جلطة العين تؤدي إلى العمى.. فما الأسباب؟
نهى عراقي
آيسك.. يربط الكثيرون مصطلح الجلطة بالمشكلات الصحية الخطيرة التي تصيب الدماغ أو القلب، دون أن يدرك العديد وجود نوع آخر يُعرف بـ”جلطة العين”.
فهل يمكن للعين أن تصاب بجلطة؟ في الواقع، الإجابة هي نعم، رغم أن جلطة العين تُعد حالة نادرة نسبياً مقارنة بجلطات الدماغ والقلب.
ويشير هذا النوع من الجلطات إلى انسداد في الأوعية الدموية أو الشريان الرئيسي المغذي لشبكية العين. تحدث جلطة العين نتيجة انقطاع تدفق الدم إلى شبكية العين، مما يجعلها إحدى الحالات الخطيرة التي تتطلب علاجاً فورياً.
إهمال العلاج قد يؤدي إلى مشكلات دائمة في الرؤية، تصل أحياناً إلى الفقدان الكامل للبصر أو العمى.
ما هي جلطة العين؟
جلطة العين هي حالة مرضية خطيرة تنشأ نتيجة انقطاع تدفق الدم إلى شبكية العين أو العصب البصري بسبب تضيق الأوعية الدموية أو تكون خثرة تمنع تدفق الدم بشكل طبيعي.
هذا الانسداد قد يؤدي إلى تلف الأنسجة المعنية. شبكية العين، وهي نسيج حيوي يقع في الجزء الخلفي من العين، تلعب دوراً محورياً في إرسال الإشارات البصرية إلى الدماغ.
تعتمد الشبكية، كغيرها من أنسجة الجسم، على تدفق الدم الغني بالأكسجين لأداء وظيفتها، وأي خلل في تدفق الدم يعرضها للتلف.
تُحدث جلطة العين تورماً في الشبكية نتيجة توقف تدفق الدم كلياً أو جزئياً، مما يؤدي إلى تأثير مباشر على وظيفتها الحيوية.
أنواع جلطة العين
حسب نوع الأوعية المصابة، تختلف أنواع جلطات العين. وأكثر الأنواع شيوعاً هي: – انسداد الوريد المركزي للشبكية (CRVO) – انسداد الشريان المركزي للشبكية (CRAO) – انسداد الوريد الفرعي للشبكية (BRVO) – انسداد الشريان الفرعي للشبكية (BRAO) يؤكد الخبراء على أهمية التوجه الفوري إلى الطبيب عند الشعور بأي أعراض تدل على احتمالية الإصابة بجلطة في العين.
أسباب جلطة العين
تنجم جلطة العين عن انسداد تدفق الدم الناجم عن تضييق الأوعية الدموية أو تكون تخثرات دموية، مما يضر بشبكية العين.
تتعدد العوامل المؤدية لهذه الحالة وتشمل: – ضيق الشرايين أو انسدادها – انسداد الأوردة الشبكية – ضعف تدفق الدم إلى الشبكية أو العصب البصري كما تلعب عوامل أخرى مثل التقدم في العمر، ارتفاع ضغط الدم، تصلب الشرايين، السكري، اضطرابات القلب، ارتفاع الكوليسترول، التدخين، ومشاكل تخثر الدم دوراً في زيادة خطر الإصابة.
بحسب الدكتورة ندى جبور، رئيسة قسم طب وجراحة العيون، فإن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، على الرغم من إمكانية إصابة الجميع. وتوضح جبور أن الدور الوراثي والتاريخ المرضي للأمراض المزمنة مثل السكري أو مشكلات القلب قد يزيد من احتمالية الإصابة.
أعراض جلطة العين
تتراوح الأعراض بين تغير مفاجئ في الرؤية أو فقدان البصر المفاجئ بإحدى العينين دون ألم. غالباً ما تشمل الأعراض انخفاضاً جزئياً أو كاملاً في النظر، وقد تتطور تدريجياً خلال ساعات أو أيام.
تشمل الأعراض الأخرى: – ظهور بقع مظلمة في مجال الرؤية – صعوبة تمييز الألوان – ضبابية الرؤية – حساسية مفرطة للضوء – ارتفاع ضغط العين التشابه مع أمراض أخرى كـ”انفصال الشبكية” يجعل التشخيص المبكر ضرورة لتفادي المضاعفات.
كيف يتم تشخيص جلطة العين؟
تشدد الدكتورة جبور على ضرورة زيارة طبيب العيون فور الشعور بأعراض غير طبيعية بالرؤية. يبدأ التشخيص بمراجعة التاريخ الطبي للمريض وطرح الأسئلة حول الأعراض، ثم إجراء فحوصات مثل: – فحص كامل للعين والرؤية – توسيع حدقة العين لفحص الشبكية – قياس ضغط العين – تصوير الأوعية بالفلوريسين في بعض الحالات، يطلب الطبيب اختبارات إضافية لتقييم صحة المريض العامة.
المضاعفات والعلاج
قد يؤدي التأخر في علاج جلطة العين إلى مضاعفات خطيرة تتضمن الفقدان الدائم للبصر. لذا يشدد الأطباء على ضرورة العلاج السريع لتجنب تفاقم الضرر الذي يمكن أن يسببه هذا النوع من الجلطات. في النهاية، الوقاية خير من العلاج.
