في محاضر الجريمة والطب الشرعي في بلجيكا ودول أخرى من العالم؟!.
وللتذكير ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى وفقط للمعلومات: إذا كان أحدهم مدمن على الهيروئين “HEROINE” ويحقن غرام واحد من الهيروئين. فإن غرام واحد من النيكوتين كافٍ لوحده لقتل ثلاثون شخصاً.. فمن يتّعظ؟ ويأخذ العبرة؟!
فالسيجارة هي إبرة نيكوتين تؤخذ وباستمرار لكن عن طريق الفم؟!!.
لا بدّ من الإشارة وبحسب الدراسات العالمية إلى أن التبغ الأسمر يتمتع بدخان لاذع “ACRE” ويكون قلوي. وبالتالي يتمّ تنشقه عميقاً. فإنه يتسبّب في نوع معين من السرطانات سأكتبه باللغة الفرنسية:
“CANCER EPIDERMOIDE PROXIMAUX DU POUMEN”
وهذا النوع من السرطانات موجود في أوروبا على أثر النماذج الجديدة من أنواع السجائر والتدخين ومنذ أكثر من ستون عاماً.
في حين السجائر الشقراء اللون فلديها دخان أقل لذاعة وأكثر حموضة وممكن تنشقه بعمق ومسؤول عن سرطان الرئة “ADENOCARCINOME” نجده عند المدخنين في الولايات المتحدة الأمركية وهو من النوع المسيطر هناك مقارنة بسرطانات أخرى. وماذا عن تجفيف التبغ بالشمس أو بالهواء الحار وماذا عن.. وعن..
لكن اللافت والمستغرب والمحيّر أن مصانع التبغ تُدرك ومنذ “العام 1958” أن المادة التي تصنعها هي “مسرطنة” وتعلم أيضاً وترليون أيضاً أن التدخين يتسبّب بسرطان الرئة بنسبة 9 على عشرة من مجموع السرطانات للرئة. وعلى الرغم من ذلك المصانع تضخّ بالسموم؟ والعلاقة السببيّة “LIEN de CAUSALITE” واضحة بين التدخين وموت المدخن من مضاعفات السيجارة وأخواتها؟! فهل من يرفع دعاوى جزائية وبملفات موثقة ضد مصانع التبغ والسجائر؟!! وهل لنا الحق إنسانياً أن نطلق ونبوح بهكذا صرخات ومن القلب والضمير والوجدان رحمة بضحايا التدخين في العالم؟ ورحمة بأطفالهم؟ وأهلهم وعائلاتهم، وأصدقائهم، وزملاءهم؟!! وبالأعمار الشابة من ضحايا التدخين؟ وهل يتحرك القضاء في جميع دول العالم إيجاباً؟ أو سلباً؟!. ويترجم فعلياً وعملياً ما هو مكتوب على مداخل قصور العدل في العالم “العدل أساس الملك”؟! أم.. “فالج؟ لا تعالج”؟!.
أشير أيضاً وأيضاً ما دمنا نتحدث عن التدخين والتبغ، إلى أنه تمّ تطوير زراعة التبغ في فرنسا مثلاً “RICHELLIEU” رفع عليها الضرائب بنسبة كبيرة وذلك عام 1621.
في حين “كولبار” أنشأ مزارع لاحتكار التبغ عام 1674.
وعام 1811 الملك نابليون الأول أعاد احتكار التبغ تحت هيئة “الريجي”. إلاّ أن “S.E.T.T” “شركة صيانة واستثمار التبغ وعود الثقاب (الكبريت “ALLUMETTE”) فقدت حديثاً الاحتكار وأصبحت شركة خاصة بدءاً من عام 1995.
عام 1755 أُعدم “LOUIS MANDRIN” من أجل صراعه المرير ضد مزارع التبغ.
في حين “NECKER” هو بدوره “عام 1777” قال أفضل ما يجب فعله هو الضريبة على التبغ.
(ملاحظة في العاصمة الفرنسية باريس تحديداً يوجد مستشفى تحمل اسم “HOPITAL NECKER” أعرفها جيداً وهي مستشفى للأطفال واختصاصات أخرى. واستطراداً مترو في باريس يحمل اسمها..)
اللافت أن ملك فرنسا “لويس الرابع عشر” كان يوزع عام 1672 السجائر والتبغ على الجنود وبقيت هذه العادة سارية المفعول حتى “عام 1980”.
إلى ذلك فقد ارتفعت نسبة استهلاك التدخين بشكل رهيب وعنيف جداً ولافت للنظر خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.
وعام 1700 شهد العالم ارتفاعاً جنونياً في شعبية التدخين والاستفادة من عود الثقاب (الكبريته) “ALLUMETTE” ومع التقدم السريع في تقنية القداحة “BRIQUET”.
لا بد من التذكير والإشارة إلى أنه ومن باب “الحاجة أم الاختراع” يحدثنا تاريخ التدخين القديم أن أعقاب السجائر الملقاة في الشوارع من قبل التجار الأسبان الأغنياء كان يلتقطها “المحظوظين” المدخنين (الشياطين؟!) فيلفونها في أوراق ويدخنونها؟! وبهذه الطريقة و”التقنية” البدائية كانت مصدراً لاختراع السيجارة الأولى في العالم. واستبدلت عام 1847 سيجارة فيلتر من الكرتون الحقيقي والأكثر اقتصاداً. في حين أن الجزء الأكبر من التبغ المستهلك كان يُدخن أيضاً مع الغليون “PIPE” أو يلّف بأوراق الذرة أو بأوراق الجرائد.
ومضطر جداً لأن أذكر أسماء مخترعين لماكينات السجائر. فقد عرض المخترعَين “SURINI” و”DURAND” عام 1878 آلة في المعرض الدولي للعاصمة الفرنسية “باريس تضع ستون سيجارة (60) في الدقيقة.
وعلى مرّ العصور والتقدّم التدريجي في التكنولوجيا والصناعة على أنواعها. فقد أنتج في فرنسا عام 1900 أكثر من مليون سيجارة. وعام 1932 عشرة مليارات سيجارة وعام 1939 عشرين من مليارات السجائر.. وهكذا…
ويصل الإنتاج التي “تضخّه” الآلات الحديثة إلى أكثر من أربعة عشر ألف سيجارة في الدقيقة.
والاستهلاك السنوي في فرنسا حالياً أكثر من مائة وثلاثين مليار سيجارة.
وللتذكير أول صناعة حديثة للسجائر مجهّزة فيلتر كان في سويسرا “عام 1930”.
أما فيلتر القطن فقد انتشر في الأسواق العالمية التجارية “عام 1937” وصنعه المخترع “VANIZ”.
إلى ذلك فقد اخترع الأمريكي “JOMES BONSACK” عام 1880 آلة قادرة على صنع مائتي سيجارة في الدقيقة (200). وماكينات وآلات ضخمة أخرى تضخّ أكثر من ذلك وهكذا مع التقدّم الكبير في التكنولوجيا وأخواتها.
وفي عام 1998 تمّ عرض ماكنة في معرض دولي في جنيف (سويسرا) اسمها “PROTOS HAUN12” وكانت تصنع ستة عشر ألف سيجارة في الدقيقة.
وأول مصنع لإنتاج السجائر في بريطانيا كان عام 1956.
وتوجد مثلاً ماكينات لصنع السجائر حديثة ومنها على سبيل المثال ماكينة صنع “Max S” مع “MKg” عالية السرعة أتوماتيكية بالكامل تصنع “5000” إلى “7000” (خمسة إلى سبعة آلاف سيجارة بالدقيقة).
وتوجد في دول العالم أسماء مختلفة لماكينات لف السجائر مع القدرة الإنتاجية لها وبالدقيقة الواحدة. وتتكّون آلات تصنيع السجائر من جزئين رئيسيين: (1) آلة صنع السجائر. (2) وآلة تعبئة السجائر. فمثلاً في الصين تنتج آلة تصنيع السجاير “MARK9″ و”MARK 8” وآلة تعبئة السجائر “HLP2”.
وللتذكير أكبر الدول المُنتجة للتبغ في العالم هي الصين تليها الهند والبرازيل ثم الولايات المتحدة الأميركية. إضافة إلى دول أخرى في آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا تنتج التبغ بكميات كبيرة.
ولا بدّ من التذكير إلى أنه وخلال الحرب العالمية فالتبغ كان جزءاً لا يتجزأ من حصص وعتاد “وتحويجة” ومونة وذخيرة “وزوادة” كل جندي. إلى جانب حصته وزوادته العادية من الطعام والشراب وغيرها. وحتى كانت تعتبر بمثابة رمزاً للرجولة والشجاعة وتحافظ على الحذر واليقظة وتحسّن من القلق؟ حتى أصبح ما يطلق عليه “تقديس للسجائر” وكان شعار هذه الظاهرة “وفّر دخانك؟ شجعاننا هم بحاجة إليه”؟!.. وهكذا..
واستطراداً وفي عصرنا الحاضر وفي الحروب المتنقلة جغرافياً بعض الميليشيات والأحزاب في هذه الدولة أو تلك من العالم تزوّد عناصرها بالمخدرات والسجائر الملغومة بالمخدرات.. ولأكثر من سبب وسبب؟ وعندما يتمّ أسر أحدهم ويتمّ تفتيشه جسدياً وهو حيّ يرزق يعترف بذلك أمام “X” و”Y” وبالصوت والصورة؟ وبيبق البحصة وحتى الإغراءات الجنسية والمالية والدنيوية وأخواتها؟! وتكشف عن المستور وأكثر من ذلك عندما تنقل جثة من مكان جغرافي إلى آخر، الدولة “X” تشّرح جثته وتصورها شعاعياً وتأخذ منها رزمة من العيّنات ولأكثر من سبب وسبب ومنها تعاطيهم المخدرات وتأتي أجوبة المختبرات أنها مثبّتة (+) ويتمّ عن قصد أو عن غير قصد التشهير الإعلامي بعناصر هذا الحزب أو تلك الحركة وأخواتها.. والطب الشرعي ودهاليزه و”أنفاقه” وتضاريسه غني بالأسرار والمعلومات الموثقة بالدلائل والإثباتات الدامغة والمؤكدة والتي لا تقبل لا الشك ولا الاستئناف؟!! (فحدا يسمعنا؟! ويتعظ و…).. لكن نحترم السريّة الطبية “LE SECRET MEDICALE” “عاالغميضة” لا بل نلمّح للموضوع ونعطي “ميكرو معلومات” مؤكدة وموثقة جداً جداً وتلميحاً وبدوز معين؟! ونرمز إلى “X” و”Y” بشيفرة معينة؟ لا يعلمها إلاّ الله والراسخون في العلم؟! وحبة مسك؟!.
أشير وأنا أقترب من نهاية هذه المقالة إلى أن التبغ العربي (اللفّ) هو أربع مرات وسطياً سام “TOXIQUE” أكثر من السيجارة المصنّعة، لأنه تحتوي على أربعة أضعاف من النيكوتين والقطران لنفس وزن التبغ، حتى ولو أنها أقل من السيجارة العادية ب(0,5 غرام) أقل من صفر فاصلة خمسة غرام.
لكن أقول ابتسم ولا أقول “اضحك”؟!.. عندما نسمع من “فلان” و”فلان” والده، وجده (لأبيه) وجده (لوالدته) كانوا في الماضي من المدخنين المحترفين وكما يقال بالعامية اللبنانية “صحتهم مثل الحديد؟!”. جواب سريع هل أجريتم لهم صورة شعاعية للصدر؟ “CHEST-X-RAY” أو صورة سكانر للصدر؟!. وهل أخذتم منهم عيّنات للمختبر للتحرّي على التغيرات المتنوعة في محتويات الدم؟!. صحيح أنه في الماضي كان الهواء الذي يتنشقه الآباء والأجداد كان مشبّعاً بالأوكسيجين؟ وليس بدواخين المولدات الكهربائية، ودواخين الطاقة التي تبث سمومها يميناً ويساراً، وأفقياً وعامودياً؟! وفي كل الاتجاهات؟! ولا توجد معامل ومصانع للترابة وأخواتها متواجدة في محيط منازل المواطنين؟!.. وعدّاد أرقام السرطانات وأمراض الحساسية في هذه الدولة أو تلك، مخيفة جداً ومزعجة ومقلقة من الناحية الصحية؟ والطبية؟ والبيئية والعمرية والديموغرافية والإحصائية و.. و… ومع فقدان الضوابط والشروط الصحية والبيئية لكي تلتزم بها المصانع والمعامل… وربما يتمّ الاستقواء بأمور أخرى بشرية؟ ولوجستية؟ وأخواتها متوفرة ويا للأسف بكثرة في العالم الثالث وما بعد بعد الثالث؟!! والعالم العربي والعالم الإسلامي.. وقسّ على ذلك.
وتذكّر يا عزيزي المدخن ما كان يصدر من شعارات لمنظمة الصحة العالمية “O.M.S” بمناسبة اليوم العالمي للتدخين الذي يصادف في 31 أيار “مايو” سنوياً. ومنها شعار “التدخين يقتل لا تكن مغفلاً” فهل تعرفه يا عزيزي؟ نقولها بمحبة ومن باب الحرص على صحتك؟! وعلى عيالك؟ وأطفالك؟. وأهلك؟ وأرجوكم لا تتحججوا بفلان وفلان.. وما تكابروا؟!! وتواضعوا في الإجابة؟ فحدا يسمعّنا؟ اللهّم إني قد بلّغت؟ وكفى؟!
سأذهب مع المدخن إلى أبعد من ذلك، ربما يقول ويتحجج يا عزيزي عندما نتعاين عند هذا الدكتور أو ذاك يقول لنا التدخين ممنوع؟! والطبيب بيدخن؟ معك حق يا عزيزي.. لكن الطبيب هو إنسان مثل المدخن قد يُصاب بالتهاب “الزائدة الدودية” “APENICITE” أو بالتهاب المرارة “CHOLYCYSTITE AIGUE”، أو بكسر في قدمه. أو بالسكري، أو بارتفاع في ضغط الدم.. أو.. أو.. ولا توجد إحصائيات دقيقة جداً وشاملة لا في لبنان ولا في دول العالم لجهة أي نوع من الأطباء تدخّن؟ أطباء الصحة العامة؟ أطباء القلب؟ أطباء هذا الاختصاص أو ذاك؟ لكن للأمانة العلمية نجد بعض الإحصائيات العالمية الخجولة في هذا الإطار.. نطمح في المستقبل أن تكون مروحة البحث والدراسات أعمق وأدق وتشمل الجميع وبمهنية وبموضوعية وشفافية عالية جداً.
أما في الدول التي تحترم صحة مواطنيها فإنها تُطبّق القانون بحذافيره انطلاقاً من المثل الفرنسي: “SERVICE SERVICE CAMARADE APRES” ووحدة القياس هي تطبيقه على الجميع ومن دون أي استثناء؟! وتدخلات من النافذين كلّ في موقعه؟! ويُطبّقوا المثل الصيني “شطف الدرج يبدأ من فوق؟!” وليس من عند غرفة الناطور الآسيوي المجاورة لأسفل البناية لغرفة ساعات الكهرباء؟ على اليمين؟ أو على اليسار؟!!.. وشطفه صعوداً بالمقلوب حتى الطابق الأخير؟!
الدكتور محمد خليل رضا
أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
أخصائي في “علم الجرائم” ” CRIMINOLOGIE”
أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE”
أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE”
أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE”
أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE”
أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE”
أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”.
أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE”.
أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE”
“أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE”
أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE”.
أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE”
أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE”
مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
مشارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية.
كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A”.
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE”
عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE”
عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE”
المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
واختصاصات أخرى متنوّعة…
“وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء “آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
“علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE”
لبنان – بيروت





