لما تتغير… كل حاجة بتتغربل

لما تتغير… كل حاجة بتتغربل
بقلمي نرمين بهنسي
آيسك.. في وقت معين من حياتنا، بنعدّي بمرحلة ضباب… كل حاجة فيها مش واضحة، إحنا مش شايفين نفسنا، ومش عارفين إحنا مين فعلًا. وساعتها بيكون حوالينا ناس بنفتكر إنهم قريبين مننا، بنرتاح لهم، ونتعلق بيهم. لكن الحقيقة؟ كتير منهم ماكانوش مناسبين لينا… هما بس كانوا شبه الحالة اللي كنا عايشينها.
لما تبدأ تتعافى، وتوقف قدام نفسك بصدق، وتقرر تنضف دواخلك من الفوضى، بيحصل تغيير حقيقي.
وتلقائيًا، بتلاقي ناس بتختفي من حياتك، أو بتبعد واحدة واحدة، أو حتى بتهاجمك بدون سبب مفهوم.
واللي بيحصل هنا مش صدفة، ولا غدر، ولا خسارة… ده مجرد “فلترة”.
التعافي مش عملية سطحية، ده هدم وبناء من أول وجديد.
وماينفعش تبني بيت قوي على أساس ضعيف.
علشان كده، ناس هتقع، وذكريات هتتلاشى، وارتباطات كانت بتشبهك في لحظات ضعفك، هتبقى مش لايقة عليك دلوقتي.
النسخة المتعافية منك مش هتناسب الكل.
لأن في ناس كانت بتحب وجودك وإنت ضعيف، وإنت ساكت، وإنت بتستحمل أكتر من طاقتك.
كانوا شايفين فيك الراحة اللي تخليهم يفضلوا قاعدين في أماكنهم من غير ما يطوروا نفسهم.
فلما قومت، وقولت “أنا أستحق”، بقوا شايفينك متغير… واللي بيتغير بيخوّف اللي واقف مكانه.
بس خليك فاكر:
اللي بيبعد علشانك بقيت أفضل، هو ماكنش من الأساس ثابت في حياتك.
اللي كان مناسب لنسخة مشوّشة منك، مش هيقدر يعيش مع نسختك الناضجة.
وده مش غلط، ولا خسارة… ده “نضج”.
إنت النهارده شخص أقوى، أوعى، وأقرب لنفسك.
فما تحزنش على اللي مشي، لأن التعافي الحقيقي بيكشفلك مين كان معاك، ومين كان بس “موجود وقت اللخبطة”.
وصدقني… لما تنضج، الناس بتتغربل.
وده أجمل ما في التغيير.




