نرمين بهنسي: هل أصبحت السوشيال ميديا سجناً للروح؟
نرمين بهنسي: هل أصبحت السوشيال ميديا سجناً للروح؟
أيسك.. في عالمنا الحالي، أصبحت السوشيال ميديا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكن هل تساءلنا يوماً إن كانت هذه المنصات تزيد من شعورنا بالحرية أم أنها تحبسنا في قفصٍ ذهبي؟
في البداية، قد يعتقد البعض أن السوشيال ميديا هي وسيلة للتواصل والتعبير عن الذات. صحيح أن هذه المنصات تتيح لنا فرصة مشاركة لحظاتنا وأفكارنا مع العالم، لكن في المقابل، هناك جانب مظلم لا يتحدث عنه الكثيرون. هل نعي أن هذه “الحريات” التي نتمتع بها هي في الحقيقة مجرد أداة للتحكم في عقولنا؟ فكلما نقوم بنشر صورة أو كتابة منشور، نحن فعلياً نُقاس ونُحكم، بناءً على معايير غير حقيقية، فرضتها الخوارزميات، وأصبحنا أسرى لهذه المعايير.
هل أصبحنا نعيش في عالم موازٍ نعرض فيه حياة مثالية، بينما نكتم الحقيقة داخلنا؟ هل فقدنا القدرة على التواصل الفعلي مع أنفسنا أو مع من حولنا بسبب الإدمان على الإعجابات والتعليقات؟ للأسف، الإجابة ليست دائماً بنعم، لكن في كثير من الأحيان، نعم.
السوشيال ميديا قد تكون ساحة للحرية إذا استُخدمت بحذر، لكنها أيضاً سجن إذا استُخدمت بلا وعي. نحن بحاجة إلى أن نتوقف ونتأمل في علاقتنا مع هذه المنصات، وأن نعود إلى الحقيقة التي تخبرنا أننا أكبر من مجرد منشور أو صورة. فهل نختار أن نكون أسرى في هذا السجن الافتراضي؟ أم نحرر أنفسنا ونعيد تعريف قيمتنا بعيداً عن الشاشات؟
نحتاج جميعاً إلى إعادة التفكير في علاقتنا مع السوشيال ميديا، لتكون أداة للحرية والاتصال، وليس سماً بطيئاً يغتال راحتنا النفسية.





