كيف تُصنع الكراهية بين الشعوب العربية؟
بقلم / سماح علام
آيسك نيوز.. “لجان، ذباب إلكتروني، حسابات مجهولة وغيرهم…” جميعها أسماء مختلفة لوجه قبيح واحد، خطط إعلامية مدروسة ومحكمة لاستفزاز وتوجيه الرأي العام وإثارة الغضب من خلال التراشق بالألفاظ والتعالي بالإنجازات وترويج الإشاعات والروايات المغلوطة، والهدف لا يتغير، “إشعال نار الفتنة لتفكيك النسيج العربي ونسف الوحدة بين الأشقاء.”
وجوه بلا ملامح، أسماء بلا هوية وجيش كامل في معركة خفية تبدأ بمنشور أو تغريدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتنتهي بفوضى عارمة وجراح عميقة في وجدان الأمة. كيف لنا وسط كل هذا الضجيج وتلك الفتن أن نتغافل عن أصل اللعبة وننجرف وراء من يستهدفون أمن وأمان أوطاننا! كيف لنا أن ننسى حديث رسولنا الكريم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً .”وقد شبك بين أصابعه ليؤكد أن أمته كالجدار الواحد ، يقوى كل جزء فيه بالآخر، فإن سقط حجر ضعف البنيان كله. وهذا ينطبق على كل العصور والأزمنة، كل منا يساند ويستقوي بأخيه ، فلمصلحة من الانسياق وراء ما يُشتت ويضعف هذه الأمة؟
المؤامرة واضحة لا تخفى على عاقل. لابد من القضاء عليها بسلاح الوعي وأن نستبدل مساحات الظلام على تلك المنصات بأخرى مستنيرة، تستوعب الحوار الناضج وترسخ مفهوم الاختلاف وأنه لا يعني العداء، وأن الأخطاء الفردية لا تمثل توجهات باقي أفراد المجتمع، فمحو الإيجابيات الكثيرة بقليل من السلبيات أمر غير منطقي.
أخيرًا.. عار علينا أن نُستخدم كأدوات في يد أعدائنا ليبلغوا مبتغاهم في تدمير أوطاننا.
