وش مش بتاعي
وش مش بتاعي
بقلمي نرمين بهنسي
أيسك.. مش دايمًا اللي بيضحك مبسوط، ولا اللي ساكت راضي، ولا اللي ناجح مرتاح. في وشوش كتير حوالينا بنشوفها كل يوم، وشوش متلونة مش بلون صاحبها، لكن بلون الظروف، أو بلون الناس اللي حواليه، أو بلون الدور اللي مفروض عليه يمثله.
فيه ناس بتصحى كل يوم تلبس وش القوة وهما جواهم هَشّين، وناس تلبس وش البرود وهما نار جواهم مولعة، وناس لابسة وش المثالية وهما تايهين ومش لاقيين نفسهم.
كل واحد فينا يمكن لبس وش مش بتاعه في يوم من الأيام. يمكن علشان ينجو، يمكن علشان يرضي، أو يمكن علشان خايف يترفض لو ظهر بوشه الحقيقي. بس الحقيقة؟ الوش الغريب مهما كان متقن، بيخنق. بيكتم النفس، وياخد من العمر حتة حتة.
أوقات، بنبص في المراية ومش نعرف نفسنا. نقول: “هو أنا بجد كده؟ ولا دي نسخة معمولة عشان الدنيا تمشي وخلاص؟”
والأصعب من كده، إن الوش اللي مش بتاعك ممكن يغلب على ملامحك لدرجة إنك تنسى ملامحك الأصلية.
المجتمع بيعلمنا نلبس الوش اللي يناسبه، مش اللي يناسبنا. يمدح اللي بيكتم، واللي بيستحمل، واللي دايمًا “كويس”. بس مين قال إن الكتمان بطولة؟ وإن الاستحمال شجاعة؟ وإننا لازم نبقى كويسين طول الوقت؟
اللي بيخلينا بشر حقيقيين، هو ضعفنا، خوفنا، حيرتنا، وتعبنا. هو إننا نقدر نقول “أنا مش تمام”، ونخلع الوش اللي مش بتاعنا، ونمشي بملامحنا إحنا، حتى لو كانت مجهدة، حزينة، أو مش كاملة.
يمكن لما نعمل كده، نرجع نحب نفسنا. ويمكن ساعتها، الناس الصح هتشوفنا، وتحبنا بجد، من غير وشوش.





