عربة الأمل

عربة الأمل
بقلمي نرمين بهنسي
آيسك.. في زاوية منسية من حقل تتناثر فيه الزهور كالأمنيات، تسير عربة خشبية صغيرة، بداخلها تمثال بسيط، يمسك بزهرة حمراء كأنها قلبه النابض بالحياة. لا وجه له، لكنه يبدو ممتلئًا بالشعور. لا صوت له، لكنه يحكي الكثير.
حين تأملت هذه الصورة، شعرت أنها تهمس لنا بأن الأمل لا يحتاج إلى خطوات واسعة، ولا إلى طرق ممهدة. يكفي أن تسير، ولو ببطء، في حقل مليء بالجمال، وأن تمسك بشيء تحبه، ولو كان زهرة واحدة.
غروب الشمس في الخلفية يضيف لمسة من الحنين، لكنه لا يحمل الحزن؛ بل يحمل وعدًا بأن الليل سيسكن قليلاً، ثم يأتي فجر جديد. وبينما العالم يركض في سباق لا نهاية له، هناك من اختار أن يجلس في عربة، وسط الزهور، ويكتفي بلمس الجمال.
الصورة تذكرنا أن البساطة قوة، وأن التقدير الحقيقي للحياة يكمن في لحظات التوقف، في التأمل، في المشاعر الصامتة. تلك العربة الصغيرة تمثل رحلة الإنسان في داخله، والزهرة الحمراء تمثل الشيء الذي يتمسك به ليواصل، حتى لو كان العالم من حوله لا يرى.
قد لا نملك دائمًا طرقًا ممهدة، ولا أكتافًا نستند إليها، لكننا نملك دائمًا شيئًا صغيرًا نحبه، ونتمسك به. وربما هذا هو سر البقاء.
في النهاية…
احمل زهرتك، وابدأ الطريق، فالعالم يستحق أن يُرى بعين قلبك.




