المرأة… بصمة لا تُمحى من صفحات التاريخ
المرأة… بصمة لا تُمحى من صفحات التاريخ
بقلمي نرمين بهنسي
أيسك.. في كل زاوية من زوايا التاريخ، هنالك امرأة تركت أثراً لا يُنسى. مش لازم تبقى ملكة ولا عالمة مشهورة علشان تكون بصمتها قوية، كفاية إنها كانت “هي” – بصدقها، صبرها، قوتها، وضعفها أحيانًا، وإنسانيتها اللي بتخلّي الحياة أحنّ وأصدق.
الست المصرية مثلاً، من أيام حتشبسوت اللي حكمت بحكمة وشجاعة، لحد الجدّات اللي ربوا أجيال على القيم والأخلاق رغم كل التحديات، كانوا دايمًا عماد المجتمع الحقيقي. في البيت، في الشغل، في الشارع، كانت دايمًا موجودة، وبتعرف تسيب علامة من غير ما ترفع صوتها.
زمان، لما كانوا بيقولوا “وراء كل رجل عظيم امرأة”، كنا بنعدّي الجملة كأنها مجاملة، بس الحقيقة إنها مش بس وراه، دي كتف بكتف معاه، وساعات قبله، وساعات هي اللي شايلة الحمل كله من غير ما تشتكي.
في الحروب، كانت ممرضة، وكانت أم الشهيد، وكانت صوت الحكمة وسط الفوضى. وفي السلم، كانت المدرسة اللي بتزرع القيم، والفنانة اللي بتعبّر عن وجع الناس، والمحامية اللي بتدافع عن الحقوق، والكاتبة اللي بتفضح المسكوت عنه.
المرأة مش مجرد دور، دي قصة بتتكتب كل يوم، وبأنامل صبورة بتعرف تحوّل الألم لقوة، وتحوّل الضعف لفن، وتحوّل الظل لنور. كل واحدة فينا – مهما كانت بسيطة أو مش معروفة – هي صفحة من كتاب كبير اسمه “الإنسانية”، ولو الصفحة دي اختفت، الكتاب هيفقد معناه.





