منوعات

ممدوح مرزوق يكتب على متن رحلتي

على متن رحلتي
بقلم م ممدوح مرزوق

كم من الوقت سوف تستمر رحلتي، لا أعلم.

وكم عدد الطرق والدروب، والمسالك والقفار، التي يجب أن أسافر بها ومنها ، رغم قساوتها ووحشتها، بل وأخطارها المحدقة،
للرسو في ميناء الوصول الآمن، وشط الأمل المنشود.

فانا اخرج كل يوم في سَحر متجدد،قبل شروق شمس يوم جديد في عربة أمنياتي، مجهزة بحدود امكاناتي ،
وأواصل رحلتي التي لا أعرف متي تنتحي واين تتوقف.

فعند كل طريق جديدة أرى شعاباً جديدة بلا عنوان، أختار إحداها بحدسي الذي أراهن عليه دائما، ولا يخذلني.

أعبر محيطات روحي..التي لا قرار لها ..ولا تظهر شطآنها علي مرمى بصري.

أترك خطواتي
على هذه الأرض وتلك ، ربما يلحق بي أمل يتعقبني ، ورجاء يمد يده .

وأقفز لأصل إلى النجوم..قفزات زمنية واسعة لا يقدر عليها سواي.

كمسافر أسافر في وديان وكهوف وهضاب هذه الشوارع الغير ممهدة، وتلك العروج الحادة.

من الصعب والمتعب الإستماع لرفاهية الألحان الرومانسية ..فلا وقت لدي، لصراحة النفس…أقول.

أنا مجبر لا مخير ،على الطَرق
على أبواب عديدة لا أعرفها ربما تودي بي إلى بابي المنشود.

هويت السفر والترحال، واكتشاف أراضٍ جديدة،لم اتخيلها قط من قبل.
للوصول إلى الأرض المقدسة..أرض ميعادي.

وأخيرًا أجتمِع مع قلبي..

روحي تتجول بعيداً بعيدا.

تنساب أنهار دموعي دافئة،
تلك الأنهار التي لا نهاية لها تصل إلى البحر …الواسع، تتوه معالمها وتموت أحزانها.

لقد حان الوقت لإنهاء رحلتي،
بوصلة حنيني تحدد المنتهى.

دون أن تعرف من أين و إلى أين تذهب…

أريد أن أستعيد وقتي، وزمني.
وتبقى رمال السنين الذهبية هباءً بين أصابعي المنهكة.

أركض إلى مسار حياتي..ركضا.

وأخيرًا يأتي الفجر،
على رصيف مصيري، أنتظر قطاري السريع، لقد حان الميقات.

مع رفع ياقة معطفي الوثير إلى الأعلى،متأهبا للترحال الاخير.

تهمس شفتاي الغاضبة:

ها أنا ذا!

ممدوح مرزوق يكتب على متن رحلتي
ممدوح مرزوق يكتب على متن رحلتي
اظهر المزيد

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب وكاتبة وقصصية وشاعرة وكاتبة محتوى وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى