صراع إثبات الذات بين الرجل والمرأة
صراع إثبات الذات بين الرجل والمرأة
بقلم / سماح علام
منذ أن وُجدت العلاقة بين الرجل والمرأة، وهي تدور حولها أسئلة كثيرة .. من يقود؟ من يثبت نفسه أكثر؟ وهل نجاح طرفٍ يعني بالضرورة تراجع الآخر؟ والسؤال الأهم .. هل المتحكم الأساسي في العلاقة بينهما هو الغيرة أم التكامل؟
ارتبطت صورة الرجل عبر كل الأزمنة بالقوة والقدرة على الحماية وتوفير الأمان، ودائمًا ما يُقاس نجاحه بمدى ما يقدمه من عطاء مادي ومعنوي لمن يعولهم، بينما تصارع المرأة لإثبات ذاتها في عالم لم يمنحها بسهولة فرصة أن تُسمَع وتُرى. وهنا يبدأ الخيط الأول لصراعٍ قديمٍ جديد، عنوانه الغيرة والمقارنة.
فالغيرة بين الطرفين، إن التزمت قالبًا محمودًا، قد تكون شرارة تدفع الكثير من النساء والرجال لتجاوز حدود العادي وصناعة إنجازات كبرى، لكنها حين تتحول إلى منافسة عمياء، يصبح كل نجاح بمثابة هزيمة للطرف الآخر، وتبدأ المعارك الخفية التي تتجسد في هيئة كلماتٍ جارحة، انسحابٍ عاطفي، أو صمتٍ يخبئ تحته جراح الكبرياء.
لكن الحقيقة التي يغفلها كثيرون أن معركة إثبات الذات ليست سوى وهمٍ يفتك بصاحبه، فلا نجاح المرأة ينتقص من هيبة الرجل، ولا قوة الرجل تُلغي كيان المرأة. بل إن المعادلة الصحيحة تكمن في التكامل، حين يرى الرجل أن نجاح شريكته امتدادٌ لقوته، وترى المرأة أن قوة شريكها سندٌ لها لا خصومة.
فالعلاقة التي تُبنى على التنافس تنهار مع أول هزّة، بينما العلاقة التي تُبنى على التكامل تصمد وتزدهر.
هي معادلة بسيطة، لكنها شاقة ، أن نتعلم كيف نُحب نجاح الشريك ونفخر به بقدر ما نُحب نجاحنا الشخصي.





