هل إنكار المرض النفسي هو علاجنا هل فعلا اللى عمرهم ما اعترفوا أو حاولو يكتشفو أمراضهم النفسيه عايشين أحسن؟
هل إنكار المرض النفسي هو علاجنا هل فعلا اللى عمرهم ما اعترفو او حاولو يكتشفو امراضهم النفسيه عايشين احسن؟
كتابة : هاجر أسامه (معالجه نفسيه)
آيسك.. “هو احنا طول عمرنا بنتضرب وبقينا كويسين”، “ماما عمرها ما طبطبت عليا، بس أنا زي الفل”، “بابا مات وأنا صغير بس وقفت على رجلي”، “ماحدش حبني في بيتنا، ومع ذلك ماحصليش حاجة”، “إنت حساس زيادة، ما تنشف كده!”
جمل بنسمعها كتير، وغالبًا بتتقال وقت ما حد يحاول يعبّر عن وجع نفسي أو يبدأ رحلة علاج نفسي. جمل ظاهرها قوة، لكن حقيقتها هروب… إنكار.
هل فعلا في نوعيه اشخاص علاجهم بانكارهم انهم مرضي او انه في حاجه اتكسرت جواهم او ان شخصيتهم بقت علي الحال ده بسبب تاثرهم وانه ده شكل تانى من المرض هل علاجهم انهم ميبقوش واعيين على ده وانه الاشخاص اللى بيبان عليهم المرض النفسي من اكتئاب وتوتر وخوف وجنون وعزله وتمرد هم الاشخاص الاضعف والاجن وانهم غير طبيعين وانهم السبب في كونهم مرضي؟
الحقيقه انه اكيد لا الشخص المتألم مش ضعيف الشخص المريض نفسيا مش عار.. العار انه اتجاهل كونى اتاذيت واذي اللى حواليا واكمل في دايره الاذي لانها اسهل وبتكون فيها اقوي.
هل الإنكار شجاعة؟
في ناس عمرهم ما اعترفوا إنهم اتوجعوا أو إن عندهم جُرح نفسي، وبيعيشوا طول الوقت لابسين قناع القوة، رافضين يعترفوا إن في حاجة اتكسرت جواهم.
هل ده معناها إنهم فعلاً أقوى؟ ولا ده شكل تاني من الضعف، شكل مقنع بيهرب من الحقيقة علشان ما يتواجهش مع الألم؟
“الاعتراف بالألم أول خطوة نحو التعافي.” – برينيه براون
اللي بينكر وجعه مش بالضرورة “سليم”، ومش دايمًا “مرتاح”، لكنه متعود يدفن مشاعره، ويقنع نفسه إنه تمام، لحد ما يتكون جواه كمّ كبير من التراكمات اللي بتنعكس في الغضب، القسوة، السيطرة، أو حتى اللامبالاة.
الشخص اللى بيدرك ويوعى بمشاكله ومرضه النفسي وبيحاول يشتغل علي نفسه ويتعالج بيكون اشجع واقوي من اي شخص انكر ضعفه واستمر في حياته بهيئته القويه المزيفه اللى بتعتمد علي تكرار الاذي لنفسه ولغيره هو اضعف واجبن من انه يحاول يتعالج لذلك هتلاقيهم بيدارو ضعفهم بانهم يقلبو عليك انت الموقف ويخلوك انت الضعيف العار المجنون والعبء علي نفسك وعلى اللى حواليك.
مين المريض بجد؟
المريض مش هو اللي بيعيط، ولا اللي بيعاني من اكتئاب، ولا اللي بيخاف، ولا اللي بيطلب المساعدة.
المريض الحقيقي هو اللي بيأذي نفسه وغيره، وبيكمل في دايرة الأذى من غير ما يحاول يوقف أو يعترف.
اللي بيدفن جروحه، وبدل ما يداويها، بيرجع يصدرها للي حواليه.
“المرض النفسي لا يُرى، لكنه يُشعر بكل قوة… في القلب، في الروح، وفي الحياة كلها.”
العار مش في المرض… العار في التجاهل
اللي بيحس، ويتكلم، ويطلب علاج، هو شخص قوي.
اللي بيقف قدام نفسه ويقول “أنا موجوع”، هو شخص شجاع.
اللي بيواجه فكرة إنه محتاج يساعد نفسه، هو إنسان اختار النور على العتمة، واختار يواجه بدل ما يهرب.
“الضعف مش عيب… العيب هو إننا نفضل نكذب على نفسنا علشان نبان أقوياء.”
ما تصدقهمش… إنت مش ضعيف
هيشككوك في قدراتك ومعافرتك متصدقهمش انت مش ضعيف انت متألم انت مش جبان انت بتحارب مش انت اللى عملت كده في نفسك بس انت اللى هتعالجها وهتوصلها لاحسن نسخه منها انت مش مرضك انت المريض انت مش مجنون انت انسان.
لو قالوا لك إنك مجنون، حساس، عبء، أو فاشل… ما تصدقهمش.
إنت مش مرضك.
إنت مش لحظة الانهيار.
إنت مش العيب اللي شايفينه فيك.
إنت إنسان بيمر بتجربة صعبة، لكنه بيحاول، بيقاوم، وعايز يبقى أفضل.
“الشجاعة مش إنك ما تقعش، الشجاعة إنك تقوم تاني بعد كل مرة تقع فيها.”
الشخص اللي بيشتغل على نفسه، وبيكسر سلاسل التربية القاسية والإنكار المجتمعي، هو شخص بيصنع معجزة صغيرة كل يوم. وده هو الشفاء الحقيقي.





